الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب افشاء السلام قد اورد فيه المؤلف ثلاثة احاديث الحديث الاول وهو حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا الا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم رواه مسلم قوله صلى الله عليه واله وسلم لا تدخلون الجنة هكذا لا تدخلون باثبات النون بمعنى انه نفي وليس بنهي لا تدخلون الجنة حتى تؤمن يعني الايمان بالله تبارك وتعالى وبما يجب الايمان به وهذا على ظاهره واطلاقه فانه لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة سواء كان هذا الايمان كاملا او كان الايمان ناقصا لكنه غير منخرم يعني ما لم يرد عليه ما يخرمه من اصله فيفسده ويبطله لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا يعني هذا هو الشرط حتى يتحقق الايمان ولا تؤمنوا هكذا لا تؤمنوا باسقاط النون هكذا جاء في هذه الرواية وعليه اكثر الروايات وقد ذكر القرطبي رحمه الله في المفهم وهو من شروح صحيح مسلم ان الصواب اثباتها اثبات النون ولا تؤمنون وان ذلك قد وقع في بعض النسخ لان لا هذه كالتي قبلها نفي وليست بنهي لان الناهية هي الجازمة ومثل هذا يجزم بحذف النون فاذا قلنا بان الاولى نافية فهذه كذلك نافية فالنون تكون مثبتة فاسقطت هنا وبعض اهل العلم يقولون كانها حذفت النون هنا للمجانسة والازدواج حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا من باب المجانسة وانه قد تحذف النون تخفيفا. وان هذا يرد في كلام العرب يحذفون النون مع ان حقها ان تثبت من ناحية الاعراب يقولون من باب التخفيف من باب التخفيف والنووي رحمه الله يقول هكذا هو في جميع الاصول يعني بحذف النون ولا تؤمنوا يقول في جميع الاصول يقول وهذه لغة عربية معروفة صحيحة هذا كلام النووي مع ان هذا لم يسلم له قد ذكر الطيبي بانه استقرأ نسخ صحيح مسلم والحميدي وجامع الاصول وبعض نسخ المصابيح يقول فوجدناها مثبتة بالنون على الظاهر مثبتة بالنون على الظاهر ولا تؤمنون اذا يوجد في بعض النسخ باثبات النون والاكثر بغير بغير النون وان هذه لغة وان العرب قد تحذف ذلك تخفيفا. ليس من شأننا ان نشتغل بالاعراب ولكن هذا موضع يشكل على من له ادنى فهم في اللغة العربية لماذا اثبتت النون هنا ولماذا حذفت هنا؟ يعني هذا من المواضع التي تستشكل ويقف عندها القارئ او السامع وقوله صلى الله عليه واله وسلم هنا ولا تؤمنوا حتى تحابوا اذى بحث على التحابب افشاء السلام يعني حتى يحب بعضكم بعضا دخول الجنة متوقف على الايمان الايمان متوقف على وجود المحبة بين المؤمنين وقد قال بعض اهل العلم كالنووي رحمه الله ان المعنى لا يكمل ايمانكم ولا يصلح حالكم في الايمان الا بالتحاب شيخ الاسلام رحمه الله ذكر قاعدة بمثل هذا انه ما جاء ما جاء بنصوص الكتاب والسنة مما نفي الايمان عن فاعله او عن تاركه فان ذلك يحمل الاصل في النفي انه يحمل على الوجود فان كان الشيء موجودا فانه يحمل على الصحة فان كان الشيء صحيحا يعني بدليل اخر فان ذلك يحمل على الكمال والكمال على نوعين الكمال الواجب والكمال المستحب وحينما يقول النبي صلى الله عليه وسلم مثلا في غير باب الايمان لا صلاة الا بوضوء لا صلاة. هيئة الصلاة نراها يقوم يركع ويسجد اذا يحمل هذا على الصحة فان دل دليل على الصحة لا صلاة بحضرة طعام ان دل دليل على الصحة فان ذلك يحمل على الكمال اما الكمال الواجب واما الكمال المستحب. شيخ الاسلام رحمه الله يقول في باب الايمان اذا جاء النفي عن صاحب فعل او عن تارك عمل بانه ليس بمؤمن او لا يؤمن من فعل كذا فان هذا ان دل ما ان وجد ما يدل على صحة ايمانه فان ذلك يدل على نقص ايمانه الواجب الذي يستحق عليه العقوبة يستحق عليه العقوبة يعني حينما يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه لا يؤمن هل هو معناه كافر هل المعنى انه يكون كافرا؟ الجواب لا لا يؤمن نفى عنها الايمان فيحمل ذلك على انه قد نقص من ايمانه الواجب الذي يكون معه من اهل الوعيد يعني يكون مستحقا للعقاب ثم يكون بعد ذلك مصيره الى الجنة وهكذا ما جاء باسلوب الحصر انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا. جاء باسلوب الحصى والحصر بانما من اقوى صيغ الحصر هو في المرتبة الثانية بعد النفي والاستثناء لا اله الا الله يعني النفي والاستثناء. بعده يأتي الحصر بانما عند الاصوليين فهنا حينما يقول الله عز وجل بصيغة الحصر انما المؤمنون الذين هذه صفتهم مفهوم المخالفة ان غيرهم ليسوا كذلك ليسوا يعني كأنه نفي للايمان عنهم انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم خافت واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا فمن لم يكن كذلك هل يكون كافرا؟ الجواب لا ولكنه يكون قد نقص من ايمانه الواجب الذي يكون معه من اهل الوعيد هذه هي القاعدة هذه هي القاعدة فهنا يقول لا تؤمنوا حتى تحابوا فلما نفى عنهم الايمان الا بالمحبة مع انه توجد ادلة اخرى على صحة الايمان في اصله وان لم توجد يعني وان وجد البغضاء بين الناس فالله عز وجل يقول انما المؤمنون اخوة لما قال وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاثبت لهم الايمان مع الاقتتال فهل يفهم من هذا انه اذا ابغض احدا من المسلمين او ابغض بعض المسلمين انه لا يكون مؤمنا؟ الجواب لا. ولكن مثل هذا حينما ينفي عنه الايمان يدل على انه قد نقص من ايمانه الواجب الذي يكون معه مستحقا العقوبة ما لم يتجاوز الله عنه او يتوب او يكون له حسنات ماحية او يكون قد وقع عليه مصائب مكفرة او بشفاعة او غير ذلك مما يحصل به اسقاط العقوبة ولا تؤمنوا حتى تحابوا حتى يحب بعضكم بعضا فلا يتحقق الايمان الواجب الا بوجود المحبة يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله بفتح الباري الذي هو احد شروح صحيح البخاري الا انه لم يكمل وهو اجل شروحه واعظمها وانفسها لو اكتمل هذا الشرح يقول وانما يحب الرجل لاخيه ما يحب لنفسه اذا سلم من الحسد والغل والغش والحقد وذلك واجب لاحظ قال بان ذلك واجب يعني ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. لا يؤمن نفى عن الايمان حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ما معنى لا يؤمن الايمان الواجب معناه ان الذي لا يكون كذلك يكون من اهل الوعيد انه يكون قد نقص من ايمانه الواجب الذي يستحق معه العقوبة يقول ابن رجب فالمؤمن اخو المؤمن يحب له ما يحب لنفسه ويحزنه ما يحزنه اذا متى يتحقق هذا؟ اذا سلم القلب من الحسد والغش والغل والحقد فان هذه المدنسات تجعل صاحبها يتحامل على الاخرين ويود لهم المكروه والشر بل قد يصل الحال به الى اكثر من هذا ان يسعى بايصال الشر اليهم ان يسعى باذيتهم ايصال المكروه لهم بلسانه ويده وقلمه وما استطاع فهذا يكون قد نقص من ايمانه الواجب الذي ليس له شغل الا الوقيعة في اعراض المسلمين ونقل النميمة بين الناس وقالت السوء واغار الصدور هذا يكون اسوأ حالا من ذاك الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لا تؤمنوا حتى تحابوا لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. هي هي مراتب اعلى هذه المراتب ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه هذا الذي حقق الايمان الواجب بعدها ان يحب اخاه لكنه لا يبلغ هذه المرتبة ان يصير بهذا الحال ان يحب له ما يحب لنفسه. فيكون مقصرا هو لم يطالبه الشارع ان يحب لاخيه اكثر مما يحب لنفسه انما ذاك في محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين. اما في محبة المسلمين فان من رحمة الله عز وجل ولطفه انه لم يطالبن اكثر من ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه والذي دائما انصح به نفسي وانصح به من يسمع ويقبل النصح ان تجعل نفسك دائما مقام اخيك اذا تعاملت معه اذا تكلمت معه اذا عاتبته اذا طالبته بحق ضع نفسك مكانه حتى في النصيحة تخير من العبارات ما تحب ان تسمعه في هذا المقام. حينما تكون مقصرا او مخطئا او غير ذلك اذا ادبت ضع نفسك مكان هذا الانسان حينما يكون هؤلاء الناس تحت ولايتك انت ترأسهم في العمل اخطأ قصر ليس من عادته التقصير ليس من عادته الخطأ ضع نفسك مكانه هذا الانسان قد يكون من تلامذتك هؤلاء التلاميذ ضع نفسك مكانه قبل ان تسخر منه او ان تجرح مشاعره ضع نفسك على هذا المقعد واستمع لاستاذك حينما يعني بعض الناس لا اتق الله عز وجل يجرح ويؤذي ويسخر ولا يحسب الكلمات التي يقولها تكون جارحة يسخر منه ويسخر من اسمه ويسخر من اسرته او عائلته او بلده او يسخر من تصرفاته او من هيئته او من تفكيره وفهمه او غير ذلك يجرحه بعينه. قل انت كذا وانت كذا وانت كذا امام الاخرين حتى لو كان بينه وبينه ضع نفسك مكانه وهكذا في التعامل واقالة العثرات حينما يتعثر حينما يخطئ حينما انت كالطبيب الطبيب لا يتشفى قد يحمل المشرط ويجري العملية ويسيل الدم ويشق الجلد والعروق ولكنه لا يتشفى هو يطلب عافيتك يطلب الاب حينما يضرب ولده حينما يؤدب ولده حينما يعاتب ولده ليس معنى ذلك انه يبغضه. فهو يضربه وفي الوقت نفسه يتألم اكثر مما يتألم هذا الولد لكن يفعل ذلك رأفة به وتأديبا له واحسانا اليه لان المسلم المسلم لاخيه كما قال شيخ الاسلام كاليدين يغسل بعضهما بعض يقول وقد لا يزول الوسخ الا بشيء من الخشونة. تاج فرك تاج الى خشونة. هذا الوسخ عالق ثقيل يحتاج الى نوع من المعالجة. اما الكلام في التشهي والتشفي والوقيعة في الاعراظ فهذه احط المراتب يعني كون الانسان هذا لا يحب لاخيه ما يحب لنفسه فيهبط مرتبة يكون يحبه لكن دون ذلك فدونه من لا يحبه لا يحب له لا يحبه لكن لا يحب له الشر. ودونه من يحب له الشر. واحط المراتب ان يسعى في الشر. بلسانه وقلمه ويده هذا احط الدركات هذا لا يفعله الا اصحاب النفوس الضعيفة. الذين لا يحملون شيئا من كرم النفس والمروءة وليس عندهم من الدين وازع يمنعهم فيكف الواحد اذاه عن اخوانه المسلمين احط المراتب احط الدركات الاذى اذى المسلمين اذا كان لا يؤمن حتى يحب لاخيه ما يحب نفسه فكيف اذا كان وليس فقط كذلك بل يسعى لاذيته يسعى الاساءة اليه يقع في اعراض المحصنات يمشي بين الناس بالنميمة وقالة السوء باي طريق كان يكتب هذا في النت يقرأه الناس من المشرق الى المغرب ويتكلم بالظنون فلان فيه كذا وفلان فيه كذا وفلان فيه كذا واذا وجد عيبا نشره وفرح به واذاعه ويغمز هذا ويتكلم في هذا ولا يترك احدا فمثل هذا نسأل الله العافية في احط المراتب هذا في احط الدركات فالمؤمن يحذر من مثل هذا الاستقامة والتدين ايها الاحبة لا تكون بظاهر قد يبدو للناس فيه سيما صلاح ولكن الباطن فاسد يحمل الضغائن والغل على الناس قطيعة رحم واساءة الى الجيران والقرابات والمعارف والله عز وجل يوصي بالاقرب فالاقرب بالوالدين احسانا وبذي القربى ثم هكذا بحسب القرب جار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب. الصاحب بالجنب زميلك في الدراسة. زميلك في العمل. زميلك في السفر. له حق اكثر من ذاك الذي تراه في الطريق وتسلم عليه يجمعك الذي يجمع بينكما هو اخوة الاسلام هذه الرابطة الايمانية ايها الاحبة هي التي جعلت اهل السماء من الملائكة يستغفرون للذين امنوا. الرابطة الايمانية يستغفرون لهم فالمؤمن يستغفر لاخوانه يحبهم يحب لهم ما يحبه لنفسه لا انه يسعى باذاهم. وفي هذا هذه المحبة اذا تحققت من المصالح الشرعية ما لا يقادر قدره ولا شك ان من نظر في النصوص الشرعية ادنى نظر يعرف ان من مقاصد الشريعة الاجتماع ونبذ الافتراق اجتماع القلوب بالمحبة والتآخي والمودة والتناصر الذي يكون بين اهل الايمان. هذا من مقاصد الشرع واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا فهذه نعمة من الله تبارك وتعالى فمن يريد ان يمزقها بين المؤمنين فانه يكون في حال من السوء والجرم ولهذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يدخل الجنة نمام ليدخل الجنة نمام لان هذا النمام يفعل خلاف مقصود الشارع الشارع يقصد جمع القلوب وتحبيب الناس والكذب الذي هو احد اركان النفاق ابيح للاصلاح بين ذات لاصلاح ذات البين وتقريب القلوب والنفوس بين المتخاصمين فيقول فلان يحبك فلان يثني عليك فلان يطريك يذكرك بالخير يكذب من اجل ان يقرب النفوس والقلوب ويصلح بين الناس وجاءت النصوص الشرعية كثيرة في فضل الاصلاح بين الناس وانه من افضل الاعمال واجلها وقد تكلمت على هذا طويلا في الكلام على الاختلاف فهذا من مقاصد الشارع ومن المطالب العظيمة اجتماع القلوب تناصر التعاضد ودفع ما يضاد ذلك من اسباب الضغينة ولهذا نهي ان يبيع على بيع اخيه ان يخطب على خطبته ان يسوم على صومه لان لا يغير قلبه بل نهي عن التناجي لا يتناجى اثنان دون الثالث الا باذنه. لماذا لانه يحزنه. الشريعة جاءت بهذا الرقي مراعاة مشاعر المؤمن والقيام على كل ما يقرب قلبه ولذلك ليس من العقل ولا الحكمة ايها الاحبة هذا الذي نفعله بانفسنا هذه الرسائل التي نرسلها في وسائل الاتصال في الواتساب وغيره مما يثير الضغينة يثير ضغائن رسايل بلا نفع اذا كنت تريد ان تذكر شيئا من العيب ونحو ذلك تريد اصلاحه فاذهب وانصح هذا الذي وجدت فيه هذا العيب وان كنت لا تستطيع الوصول اليه فاذهب وتحدث مع من يصل اليه ليكلمه. هذا الطريق في الاصلاح. اما رسائل بعدها رسايل بعدها رسايل حتى يجتمع في هذا القلب من هذه الاشياء الكثيرة التي تغيره وتكدر صفوه فيمتلئ بالغل والحقد على هؤلاء او هؤلاء او هؤلاء او اولئك هذا غير صحيح والعاقل لا يصغي لهذا ولا يسمح لاحد ان يعبث بقلبه فيملأ قلبه من الغل اذا كان وجد مجموعة من هذه المجموعات ويرسلون هذه الرسائل التي تحرك القلوب وتثير الغل فيها فالطريق هو غير عتبة بابك هذا هو الطريق ايها الاحباء. غير عتبة بابك سلم وفارق بمعروف وسلام ابتعد عن هذه المجموعة فلان خرج من المجموعة عذرا انا لا استطيع المواصلة انا لا اجد من الوقت ما استطيع معه المتابعة بلطف وابتعد اقبل على ما ينفع على ما يبعث على الانشراح والفرح والفأل والسرور والعمل الصالح والنفع العام والخاص الامور التي تنفعك في دينك ودنياك وجالس من ينتفع بك او تنتفع به ولا تجالس من يضيع عليك الزمان او يغير عليك قلبك من الناس من ليس له هم الا هذا النوع من الرسايل الموحشة يبعثها ويرسلها اناء الليل واطراف النهار تستيقظ على رسالة وتنام على رسالة تصبح على غم وتنام على هم هذا ليس من العقل ولا من الحكمة ان نجعل قلوبنا اوعية لمثل هذا اطلاقا وهنا كما قال بعضهم بان مثل هذا العمل البسيط الان السلام ادفع للضغينة بغير مؤونة. اكتساب اخوة باهون عطية لاحظ انت لا تخسر شيئا لا تخسر شيئا افشوا السلام بينكم ما الطريق الى التحاب حتى نصل الى هذا الايمان الواجب افشاء السلام افشاء السلام بذله لمن عرفت؟ ومن لم تعرف افشاء السلام فسره النووي رحمه الله برفع الصوت به حتى تسمع المسلم عليه وكسر قوتها وتفريق شملها وتبديد هذا الشمل فنسأل الله عز وجل ان يصلح حالنا واحوال المسلمين. وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته والله اعلم. السلام عليكم لا شك ان هذا مطلوب من اجل ان يتحقق المقصود لكن ليس هذا معناه افشاء السلام ولهذا خالفه جمع من اهل العلم وقالوا بان المقصود بذلك اذاعة السلام. نشر السلام ان يكثر في الناس. ان يكثر في المجتمع. تمر بانسان صغير كبير عامل فراش حارس مسكين فقير ينظف الطرقات. السلام عليكم ولا يكون السلام على المعرفة كما يكون في اشراط الساعة فيما ذكره النبي صلى الله عليه واله وسلم. فالسلام اول اسباب التآلف مفتاح استجلاب المودة كما قال النووي رحمه الله بافشاءه تمكن الالفة بين المسلمين واظهار الشعار الذي يتميزون به وهو السلام وكذلك فيه رياضة للنفس ومعالجة لها بالزامها التواضع. بعض الناس بصعوبة يخرج السلام. واذا كان يمر في سيارته يتثاقل ان يرفع يده ليسلم. وحين يتردد اليد ما تكاد ترتفع ليسلم. الا اذا كبر او قلة معروف اليد يريد ان يرفعها لا ترتفع يبخل بالسلام وقد يفشوا هذا في مجتمع فيكون الجفاء سمة سمة لهذا المجتمع فتحصل يحصل التباعد في النفوس وهذا شيء مشاهد ناس يمرون لا يسلمون يأتي ويجلس في غرفة انتظار في مستشفى في اي مكان في عيادة ويجلس وكأن هؤلاء العشرات ليسوا بشيء يجلس وينظر اليهم بوجه جريء ولا يسلم ما يضر الانسان اذا دخل قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا دخل احدكم فليسلم اذا دخل احدكم المجلس فليسلم. المسجد فليسلم فهو لا يخسر من ذلك شيئا واذا خرج فليسلم فليست الاولى باحق من الثانية اذا قام ليخرج من المجلس او من المسجد يقول السلام عليكم كما يقوله اذا اذا دخل فيكون ذلك فاشيا في الناس. تصور مسجد كل من دخل قال السلام عليكم. واذا خرج قال السلام عليكم. يكون بينهم من الالفة الشيء الكثير. لكن اذا وجد جفات لا يسلم الداخل ولا يسلم الخارج تكون النفوس متباعدة لا احد يسلم على الاخر واذا خرجوا تسابقوا على الابواب عله ان لا يصادف احدا فيسلم عليه يريد ان يلبس ما عليه لا يلتفت لئلا يصادف احدا من الناس من المصلين من اجل ان يخرج لا يراه احد ولا يرى احدا النفوس احيانا تتصحر فيقل المعروف فيها ويقل الخير بادنى صوره مما لا كلفة فيه كالسلام. فهذا للاسف نقع فيه على كل حال هذا السلام ايها الاحبة كما قد رأيتم كما قد سمعتم جعله النبي صلى الله عليه وسلم شرطا في هذا الايمان الواجب والتقاطع ما يكون خلاف ذلك من البغضاء ونحو ذلك هي سبب انطلاق الدين والوهن في الاسلام كما نشاهد في ارجاء المعمورة اليوم التفرق والاختلاف الكثير وكل واحد الا من رحم الله عز وجل بيده معول يهدم ويضرب اواصر الاخوة والرابطة الايمانية بين المؤمنين كل في عالمه كل في يتكلم بما يحسن وما لا يحسن وما يحسن وما لا يحسن وماله فيه نية وما ليس له فيه نية وما يكون فيه مصلحة وما لا يكون فيه مصلحة فهنا على كل حال حينما يلتقي المسلمان فهذا يدعو لصاحبه لما يلقاه ما يعرفه بالسلامة ويشعره انه لا يصل اليه منه مكروه رحمة التي تكون سببا لكل خير فان هذا لا شك انه يكون سببا لاسر القلوب وافشاء المحبة بين المسلمين لا سيما مع الناس هؤلاء الضعفاء المساكين من العمال الذين لربما يمر عليهم كثير من الناس لا احد يسلم عليهم والحديث في هذا يطول اولئك الذين يأتون للحج والعمرة من اعاجم وغير الاعاجم من بلاد بعيدة بعضهم لما سلم عليه في الحج بكى بكى ناس يمرون عليه ما احد يسلم وكان يتوقع ان يرى شيئا اخر ولذلك تقوم بعض الجمعيات الخيرية بحملة سلام فقط على الحجاج. يأتون ويستقبلون في المطارات وفي الاماكن الذي التي يأتون من ناحيتها فقط يبتسمون في وجوههم ويسلمون. فكان هذا له ابلغ الاثر وقد كتب عنه كثيرا. وذكروا اثاره ومشاهده من اقبال قلوب هؤلاء الناس ومن بكاء بعضهم وتأثرهم بمجرد السلام هذه الشريعة عظيمة جاءت بالاسباب التي تجمع القلوب ودفع كل ما يؤثر في افتراقها ولو كانت امور يسيرة يستخف بها الناس. انظروا الى اقامة الصفوف في الصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال لتقيمن صفوفكم او ليخالفن الله بين قلوبكم اقامة يعني يعني التخالف في الصف يسبب التخالف في القلب والامة ليست بحاجة الى مزيد من الانهاك