فقيل له ان هذا يأخذ عليه مائتي اية لانه يرجو ان يكون عاملا به اما الاخر اقل لانه لا يبلغ المبلغ الاول ما ترى فيه قال ما احسن الانصاف في كل لا يقدم شيئا اصلا لانه شحيح فاذا قدم فلربما يشعر ان ذلك من قبيل المغرم الذي لا عائدة فيه ولا عوض ولذلك قالت العرب بان اللئام ينزلون الاسافل من الارض الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة في هذه الليلة بالكلام على قول عمار رضي الله تعالى عنه ثلاث من جمعهن فقد جمع الايمان الانصاف من نفسك وبذل السلام للعالم والانفاق من الاقتار قد كان الكلام في الليلة الماضية عن الجملة الاولى وانما يحول بين المرء والانصاف من نفسه وقال ما يعني قال انه ما يرى ان اهل الحديث يسلمون من هذا فقيل له وان كان رجل يقرئ رجلا مائتي اية ويقرأ اخر مئة اية ما تقول فيه؟ فقال ينبغي ان ينصف به الناس هواه فاذا كان الهوى هو الغالب على الانسان فانه يغفل عن نفسه وعن عيوبه وافاته وينصرف الى غيره مطالبا بايفاء حقوقه او متحدثا عن عيوبهم واخطائهم وزلاتهم وعللهم وادوائهم قد يكون ذلك حقيقة فيهم وقد يكون متوهما او مفترى واذا مكر بالعبد ولم يوفق الى ما ينفعه ويرفعه فانه يصير الى حال كهذه قد قال الامام الذهبي رحمه الله من المصيبة ان يكون الرأس الرجل رأسا في نقد الرجال وينسى نقد نفسه يغفل عن عن نقد نفسه وهذا كثير لربما رأيت الرجل ينتقد في المجالس كل ما تشاهد وهو ينتقد كل شيء ولا يعجبه شيء واذا نظرت الى حاله تجد خللا ظاهرا ينتقد تدبير الامور والتصرف في الاموال ونحو ذلك ويطعن في الذمم ويطلق عبارات يعمم فيها الاحكام فهو نقده كثير النقد واذا نظرت الى حاله وهو في ادارته لاسرة صغيرة تجد بيتا مضيعا تجد اهمالا واضحا لا تخطئه العين فكيف لو كان هذا يدير قرية او يدير مدينة او يدير بلدا اكبر من ذلك وقل مثل ذلك ايضا حينما يتحدث في الذمم والتضييع ونحو ذلك واذا نظرت اليه فانما يقع تحت يده فانه عنوان الحلال ان وقع تحت يده سيارة للعمل فانه يتصرف فيها تصرف من لا يرقب في شيء الا ولا ذمة ويشعر ان هذا احل من ما له الخاص وان عليه ان يحلله واذا عيب عليه او نقد في هذا اطلق بعض العبارات التي لربما تعرفون وتسمعون وهكذا تجد الذمة في الاموال فما حل باليد فهو الحلال لربما كان الابناء والبنات ممن يدرسون في الجامعات او نحو ذلك. ويسجل كل واحد منهم بهذه البرامج لمن يبحثون عن العمل حافز ويستحل هذه الاموال واذا قيل له اطلق بعض العبارات كيف تستحل هذا؟ هذا ليس لك لا يجوز لا يحل فكيف لو كانت بيدك الخزائن ماذا سيفعل وهو ينتقد كل شيء الانصاف من النفس عزيز وقل مثل هذا في من ينتقد اهل العلم باعتبار انهم لا يقومون بما يجب واذا نظرت اليه فانه يقعد عن الاحتساب والانكار في امور مقدورة له على من هم دونه في قارعة الطريق او في مجلسه او في السوق او في المستشفى او عند الحلاق او في المطعم او غير ذلك. يعجز ان يقول هذا اتق الله او لهذه المرأة لا تتبرجي او يقول لهذا الا تفعل هذا فانه لا يحل يسكت صمت القبور ثم يطالب الاخرين ان يقوموا قيام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله و نظرائه هذا ليس من العدل الانصاف من النفس انه يرجع الانسان لنفسه ويبحث عن ضعفه ويبحث عن عيوبه ويبحث عن عجزه وما قعد فيه عن امر الله عز وجل مقدور له قبل ان يوجه ذلك الى الاخرين يسلق بلسان حديد اعراض اهل العلم هذا ليس من الانصاف من النفس وقل مثل ذلك فيما يطالبه الانسان من الاستيفاء الحقوق من الاخرين ثم بعد ذلك ان كان عليه حق فالمطل تأخير البخس صور كثيرة جدا تدل على قلة ذمة وغفلة عن النفس وقلة انصاف فهذا الانصاف من النفس ايها الاحبة كما ذكرنا في الليلة الماضية يكون فيما يتصل بحقوق الله عز وجل وبحقوق المخلوقين ويكون ذلك ايضا مع الانسان في خاصة نفسه بخاصة نفسه ولا يرفع نفسه فوق قدرها ولا يعطيها ما لا تستحق من المنزلة او الاوصاف او المقامات او نحو ذلك فيكون بذلك ظالما لها فان طالب الاخرين بمثل هذه الامور فهو ظلم فوق ظلم هذا لا يحق ولا يحل وهكذا حينما يدخل الهوا في نفس الانسان في كثير من المزاولات لو ان الانسان تأمل في حاله نحن قد نجد من يبيع ويشتري في وقت الصلاة وقد ننكر عليه بالسنتنا وقد ننكر ذلك بقلوبنا حينما نكون مجتازين بهذا المكان و نجد ان هذا التصرف انه غير مبرر لكن حينما يأتي الواحد منا لحاجة في هذا المتجر او ذاك ثم يغلق الباب في هذه اللحظة من اجل الصلاة تجد الانسان يحاول ان يقنع هذا البواب ان يفتح فان لم يفعل فلربما ضاق زرعه به هذا هوى ليس هذا من الانصاف ان ينصف الانسان من نفسه. حينما يطالب هؤلاء ان يقفلوا هذه المحال ويبقى الناس خارج المحل ثم اذا كانت له حاجة جاء وتقحم واصر وصار يحاول ويلح في الدخول اين الانصاف من النفس وهكذا وقد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله ان من الناس من يكون قيامه لغير الله تبارك وتعالى يعني في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك فاذا اعطي شيئا من الرئاسة او المال او نحو ذلك تحول الى معين لهذا الذي كان ينكر عليه فيكون جزءا من هذا العمل وهذا شيء لا شك انه خلاف انصاف المرء من نفسه الامر الثاني وهو بذل السلام للعالم بذل السلام بمعنى انك تلقي السلام يجود الانسان به فذلك بذله بمعنى ان ذلك يكون منه كثيرا بلا حساب لا يكون سلامه مقتصرا على معارفه او على من يحب او على من يعظمه وانما يكون سلامه للكبير على الكبير والصغير والغني والفقير ومن يحبه ومن لا يحبه بذل السلام لي العالم وحينما يقول للعالم ليس المقصود بذلك الكفار فان هذا يخرجه ادلة اخرى عند العلماء القائلين بان الكافر لا يبدأ بالسلام مطلقا قد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام والمقصود ان يبذل السلام للعالم يعني ممن يستحق ان يبدأ بالسلام وان يبذل له بالسلام فيكون ذلك من طبيل العام المراد به الخصوص او العام المخصوص. العام المخصوص اذا نظرنا الى الادلة المخصصة واذا نظرنا اليه من غير هذا الاعتبار لان النصوص قد تكون خصصت نوعا من الكفار ولكنه قد يلحق بهم غيرهم باعتبار نفي الفارق عند من يقول بهذا فيكون من قبيل العام المراد به الخصوص وقد يكون من الاول فهذا مثل قوله وصلى الله عليه وسلم وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف بذل السلام للعالم فهذا من مكارم الاخلاق وهكذا في قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق الا ادلكم على شيء او امر اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم افشوا فهذا معنى بذل السلام الافشاء ان تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف كما سيأتي في حديث اخر ان شاء الله تعالى. وهذا يدل لا شك على التواضع فان المتكبر لا يبذل السلام على الاخرين وانما يشمخ بانفه ولا يرى الناس لا يرى الناس شيئا انما قد يسلم على الكبراء ونحو ذلك بل قد لا يرد السلام اعني هذا المتكبر كبرا وتيها فضلا عن بدء الناس بالسلام فالمتواضع هو الذي يبذل السلام واقبح من هذا كله. يعني هذا البخيل الذي يبخل بالسلام اقبح من هذا ذاك الذي يوهم الناس بالسلام وهو لا يسلم وهو من فعل السفهاء فعل من لا خلاق له اذا اتى على انسان يمشي في الطريق او واقف او نحو ذلك قال بيده هكذا يوهمه ليوهمه انه يسلم عليه ثم هو يتناول بيده شيئا في اعلى مركبته او نحو ذلك ثم يضحك معنى ليس هناك ما يدعو لي الضحك وانما يضحك على سفهه سوء تصرفه فان ذلك لا لا يفعله الا سفيه فهذا فعل السفهاء والحمقى من الناس لا يليق باهل الايمان فضلا عن اهل المروءات. بادر السلام هذا هو اللائق ثم هذه الجملة الاخيرة الانفاق من الاقتار يعني الافتقار هذا الانسان الذي لا يجد شيئا تكون نفقته اعظم من نفقة الواجد كما قال الله تبارك وتعالى عن الانصار رضي الله عنهم ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. الخصاصة شدة الحاجة فهذا لا شك انه اعظم الايثار واكمل فيه بخلاف من ينفقه ويجد الكثير مع انه لا يضيع عند الله تبارك وتعالى شيء لكن كما ذكرت في بعض المناسبات ان العمل يتفاوت باعتبارات متعددة منها ما يقوم في قلب العبد ومنها ما يكون بمقتضى الحال ومنها ما يكون متصلا بالمكان او الزمان فمما يتعلق بالحال هنا الذي ينفق وهو في حال من الشدة والفقر ومع ذلك ينفق فنفقته اعظم من نفقة الغني الواجد كذلك ايضا في حال النفقة كما قال الله تبارك وتعالى الذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة. فهذا مما يتعاظم به المعروف والاجر المرتب عليه رجل انفق نفقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. لاحظ قيام هذه الامور صار العمل فيها اعظم من الاخفاء او الاخبات او الاقلال فهذا كله مما يلابس العاملين او الاعمال ايعظم به العمل. ولاحظوا فيما يقابله الاشيمط الزاني الذي قد ضعفت قواه وتلاشت غرائزه ثم بعد ذلك يزني فهذا اعظم من زنا الشاب مع ان الزنا قبيح بحق الجميع وهكذا ايضا العائل المستكبر فانه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لكن العائل الفقير حينما يتكبر هذا اشنع لانه لا يوجد من دواعي الكبر شيء فيدل على فساد يدل على فساد الباطن فهذا الذي ينفق في حال الاقتار هذا يدل على غاية السخاء والكرم والبذل وايثار الغير على النفس وهذا الانفاق من مع الاقتار يدخل فيه دخولا اوليا النفقات الواجبة على الزوجات والعيال فان هؤلاء النفقة عليهم يؤجر عليها الانسان وهي واجبة عليه والتقرب الى الله تبارك وتعالى بما يجب اولى واثقل في الميزان والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان اللقمة يضعها يضعها الرجل في في امرأته يكون له بها اجر فالانفاق على الاهل والاولاد يؤجر عليه الانسان والاقرب والله اعلم ولو لم يكن له فيه نية يعني نية التقرب الى الله عز وجل وهذه من الصور التي تكون خارجة عن نية التقرب الى المعبود جل جلاله. فلا يشترط ذلك في الاجر في كل في كل عمل. لكن لا يكون له نية فاسدة وقد ذكرت في بعض المناسبات امثلة لذلك ببضع احدكم صدقة ما قال اذا قصد بذلك التقرب الى الله. لما سألوه قال ارأيتم لو وضعها في حرام؟ الرجل اللي كان يتصبب من العرق قالوا لو كان ذلك في سبيل الله قال ان كان يقوم على ابوين الى اخره او عيال يكفيهم الحاجة والفقر فهو في سبيل الله ما قال اذا احتسب ذلك عند الله. المرأة التي اعطتها عائشة الفقيرة السائلة اعطتها ثلاث تمرات فاعطت ابنتيها كل واحدة تمرة فلما رفعت الثالثة الى فيها صاحت البنات بها يريدون هذه التمرة فشقتها بينهن شقين فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ المرأة التي سقت الكلب البغي من غاية بني اسرائيل وفي بعض الروايات انه رجل فغفر لها ما قال انها احتسبت عند الله لكن ذكر انها قالت ان هذا قد بلغ به العطش ما بلغ بي فكان ذلك سببا الرجل الذي ازاح غصن شوك عن طريق المسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول اماطة الاذى عن الطريق صدقة تبسمك في وجه اخيك صدقة هذا التبسم قد لا يستحضر الانسان فيه النية ادخال السرور على المسلم اعانة المحتاج كل هذا ما لم يكن فيه نية فاسدة فان الانسان يؤجر عليه. فان وجدت نية التقرب الى الله عز وجل فذلك اكمل واعظم فهذه الاشياء حتى في الجانب الاخر المشاق والالام والامراض ما لم يصير الانسان الى حال من التسخط والجزع فانه يؤجر على ذلك ولو لم يحتسب حتى الشوكة يشاكها فانه يكفر بها من خطاياه فهذا الانفاق من الاقتار ايها الاحبة كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله لا يصدر الا عن قوة ثقة بالله عز وجل لان الغني يحسب حسابات هذي النفقة كم ستنقص من الرصيد فهذا الفقير الذي لا يجد شيئا ثم ينفق يدل على قوة ثقته بربه تبارك وتعالى وان الله يعوضه جراء هذه النفقة يدل على قوة اليقين والتوكل. يدل على رحمة بهؤلاء الناس يدل على زهد في الدنيا سخاء في النفس وثق بوعد الله عز وجل بالمغفرة والعوض تكذيبا بوعد الشيطان. الشيطان يعدكم الفقر. ويأمركم بالفحشاء. والله يعدكم مغفرة منه وفضلا فهذا وعد الله تبارك وتعالى وذاك وعد الشيطان فهذا يصدق بوعد الله عز وجل فينفق مع الاقطار. والفقر انما عفوا والشح انما يكون في النفوس ولهذا قال الله عز وجل واحضرت الانفس الشح وقال ومن يوق شح نفسه فاضافه اليها فذلك شيء ملازم لها ينبعث منها سواء كان الانسان مكثرا او كان مقلا اذا وجد الشح ولو كان بيده الاموال الطائلة فهو شحيح لا يخرج شيء من يده وعلى شيء مشاهد واذا كان الانسان ايضا فقيرا وهو شحيح فلا تسأل عن حاله يحارب ويعارك ويقاتل من اجل ربع ريال فاذا بايع او شئ اشترى او نحو ذلك وجد الناس عنة منه على مبلغ يسير تافه في مطالباته استيفاء حقوقه واستنطاف ما يتوهمه انه له هذا لا يختلف فيه الغني والفقير لكن اذا وجد سخاء النفس وجد الانفاق والبذل مع الحاجة والفقر نفس سخية سخي اذا اتيته قدم لك ما عنده ولو كان خبزا بزيت بنفس سخية محبة وهو لا يملك غيره والغني قد تأتيه ولربما من اجل ان لا يراهم احد فلا يصل اليهم ضيف ولا يرى لهم نارا والكرام ينزلون الاعالي فيراهم الضيفان في الليل ويرون نيرانهم فهذا سواء كان غنيا او كان او كان فقيرا القضية المشكلة هي شيء في النفس نجد الرجل في غاية الغنى ومع ذلك لربما لم يحج ولا يحجج اهله ولا اولاده باعتبار الحملات غالية مغلينها وتجد الفقير يجمع الريال على الريال ويأتي من خلف البحار يجمع اكثر من ثلاثين سنة علشان يحج واول ما يدخل يخر يخر ساجدا ويبكي ان الله بلغه بيته الحرام. وهذا في اكناف الحرم ومع ذلك يأتي يجاوز الستين والسبعين والثمانين ولم يحج يستكثر هذا المال على فريضة على ركن من اركان الاسلام فهذه الكلمات ايها الاحبة جامعة لخصال الايمان كلها. لان خصال الايمان اما مالية او بدنية او ما يرجع الى القلب ولو تأملت هذه الامور الثلاثة لوجدت ان ذلك يرتبط بها كل الارتباط. الانفاق ولا يرجع الى القضايا المالية. فاذا كان مع الاقتار فكيف يكون حاله حينما يكون غنيا؟ هل يكون شحيحا بالزكاة؟ وباخراجها لا يمكن هذا يبذل مع الاقتار اكثر الذين يسألون عن الزكاة في شهر شعبان ورمضان وهو الوقت الذي يسأل فيه عادة عن الزكاة هم الذين زكواتهم سبع مئة ريال وثلاث مئة ريال وخمس مئة ريال والف ريال والف ومئتين ريال ونحو ذلك هذا الذي يشغل من يظنون انه يجيبهم على اسئلتهم اكثر الذين يسألون هذه اسئلتهم ايها الاحبة هذي امرأة تسأل عن الذهب الذي تلبسه عليها سبع مئة ريال او خمس مئة ريال وهذا عنده قليل من المال يسأل عن زكاته سبع مئة ريال وبقي من العام الماضي مئة وخمسين ريال واسئلة من هذي لكن اصحاب المليارات حينما يحسب قدر الزكاة يجد انه كثيرا فنفسه قد تضعف الا من رحم الله عز وجل الا من رحم الله فاقول ايها الاحبة هي هذه النفس فاذا كان الانسان يبذل مع القلة الا تسأل عن حاله في اداء حقوق الله وحقوق الخلق والبذل والانفاق تطوعا اذا كان غنيا يعني اي ان ذلك يكون من باب او لا وهذا يتضمن ثقته بربه والايمان بالله عز وجل وباليوم الاخر بالثواب والعقاب والقضاء والقدر كل ذلك ينبئ عنه هذا الصنيع اعمال البدنية مع الله تبارك وتعالى وما يتصل ايضا بالقلوب تعظيم لامر الله عز وجل. الانصاف وكل ذلك يتفرع عنه اعمال بدنية كما لا يخفى مع الناس الشفقة على الناس الاحسان اليهم ببذل السلام ببذل المال فهذا كله يرجع الى ايظا مكارم الاخلاق بالبذل والسخاء والكرم والتواضع هذا الذي يحصل به التآلف والمحبة بين الناس وقد ذكر النووي رحمه الله ان قوله صلى الله عليه وسلم السلام على من عرفت ومن لم تعرف وافشاء السلام كل ذلك يوافق قوله بذل السلام للعالم وذكر لطيفة فيه وهي انها هذه الامور تتضمن رفع التقاطع والتهاجر والشحناء وفساد ذات البين التي هي الحالقة فاذا كان العبد يسلم على الناس حصلت المحبة ومن ثم فهو يترفع عن هوى النفس فلا يخص السلام بقوم دون قوم فيكون الوفاق والمحبة شائعة وذائعة بين المسلمين الامام احمد رحمه الله سئل عن مسائل دقيقة في هذا الباب سوء العمل التطفيف في الكلام على الانصاف من النفس وبذل العلم في الشفاعات فكان يقول عن بعضهم سماه يقول كان يفعل في الحديث ما لا يحل له يعني في الشفاعات يقول ونحن نتضور على الباب يعني طلاب العلم طلاب الحديث يقفون على الباب طويلا وهذا المحدث في الداخل انما يدخل عليه الداخل ليسمع منه بالشفاعات يعني يحتاج الى شفاعة واسطة حتى يحدث غيره وجاء عن الامام احمد يقول كان لا ينصفهم في الحديث يعني هذا الذي يذكره رحمه الله فقيل كيف كان لا ينصف؟ قال كان يحدث بالشفاعات. فقيل له فان كان رجل له اخوان يخصهم بالحديث لا ترى ذلك؟ قال ما احسن الانصاف يعني لا تخص بالعلم قوما دون اخرين مع ان هذا لا اشكال فيه الاصل قد يكون هؤلاء اولئك لا يفهمون ولا ينزلون الكلام تنزيلا صحيحا فهنا يخص بالعلم بعض القوم فقال الامام احمد رحمه الله ما احسن الانصاف في كل شيء وقد قيل ثلاث من حقائق الايمان الاقتصاد في الانفاق والابتداء بالسلام والانصاف من نفسك قد قال مالك ابن دينار رحمه الله اقل شيء في الناس الانصاف وصدق وجاء عن جعفر بن سعد ما اقل الانصاف وما اكثر الخلاف وانظروا الى هذه العبارة يقول والخلاف موكل بكل شيء حسبنا الله ونعم الوكيل يقول الخلاف موكل في كل شيء حتى القذاة في رأس الكوز فاذا اردت ان تشرب الماء حارت الى فيك. واذا اردت ان تصب عن رأس الكوز لتخرج رجعت يعني هذا الاناء فيه قذاة. يعني المخالفة يقول موجودة تتسلط عليك في كل شيء لن تكون عادما من لمن يخالفك من الناس يقول حتى يبلغ الامر الى اتفه الامور. هذا الماء يكون فيه القذاة فاذا اردت ان تشرب جاءت الى فيك القذاة فاذا اردت ان تصب من هذا الكوز من اجل ان تخرج هذه القداة رجعت الى اخره. لا تخرج فاذا اردت ان تشرب لا ترجع هي الى اخره وانما تأتي الى فيك فتتعب معها وتعاني عند الشرب وهو يقول هنا ما اكثر الخلاف والخلاف موكل بكل شيء حتى القذاة في رأس الكوز. فاذا اردت ان تشرب الماء حارا الى فيك. واذا اردت ان تصب عن رأس الكوز لتخرج رجعت رجعت والله المستعان. اما في هذا الوقت في هذه الوسائل فحدث ولا حرج الخلاف واثارة الخلاف فقد تكلمت على هذا طويلا بمجالس بلغت ثلاثة عشر مجلسا في الكلام على الخلاف والتعامل معه. اسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا. يجعلنا واياكم هداة مهتدين. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه