كل هذا يدخل في ذلك لكن بقيد الا يكون ذلك على سبيل السرف او يكون ذلك على سبيل الفخر و الرياء او طلب المحمدة والسمعة فان هذا لا يجوز ويكون وزرا عليه السلام لانه من قرأ مع ان بعض اهل العلم كالزركش قال يجوز ضم اوله مع كسر ثانيه مع كسر ثالثه. تقرأ السلام وبعض اهل العلم ينكر هذا بعضهم يقول هذه لغة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته بباب افشاء السلام هذا هو الحديث الثالث مما اورده المؤلف في هذا الباب وذلك ما جاء عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما او عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم اي الاسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف هذا الحديث اخرجه الشيخان فقوله اي الاسلام خير يحتمل انه سأل عن اداب الاسلام اي الاداب او اي الخصال التي يتحلى بها اهله خير مع ان ظاهره انه سأل عن اي الاسلام ولم يسأل عن خصال اهله لكن من اهل العلم من حمله على هذا ولكن النووي رحمه الله فسره بما يقرب من ظاهره اي الاسلام خير اي اي خصاله واموره واحواله فهذا اقرب الى ظاهر الحديث اي الاسلام خير فذكر له هذه الامور طعام الطعام واقراء السلام وقال الطيبي بان السؤال انما وقع عما يتصل بحقوق الادميين باعتبار انه اجاب عنها دون غيرها من الخصال يعني لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم التوحيد والايمان فلا شك انه اعظم من القاء السلام او اطعام الطعام وهكذا ايضا فان الصلاة يعمود الدين كأن السائل يسأل عما يتصل بحقوق الادميين هذا انما حمل قائله على ذلك باعتبار ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر ما هو اعظم واجل من امور الدين فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم تطعم الطعام كانه سأل عما يكون بعد الواجبات والفرائض وان اعظم الفرائض والتوحيد وهكذا ايضا اركان الاسلام الخمسة ونحو ذلك فهذا السؤال يرد على النبي صلى الله عليه وسلم يأتي الرجل فيسأله ويذكر ان شرائع الاسلام قد كثرت عليه فيسأل النبي صلى الله عليه وسلم ان يرشده الى عمل يدخل به الجنة او عمل يتمسك به فالنبي صلى الله عليه وسلم يذكر لكل سائل ما يصلح لمثله ما يناسبه فالنبي عليه الصلاة والسلام ذكر لهذا السائل امرين ولا شك ان ذلك يدل على منزلتهما من الدين تطعم الطعام تطعم يعني ان تطعم الطعام كانه يريد والله اعلم ان افضل الاعمال بعد الايمان واداء الاركان والفرائض هو ان يطعم الطعام والمقصود بذلك ان يبذله مستحقيه من طيف وقبل ذلك ان يطعم اهله فله بذلك اجر وهكذا ايضا يطعم جاره ويطعم ابن السبيل ويطعم الفقراء الى غير الى غير ذلك فهذا من افضل الاعمال من افضل الاعمال فالوليمة التي تكون مشروعة داخلة فيه وكذلك ايضا ما يكون من قبيل الاكرام ونحو هذا من الاحسان وكذلك اذا كان بذل هذا الطعام في معصية الله تبارك وتعالى يطعم الطعام في اعمال غير مشروعة باماكن يجتمع الناس فيها للمنكر فيطعمه ويكرمهم كذلك لو انه فعل ذلك مشاركا له لهم في منكرهم ومباهيا ومفاخرا بهذا الطعام فهذا لا يجوز ولا يدخل في هذا الحديث فما نسمعه ويظهر في بعض المقاطع ونحو ذلك من قدور راسيات القدر الواحد فيه نحو لربما يبلغ خمسا وعشرين شاة كانها العصافير من ضخامته فهذا يفعل على السبيل المباهاة ولا يطعم الفقراء وانما يطعم لغيرهم ويقال هذا فلان ابن فلان ثم بعد ذلك يصير هذا الطعام الى ما قد علمتم يلقى ولا يجد من يأكله فهذا حرام لا يجوز ومن هنا اذا عرف ان اطعام الطعام من افضل واجل الاعمال بعد الفرائض فان المؤمن حينما يطعم اهله فانه يحتسب ذلك عند الله عز وجل ولا يضيق بذلك ذرعا وانما يكون ذلك بنفس رضية توفر لهم ما يحتاجون من غير اسراف فان الاغراق في هذه الملذات لا شك انه يفسد يفسد العقول لان ذلك يورث البلادة كذلك هو يورث ايضا هو يفسد الدين والخلق فيورث الانسان شيئا من بطر النعمة والغفلة عن ذكر الله تبارك وتعالى لان الاكثار من الاكل ومن انواع الفضول التي تورث الغفلة كما هو معلوم كذلك ايضا هذا الاكثار والاغراق يورث عللا مستديمة في البدن واكثر علل الناس انما هي مما يحول من الطعام او الشراب وانما الاعتدال في الامور هو المطلوب. فلا يقتر الانسان ولا يكون بخيلا ولا يعد ذلك مغرما فاذا احتاج اهله الى شيء من طعام ونحوه فلا يكون ذلك نكدا عليه وعليهم ولا يحصل الا بشق الانفس هذا غلط كذلك ايضا ما يبذل للضيفان ابراهيم عليه الصلاة والسلام كما قال الله عز وجل ما جاءه الملائكة على سورة الرجال فراغ الى اهله فجاء بعجل سمين رغ ف راغ فالفاء تدل على التعقيب المباشر ذهب بسرعة والروغان يدل على سرعة خفاء سرعة وخفاء يعني ذهب دون ان يشعر به الضيف بخفة وسرعة ثم قال فجاء بعجل سمين لم يتأخر على الضيف وانما جاء مسرعا بالطعام الذي يقريه فيه. وهذا الطعام كان معدا في بيته للضيفان لم يذهب الى السوق. وانما راغ الى اهله. فكان عندهم ما يقرون به الاضياف وقد اعتادوا على هذا وما احتاجوا الى ان يوردوا ذلك من خارج دارهم كذلك ايضا جاء بهذا العجل ولربما يكتفي بعض الناس بما هو دون ذلك لكنه جاء بهذا العجل الذي هو اطيب اللحم وتخير السمين منه فلم يبحث عن الهزيلة والضعيفة او المعيبة وانما جاء بالسمين هكذا يكون اقراء الضيف فمن استشعر ان هذا قربة يتقرب بها الى الله وانه يؤجر عليها وان ذلك من افضل الاعمال فانه يقبل على ذلك بنفس رضية بنفس الرظية لا يرى ان نزول الاضياف به وان قراهم ان ذلك مما يثقل عليه وان ذلك يكون غرما او خسارة في ماله ونحو ذلك مما يتوهمه من قل يقينه وساء ظنه بربه تبارك وتعالى فيظن ان ماله يذهب وانه ينقص ولربما رأيت مجالسه مهجورة لا يقف على بابه احد ولا يرد على دارهم احد من الضيفان الامر الثاني الذي ذكره وهو اقراء السلام. قال تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف تقرأ السلام على كل من لقيت سواء كان ذلك عن معرفة او عن غير معرفة سواء كان ذلك المسلم عليه من القريبين او من البعيدين لان ذلك لله تبارك وتعالى فهو قربة يتقرب بها كما انه شيء يتحبب به الى نفوس الاخرين ويجذب هذه النفوس ويؤلف بينها كما سبق الا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم فيفعل ذلك ابتغاء لوجه الله عز وجل دون تمييز بين من يحبه ومن لا يحبه بين من يعرفه ومن لا يعرفه ولربما بخل الانسان بالسلام لضيق عطنه او لكبر في نفسه او يبخل به على بعض اخوانه لكونه لا يعرفه او لكونه يتوهم ان هؤلاء لم يسلموا عليه حينما اجتازوا به فهو يعاملهم بالمثل. لكن اذا استشعر ان هذه قربة وانها من افضل الاعمال دون ان جهدا بدنيا ولا ان تكلفه شيئا من المال فان ذلك لا يبخل به الا من قد استحكم عليه البخل فهذه تحية الاسلام مستحقة لعموم المسلمين تقرأ السلام هكذا بالفتح تقرأ سوء انها لغة رديئة لغة ضعيفة قال تقرأ السلام وبعضهم فرق بين هذا وهذا تقرأ السلام وتقرأ السلام. تقول فلان يقرأ عليك السلام. فلان يقرئك السلام. فبعضهم يقول اذا كان السلام مشافها به فانه يقال يقرأ عليك السلام واذا كان السلام مكتوبا فيقال فلان يقرئك السلام يقرئك ذلك كتابة وقد جاء في كتاب النهاية في غريب الحديث انه يقال اقرئ فلانا السلام واقرأ عليه السلام ذكر الصيغتين. اقرأ فلانا السلام واقرأ عليه السلام. كانه حين يبلغه سلامه يحمله على ان يقرأ السلام ويرده ان يقرأ السلام ويرده وقال صاحب القاموس قرأ عليه السلام يعني ابلغه كاقرأه اقرأه السلام وقرأ عليه السلام وبعضهم يقول بانه لا يقول اقرأه الا اذا كان السلام ايضا الا اذا كان السلام مكتوبا اقرأه السلام لكن يقول فلان يقرأ عليك السلام والامر في ذلك الامر في ذلك يسير فهؤلاء اهل اللغة بعضهم يجوز هذا على من عرفت ومن لم تعرف يعني على الجميع وهذا انما يكون من اهل التواضع من المعرضين عن صفات اهل الكبر وقد ذكر صاحب الاداب الشرعية بان هذا الامر من النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ السلام على من عرف ومن لم يعرف ان ذلك يقصد به افشاء السلام قال وليس المراد بذلك انه يسلم على كل من لقيه ولو كثر الناس كالاسواق يقول فان هذا يستهجن عادة وعرفا الناس كثير في سوق ويمشي يقول السلام عليكم السلام عليكم السلام عليكم ويكثر من هذا يقول هذا مما يستهجن يقول لو كان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم بمثل هذه المحافظة والمواظبة عليه لشاع وتواتر ونقله الجم الغفير خلفا عن سلف هكذا قال مع ان هذا ليس محل اتفاق فبعض اهل العلم قال وعلى ظاهره واطلاقه وجاء عن ابن عمر رضي الله عنه انه يذهب الى السوق كان يذهب الى السوق بوقت في وقت كثرة الناس وتجمهرهم من اجل السلام من اجل ان يسلم. قال العلماء هذا في ذلك الحين حينما كانت المنكرات قليلة في الاسواق. اما حينما كثرت المنكرات فلا يذهب الانسان الى الاسواق لمجرد لمجرد السلام وذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله ان هذا اللون من السلام على من عرفت؟ ومن لم تعرف انه افضل انواع افشاء السلام وقد جاء في المسند عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم بان من اشراط الساعة السلام بالمعرفة يعني يسلم على من يعرف فقط ويخرج من هذا كما ذكرنا سابقا عند الجمهور من اهل العلم السلام ابتداء السلام على الكفار. فيكون ذلك خارجا عنه لكن على من عرفت ومن لم تعرف يعني من المسلمين فان التبس عليه هل هذا من المسلمين او لا فيمكن ان يقال يعمل بغلبة الظن بغلبة ظنه في المعين فان لم يكن ثمة غلبة ظن فينظر الى البلد التي هو فيها. فان كان في بلاد المسلمين ويغلب على الظن انه من المسلمين. فاذا كان الانسان في بلاد الكفار فالاصل ان هؤلاء ليسوا من المسلمين. والله تعالى اعلم وجمع هنا بين اطعام الطعام وافشاء السلام لما بينهما من الاحسان الواصل الى الناس مما يستجلب المحبة مما يستدعي المحبة طعام الطعام للناس هذا لا شك انه يؤثر فيهم تأثيرا بينا وقل مثل ذلك ايضا افشاء السلام فتحصر الالفة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الا ادلكم في الحديث السابق اذا على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم. هذا الحديث فيه حث على المواساة استجلاب قلوب الناس بمثل هذه الامور الجالبة للمودة والمحبة. والله عز وجل قد اثنى على اهل الايمان. قال ويطعمون الطعام على حبه وهذه اعلى صور اطعام الطعام على حب الطعام. يعني يكون الانسان بحاجة او يكون ذلك مما تطلبه نفسه بخير بخلاف ما لو كان ممن يزهد فيه هو في حال تخمة وشبع او يكون ذلك فضلة عنده فهذا اقل فالعمل الواحد يتفاوت غاية التفاوت كما ذكرنا سابقا باعتبارات مختلفة بما يقوم في قلب الانسان وكذلك ما يكون في الخارج او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة او مسكينا ذا متربة. فلاحظ هنا يوم شديد الناس بحاجة شديدة ويعطي هؤلاء الذين هم اشد حاجة اليتيم صغير ليس عنده الا ليس عنده شيء الا الفقر والتراب فان كان قريبا فالاجر اعظم هذا اليتيم ليس له اب يعوله فهو بحاجة الى الاحسان اولى من المسكين فقدمه على المسكين لان المسكين يكون كبيرا يتصرف يذهب هنا وهناك اما الصغير فالى اين يذهب ولا يجد الا البكاء فقدمه على قدمه على المسكين هنا يطعمون الطعام على حبه على حبه يعني لو ان انسانا اطعم الطعام الذي يفضل عن حاجته فهل يكون ذلك مذموما؟ الجواب لا فان هذا الطعام لا يصح القاؤه بالمهملات بل يعطي ما بقي منه لي من يأكله يعطيه من يأكل لكن لا يصح ان تكون صدقات المسلم مما يكون من هذا القبيل سواء في الطعام او في اللباس او في الاثاث او نحو ذلك. يعني لا يعطي الا ما كان زاهدا فيه مما رث من الثياب او مما يفضل من الطعام او مما لربما يزهد فيه ويرغب عنه لكثرة الاستعمال والملابسة من الاثاث لكن هو يعطي هذا وله بذلك اجر ولكن يكون له صدقات اخرى مما يحب ومن اشرف ما له احبه اليه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. فلا يبلغ المراتب العالية في الايمان حتى ينفق مما يحب وذكرت في مناسبة سابقة حال السلف رضي الله عنهم لما سمعوا مثل هذه الاية. هذا يقول احب ما لي الي بيروح اذا كان لا يسمعه لكن ينطق بذلك فصارت المراتب ثلاث المرتبة الاولى ان يلقي عليه السلام ويسمع سلامه من غير اشارة المرتبة الثانية ان يشير مع القاء السلام. المرتبة الثالثة ان يسلم بالاشارة من غير نطق فيجعلها صدقة لله واخر زيد ابن حارثة رضي الله عنه يأتي بفرس اصيل ويجعله في سبيل الله هو احب ما يملك واخر يأتي بجارية هي احب الاشياء اليه يجعلها حرة وهكذا فكانوا يبحثون عن الاحب الى نفوسهم. نحن حينما نأتي لنتصدق نبحث عن الفئات القليلة نبحث عن الريال والخمسة ونحو ذلك وهذا من تقصيرنا وظعف نفوسنا وبخلنا على انفسنا نحن نبخل على انفسنا لا نبخل على هذا المعطى الواقع اننا نبخل على انفسنا هذا هو الواقع ونريد جنة عرضها السماوات والارض ونبحث عن الفئة الاقل. هذا لا يكون لاهل اليقين ويحتاج العبد ان يدعو الله عز وجل دل ان يعينه على نفسه والله لما ذكر الصدقة قال وتثبيتا من انفسهم انفاق تثبيت من الانفس لما كما ذكرت في الكلام عن الامثال في القرآن النفس تضطرب عند الصدقة وتأتي دواعي البخل والشيطان وما يعد به مما يلقيه من الخواطر. الشيطان يعدكم الفقر. فيحتاج العبد في هذا المقام الى تثبيت. وقد يأتيه من اهل به او غير ذلك هذا كثير لا داعي لهذا يكفي بعض هذا فيحتاج الى تثبيت فهؤلاء الذين يطعمون الطعام على حبه ماذا قال الله عز وجل عنهم قالوا هم ايضا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا فالله تبارك وتعالى لما ذكروا مرادهم وخوفهم انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا. قال الله فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا. نضارة جمال والسرور والانشراح. يعني جمع لهم بين حسن الظاهر وحسن الباطن ما هو عملهم؟ هذه الاوصاف التي ذكره من ابرزها انهم يطعمون الطعام اما اهل النار فما ذكر الله من اوصافهم التي ادخلتهم النار ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين ذكروا هذه وكنا نكذب بيوم الدين. اربع اوصاف ما كانوا يطعمون المسكين وهكذا في غير هذا الموضع اصحاب الجنة اذ اقسموا ليصلمنها مصبحين ولا يستثنون ماذا فعل الله بهم؟ او ماذا فعل بجنتهم اخذ من هذا الحديث بعض اهل العلم جواز ابتداء الكافر بالسلام وهو خلاف قول الجمهور كما ذكرت والحديث ليس فيه حجة على هذا يعني كأنهم اخذوه من العموم. من عرفت ومن لم تعرف فليس فيه دلالة على هذا والله تعالى اعلم وكذلك ايضا هذا الحديث يدل على منزلة هذه الاعمال التي قد نغفل عنها وهذه الحقوق للمسلمين السلام حق حق المسلم على المسلم ست وذكر منها اذا لقيته فسلم عليه كذلك ايضا ما يتعلق قوله تبارك وتعالى واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها او ردوها. هذا في الرد فالرد لا شك انه انه واجب واكد من الابتداء بالسلام وكذلك ايضا اذا دخل كما ذكرنا في مناسبة سابقة يسلم دخل المسجد دخل المجلس واذا قام فليسلم فليست الاولى باحق من الثانية كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم وهذا السلام يراعى فيه ان يسمع وان يلقى القاء ولا يكون بالاشارة الا لعذر الا لعذر فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جابر رضي الله عنه لا تسلموا تسليم اليهود فان تسليمهم بالرؤوس والاكف هذا قال عنه الحافظ ابن حجر باسناد جيد وحسنه الشيخ ناصر الدين الالباني رحمهم الله تسليمهم للرؤوس والاكف وجاء في حديث عمرو ابن شعيب عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى فان تسليم اليهود بالاشارة تسليم اليهود الاشارة بالاصابع وان تسليم النصارى الاكف فمتى يكون ذلك سائرا يكون ذلك سائغا لعذر كالذي لا يستطيع النطق لعلة ابكم كذلك ايضا اذا كان الانسان في حال الصلاة فقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم اشار بكفه فاذا سلم على الانسان وهو يصلي فانه يحرك يده وهذا خصه جمع من اهل العلم بالنافلة لانه كان النبي صلى الله عليه وسلم يرد السلام على اصحابه وهو في الصلاة حتى نزل قوله تعالى وقوموا لله قانتين فصار صلى الله عليه وسلم يرد هكذا. كذلك اذا كان المسلم عليه بعيدا ويمكن ان يسلم لا يكتفي بالاشارة وانما يسلم ينطق بالسلام السلام عليكم حتى لو كان لا يسمعه وهو الاصل فهذا او التشبه هؤلاء اهل الكتاب الا لعذر كالذي يكون في الصلاة او يكون لعلة فيه لا ينطق. والله تعالى اعلم اسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا جعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه