الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا هذا باب فضل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وقد الممنا بشيء من الكلام على جملة من هذه الاحاديث المذكورة في هذا الباب في الكلام على فضائل الذكر في المقدمات التي كانت بين يدي هذه المجالس ولكن لا بأس ان اتحدث عن هذه الاذكار والفضائل بشرح ما يتيسر من مضامين هذه الاحاديث واول ذلك وحديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر هذا الحديث مخرج في الصحيحين من قال سبحان الله عرفنا معنى التسبيح وانه التنزيه سبحان الله تنزيه لله تبارك وتعالى عن كل ما لا يليق بجلاله وعظمته من النقائص وهذا يقتضي نفي الشريك والصاحبة والولد وجميع الرذائل والنقائص. وهذه الصيغة سبحان بعضهم يقول اسم منصوب على انه وقع مصدرا لفعل محذوف مقدر تقديره سبحت الله سبحانه المصدر تقول سبحت الله تسبيحا التسبيح هو المصدر وسبحان يقولون وقع موقع المصدر لفعل محذوف ولا يستعمل غالبا الا مضافا. تقول سبحان الله سبحان ربي هكذا يرد غالبا ولا يكاد يرد من غير اضافة الا قليلا او نادرا وعلى كل حال وايضا مضاف الى المفعول يعني سبحت الله سبحت الله ويحتمل ان يكون مضافا الى الفاعل حينما يقول الله عز وجل سبحان الله يعني ينزه نفسه تبارك وتعالى. نزه الله نفسه سبحان الله نزه الله نفسه لكن المشهور هو الاول انه مضاف الى المفعول. سبحان الله وبحمده اي احمد ربي تبارك وتعالى وقد عرفنا معنى الحمد وانه اضافة اوصاف الكمال الى الله جل جلاله وتقدست اسماؤه فكأنك تقول اذا اعتبرنا ان الواو وبحمده انها للحال كانك تقول سبحت الله متلبسا بحمدي له متلبسا بحمدي له باعتبار ان الواو حالية و بحمده. بعضهم يقول ان الباء هذه ب حمده انها للمقارنة وان الواو زائدة. وليست وليست حالية. يعني المعنى اسبحه تسبيحا مقرونا بحمده مقرونا بحمده او ان ذلك يتعلق بمحذوف معطوف على الجملة التي قبله سبحان الله معناه سبحان الله وابتدأ بحمده او اثني بثناء بحمده هذا يحتاج اليه من اجل فهم المعنى في هذا التركيب حينما تقول سبحان الله وبحمده ما المقصود؟ وبحمده سبحان الله متلبسا بحمده سبحان الله مقترنا هذا التسبيح بحمده لاحظ المعنى يختلف بحسب الاعراب يقول من قال ذلك في يوم هنا اطلق في اليوم مظاهره ان ذلك يعم سائر الاوقات. والعرب وان كانت تقول اليوم لما يكون من طلوع الشمس الى غروبها وعرفنا ان اليوم في الشرع يكون من طلوع الفجر الى غروب الشمس. الا ان العرب ايضا تطلق اليوم تعني مع ليلته. يوم وليلة وتطلق الليلة ايضا وتقصد بذلك مع يومها هذا كثير والقرينة والسياق قد يبين ان المقصود الليلة بمفردها او ان المقصود اليوم بمفرده. لكن الظاهر هنا والله تعالى اعلم ان من قال ذلك في يوم يعني وليلة فلا بأس ان يجعل ذلك متفرقا يعني ان يقول بعضه في اول النهار ويقول بعضه بوسط النهار وان يقول بعضه في اخر النهار مثلا او ان يقول ذلك ليلا بحيث ان الليل تكون سابقة لليوم. فهذه الليلة منذ غروب الشمس ليلة الاثنين احكام يوم الاثنين من التسبيح ونحو ذلك تكون من هذه الليلة من اراد ان يقرأ مثلا سورة البقرة في يوم وليلة فان ذلك يكون من ليلته هذه قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة ويوم الجمعة. فانه لو قرأها في ليلة الجمعة فان ذلك يجزئ كما جاء في بعض الروايات. كذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة وفي يوم الجمعة ويبقى بعض الاحكام محل احتمال كالغسل ليلة الجمعة هل يجزئ عنه او لا؟ غسل الجمعة فهنا هذا اليوم اطلقه فيمكن ان يكون هذا الذكر مفرقا يأتي مئة مرة مفرقة. ويمكن ان يكون في اول النهار او في وسطه متصلا يعني في مجلس واحد ولا شك ان جعل ذلك في اول يومه ومتصلا انه افضل من تفريقه والله تعالى اعلم قال هنا مائة مرة وهذا كما ذكرت في اي وقت وسواء كان مجتمعا او متفرقا. المقصود ان المجموع يكون مئة مرة هل هذا العدد مقصود؟ ما رتب عليه حطت خطاياه الى اخره تكلمنا عن الاعداد والتزام الاعداد فالاعداد التي تكون في الاذكار المقيدة مثل اذكار بعد الصلاة ونحو ذلك يلتزم العدد. لكن ما جاء فيه الفضل مطلقا وذكر فيه عدد يحصل من جرائه كذا هذا التسبيح وقول لا اله الا الله وحده لا شريك له كما سيأتي الذي يظهر انه لو زاد فهو افضل لو زاد فهو افضل حطت يعني ازيلت واسقطت عنه خطاياه هذا الصغائر داخلة فيه قطعا واما الكبائر فان ذلك يحتمل بهذا الحديث لهذا الحديث خطاياه والمقصود هنا بالخطايا فيما يتصل بحقوق الله يعني فيما بينه وبين الله عز وجل اما الذنوب التي تتصل بحقوق الخلق فان هذا لابد من ارجاع الحقوق الى اصحابها فاذا كان اخذ اموالهم او نحو ذلك فانه لا بد من الاستحلال او ارجاع الحق الى صاحبه فان حقوق الخلق الاصل فيها المشاحة ولا يسقطها مجرد التوبة او الاستغفار او قول سبحان الله وبحمده مئة مرة فهذه حقوق الخلق وهذا شأنها وخطرها حقوق الله عز وجل قد تكفرها الصلاة الى الصلاة والوضوء والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان والتوبة لكن حقوق العباد لا يكفي فيها التوبة ولا يكفي فيها الصلاة الى الصلاة ولا رمضان الى رمضان ولا لابد من اعادتها فما حاجة الانسان الى التعرض لمثل هذا فيغتاب الناس وتكون الغيبة بالنسبة اليك الطعام والشراب والنفس لا يسلم منه احد. فاذا جلس غمز هذا ولمز هذا وتكلم في هذا ثم بعد ذلك يتورط يريد ان يتوب فلا بد من استحلال هؤلاء الناس واذا كان قد ظلمهم بمظلمة في مال ونحو ذلك لابد من ارجاع هذا المال وهذا الحق يبحث عنهم قد لا يجدهم كثير من الناس يسأل يقول الان لا ادري انه ماذا افعل واحيانا اشياء يسيرة فمثل هذه الحقوق تبقى في ذمته وهناك الحسنات والسيئات حطت خطاياه يعني كما قال الله عز وجل ان الحسنات يذهبن السيئات وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم واتبع السيئة الحسنة تمحها فهذا نوع من الحسنات الماحية وان كان باب الحسنات اوسع من ذلك. قال وان كانت مثل زبد البحر يعني في الكثرة وزبد البحر معروف انه كثير جدا. ومن الذي تكنه سيئاته في اليوم مثل زبد البحر فاذا قال مثل هذا الذكر مئة مرة فان ذلك يكون حطا لخطاياه ولو كانت بهذه الكثرة فهذا امر لو عرض على الناس بالتجاوز عنهم فيما يتصل بالحقوق المتعلقة بهم في امور دنياهم لبادروا اليه لو قيل من قال هذا اسقط عنه بكل مرة الف ريال من الديون التي عليها لبادر الناس الى هذا واسرعوا كما هو معلوم والله عز وجل يفيض علينا من الطافه وجوده وبره ورحماته مثل هذا ومع ذلك نكسل عنه. كم نغفل عن مثل هذا من يواظب على هذا كل يوم سبحان الله وبحمده نحن نعاني من احيانا اوقات نزعم ان الوقت يضيع هذا ممن يحرص على الوقت فتجد الانسان لربما يجلس في وقت انتظار في عيادة او في مكان اخر ولكنه يغفل عن مثل هذا يبقى الانسان على فراشه احيانا ينتظر النوم الساعة والساعتين ويغفل عن مثلي هذا يكون في السيارة لو حسبت الاوقات التي تذهب عليك في الذهاب والمجيء ولو كان قليلا فانك اذا اردت ان تعتبر هذا انظر الى ما تسمعه من المحاضرات والدروس بقدر ساعة ونصف للدرس او للمحاضرة كم تسمع في الاسبوع فهذا يدل على ان هذه الاوقات طويلة في الذهاب والمجيء يمكن ان تستثمر بالاف المرات من التسبيح والتهليل التكبير والتحميد وما الى ذلك من الاستغفار والتوبة. ولكن الالسن تجف والشيطان يخرس الانسان عن ذكر ربه تبارك وتعالى ويلهيه فينسى تكلمنا في المقدمات عن المفاضلة بين التهليل والتسبيح هنا حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر هذا في سبحان الله وبحمده لكن التهليل جاء فيه انه تمحى عنه مئة سيئة فهل هذا يدل على ان التسبيح افضل من قول لا اله الا الله؟ مضى الكلام على هذا والجواب عنه وان الاقرب ان تهليل افضل من التسبيح وان المزية لا تقتضي الافضلية فالتسبيح هنا له مزية وهي انه تحط عن خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر وهذا اضعاف اضعاف المئة مئة سيئة لكن في التهليل جاء فيه ولم يأت احد بافضل مما جاء به يعني حتى الذي قال سبحان الله وبحمده فيمكن الجمع بين هذا وهذا باعتبار ان التفضيل للتهليل وانه بمزيد من رفع الدرجات في التهليل وكتب الحسنات ثم ما جعل مع ذلك في التهليل من عتق الرقاب فهذا يكون زيادة على ما جاء في فضل التسبيح وتكفيره جميع الخطايا لانه كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان من اعتق رقبة اعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار. هذا الذي يعتق الرقاب. اعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار. فحصل بهذا العتق تكفير جميع الخطايا بهذا الاعتبار فاذا كان يقول لا اله الا الله وحده لا شريك له الى اخره مئة مرة في اليوم فيحصل له ذلك جميعا وزيادة وهذه مع المئة درجة والعتق كذلك ايضا والحديث الاخر افضل الذكر لا اله الا الله وهو حديث حسن وهو نص بهذا الموضوع. افضل الذكر لا اله الا الله وكذلك ما مضى من قول النبي صلى الله عليه وسلم وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد الى اخره. يعني انه افضل من افضل من التسبيح ولا شك ان التهليل هي كلمة التوحيد والاخلاص كذلك ايضا يعني اذا كان التسبيح فيه تنزيه فان قول لا اله هذا تنزيه عن كل هو ابطال لكل ما يعبد من دون الله وتبارك وتعالى هذا لا اله الا الله نفي نفي لكل لكل ما يعبد من دون الله عز وجل وما يتبع ذلك العابدون لغير الله تبارك وتعالى لتلك المعبودات الولاء والبراء وكذلك ايضا ما يتفرع من تلك الشجرة من الذنوب والمعاصي والخطايا والاثام ونحو ذلك وكله متفرع من تلك الشجرة شجرة الاشراك بالله عز وجل. الا الله اثبات لي التوحيد. فالتسبيح منزه بكلمة التسبيح مضمن بكلمة مضمن بكلمة التوحيد فهو داخل فيها والله تعالى اعلم هذا ذكر يسير ذكر يسير لا يعجز عنه احد لا في حفظه ولا في ترداده. لا المريض ولا الصحيح. المريض يجلس الساعات الطوال على فراشه ويجلس عنده مرافقون من اهله وذويه ولربما جلسوا الوقت الطويل ليس عندهم شيء فلو استغلت الاوقات في مثل هذا لصاروا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات وهذه الاوقات التي نقضيها امام هذه الوسائل المعروفة التي صارت بيد الصغير والكبير في هذه الاجهزة المحمولة لو استبدل بعشر هذا الوقت من التسبيح والتهليل لاصبحنا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات. نحن هذه الاجهزة لا ندعها لا في المساجد ولا في البيوت ولا في اماكن العمل ولا في طريقنا حتى ونحن نسير هنا وهناك تجد الرجل يمشي خارج من المسجد وبيده كل واحد بيده الجهاز. ما الذي عسى ان يكون قد فاته من هذه الرسائل ذات الاهمية الكبرى التي تفوت بفواتها المصالح العظمى مما يتحقق به نجاته وسعادته او خلاص الامة من شدائدها وكروبها للاسف نحن في كل حين نظن اننا بعد شهور او بعد سنوات سندرك اننا ما خرجنا بكبير طائل من هذا الضياع ضياع الاوقات امام هذه الاجهزة وانه لو استبدل بكثير من الذكر لكان العبد في حال من الطاعة والعبادة والقربة ولكن الغفلة غالبة اسأل الله عز وجل ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه سلام عليكم ورحمة الله