من الجزاء والنعيم المقيم وما الدنيا وما الدنيا هنا في سورة الكهف خير عند ربك ثوابا وخير ام لا فذلك يكون الجزاء عليه اعظم وما يرجيه عامله ويؤمله لا شك انه اكبر الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فسلام الله عليكم رحمته وبركاته في باب فضل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير اورد المؤلف هذا الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم لان اقول سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر احب الي مما طلعت عليه الشمس رواه مسلم هذه اللام هي التي يقال لها الموطأة للقسم. والقسم كما هو معلوم هو من مؤكدات الكلام. وانما يؤكد الكلام اما لان السامع قد يحصل له شيء من التردد فيه فيكون فيه من المؤكدات بحسب حال السامع وليس ذلك بلازما في كل الحالات فانه قد يؤكد الكلام مع ثقة السامع كما لا يخفى وذلك قد جاء في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. لكن هنا لما كانت هذه القضية في منظور الناس مما لربما تتهافت عليه النفوس وهو ما في هذه الدنيا من المباهج والمكاسب والتجارات والاموال والعرب الكثير فان النبي صلى الله عليه وسلم جاء بهذه اللام المؤذنة بالقسم. يعني هنا قسم محذوف والله لان اقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. هذه هي الاربع التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم بانهن الباقيات الصالحات كما في قوله تبارك وتعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا فالمال والبنون المال يشمل جميع انواع ما يتمول من الاموال سواء كان ذلك بصورة نقود او مراكب او كان ذلك بصورة المواشي او الزروع او نحو ذلك مما يتموله الناس المال والبنون وذكر البنين لان العرب يعتزون بهم يرون ان البنين يتقوون بهم وانهم يتزينون ويتجملون بهم في المجالس فيفرح الواحد منهم اذا رزق بابن وكان ينخزل من الناس اذا رزق بالبنت فذكر الله عز وجل خاطبهم بما يعهدون وبما كانوا لربما يقدمون ويؤثرون المال والبنون. زينة الحياة الدنيا. والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا. وخير هنا افعل تفضيل. يعني اخير كما هو معلوم في الصيغ ولكن المقارنة حينما لا تكون بين شيئين بينهما تقارب فزاد احدهما على الاخر. في ذلك كما ذكرنا مرارا ان هذا يكون المراد به والله تعالى اعلم مطلق الاتصاف. يعني لا مقارنة بين العرض الدنيوي وما عند الله تبارك وتعالى واجل وفي هذا الحديث لان اقول سبحان الله والحمد لله سبحان الله عرفنا التسبيح ومعنى سبحان الله وان ذلك بمعنى التنزيه لله تبارك وتعالى واصل هذا التركيب وكذلك الحمد لله وان الكثيرين يعبرون عنه بالثناء يعني يقولون الثناء على الله وبينا ان الثناء هو اعادة الحمد ثانيا من التثنية وان الحمد هو اضافة المحامد واوصاف الكمال للرب المالك المعبود جل جلاله وتقدست اسماؤه والحمدلله قوله سبحان الله والحمد لله اللام هذه الاستحقاق يعني انه مستحق لله والداخل على الحمد للاستغراق يعني كل المحامد لله تبارك وتعالى لانه الكامل من كل وجه فله الكمال المطلق لانه لا يحمد من كل وجه الا من كان كاملا من كل وجه. ولا اله الا الله وهذه قلنا كلمة التوحيد ومفتاح الجنة وهي اول ما يدخل به في الاسلام وهي اجل كلمة واشرف كلمة على الاطلاق اجل كلمة على الاطلاق خير ما قلت انا والنبيون قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له الحديث وعرفنا ان هذه الكلمة مركبة من جملتين النفي والاثبات لا اله لا معبود بحق الا الله وان كل الطاعات والمعاصي والمخالفات والشرك والايمان كل ذلك يرجع الى هذه الكلمة. فالشق الاول لا اله هذا نفي لكل معبود وما يتبع ذلك من الشرائع الباطلة والاحكام الجائرة والمعاصي والذنوب الكبائر والصغائر كل ذلك من تلك الشجرة الخبيثة التي اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار. شجرة الشرك بالله تبارك وتعالى الا الله هذا جانب الاثبات وذلك يتفرع عنه فروع الايمان وما والاه من محبة اهل الايمان وموالاتهم وتقريبهم ونحو ذلك بعكس الشق الاول والله اكبر وذكرنا معنى ذلك وانه اكبر من كل شيء على الاطلاق فهو اكبر من كل كبير واكبر من كل ذات في الوجود وهو اكبر من كل معنى في الوجود اكبر من المال وهو اكبر من ما نعظمه او نكبره اذا كان الانسان يعتز بعقله فالله اكبر اذا كان يعتز بعقول قوم فالله اكبر اذا كان يعتز بقوته او بقوة قوم فالله الله اكبر اذا كان يتخوف من قوم فالله اكبر وهكذا فان الله اكبر من كل شيء على الاطلاق. ومن ثم فان العبد اذا حينما يوقن بهذه الكلمة فانه لا يقدم شيئا محاب الله تبارك وتعالى وكذلك ايضا لا يمكن ان يتخوف شيئا خوفا يؤثر في طاعته ومحبته واقباله على ربه وفعل ما امره واجتناب ما نهاه يقول لا نقول هذا احب الي مما طلعت عليه الشمس والكلام في احب هنا هي افعل تفضيل ايضا في اثنين اشتركا في صفة وزاد احدهما على الاخر فيها. تقول هذه اكبر من هذه فلان اطول من فلان لكن لا تقول فلان اطول من الذرة لا يمكن ان يقال هذا لا يقال بان فلانا مثلا اطول من حبة رمل كما لا يقال ايضا بان السيف امضى من العصا كما قال الشاعر الم تر ان السيف ينقص قدره اذا قيل ان السيف امضى من العصى. فاذا قارنا بين ما عند الله تبارك وتعالى وجزاء الباقيات الصالحات وما في هذه الدنيا من الحطام الزائل فهنا افعل التفضيل احب الي انا لا مقارنة فجزاء الباقيات الصالحات هذه الباقيات الصالحات لا يمكن ان يقارن في الدنيا فحمله بعض اهل العلم على ان المقصود هنا ليس التفضيل ليس معنى التفضيل وانما مطلق الاتصاف يعني ان ذلك محبوب الي احب الي مما طلعت عليه الشمس ما الذي تطلع عليه الشمس تطلع على الدنيا باسرها بشرقها وغربها بما فيها من الممالك بما فيها من بر وبحر ومراكب برية وبحرية وناقلات ونفط بما فيها من الاحمر والاصفر كنوز بما فيها من البشر بما فيها من الزروع والدروع والثمار بما فيها من انواع المعادن الثمينة والمعادن الخسيسة الى غير ذلك كل ذلك من حطام الدنيا الذي تطلع عليه الشمس فهذا يعبر به العرب كما هو معلوم لبيان الشمول والعموم. احب الي مما طلعت عليه الشمس يعني احب الي من كل شيء. احب الي من الدنيا وما فيها هذي الكلمات الاربع ما قال يقول هذه الكلمات الف مرة ولا عشرة الاف مرة ولا مئة مرة. لا اطلق في ذلك فدل على انه لو قالها مرة فذلك احب اليه صلى الله عليه وسلم مما طلعت عليه الشمس انسان لو قيل له بانه لو قال هذه الكلمة لاعطي ريالا واحدا فقط لصار الناس يقولونها ليلا ونهارا ويحصل الوفا بيومهم وليلتهم ثم بعد ذلك تركوا متاجرهم وصنائعهم واعمالهم ومهنهم وتركوا الاهل والولد والذرية وتركوا كل شيء من اجل ان السنتهم لربما الهاهم ذلك عن الطعام والشراب ريال اذا قال الكلمات الاربع لو يعطى ريال واحد لرأيت الناس يتركون كل شيء لانه سيقول هذه في اليوم واللي لك الاف المرات ويتنافس المتنافسون في هذا وسيخترعون من الطرق التي يختصرون فيها الطعام والشراب مما لا يحتاجون معه الى مضغ لئلا يتعطل قولها فيلتهمون ذلك يستفون الكعك كما كان ابن عقيل يفعل من اجل العلم ولما ضيعت الاوقات هنا وهناك واستثقل الناس البقاء في بيوت الله تبارك وتعالى من اجل دقائق لي ان يقول الواحد منهم اذكار الصباح والمساء او اذكار الاذكار التي تقال بعد الصلاة كاننا على ملة وقلت لانسان انتظر قليلا بس حتى نفرغ من الاذكار ثم نتحدث معك كانه محجور محبوس بعضهم يخرج لا يقبل هذا الكلام الاذكار تكمل الاذكار هو ليس عنده قدرة على هذا الصبر ان يبقى دقائق بعد الصلاة او حتى المجيء التبكير للصلوات نوقت الوقت على المجيء على الاقامة لهذا في حال التبكير انظروا الى هذه المقاييس والمعايير المختلفة التي يذكرها النبي صلى الله عليه واله وسلم. احب الي مما اطلعت عليه الشمس اذا الذخائر في الاخرة ايها الاحبة والاعمال الصالحة هذه لا يمكن ان تقاس بهذه الدنيا والتحصيل وجمع الحطام الفاني فكيف لو كان احد من الناس يلهج بمثل هذا صباح مساء كم سيحصل؟ اذا كانت هذه فقط احب الي مما طلعت عليه الشمس وبعض اهل العلم يقول ان افعل التفضيل على بابها في اثنين اشتركا في شيء وزاد احدهما باي اعتبار مع انه لا مقارنة قالوا باعتبار ان الناس هذه القضايا من عرض الدنيا لها وقع في نفوسهم ولها قدر واحتاج الى قسم ليؤكد هذا فلما كان لها تلك المنزلة في النفوس فان ذلك احتيج معه الى التعبير بافعل التفضيل. احب الي احب الي فهو يحدثهم بقدر ما يفقهون ويعقلون و يدركون راعى مداركهم و نظرهم فجاء التعبير بهذا الاعتبار والله تعالى اعلم. هذا الحديث ايها الاحبة يدل على ان المعايير التي عندنا تحتاج الى مراجعة وان اعمالنا اهتماماتنا تحتاج الى مراجعة ان الاولويات في حياتنا تحتاج الى مراجعة ما هي الاشياء التي نقدمها؟ وما هي الاشياء التي ينبغي ان تكون في المرتبة الثانية او الثالثة او العاشرة فهذا الحديث يدل على ان الذكر له تلك المنزلة حتى قال بعض اهل العلم بانه افضل من الصدقة. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال احب الي مما طلعت عليه الشمس فدل ذلك على فضله باطلاق بل قدمه بعض اهل العلم على جميع النوافل من العبادات ونحن عرفنا في مقدمات هذه المجالس ما ذكره شيخ الاسلام رحمه الله ان الافضل مع فضل الذكر ان الافضل يختلف من حال الى حال وذلك انه في كل حين قد يكون بعض الاعمال افضل من بعض كما هو معلوم فتارة تكون القراءة افضل وتارة يكون الذكر افضل وهكذا وذلك يختلف ايضا باختلاف الناس مع الاحوال والاوقات والمواضع الامكنة وذلك كله مضى لكن هذا يدل على فضل الذكر ومنزلته ومن ثم فان هذه الكلمات التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ايضا بينها من الترابط والتلازم ما يظهر للمتأمل هذه الكلمات كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انهن الباقيات الصالحات وهن افضل الكلام بعد القرآن وكذلك ايضا اذا نظر الناظر فيها فانه يجد من الملازمة بين بعضها فمن ذلك ان التسبيح قرين التحميد كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وهو مخرج في الصحيحين وكذلك في صحيح مسلم من حديث ابي ذر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل الكلام ما اصطفى الله لملائكته سبحان الله وبحمده فيذكر التسبيح مع مع التحميد والله تبارك وتعالى يقول فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. فكان النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اللهم اغفر لي كما في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها كل هذا فيه اقتران التسبيح التحميد وهكذا في قوله تبارك وتعالى فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار وهكذا في قوله تبارك وتعالى فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والارض فذكر هذا وهذا واما التهليل فهو يقترن كثيرا بالتكبير كما في الاذان الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله فذكر التكبيرات الاربع مع الشهادتين كذلك ايضا في اخر الاذان فانه يقول الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله وكذلك ايضا في غيره من المواضع فانه جاء التكبير مع التهليل فهذه هي الكلمات الاربع. الحديث الذي بعده وهو حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله تعالى عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم او كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ايعجز احدكم ان يكسب كل يوم الف حسنة فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب احدنا الف حسنة قال يسبح مئة تسبيحة فيكتب له الف حسنة او يحط عنه الف الف خطيئة الحديث اخرجه الامام مسلم في صحيحه فقوله صلى الله عليه وسلم ايعجز احدكم ان يكسب ايعجز احدكم ان يكسب كل يوم الف الف حسنة يعني من الذي يعجز عن هذا فلما سئل قال صلى الله عليه وسلم يسبح مئة تسبيحة كأن يقول مثلا سبحان الله مئة مرة فيكتب له بذلك الف حسنة وذلك باعتبار ان الحسنة بعشر امثالها فتكون المئة بالف وهذا في اقل ما يكون في المضاعفة الله تبارك وتعالى يقول من جاء بالحسنة فله عشر امثالها واما في المضاعفة فوق ذلك فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء كما قال الله عز وجل والله يضاعف لمن يشاء وقوله او يحط عنه هذه او يحتمل ان تكون بمعنى الواو يعني يكون له الف حسنة ويحط عنه الف الف خطيئة فيجمع له بين هذا وهذا وهذا قد جاء في رواية من روايات هذا الحديث بالواو ويحتمل ان ذلك للتنويع يعني انه يحصل له هذا او هذا بحسب ما يكون عليه حال العبد ان لم يكن له سيئات فانه يكتب له بذلك الف حسنة ويحتمل ان يكون ذلك من قبل الراوي انه وقع له شيء من الشك فقال او يحط عنه الف خطيئة يعني او قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك يكون له هذا او هذا والله تعالى اعلم وهذا عمل يسير لا يتطلب جهدا ولا كلفة يستطيع ان يقوله الانسان وهو ماشي او مضطجع اوعظ على حال غير ذلك والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه سلامة الله