الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته بهذا الباب باب فضل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير اورد المؤلف حديث جابر ابن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان افضل الدعاء الحمد لله وافضل الذكر لا اله الا الله هذا الحديث اخرجه الترمذي وابن ماجة وقال الترمذي حسن غريب لا نعرفه الا من حديث موسى ابن ابراهيم وكذلك قال البغوي وحسنه الالباني رحم الله الجميع بهذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم افضل الدعاء الحمد لله وافضل الذكر لا اله الا الله افضل الدعاء الحمد لله وافضل الذكر لا اله الا الله وقد مضى معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم ان افضل الدعاء قد مضى قول النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احب الكلام الى الله اربع سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وكذلك في بعض الفاظه كما سبق ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل الكلام وذكر هذه الاربع التسبيح والتحميد ولا اله الا الله والله اكبر وهنا يقول النبي صلى الله عليه وسلم افضل الدعاء الحمد لله وقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله بوجه الجمع بين هذا الحديث والحديث الاخر الذي اشرت اليه انفا بان ذلك يمكن ان يكون باعتبار ان من مقدرة يعني من افضل الدعاء الحمد لله لانه ذكر في الحديث الاخر ذكر الاربع فذلك لا يختص بالتحميد دون غيره ولكنه يكون بالتحميد والتكبير والتهليل والتسبيح يعني من افضل الذكر او من افضل الدعاء وكما ذكرت ايضا في مناسبة سابقة من ان افعل التفضيل لا تمنع بالتساوي ولكنها تمنع الزيادة يعني ان يزيد احد الطرفين على الاخر في ذلك ولكن يمكن الاشتراك في هذا وذكرت له امثلة من القرآن ومن غير القرآن فانت تستطيع ان تقول بان زيدا اكرم الناس وفي مناسبة اخرى تذكر اخر فتقول ان عمرا اكرم الناس ولا تعارض فكلاهما قد بلغ في الكرم غايته وهكذا يمكن ان تقول فلان اعلم الناس. وفي مناسبة اخرى تذكر اخر وتقول بان فلانا اعلم الناس وليس فيه تناقض فهؤلاء بلغوا الغاية بمعنى ان افعل التفضيل اكرم اعلم لا تمنع التساوي ولكن تمنع ان يزيد احد عليه وذكرنا هذا في مثل قوله ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها. يعني لا احد اظلم وفي الاية الاخرى ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا لا احد اظلم ممن افترى على الله كذبا وهكذا وفي الاية الاخرى ومن اظلم ممن ذكر بايات ربه ثم اعرض عنها فهذه ثلاثة انواع كل نوع منها يقول الله عز وجل فيه بانه لا احد اظلم منه وقلنا بان احد الجوابين المعروفين عن هذا السؤال هو ان افعل التفضيل لا تمنع التساوي كلاهما بلغ كل هؤلاء قد بلغ في الظلم غايته. بلغ الغاية في الظلم بهذا الاعتبار يمكن والله تعالى اعلم ان نجمع بين هذه الاحاديث ولكن ذكرنا في مناسبة سابقة لا سيما في المقدمات في الكلام على المفاضلات بين هذه الاذكار ان لا اله الا الله هي افضل على الاطلاق وذكرنا وجوها لذلك من النقل ووجوها من النظر. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وافضل ما قلت والنبيون قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد الى اخره فهي افضل كلمة على الاطلاق افضل كلمة على الاطلاق وذكرنا انها افضل من التسبيح والتحميد والتكبير بقول كثير من اهل العلم وهذا هو الراجح ان شاء الله والله تعالى اعلم وهنا قوله افضل الذكر لا اله الا الله افضل الذكر لا اله الا الله قبله قال افضل الدعاء الحمد لله افضل الدعاء الحمد لله في الكلام على المقدمات بينت ان الدعاء على نوعين منه ما يكون من قبيل دعاء العبادة ومنه ما يكون من قبيل دعاء المسألة وان دعاء المسألة ان يسأل الانسان ربه حاجته فيقول يا رب اغفر لي يا رب ارحمني ونحو ذلك واما دعاء العبادة فيكون ذلك بانواع العبادات التي يتقرب بها الى الله. فاذا قال مثلا فاذا صلى او صام او تصدق او قال لا اله الا الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم افضل الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له مع ان هذا ليس بسؤال فذكرت اوجها واجوبة لهذا لكن منها مما يعنينا هنا ان هذا الانسان الذي يذكر ربه او الذي يصوم او الذي يتصدق هو في الواقع سائل هو لماذا يفعل ذلك طلبا للثواب طلبا لما عند الله عز وجل من الاجر فهو سائل بفعله بعبادته بتقربه الى ربه تبارك وتعالى بهذه العبادات القولية او المالية او العملية فكل عابد هو سائل في الواقع لانه يرجو ما عند الله ويطلب الثواب فذلك سؤال فذلك سؤال فصار الدعاء على نوعين دعاء مسألة يا رب اغفر لي يا رب ارزقني يا رب ارحمني يا رب اجبرني ودعاء عبادة ان يتقرب الى الله بانواع القربات فهو بذلك سائل بلسان الحال لانه طالب للثواب والاجر فالدعاء في الواقع هو ذكر وقول النبي صلى الله عليه وسلم افضل الدعاء الحمد لله فهذا احد النوعين ايضا هنا ملحظ لطيف ذكره اهل العلم ان هذا الحامد هو شاكر لله تبارك وتعالى. والشكر مؤذن بالزيادة. فالله عز وجل يقول لئن شكرتم لازيدنكم فهو يحمد يطلب بذلك المزيد بهذا الحمد والشكر لله تبارك وتعالى. ثم ان هذا الحمد ايضا فيه تعريض تعريض بالحاجة فالحاجة تارة يطلبها صاحبها صراحة وتارة يكون ذلك بالتعريض كما قال امية ابن ابي الصلت معرضا بحاجته عند احد الملوك يطلب نائلته يقول اذا اثنى عليكم المرء يوما كفاه من تعرضه الثناء يعني لا يحتاج ان يصرح ان يصرح بحاجته فيكون ذلك من قبيل من قبيل السؤال بالتعريض بالتعريض من غير تصريح وقد ذكر الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في توجيهه باعتبار ان الذكر دعاء عند اهل العلم ذكر ما يدل على ذلك ثم ايضا ذكر شيخ الاسلام رحمه الله بان لفظ الدعوة والدعاء يتناول النوعين الذين اشرت اليهما انفا واستشهد بقول الله تبارك وتعالى واخر دعواهم ان الحمدلله رب العالمين فسمى ذلك دعوة والدعوة والدعاء يكون بمعنى الطلب وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي اخرجه الترمذي استشهد به شيخ الاسلام في دعوة ذي النون قال دعوة اخي ذي النون. ما هي؟ لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. لاحظ ليس فيها سؤال صريح لكنه تعريض بحاجته وفقره الى ربه تبارك وتعالى من اجل ان يخلصه من هذه الشدة والكربة التي وقع فيها وذكر الحديث بعده وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم هذه آآ ما دعا بها مكروب الا فرج الله كربته يقول شيخ الاسلام سماها دعوة لانها تتضمن نوعي الدعاء. يقول فقول لا اله الا انت اعتراف بتوحيد الالهية. وتوحيد الالهية يتضمن احد نوعي الدعاء فان الاله هو المستحيل لان يدعى دعاء عبادة ودعاء مسألة والله تبارك وتعالى هو الواحد الذي ينبغي ان يتوجه اليه العبد بحاجاته وعبادته وسؤاله وفقره ومسكنته وشؤونه كلها وافضل الذكر افضل الذكر لا اله الا الله هذا لا شك انه اجل الذكر وافضل الذكر فهذا التنصيص على ان هذه الكلمة هي الافضل على الاطلاق وذلك انه لا يصح الايمان الا بها وانها مفتاح الجنة واول واجب على المكلف واول ما يدخل به الى الاسلام ولا يكون ذلك في شيء من الاذكار فهذه كلمة التوحيد لا يماثلها ولا يعادلها شيء فهي اجل كلمة واشرف كلمة قيلت على الاطلاق وهي اصدق كلمة افضل الذكر لا اله الا الله. بمعنى ان الانسان اذا اراد ان يكثر من ذكر يقوله مطلقا فانه يردد هذه الكلمة ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم الله الله الله كما يقول الصوفية بذكره بالاسم المفرد فان هذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يرد في كتاب الله تبارك وتعالى لا في دعاء الانبياء ولا في غيرهم ولم يرشد الشارع اليه فضلا عن ذكر الضمير كقولهم هو ويكررون ذلك مرارا فيعتقدون ان ذلك اجل الذكر وهذا خلاف ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فان افضل الذكر لا اله الا الله. اذا افضل الدعاء الحمد لله وافضل الذكر لا اله الا الله واخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بان ايضا افضل الكلام واحب الكلام الى الله هذه الاربعة اللي هي التسبيح والتحميد. ولا اله الا الله والله اكبر. فيكثر الانسان من مثل هذه الكلمات فمثل ذلك حري وجدير بالمؤمن ان يعتني به كل العناية. اسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على النبي محمد واله وصحبه