ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته في هذه الليلة اعلق على الحديث الخامس من احاديث هذا الكتاب وهو ما رواه عبدالله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر امثالها لا اقول الف لام ميم حرف الف حرف ولام حرف وميم حرف مضى ايها الاحبة بيان ان الذكر يشمل قراءة القرآن وان قراءة القرآن تعد من افضل الذكر واجله فهذا الحديث يتحدث عن هذا النوع من الذكر وسيأتي كلام في المفاضلة بين قراءة القرآن وغيره من الاذكار فهذا الحديث يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم يقرر فيه ان من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر امثالها اذا ذلك يضاعف الى عشرة اضعف فهذا الحرف من قرأ حرفا من كتاب الله ما المراد به الحرف عند النحات في اصطلاح المتأخرين يطلقونه ويريدون به معنى حادث يعني يريدون به معنى لم يكن معهودا في كلام المخاطبين الذين خاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم فالمتأخرون كما ندرس يطلقون الحرف على الواحد من حروف المباني التي هي حروف التهجي. التي تركب منها اللفظة. فاذا قلت زيد فهذه مكونة من ثلاثة احرف هكذا يقولون وهكذا يقررون. ومن ثم فان من اهل العلم من فسر الحديث بهذا وقالوا ان كل حرف من حروف المباني لان الحروف حروف معاني وحروف مباني حروف المعاني مثل حروف الجر. من والى وعن وعلى ولهذا يقسمون الكلام اعني النحات الى ثلاثة اقسام الى اسم وفعل وحرف جاء لمعنى الاسم مثل زيد والفعل مثل ذهب فالاسم يدل على معنى في نفسه ولم يقترن بزمن زيد والفعل دل على معنى في نفسه واقترن بزمن ذهب في الماضي يذهب في المضارع اذهب في المستقبل يقولون والحرف هكذا قالوا ما ليس له معنى في نفسه ولكنه يدل على معنى بغيره يعني من جهة الارتباط الربط بين اجزاء الكلام فهو يدل مع ان شيخ الاسلام ينكر هذا يقول الحرف له معنى في نفسه فالى تدل على الغاية وفيه تدل على الظرفية وعلى تدل على الاستعلاء او العلو ونحو ذلك له معنى في نفسه وهم قد يريدون بذلك امرا اخر. على كل حال لا نريد ان نغرق في هذه القضية لكن لابد من بيان هذا المعنى. لان ادر اذا قيل من قرأ حرفا المقصود به الواحد من حروف المباني التي ليست من حروف المعاني يعني التي يركب منها اللفظ حروف المعاني لا يركب منها اللفظ على مكون من ثلاثة احرف الى من ثلاثة احرف من مركب من حرفين لكن حروف المباني حينما تقول اخذ مركب من ثلاثة احرف الهمزة والخاء والذال فهنا من قرأ حرفا من كتاب الله هل المقصود به الواحد من حروف التهجي بمعنى انه اذا قرأ مثلا ذهب ذهب الله بنورهم ذهب هل هي حرف واحد او ثلاثة احرف اصطلاح المتأخرين ان الذال حرف والهاء حرف والباء حرف اذا هذه ثلاثون اصطلاح المتأخرين ولهذا يقولون بان الحرف يطلق على الواحد من حروف التهجي كما يقال لحروف المعاني هكذا يذكرون كثيرا في كتب النحو وكذلك ايضا في الكتب التي تتكلم عن اللغات وفي شروح الحديث ايضا وفي الكلام على هذا الحديث المقصود انهم بهذا الاعتبار فسروه بهذا التفسير ان الحرف الواحد من حروف المباني معتبر واضح؟ انه بعشر فذهب بثلاثين. شيخ الاسلام رحمه الله يرد على هؤلاء ويقول هذا معنى حادث هذا اصطلاح حادث ولا يجوز تفسير الفاظ القرآن والسنة بمصطلحات حادثة جديدة يعني الان كلمة سيارة اليوم تطلق على المركبة المعروفة وجاءت سيارة فارسلوا واردهم هنا لا يمكن ان تفسر بما نطلق عليه السيارة اليوم وجاء رجل من اقصى المدينة يسعى تلك القرى نقص عليك من انبائها ما الفرق بين المدينة والقرية في لغة القرآن بلغة النبي صلى الله عليه وسلم في لغة العرب الذين خوطبوا بالقرآن لا فرق بين المدينة والقرية في اصطلاحنا المعاصر تقال القرية لمجمع البنيان الصغير والمدينة للواسع الكبير تقول مثلا الرياض مدينة الدمام مدينة وتقول كذا قرية حينما تسمي شيئا ذا بنيان قليل شيخ الاسلام يقول بان لفظ الحرف والكلمة له في لغة العرب التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بها معنى وله في اصطلاح النحاة معنى يقول فالكلمة لاحظ الكلمة في لغتهم هي الجملة التامة يعني في لغة العرب الاولين الذين خطبوا بالقرآن والذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بلغتهم. الكلمة لها معنى غير المعنى عند المتأخرين النحات عند المتأخرين يقولون هي اللفظة المفردة وقد تقال الكلمة للجملة او للخطبة او نحو ذلك تقول القى كلمة وتقول الله اكبر هذه جملة ويمكن ان يقال لها كلمة وحينما يقال الله هذه كلمة عندهم عند النحات من المتأخرين على كل حال فهم يقولون اعني العرب الاولين بان الكلمة هي الجملة التامة وليست بمعنى اللفظ المفردة سواء كانت الجملة اسمية مثل الله واحد او فعلية جاء زيد وفي الحديث كلمتان حبيبتان الى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم اصدق كلمة كلمة. قالها الشاعر الا كل شيء ما خلا الله باطل هذا بيت من الشعر فسماه كلمة وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله المقصود به تكلم بكلام من سخط الله وليس المقصود لفظة واحدة مفردة فشيخ الاسلام يقول لا يوجد قط في الكتاب ولا في السنة ولا في كلام العرب لفظ كلمة الا والمراد بها الجملة التامة فهو يخطئ النحات في اطلاقهم الكلمة على اللفظة المفردة شيخ الاسلام له اراء في النحو ولذلك لا كان ابو حيان رحمه الله النحوي المعروف صاحب البحر المحيط في التفسير كان يعظم شيخ الاسلام جدا ويحبه ويجله فلما قدم شيخ الاسلام رحمه الله الى مصر لقيه وسر به وفرح فجرى ذكر مسألة فقال ابو حيان بهذا قال سيبويه. فقال شيخ الاسلام رحمه الله وهل سيبويه نبي النحو في الكتاب لسيباويه اذا قيل الكتاب فهو كتاب سيبويه في النحو في الكتاب لسيباويه اكثر من ثمانين خطأ لا تعرفها انت ولا سيبويه فلما قال هذا صدم ابو حيان واصابه ما قرب وما بعد وما كان يتوقع ان يسمع هذا الكلام في سيبويه لانه كان يعظم سيبويه ويجله اجلالا لا نظير له من اجلال المخلوقين. فغضب ابو حيان فوقعت الوحشة بينه وبين شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بسبب هذا الموقف وهل سيبويه نبي النحو؟ في الكتاب يعني كتاب سيبويه اكثر من ثمانين خطأ لا تعرفها انت ولا سيبويه. الشاهد ان شيخ الاسلام كان يستدرك على النحاة اشياء هذا منها وذكرت الكلمة للفائدة لانها قريبة من الحرف فهو يقول رحمه الله لفظ الحرف ايضا يراد به الاسم والفعل وحروف المعاني لاحظ حروف المعاني وسم حروف الهجاء يعني شيخ الاسلام يقول ان لفظ الحرف يطلق على اربعة اشياء الاول الاسم مثل زيد ما دل على معنى في نفسه ولم يقترن بزمن والثاني الفعل ما دل على معنى في نفسه واقترن بزمن ذهب في الماضي والثالث هو حروف المعاني مثل من والى فهذه يقال لها حروف والرابع لاحظوا الدقة وسم حروف الهجاء ما قالوا حروف الهجاء قال اسم حروف الهجاء اسم حروف الهجاء ننطق بها بالاسماء فنقول زاي ثلاثة احرف تهجي نقول باء ثلاثة احرف صاد ثلاثة احرف يعني من حروف المباني ثلاثة احرف. يقول ولهذا سأل الخليل خليل ابن احمد سأل اصحابه كيف تنطقون بالزاي من زيد لفظة زيد فقالوا زيد فقال نطقتم بالاسم زاي الحرف زه الحرف اذا نطقت به بالاسم قلت زاي فذكرت ثلاثة احرف في الواقع اسما له. لكن اذا اردت ان تنطق بالحرف نفسه تقول زه حرف الزاي اذا اردت ان تنطق بالحرف المبنى حرف التهجي تقول زه واضح؟ فمن هنا يقول شيخ الاسلام رحمه الله كثيرا ما يوجد في كلام المتقدمين هذا حرف من الغريب يعبرون بذلك عن الاسم التام يعني لفظة كلمة اسم غريب قسورة مثلا يقولون هذا حرف من الغريب ما معنى قسورة فرت من قسورة واضح؟ اذا بلغت التراقي ما معنى التراقي؟ يقول لك هذا حرف من الغريب وهكذا اذا على قول شيخ الاسلام رحمه الله يكون قوله صلى الله عليه وسلم لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف شيخ الاسلام يقول هنا نطق النبي صلى الله عليه وسلم بالاسماء الف فهذه مكونة من ثلاثة احرف من حروف التهجي. اذا كلمة زيد على قول شيخ الاسلام اللي هي اسم حرف ذهب الله بنورهم. ذهب حرف الله حرف واضح؟ فصارت على هذا الكلمة سواء كانت اسما او فعلا او حرفا جاء لمعنى او اسم حرف هذا كله يقال له حرف وعليه بناء على ذلك الان لو اردنا ان نحسب مثلا كم عدد حروف التهجي بالقرآن؟ على القول الاول الذين قالوا ان المقصود حروف التهجي حروف المباني زيد ثلاثة احرف فعلى قول بعض اهل العدد من قول عن مجاهد انها ثلاثمائة وعشرين الف وخمسة عشر حرفا تلاتمية وعشرين الف وخمسطعش حرف هذه حروف القرآن عدد الحروف في القرآن طوف التهجي فاذا حسبناها بهذه الطريقة كم يطلع من الحسنات واربع عشرة ثلاثة ملايين ومئتي الف ومئة وخمسين حسنة اذا ختمت ختمة على هذا العدد وباعتبار الكلمات ان الحرف المقصود به الكلمة على قول شيخ الاسلام على بعض قول اهل العدد عدد كلمات القرآن سبعة وسبعون الفا واربعمائة وتسع وثلاثين كلمة فاذا ضربناها بعشرة يطلع سبعمائة واربعة وسبعون الفا وثلاث مئة وتسعين حسنة سبع مئة واربعة وسبعين الف وثلاث مئة وتسعين حسنة بالختمة طبعا فرق كبير كما ترون هناك بالملايين وهنا مئات الالاف هناك بالملايين ثلاثة ملايين وكسور وهنا سبع مئة الف وكسور فالفارق كبير وعلى كل حال فضل الله واسع لكن شيخ الاسلام احتج خلاصة الاحتجاج بامرين. الاول معهود الاولين السابقين حينما يقولون الحرف فانهم لا يريدون به حرف التهجي. الامر الثاني قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم نطق باسماء الحروف فقال الف لام ميم فكل واحد مكون من ثلاثة احرف تهجي تج بهذين الامرين. المهم كل هذا يدعونا الى ماذا؟ يدعونا الى الاكثار من قراءة القرآن والاشتغال به هل يوجد تجارة في الدنيا مساهمة في الدنيا تعطي عشرة اضعاف؟ ابدا وهنا طبعا يرد سؤال وهو عن عما ورد عما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من كون قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن فحروفها قليلة وحروف القرآن اذا قلنا انه الكلمات هنا سبعة وسبعين الف واربع مئة وتسعة وثلاثين كلمة والحسنات سبع مئة الف وكسور وهناك ثلاث مئة الف وكسور بالنسبة لعدد الحروف والحسنات ثلاثة ملايين وكسور قل هو الله احد حروفها قليلة ولو عددنا كلمات قل هو الله احد على قول شيخ الاسلام او حروف التهجي في قل هو الله احد سورة كاملة فانها لا تبلغ نسبة تذكر بالنسبة لهذا الرقم الكبير في عدد حروف او كلمات القرآن. فكيف صارت تعدل ثلث القرآن؟ الجواب عن هذا اجوبة ذكرها اهل العلم. من احسنها ما ذكره شيخ الاسلام ان حسنات منها حسنات كبار ومنها ما هو حسنات دون ذلك فقل هو الله احد ليست تبت يدا ابي لهب وتب فقل هو الله احد في صفة الرحمن جل جلاله وهذه لها مزية ومن ثم كان لقراءتها هذه الفضيلة انها تعدل ثلث القرآن. فحسناتها كبار وهناك كلام اخر يذكر في هذا الباب على كل حال. والجواب وقد ذكرت طرفا منه في بعض المناسبات في غير هذه المجالس. اسأل الله تعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا. وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه