ان كان له فيه نية فهذه هذا خبر من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم. والامر اعظم من ذلك ولكنه صلى الله عليه وسلم اراد التقريب وقال خير له ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته بهذه الليلة نتحدث عن معاني وهدايات تتصل بحديث جديد من احاديث هذا الكتاب حصن المسلم وذلك ما جاء عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال ايكم يحب ان يغدو كل يوم الى بطحان او الى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير اثم ولا قطيعة رحم. فقلنا يا رسول الله نحب ذلك. قال افلا يغدو احدكم الى المسجد؟ فيعلم او يقرأ ايتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث واربع خير له من اربع ومن اعدادهن من الابل فقوله رضي الله تعالى عنه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة والصفة اهلها هم فقراء المهاجرين. كانوا يأوون الى موضع في اخر المسجد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مظلل وهم اضياف الاسلام. هؤلاء يأوون الى هذه الصفة فهي موطنهم ومبيتهم ليس لهم دار ولا اهل وانما هاجروا وتركوا كل شيء وراءهم وهم عدد كثير تتفاوت اعدادهم من حين لاخر وقد ذكر عدهم ابو نعيم في الحلية اكثر من مئة وهؤلاء الاضياف الذين يأوون الى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم او الى هذه الصفة كلهم من الفقراء غير المتأهلين في المدينة ذكر الحافظ بن حجر رحمه الله انهم يكثرون تارة ويقلون تارة يكثرون حتى يبلغوا المائتين ويقلون في بعض الاحيان لانهم ينفرون في الغزوات والسرايا في الجهاد وتعليم القرآن لان هؤلاء منهم قراء وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثهم الى بعض القبائل الذين يدخلون في الاسلام من اجل اقرائهم فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا يخاطبهم هؤلاء الفقراء الذين ليس لهم من الدنيا حظ ولا نصيب كان الواحد منهم لربما يهاجر وليس له الا ازار ليس عليه رداء ما عنده شيء لا دابة ولا لباس ولا اثاث ولا غرفة وانما هؤلاء يجلسون في هذا المكان المسقوف المظلل العريش باخر المسجد تركوا الدنيا برمتها هؤلاء قد تتحدث نفوس بعضهم وذلك لبشريتها تتحدث عن امور من تحصيل مطالب هذه الحياة الدنيا من اجل قضاء الحاجات واعمال البر لانهم شكوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اخوانهم الاغنياء ذهب اهل الدثور بالاجور باعتبار انهم يزاولون الاعمال البدنية كما يزاولها هؤلاء من صلاة وصيام ونحو ذلك ولهم فضول اموال يتصدقون وهؤلاء لا يجدون ما يتصدقون به. فالحاصل ان النبي صلى الله عليه وسلم ارشدهم هناك الى الذكر وسيأتي الكلام على ذلك وهنا يخاطبهم يقول لهم ايكم يحب ان يغدو كل يوم الى بطحان او الى العقيق هؤلاء الفقراء لا تتطلع هممهم ونفوسهم الى تحصيل هذه النوق الموصوفة بهذه الاوصاف الكاملة وانما لربما يتمنى الواحد منهم مركبا يبلغه مقاصده حينما ينفر الى جهاد الكفار النبي صلى الله عليه وسلم يسألهم يخاطبهم ايكم يحب ان يغدو يعني يخرج باول النهار يذهب في اول النهار الى بطحان بطحان اسم وادي في المدينة موضع معروف في المدينة واسع منبسط او الى العقيق ذكر اهل العلم ان المراد بالعقيق هنا العقيق الاصغر وهو على ثلاثة اميال او على ميلين من المدينة. هذان الموضعان هما سوقا الابل لاهل المدينة. يعني يقول ايكم يحب ان يخرج الى احد هذين الموضعين من اسواق الابل يخرج في اول النهار في الصباح في البكور قبل اشتداد الحر والشمس فهنا او هذه اما للتنويع او انها شك من الراوي يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بطحا او قال البقيع يغدو الى البقيع او قال يغدو الى بطحان ويحتمل انه قال ذلك على سبيل التنويع يعني يخرج الى هذا او هذا فهنا اذا خرج يرجع بماذا فيأتي منه بناقتين كوماوين بناقتين ما قال ببعيرين لان الناقة انفس لانها تحلب ولانها ايضا تلد ويمكن ان يكون ذلك سببا المزيد من تحصيل هذه الثروات التي هي انفس الاموال عند العرب ولذلك تجدون هذه العبارة تتكرر خير لك من حمر النعم الابل يعني فهي انفس اموال العرب هي الثروة. فمن كان يملك الابل فهو الثري الغني وهنا يخاطب هؤلاء الفقراء الذين لا يجد الواحد منهم شاة او عناقا. فضلا عن ان يجد ناقة وبهذه بهذه الصفة هذه لا يجترئ احد ان يسومها الا ان يكون من اهل الجدة والغنى ولذلك الشيب الشي يذكر ذاك الذي يصف كيف صار العلم مبتذلا لما اجترأ عليه من ليس بمتأهل فيقول تصدر للتدريس كل مهوس بليد يسمى بالفقيه المدرس وحق لاهل الفضل ان يتمثلوا ببيت قريظ قيل في كل مجلس وقد هزلت هذا الشاهد حتى بدا من هزالها يصف الناقة حتى بدا من هزالها كلاها ضمرت خاصرتها فبدت الكلى من الجانبين بضعفها وهزالها حتى بدا من هزالها كلاها وحتى سامها كل مفلس. يعني في السابق حينما كانت كوماء ما كان يجترئ عليها احد فلما صارت بمنزلة من الهزال والضعف صار كل مفلس يجترئ عليها يقول بكم هذه الناقة لو سمحت وقبل ذلك ما كانوا يجترئون ان يقتربوا منها فضلا عن ان يسوموها فضلا عن ان يشتروها فالشاهد هنا هذه الناقة بهذا الوصف بناقتين كوماوين تثنية كوماء والناقة الكوماء هي الناقة العظيمة السنام سنامها كانه ضخمة وهذا من افضل الاوصاف في الابل وهي خيار اموال العرب وحينما يرجع بهاتين الناقتين يرجع بهما من غير تبعة يعني الانسان قد يرجع بشيء من المال له قدر ولكن لا يسلم من التبعة مسروق سلب غارات على القبائل يأخذون الابل لقاح كما كانت العرب تفعل من غير اثم ولا قطيعة رحم ما اخذ اموال ايتام ما اخذ اموال النساء في الميراث او غير ذلك ما اخذها بمشاحنة مع قراباته ما اخذها بمشكلات ومشاجرات وغصب ووضع اليد عليها بغير حق لا لا لا تبعة فيها بغير اثم ولا قطيعة رحم. سالمة لا يلحقه فيها معرة لا عند الله ولا عند الناس الكل يتمنى هذا فماذا قال هؤلاء الصحابة من اهل الصفة لما سمعوا ذلك اخبروه قالوا له نحب ذلك الجميع يحب هذا فماذا قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم؟ افلا يغدو احدكم الى المسجد في علم او يقرأ ايتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين فيعلم هنا يدخل فيه انه تعلمها بمعنى قرأها ويدخل فيه حفظها ويدخل فيه تعلم معانيها وما تضمنته من الهدايات تفسير لانه قال فيعلم فكل ذلك بك داخل فيه فهذا الذي لا يعرف الاية اصلا فاذا جاء الى مقرئ فاقرأه اياها يكون قد علمها هذا الذي قد حفظها يكون قد علمها هذا الذي عرف معانيها يكون قد علمها وهذه مراتب فكيف بمن حصل هذه المراتب جميعا فالنبي صلى الله عليه وسلم قال افلا يغدو احدكم الى المسجد في علم او يقرأ ايتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين. وثلاث يعني ثلاث ايات خير له من ثلاث واربع خير له من اربع ومن اعدادهن من الابل من اعدادهن من الابل يعني ان الايتين افضل من ناقتين والثلاث افظل من ثلاث والاربع افظل من اربع والخمس افظل من خمس وهكذا العشر افظل من عشر والمئة افظل من مئة من النوق الموصوفة بهذه الصفة. اذا كان الامر كذلك فاذا اخذ مئة اية فهذه مئة ناقة الناقة التي تكون بهذه الصفة كوماء ضخمة اذا كانت للقنية نقول للقنية لانه للاسف معلوم ان النوق تتخذ للقنية منذ دهر طويل ولكن ابتلي الناس اليوم بمزاولات يتزاينون بالابل فهذه بالملايين على قدر عقولهم لكن نحن نتحدث عما كان للقنية يعني يقتنيها من اجل الانتفاع بها من اجل الاستيلاد من اجل الحليب فالناقة التي بهذه الصفة عند ارباب الابل اليوم عند اهل الخبرة تتراوح قيمتها ما بين ثلاثين الف الى اربعين الف فاذا اخذنا المتوسط خمسة وثلاثين الف لهذه الناقة وايات القرآن ستة الاف ومئتين وكسر فلو بقينا على الست الاف والمئتين وضربناها بخمسة وثلاثين الف يطلع عندنا مئتين وسبعطعشر مليون متين وسبعطعشر مليون يذهب للمسجد في حلقة تعلم هذا هو الكنز الحقيقي. هذه هي الثروة الحقيقية هذا هو الذخر هذه هي التجارة الرابحة والناس ازهد ما يكونون بهذا الا من رحم الله تبارك وتعالى وكثير من الشبيبة لربما لا يذهب الى هذه الحلق الا تكرها لانه لربما يواجه ما يواجه من قبل اهله فيضطر الى الذهاب وهو مستثقل الا من رحم الله عز وجل ومن يذهب وهو مستبشر هل يستشعر هذا المعنى هي افضل من هذا مئتين وسبعطعشر مليون هي افضل من هذا بكثير لا مقارنة. لكن النبي صلى الله عليه وسلم يقرب لهم المعنى يقول لهم هذا افضل لكم من هذا. يخاطب فقراء مدقعين الواحد عليه ازار ما عليه رداء ما عندهم شيء لا يشتري احد منهم ان يصوم هذه الناقة فهذا افضل من هذا الذين يشتكون من قلة ذات اليد الذين يشعرون احيانا بالحرمان الذين يفكرون صباح مساء ويضربون اخماس باسداس كيف يحصلون ثروة كيف يستطيع ان يقتني اموالا وملايين الذين يفكرون كثيرا كيف يستطيع ان يبني فلة ونحو ذلك وان يشتري سيارة بمواصفات معينة الاية افضل من ناقة بهذه المثابة ايتان افضل من ناقتين وست الاف اية افظل من ست الاف ناقة من هذا القبيل. يعني ما يزيد على ميتين وسبعتاشر مليون. تعلم القرآن كاملا دخل في حلقة هل عرفنا قدر هذا التعلم قدر هذه الحلق قدر هذه المجالس للذكر التي نتعلم فيها القرآن فكم فرطنا وكم ضيعنا وكم غفلنا ولكننا نغبط اهل الدنيا على ما حصلوا فلان باع ارضا فحصل كذا وربح كذا فلان باع صفقة ربح من الاسهم كذا يتغابط الناس على هذا العرض الزائل ولكن هذه مئتين وسبعطعشر مليون هذا الولد اللي حفظ القرآن ده محصل من المجد والثروة والفخر الحقيقي والنعمة السابغة في الدنيا والاخرة افضل له او يخاطبهم باغلى شيء يعرفونه. ما هو اغلى شيء عند العرب يمكن ان يخاطبوا به هي هذي الابل التي بهذه الصفة ولذلك دية الانسان انما تقدر بالابل. بل ان مهور النساء احيانا في بعض النواحي تقدر بالابل ويقصدون احيانا القيمة يقصدون المال فيقول ازوجك على اربعين من الابل ويقصد قيمة اربعين من الابل فاسأل الله عز وجل ان يجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب احزاننا وجلاء همومنا اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه