والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه سائر الخلق عن ذلك ومن هنا نقول الله اكبر اكبر من كل تنزيه ننزهه به ومن كل تقديس نقدسه به والله لا يعظمه الخلق حق تعظيمه ولا يقدسونه حق تقديسه الا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فقد مضى الحديث على قوله صلى الله عليه وسلم من تعار من الليل فقال حين يستيقظ لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وكنا نتحدث عما بعده من قوله سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر تحدثنا عن هذا التركيب بين هاتين الجملتين التسبيح والتحميد وان ذلك كقولنا لا اله الا الله ولا اله هنا نفي لما يعبد من دون الله عز وجل والا الله اثبات كما ان التسبيح تنزيه لله عن كل ما لا يليق به والحمد اثبات للمحامد واوصاف الكمال اللائقة بجلاله وعظمته. في هذه الليلة نتحدث عن كل جملة على حدة من حيث كونها تدل على التوحيد لنعرف ايها الاحبة ما تحت هذه الجمل القصيرة التي نرددها بعد الصلاة ونرددها حينما نستيقظ من الليل او غير ذلك ولربما لا نتفطن لمضامينها وما تحتها من المعاني الكبار فاذا قال العبد سبحان الله فمعنى ذلك انه ينزه ربه تبارك وتعالى عن كل ما لا يليق بجلاله وعظمته واول ما يدخل في ذلك ان ينزهه في الهيته فهو اله واحد لا معبود بحق سواه اذا فكل ما يعبد سوى الله تبارك وتعالى فالله منزه عنه وتلك المعبودات باطلة ومن هنا فان هذه الجملة التسبيح تدل على هذا الجانب وهو التنزيه بصورة اسرح واوضح من دلالة اشهد ان لا اله الا الله على التنزيل. وان كانت كلمة الشهادة تدل على التنزيه بجانبها الذي هو النفي لا اله وفي قولنا ايضا الا الله فاننا حينما نثبت ذلك لله وحده فهذا يقتضي هذا يستلزم انه منزه عن كل عيب ونقص والا فكيف يكون كيف يكون الها ومن هنا يكون العبد موحدا لربه وخالقه جل جلاله توحيد الالهية الحافظ ابن حجر رحمه الله يذكر هذا المعنى في التسبيح بانه تنزيه له عما لا يليق بجلاله وتقديس لصفاته عن النقائص فيندرج فيه معنى لا اله الا الله وايضا مما ينزه الله تبارك وتعالى عنه ينزه في ربوبيته فليس هناك خالق غير الله ولا رازق غير الله ولا محيي غير الله ولا نافع ولا ضار غير الله تبارك وتعالى. فهو الذي يملك ذلك وحده. فهذا الذي يقول سبحان الله وهو منزه له في ربوبيته عن الشريك في هذه الربوبية. ليس هناك من يدبر مع الله ليس هناك من يتصرف في هذا الكون مع الله وانما هو المنفرد بالتصريف والتدبير والملك والنفع والضر والاحياء والاماتة القوا الايجاد والاعدام كل ذلك ينفرد به وحده تبارك وتعالى. ولهذا فان الله تبارك وتعالى يقول سبحانه وتعالى عما يشركون. ينزه نفسه عن هؤلاء الذين يعبدونهم من دونه هؤلاء الذين يضاف اليهم شيء من العبادة فسبحان الله اذا هي صريحة في التنزيه متضمنة لما صرحت به اشهد ان لا اله الا الله من توحيد الالهية. فهي متضمنة لذلك فمنطوق سبحان الله تنزيه ومفهومه مفهومه توحيد. اذا نزهته من كل عيب ونقص في الهيته وربوبيته وصفاته فمعنى ذلك انه هو المعبود وحده هو الرب وحده هو الكامل من كل وجه في اسمائه وصفاته ليس في اسمائه ما يعاب في لفظه وليس فيها ما يعاب في معناه ليس فيها نقص بوجه من الوجوه. ولذلك قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فهي بالغة في الحسن غايته اسماء المخلوقين قد تكون الالفاظ غير مستساغة في الاسماع وقد تكون المعاني ناقصة او تالفة سيئة اليوم كثير من الناس يبحثون ويشتطون ويحرصون على الاسماء الغريبة التي لربما لم يسبقوا اليها. واذا سئلوا ما معنى هذا الاسم الذي سميت به البنت او الولد يا استاذ؟ قال هذا اسم اسم اسم ماذا؟ قال يقولون نبت في الصحراء هذا لا يوجد في قواميس اللغة لا نبت في الصحراء ولا نبت في المزارع ولا القرى ولا غير ذلك لكن البحث عن الاغراب والتكلم نبت في الصحراء واحيانا يكون اسم نصراني او وثني اعجمي ويحاولون ان يبرروا له هذه التبريرات. اسماء ناقصة واحيانا اذا كشف لهم عن معنى قبيح فان بعض هذه الاسماء تعني اسم القرد او القردة. فانهم لا يحيرون جوابا. فاذا اسماء الله كاملة في الفاظها في مضامينها ما تضمنته من الاوصاف لا نقص فيها ولله الاسماء الحسنى وهي تدل على اوصاف كمال وليست كاسماء المخلوقين التي هي مجرد اعلام تميز هذا عن هذا. لكن ليس لهم من اوصافها شيء وعلى كل حال هذه الكلمة ايها الاحبة سبحان الله صريحة في التنزيه وهي بمفهومها تدل على التوحيد الذي صرحت به كلمة التوحيد لا اله الا الله وهي ابلغ في الدلالة على التنزيه من كلمة التوحيد ولا اله الا الله ابلغ في الدلالة على التوحيد من من سبحان الله فهي ناطقة به مصرحة ولكنها تدل بلازمها اعني كلمة التوحيد على التنزيه كما سبق ومن هنا فان هذه الكلمة سبحان الله تدل على توحيد الالهية لتضمنها لي تنزيهي عنه الشريك في الهيتي والشريك ايضا في ربوبيته وعن الند والنظير قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد لا ند له ولا شريك ولا نظير ولا يكافئه احد بوجه من الوجوه فهو المتفرد في الهيته وربوبيته واسمائه وصفاته وله الكمال المطلق من كل وجه فاذا كان لا يوجد احد اكمل في الصفات من الله تبارك وتعالى وهو انزه عن النقص متنزه عن النقص بجميع وجوهه واشكاله وصوره فلا احق منه بالعبادة وحده دون ما سواه. هذا بالنسبة لقولنا سبحان الله حينما ننزه الله ننزهه عن ماذا اما قولنا الحمد لله فكما سبق ان ال هذه تدل على الاستغراق كل المحامد لله. اذا كانت كل المحامد لله فهذا يقتضي انه الكامل من كل وجه بذاته واسمائه وصفاته فانه لا يضاف الحمد من كل وجه الا لمن كان كاملا من كل وجه لمن كان متنزها عن كل عيب ونقص. ومن كان بهذه المثابة فهو المستحق للعبادة وحده دون ما سواه فصارت كلمة الحمد لله هذه تتضمن توحيد الالهية من هذه الحيثية ومن جهة انه حمد لله تبارك وتعالى وحده دون ما سواه وهذا وعلى توحيد حينما يقال الحمد له وحده دون غيره فان هذا لا شك من التوحيد وهي ايضا دعاء كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال افضل الذكر لا اله الا الله وافضل الدعاء الحمد لله جعلها من قبيل الدعاء مع انها من الذكر. وعرفنا ان الدعاء من جملة الذكر وفي وجه كون الحمد من الدعاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال بعض اهل العلم ذلك باعتبار ان السؤال والدعاء يكون تارة بالتصريح يا رب ارزقني وتارة بالتعريض بذكر الصفات الكاملة يقول انت الغني الجواد الكريم او بذكر فقره فقر العبد وحاجته دون التصريح بالسؤال لما قال موسى صلى الله عليه وسلم اني لما انزلت الي من خير فقير عرض بالحاجة عرض بالسؤال دون ان يصرح فهذا كله من السؤال وان كانت صيغته الخبر فهذا الذي يذكر اوصاف الكمال لله تبارك وتعالى هو سائل هو معرض بالسؤال هكذا قال بعض اهل العلم ان قولنا الحمد لله هذا ذكر له بصفات الكمال باضافة الكمالات اليه وحده دون ما سواه فهذا سؤال بصيغة الخبر وشيخ الاسلام رحمه الله والحافظ ابن القيم ذكروا هذا الجواب لكنهم استحسنوا غيره ولهذا فان من اهل العلم من قال في توجيهه بان الذكر يشمل السؤال ويشمل الثناء ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم افضل الدعاء دعاء يوم عرفة وافضل ما قلت انا والنبيون قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير هذا ليس بدعاء بمعنى سؤال ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم افضل الدعاء دعاء يوم عرفة ثم ذكر هذا الذكر لا اله الا الله الى اخره فقالوا بان هذا الذي يذكر الله تبارك وتعالى هذا الذكر يصفه بصفات الكمال هو في الواقع راغب اليه. يعني ان قصده ورغبته متوجهة اليه وحده لانه يعلم انه الذي يملك النفع والضر والدفع وان مقاليد الامور بيده دون من سواه فهو يذكره بهذا وهذا يعني اما ان يسأل صراحة واما ان يذكر الكمالات فشيخ الاسلام وابن القيم يميلون الى هذا ان ذكر الرب تبارك وتعالى باوصاف الكمال يدل على قصد القلب وتوجهه الى هذا المعبود بحاجاته ورغبته وخوفه وما الى ذلك من اموره وشؤونه بهذا الاعتبار. ومن هنا كان افضل الدعاء الحمدلله فهذا الذي يحمد الله عز وجل يحمده لماذا؟ لانه يعلم ان الخير بيده يعلم ان الذي يملك نفعه ويملك دفع ما به من ضر. الذي يملك الشفاء الذي يملك الرزق الذي يملك العافية الذي يملك كل ما نحتاج اليه هو الله ان كل ما يجري في هذا الكون انما هو من تدبيره تبارك وتعالى انه لا يحصل في هذا الخلق في هذا الكون من اوله الى اخره لا يحصل تحريكه ولا مسكينة الا بارادته ومشيئته. فيقول الحمد لله بهذا الاعتبار فهنا هذا اضافة المحامد اليه فاذا اعاده ثانيا فهذا هو الثناء فحينما نقصر ذلك على الله وحده فهذا من توحيده تبارك وتعالى وهكذا حينما نقول الحمد لله فهذا لكونه ماذا؟ كما قلنا يملك النفع والضر وحده دون ما سواه اذا هذه ايضا تتضمن توحيد الربوبية حينما تضيف اليه جميع المحامد هذا توحيد وهذا يدل على توحيد الاسماء والصفات باعتبار انه كامل من كل وجه في اسمائه وصفاته وهو يدل على توحيد الربوبية باعتبار ان الذي يعطي ويمنع هو الله تبارك وتعالى فيحمد على السراء الضراء فالحمد موجه اليه وحده فهو الرب المتصرف في خلقه ومن هنا يقول الله عز وجل لما ذكر اشراك المشركين من اهل الكتاب وغيرهم اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا. لا اله الا هو ثم قال سبحانه عما يشركون فنزه نفسه عن هذا الاشراك اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم اي اتخذوه كذلك فنزه نفسه عن الشريك بي ربوبيته تبارك وتعالى اتخذوهم اربابا وهذا ايضا تنزيه له عن الاشراك في الهيته وهو تنزيه له عن كل العيوب والنقائص وفي ضمنه اثبات جميع صفات ايه الكمال هكذا حينما نقول الحمد لله وشيخ الاسلام رحمه الله يقول ولهذا كان الرب محمودا حمدا مطلقا على ما فعله وحمدا خاصا على احسانه الى الحامد فهذا حمد الشكر. يعني حينما نقول الحمد لله على كل حال هذا حمد مطلق فيما اوصله الى الاخرين وفيما اوصله الينا في الامور التي نحبها وفي الامور التي لا نحبها نقول الحمد لله فاذا اصاب الانسان المرض قال الحمد لله اذا ذهب المال قال الحمد لله وهكذا وكذلك في المسار والمحبوبات الخاصة به حينما يقول الحمد لله فهذا من قبيل الشكر خلاصة الكلام ايها الاحبة في هذه الكلمات الاربع سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر الله اكبر يعني اكبر من كل شيء اكبر من كل معبود يدعى من دون الله عز وجل اكبر من كل ذي سلطان اكبر من كل ذي علم اكبر من كل ذي مال وغنى وجدة هو اكبر تبارك وتعالى من كل عقل وفكر وذهن وقاد ثاقب الله اكبر من كل شيء. اذا لا يقدم عليه سواه وقد تكلمنا على هذا المعنى في الاسماء الحسنى. هذه الكلمات الاربع ايها الاحبة سبحان الله والحمد لله والله اكبر كل واحدة منها تدل على التوحيد وتتضمن بمجموعها دالة على التوحيد وكذلك ايضا تدل على ما دلت عليه الاخرى بنوع من انواع الدلالة التضمن او الالتزام ان كانت كل جملة اسرح في الدلالة على نوع من التوحيد من غيرها. الا ان الباقي كما تبين يدل ايضا على التوحيد اما بالتضمن واما بالالتزام و من هنا ايها الاحبة اذا نظرنا الى الترتيب الذي جاءت به هذه الكلمات الاربع وجدنا انه يبدأ بتنزيه الله عز وجل عن النقائص كما قلنا ان هذا من باب التخلية سبحان الله فاذا نزهته عن النقائص بعد ذلك تضيف الحمد له وحده دون من سواه فهذا من باب التحلية. اذا كان كل الحمد لله تبارك وتعالى اذا هو الذي يستحق ان يعبد وحده فتقول لا اله الا الله اذا كان هو المألوه وحده فهو اكبر من كل شيء باطلاق فهذه تدل على التوحيد تدل على اثبات الكبرياء له تعالى الاعتراف بالعجز عن القيام بما يليق به من الثناء لعجز على الوجه الصحيح الكامل من كل وجه لانه الخلق لا يتمكنون من ذلك لانهم لا يحيطون بجميع اسمائه وصفاته جل جلاله وتقدست اسماؤه. اسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين