ونحو ذلك ولكن ايضا قد تكون قراءة القرآن افضل من الصلاة لبعض الناس كذاك الذي يجد قلبه عند قراءة القرآن خارج الصلاة ويتدبر اعظم مما يجد من ذلك في صلاته الصلاة هذا بالنسبة للمعين والا فلا شك ان القراءة في الصلاة افضل من القراءة خارج الصلاة وهنا ايضا هذا اذا ذكر الله عز وجل ثم استغفر دعا اذا استغفر غفر له فهنا كما ذكرنا في الكلام على التدبر في بعض السنوات الماضية في رمضان ان مثل هذا كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قد تكون القراءة له خارج الصلاة افضل من القراءة في داخل ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. تتميما للكلام على الحديث السابق من تعار من الليل فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الى ان قال من قال ذلك غفر له يعني يقول ربي اغفر لي فان دعا استجيب له فان قام فتوضأ ثم صلى قبلت صلاته بعد ما يقول هذا الذكر قل ربي اغفر لي فان دعا استجيب له. اذا قال ربي اغفر لي فهذا دعاء استغفار وهو دعاء طلب المغفرة وايضا يقول فان دعا استجيب له فان قام فتوضأ ثم صلى قبلت صلاته وقد مضى الكلام على جملة من المقدمات وكان مما ذكرنا هناك المفاضلة بين الذكر قراءة القرآن وقلنا بان قراءة القرآن من جملة الذكر وانها افضل الذكر وذكرنا هناك كلام الحافظ ابن القيم رحمه الله ان الذكر قد يكون مقدما على قراءة القرآن في موضعه كما هو معلوم حينما يكون في الركوع او في السجود او ما يقوله بعد التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم او الاذكار التي تكون بعد الصلاة او نحو هذا فان الذكر فيها مقدم على قراءة القرآن وان كانت قراءة القرآن افضل ولا شك ان الصلاة افضل مطلقا من حيث الاصل لكونها تجمع بين قراءة القرآن وانواع الذكر اضافة الى ما فيها من القيام والركوع والسجود واذا دعا استجيب له فهل الدعاء افضل من الذكر نحن عرفنا ان الدعاء من جملة الذكر والاصل ان الذكر افضل من الدعاء الدعاء السؤال الطلب حينما يتوجه العبد الى ربه وخالقه وفاطره يسأله حاجته فلا شك ان هذا من جملة الذكر والله تبارك وتعالى يحب الدعاء ويأمر به ادعوني استجب لكم وذلك ينتظم المعنيين يعني اسألوني اعطكم واعبدوني اثبكم فهذا يدخل فيه المعنيان فالله تبارك وتعالى هو الغني الغنى المطلق ويده سحاء يعطي وهذا العطاء لا ينقص شيئا من غناه وهو القريب لمن سأله وطلبه ودعاه وهنا اذا توجه العبد الى ربه يسأله فهو ذاكر له هذه عبادة من اجل العبادات فكل دعاء فهو ذكر ولكن هل كل ذكر هو دعاء بالنسبة للمعنى الخاص ليس كل ذكر يكون دعاء حينما يقول الانسان سبحان الله فهذا ذكر وليس بدعاء وان كان هذا القائل لهذا الذكر كالتسبيح مثلا او التكبير او نحو هذا او من يقول لا اله الا الله هو بهذا قد طلب الثواب من الله حينما ذكره فيكون طالبا وسائلا بتعبده لربه تبارك وتعالى حينما يذكره او حينما يصلي له او حينما يصوم او نحو ذلك من الاعمال التعبدية التي ليست من قبيل السؤال المصرح به فهو دعاء بهذا الاعتبار. سؤال بهذا الاعتبار. فالعابد هو سائل ولكن السؤال بالمعنى الخاص يقال كل داع فهو ذاكر وليس كل ذاكر يكون سائلا بمعنى الطلب الصريح طلب الذي هو بمعنى السؤال من جهة القول الذي يطلب به حاجته ويصرح بها وعلى كل حال صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الدعاء هو العبادة وفي الحديث الاخر ليس شيء اكرم على الله تعالى من الدعاء ولكن يبقى ان الذكر افضل من افضل من الدعاء مع انه قد مضى في المقدمات كلام لابن القيم لما ذكر المفاضلات بين قراءة القرآن والذكر ذكر جملة قلت حينها سنحتاج الى هذا الموضع في بعض المواضع التي نشرح فيها بعض مضامين الكتاب. واعني هذا الموضع. فابن القيم رحمه الله ذكر هناك ان النفس قد يحصل لها من التهيؤ والاقبال على الدعاء والانكسار والشعور بالحاجة والرغبة ما يكون معه الدعاء افضل من الذكر المطلق وافضل من قراءة القرآن يعني في ذلك الحين الانسان احيانا يجد في نفسه اقبالا على الدعاء ورغبة وانكسارا ففي هذه الحال يكون دعاؤه افضل من غيره في هذا الموضع في هذا الموضع. اذا الاصل ان الذكر افضل من الدعاء لكن قد يكون الدعاء في بعض المواضع او لا وافضل ولكن لا يكون ذلك على سبيل الاطلاق ومما يدل على ان الثناء والذكر افضل من الدعاء من حيث الاصل ان الثناء المشروع يستلزم الايمان غالبا وذلك حينما يقول الانسان مثلا سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك هذا ليس بدعاء هذا ذكر وثناء على الله تبارك وتعالى لكن كما ترون ومتضمن لهذه المعاني التي هي مصرحة بالايمان ومن هنا فان هذا الذي يذكر ربه تبارك وتعالى ويثني عليه فان هذا الذكر يكون من قبيل الايمان غالبا اما الدعاء فلا يلزم منه ذلك. حينما يقول اللهم نجني من هذه الكروب. المشركون كانوا اذا ركبوا البحر والمت بهم الخطوب دعوا الله عز وجل. حينما يقول هذا الانسان المشرك ربي ارزقني ربي عافني فهل هذا يقتضي الايمان الصحيح الجواب لا فهم يدعون الله تبارك وتعالى وايضا يقعون في الاشراك ومن هنا ايها الاحبة فان الذكر قد يتضمن من الايمان ما لا يتضمنه السؤال والدعاء وكذلك ايضا ما مضت الاشارة اليه من ان الدعاء يطلب ان يقدم بينه بين يديه الثناء فالداعي يثني على الله تبارك وتعالى بين يدي دعائه ولا يسوغ له ان يبدأ بالدعاء قبل الثناء وقد قال الامام النووي رحمه الله اجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى والثناء عليه ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويدل على هذا جملة من الاحاديث كحديث فضالة ابن عبيد رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو يدعو في صلاته ولم يمجد الله تعالى ولم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم عجل هذا ثم دعا هذا الرجل فقال له او لغيره اذا صلى احدكم فليبدأ بتمجيد ربه سبحانه والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عجل هذا فعلمه ان يبدأ بالثناء والحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من اداب الدعاء كما هو معلوم والامر كما قال الحافظ ابن القيم رحمه الله الذكر ثناء على الله عز وجل بجميل اوصافه والائه واسمائه والدعاء سؤال العبد حاجته فاين هذا من هذا لكن اذا كان الدعاء مشتملا على الثناء فذلك لا شك انه اكمل احوال الدعاء ويكون ذلك ارفع في مرتبته. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما الا اخبركم بشيء اذا نزل برجل منكم كرب او بلاء من امر الدنيا دعا به ففرج عنه كرب والبلاء فقال صلى الله عليه وسلم دعاء ذي النون لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. من وقع في كربة يقع في شدة بحرج في ضيق ببلاء في مصيبة لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وكذلك ايضا في الحديث الاخر دعوة اخي ذي النون اذ دعا وهو في بطن الحوت لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فانه لم يدعو بها مسلم قط الا استجاب له. هنا اعمم الشدة ما دعا بها مسلم قط الا استجاب له وهكذا عامة الادعية النبوية لقوله صلى الله عليه وسلم في دعاء الكرب لا اله الا الله الحليم العظيم لا اله الا الله رب العرش العظيم لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم كذلك ايضا في الحديث الاخر حديث بريدة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو وهو يقول اللهم اني اسألك باني اشهد انك انت الله لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فقال والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى فلاحظ هنا قدم الثناء والضراعة وكذلك ايضا في حديث انس انه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي ثم دعا اللهم اني اسألك بان لك الحمد لا اله الا انت المنان بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم كل هذا من الثناء على الله بين يدي الدعاء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى هنا اخبر ان ذلك الدعاء يستجاب وقد تقدمه الثناء على الله تبارك وتعالى وهذه من فوائد الثناء قبل الدعاء ان ذلك مدعاة لاستجابة دعاء الانسان هذا الانسان الذي يطلب حاجته من مخلوق ولله المثل الاعلى فيثني على هذا المخلوق قبل ان يسأل حاجته فان ذلك ادعى الى تحقيق مراده ان ذكر ايضا فقره وحاجته وضعفه وما الى ذلك فهذا ايضا كذلك هذا ما يتعلق بهذه المسألة بقي مسألة يسيرة مضى الكلام عليها والذي اوجب التنبيه هنا ما اشرت اليه من اختلاف في الروايات ومن شك في بعضها ومن زيادات في بعض الالفاظ وهي زيادات صحيحة وقلت ان من يقولون بان الذكر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه يمكن ان يبدل فيه بعض الالفاظ ويتساهلون في هذا ويسهلون فيه يحتجون بمثل هذه الامور. هذا ذكرته في المقدمات اشرت اليه. هذا مثال لذلك وذكرنا هناك ما ينبغي مراعاته في الاذكار المطلقة والمقيدة واذكر بشيء من هذا في هذا المقام ان تكون هذه الاذكار يحرص المؤمن ان تكون مما جاء في الكتاب او السنة وان يتأدب معها بما ورد عن الشارع من جهة الاطلاق والتقييد فلا يقيد ما اطلقه الشارع وهكذا ايضا ما يقال في مناسبة معينة وهكذا ايضا التقيد بالاعداد المذكورة المقصودة كالاذكار التي تكون بعد الصلاة في اعداد محصورة فانه يتقيد بذلك وهكذا الالتزام بالالفاظ الواردة. ونبيك الذي ارسلت ورسولك الذي ارسلت. فالنبي صلى الله عليه وسلم رد عليه ذلك قال وبنبيك الذي ارسلت لفظة تغييرها الى معنى اوسع وابلغ ومع ذلك ما اقره النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك لكن نحن حينما ترد الينا هذه الالفاظ وان كان فيها شيء من الزيادات نأخذ بهذه الزيادات بالرواية الاوفى اذا صح ذلك وكذلك حينما يرد ذلك بالشك فللمكلف ان يتخير بينهما. اذا كان ذلك جميعا صحيح ثابت فينظر ما هو الابلغ والاوفى والاكمل فيتخيره. يعني جاءت لفظة مترددة جاء الترديد او التردد في الحديث بين لفظتين او بين امرين او نحو ذلك ولا مرجح فهنا يمكن ان يختار واحدا منهما ولا اشكال في ذلك على كل حال هذا بعض ما يتعلق هذه الامور التي ينبغي مراعاتها وقد مضى الكلام عليها على سبيل التفصيل كما اشرنا هناك الى ما ذكرته انفا من ان قراءة القرآن افضل من الاذكار مطلقا ثم بعد ذلك يأتي الذكر ثم يأتي بعد ذلك الدعاء. وان قوله صلى الله عليه وسلم ان احب الكلام الى الله سبحان الله وبحمده وفي رواية افضل الكلام سبحان الله وبحمده فهذا محمول على انه يعني الكلام الذي ليس من القرآن كلام الذي يقوله الناس والا فالقرآن افضل بلا اشكال فهو كلام الله تبارك وتعالى وهو مبارك كما قال وهذا ذكر مبارك انزلناه فهو ذكر ومبارك وهو ايضا معجز في الفاظه وكما هو معلوم ان كل حرف بعشر حسنات وهذا لا يتأتى في الاذكار ليس شيء من هذه الاذكار الحرف منه بعشر حسنات وانما ذلك يختص بالقرآن. لهذا قال الامام النووي رحمه الله بان قراءة القرآن افضل من والتهليل وذكر ان الذكر بعد القرآن على ثلاثة انواع فافضل ذلك ما كان ثناء على الله مثل سبحان الله سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك ثم ما كان ان شاء من العبد كقوله وجهت وجهي اليك ونحو ذلك ثم بعد ذلك ما كان دعاء من العبد لقوله اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب يدعو ويسأل والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه