البهائم بل كما قال الله عز وجل انهم الا كالانعام بل هم اضل يصير الانسان كما وصف الله عز وجل من اولئك الذين لهم قلوب لا يفقهون بها لا ينتفع بقلب لا ينتفع ببصر ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. ايها الاحبة من اذكار التي تقال عند الاستيقاظ يقول الحمدلله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي واذن لي بذكره يذكر ثلاثة اشياء اذا استيقظ يحمد ربه تبارك وتعالى بها يذكره بجميله الاختيار ويستحضر انعامه عليه ويضيف النعمة الى مسديها ومبديها والمتفضل بها فلا يغفل ولا ينسى فذلك يقوله بمجرد استيقاظه يحمد الله عز وجل الحمدلله كل الحمد لله لانه المتصف بالكمال كما مضى من كل وجه. وهو المنعم المتفضل وما بكم من نعمة فمن الله فله الحمد كله ليس لاحد سواه الحمد لله الذي عافاني في جسدي معافاة العبد في جسده ان يسلمه الله عز وجل من الافات. فتكون سلامته اولا من العطب لهذا الجسد بالكلية وذلك بمفارقة الروح. للجسد مفارقة كاملة بالموت يعني الوفاة الكبرى فهذا الذي مات وفارقت روحه جسده لم يعافى في جسده صار جسده جثة هامدة. وعما قريب يتغير ثم بعد ذلك يوضع في قبره فيبدأ بالتلاشي ويصير طعاما للدود فالمقصود ان هذا الجسد الذي ردت اليه الروح هذه من المعافاة الحمد لله الذي عافاني في جسدي. الامر الاخر هذا الانسان الذي لربما يمشي على الارض كانما يخرقها حينما يضرب بقدمه بقوة عليها ويشمخ بانفه ليطاول الجبال هو اضعف من ذلك كله. لو انه توقف فيه عرق او تجمد بعرقه قطرة من الدم لاصبح وهو لا يستطيع ان يحرك اصبعه وهذا امر مشاهد بلحظة وبلا مقدمات لربما هذا الرجل له عناية بالغة في جسده. نعرف بعض من يأكلون اكلا مقننا وعندهم من الاسباب والحمية والعناية بهذه الاجساد والمشي في كل يوم يفتخر انه يمشي كل ليلة خمسة كيلو مترات. لا يصده عن ذلك ضيف حل به ولا شغل يشغله كل يوم خمسة كيلو مترات وتجد هذا الجسم وهذا القوام ولربما جاوز السبعين ومع ذلك ينام ليس به بأس ثم يصبح لا حراك به. لا يستطيع ان يقوم من فراشه فضلا عن ان يمشي خمسة كيلو مترات او خمسة اشبار ويفرح اولاده غاية الفرح لو انه استطاع ان يرد عليهم. يستبشرون ان استطاع ان يرد ان يتكلم او انه عرفهم او انه يحرك طرفه عل وعسى انه يراهم ويشعر بمن حوله ما الذي حل به؟ حل به؟ امر الله الحمد لله الذي عافاني بجسدي يعرف الانسان قدر هذه النعمة التي تتجدد في كل يوم ولا نزداد الا غفلة وامعانا في الغفلة. هذه المعافاة بالجسد ايها الاحبة لربما يقوم الانسان وهو فاقد لشيء من هذه الحواس او قد تعطلت بعض وظائف وظائف الاعضاء هذه الكلى لو توقفت عن العمل لدخل الانسان في معاناة طويلة وصار ليس له شغل الا تتبع هذا الغسيل وما يصاحبه من معاناة تتكرر لربما في الاسبوع ثلاث مرات او نحو ذلك فلا يهنأ بعيش ولا يطيب له مقام وهو بهذه الحال. وقل مثل ذلك لو تعطلت الرئة. لصار الانسان يكاد يطير يريد ان يتنفس ولا يستطيع. احيانا قد توجد ثقوب في الرئة بلا اسباب ظاهرة هذا الانسان بينما هو على فراشه او مع اصحابه او بين اهله بلحظات يتغير كل شيء فيبدأ ينطلق من كل ناحية يبحث لعله يستطيع ان يتنفس ولا يستطيع. ومن حوله يجرون خلفه يحاولون ان يعرفوا ما به ما الذي حصل وهو لا يستطيع ان يجيب. الحمد لله الذي عافاني في جسدي عافية الجسد هذه ايها الاحبة لا نستشعرها. احدهم يذكر عن نفسه انه نام في غرفة فرأى كانه توهم ان هذه الستائر على نافذة مطلة. فهو ينتظر الفجر ينتظر الصباح والحال لم تتغير فرفع الستارة ولم يرى شيئا فظن ان بصره قد اخف فاخذه ما قرب وما بعد فتبين له ان هذه النافذة انما وضعت هذه الستارة على جدار بصورة نافذة وليست حقيقية فاطمئنت نفسه بهذا لكن هل هذا يقود الى شكر الله عز وجل على هذه النعمة؟ ولهذا قال بعض السلف اذا اردت ان تعرف نعمة الله عليك فاغمض عينيك تعرف قدر هذه النعمة عافاني في جسدي. انظر الى الناس الذين يفقدون حاسة السمع كيف يتوارى الواحد منهم غالبا عن المجالس التي تجمعه بالناس لانه لا يسمع ما يتحدثون به ويخاطبونه ولا يستطيع الرد ويضحكون وهو ينظر ويتفاعلون مع الحديث فيما بينهم وهو يرى التعابير على وجوههم ولا يدري يتحدثون عن ماذا هذه الادواء والامراض لربما يصبح الانسان ثم بعد ذلك يقوم مع معاناة جديدة فيدخل مع احصائية هي بالالاف المؤلفة بكل عام يعني الذين يجد لهم مرض كهذا امراض السرطان عافانا الله واياكم وكل مبتلى وما يدريه بلحظة بلحظة ليس به بأس. الاف كل سنة يصابون بهذا المرض الاف من الاطفال والرجال والنساء وما يؤمنه ان يصبح الانسان او يمسي وهو في بلاء قد نزعت منه نعم لو قيل له مهما كان يملك من الدنيا كم تدفع لتعود اليك عافية الجسد لبذل ما يملك قل ذلك او كثر على ان ترجع اليه هذه النعمة ولكنها الغفلة الغالبة ايها الاحبة عافاني في جسدي ورد علي روحي فهذا داخل بعافية هذا الجسد كما سبق ولكنها اجل هذه العوافي ولاحظ هذه العوافي هذه العافية رد الروح الى الجسد يطلب لماذا واذن لي بذكره فلا خير في حياة من غير ذكر الله تبارك وتعالى. رجل امرأة انسان لا يعرف ربه ولا يذكره بلسانه ولا قلبه ولا جوارحه فاقول واذن لي بذكره. هذه نعمة عظيمة جعلها في عداد هذه النعم عافية الجسد ورد الروح وهل تطلب الحياة الا لهذا الا لذكر الله. وهل تطيب الحياة الا بهذا وهل يكون للحياة معنى الا بذكر الله عز وجل فاذا تقشع ذكر الله عز وجل من قلب عبد ولسانه صحرت نفسه فانه يلتحق بعالم اخر عالم هم اعين لا يبصرون بها لا ينتفع باذن ولا بسمع لهم اذان لا يسمعون بها هؤلاء صور واشكال كما قال الله عز وجل عن المنافقين الذين لا يذكرون الله الا قليلا قال عنهم واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم لان العناية كلها منصرفة الى هذا الجسد. وان يقولوا تسمع لقولهم كلام جميل لكن بلا فعلا ولا حقيقة تنطوي عليها نفسه ثم وصفهم بهذا الوصف البليغ كأنهم خشب مسندة. فهم عبارة عن الواح لا تفهم ولا تفقه واشباح بلا ارواح وجسوم بلا فهوم عبء وعالة على المجتمع وعلى الامة خشب لا يقوم عليها سقف مسندة تعتمد على الجدار تعتمد على غيرها لا تكونوا في سقف ولا تكونوا لرفعه اعمدة ولا ينتفع بها في شيء انما هي مسندة تحجز مكان تضيق على الناس وتعيش على هامش الحياة والله المستعان فهذه الاعانة على الذكر ايها الاخوان لا شك انها نعمة عظيمة يشرف الله عز وجل بها من شاء اذن لي بذكره. وهذا الاذن المقصود به الاذن الكوني والا فالله امر بذكره فاذكروني اذكركم هذا الامر الشرعي وهو اذن شرعي ولكن بقي الاذن الكوني هو الذي يوفق الله عز وجل اليه من شاء فمن وفق الى ذكر الله تبارك وتعالى. وجرى ذلك على لسانه وقلبه وجوارحه هذي نعمة عظيمة حرم منها الكثيرون فيحتاج العبد الى شكرها واستحضارها والازدياد منها وان يتذكر ان الله هو الذي تفضل عليه وحباه واجتباه بعد ما حرم الكثيرين الذين يقومون لا يذكرون الله عز وجل لا بالسنتهم ولا بقلوبهم ولا بجوارحهم يقوم وهو لا يصلي تذهب الى عمله يذهب الى دراسته لا يعرف ذكر الله ولا يصلي لم يصلي الفجر ويذهب الى عمله لم يجري ذكر الله على لسانه هذا كيف يوفق كيف يستطيع انه يواجه صعوبات الحياة كيف يستطيع انه يواجه الكبد الذي خلق الانسان كأنه قطعة منه لقد خلقنا الانسان في كبد يكابد منذ ان يخرج من بطن امه فكيف يستطيع ان يواجه من كان بهذه الحال من الجفاف نسأل الله العافية ونسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته. ولهذا يقول شيخ الاسلام بان هذا الدعاء اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك من افضل الدعاء لان الانسان اذا اعين عليه اعين على طاعة الله تبارك وتعالى وبلوغ مرتبة الاحسان. لان العبد اما ان يكون يعبد الله عز وجل ابتداء بما فرض عليه وكلفه وامره به او يكون في نعم تحتاج الى شكر على ذكرك وشكرك ويحتاج الى احسان العمل وهو الذي خلق الناس من اجل تحقيقه والذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا هذا واسأل الله عز وجل ان يرحم موتانا وان يشفي مرضانا وان يعافي مبتلانا وان يجعل اخرتنا خيرا من دنيانا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد