سماه باسمه عمامة او قميصا او رداء سماه باسمه. يقول هذا قميص هذه عمامة هذا رداء. المرأة قد تقول هذه بلوزة قميص هذه تنورة او نحو ذلك مما تلبسه المرأة اما في هذه الليلة فماذا يقول حينما يلبس ثوبا جديدا لم يلبسه من قبل فكان النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه اذا استجد ثوبا ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته بهذه الليلة ايها الاحبة نتحدث عن حديث اخر من احاديث الاذكار مما يتصل باللباس وذلك ما اذا لبس ثوبا جديدا. ماذا يقول فهذه نعمة مضافة نعمة جديدة اعطاها الله تبارك وتعالى لعبده فهي مستوجبة لشكر جديد بالامس تحدثنا عما يقوله من لبس ثوبا ولو لم يكن ذلك جديدا يعني كلما لبس قال ذلك سماه باسمه يحتمل ان يقول هذا قميص لان الثوب قد يكون قميصا قد يكون ازارا قد يكون رداء ويذكر الدعاء فيقول هذا قميص اللهم لك الحمد انت كسوتنيه اسألك من خيره وخير ما صنع له واعوذ بك من شره وشر ما صنع له. ويحتمل ان يكون المراد انه يقول ذلك في اثناء هذا الذكر يعني لا يقوله ابتداء كما في الاستخارة حينما يسمي حاجته اذا استخار يسمي ما يريد من سفر من شراء سلعة او غير ذلك. فيكون يقول هكذا اذا استجد ثوبا يقول اللهم لك الحمد انت كسوتني هذا القميص. يعني بدلا من انت كسوتنيه انت كسوتني هذا القميص انت كسوتني هذه العمامة المرأة تقول انت كسوتني هذه العباءة انت كسوتني هذا الفستان. اسألك من خيره وخير ما صنع له واعوذ بك من شره وشر ما صنع له وكان هذا هو الاقرب والله اعلم. اذ انه لا يعلم بان هذا قميص او ان هذا رداء يعني يقول هذا رداء ثم يقول اللهم لك الحمد. فان هذا فيما يبدو لو قال قائل بانه لا جدوى له ولا ايه ده من هذه التسمية ابتداء فكان ذلك مستقيما والله اعلم. حينما يقول الانسان مثل هذا اللهم اني اسألك من خيره وخير ما صنع له خير هذا الثوب ما هو خير هذا الملبوس ما هو؟ ما هو خير هذه الغترة. ما هو خير هذا الرداء؟ ما هو خير هذا القميص؟ وخير ما صنع له خيره يدخل فيه نفعه المقصود من شرائه من كون الانسان لابسا له ماذا يريد من هذا اللباس؟ فان هذه الالبسة لها منافع فمن منافعها انها تستر العورة. وهذا قدر واجب ومن منافعها انها تستر البدن وتكون وايضا زينة وجمالا يتجمل به الانسان. والله تبارك وتعالى يقول يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد ونأخذ زينتكم حمله جمع من اهل العلم من الفقهاء والمفسرين الى ان المقصود به ابتداء يعني ان الاية نزلت بستر العورات لانهم كانوا يطوفون بالبيت عراة. خذوا زينتكم عند كل مسجد. مواضع العبادة عند كل مسجد في بيوت الله تبارك وتعالى اماكن الصلاة فكان كما في صحيح مسلم كان اهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة المرأة تطوف وتقول وهي نافشة لشعرها تواري به سواء اتى اليوم يبدو بعضه او كله وما بدا منه فلا احله هكذا يتعبدون الله بهذا العري عند بيته الحرام يعتقدون ان هذه الثياب التي عصوا الله تبارك وتعالى فيها انه لا يصح الطواف او الاحرام بها. وكان من انساك ومن محظورات الاحرام عندهم في الجاهلية انهم اذا وصلوا الى منطقة الحرم حدود الحرم وارادوا الاحرام فانهم يلقون ما معهم من الازواج لا يدخلون الى مكة الى الحرم بشيء من الازواج وكانت قبيلة قريش هي التي تقدم لهم ما يحتاجون اليه من العسل اسقيهم العسل واللبن والنبيذ وماء زمزم وما الى ذلك ولهذا كانوا اذا جاء الموسم اعني قريشا لا يسلئون ولا يأقطون يعني لا يخرجون شيئا من الالبان كل ذلك يجعلونه لوافدي البيت الحرام. ويفتخرون بهذا مجانا مجانا. فعلى كل حال هذا كان من تعبد ومن تعبدهم في الاحرام ومناسكهم انهم ينزعون عنهم الثياب بزعمهم انهم قد عصوا الله فيها. فلا يطوف احد بثوب الا ان يكون هذا الثوب من الجديد الذي ما لبسه من قبل يعني ما عصى الله فيه. او ان يكون له احد من الحمس وهم قريش من ولدت فيعيره ثوبا. يعني من ثياب اهل الحرم فيطوف به ولكن في النهاية لابد من العري. ثم يلقى هذا الثوب الجديد الذي طاف به في نهاية الطواف يلقى في نفس المطاف ويطأه الناس باقدامهم ولا يأخذه احد ولهذا يمثلون احيانا للقتيل تحت الخيل او نحو ذلك في ارض المعركة يمثلونه باللقا اللقاء هو الثوب الطريح الملقى في صحن الحرم. يدوسه يطأه الطائفون باقدامهم كانه او لقى فلابد من القائه فهذا كله شيء من اعمال الجاهلية ومحرم فستر العورات هذا من المطالب الشرعية مما يقصد باللباس يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد يدخل فيه ستر العورات ويدخل فيه اخذ الزينة والتجمل لان الزينة كما هو معلوم اما ان تكون خلقة والله عز وجل خلق الانسان في احسن تقويم في الظاهر والباطن واما ان يكون بقدر زائد يتجمل به. وهذا يكون بالثياب ويكون ايضا بالاصباغ بالنسبة للنساء كحل الحناء الحمرة وما الى ذلك مكياج كل هذا من الزينة الاصباغ بانواعها والقسم الثالث الذي هو الحلي ولهذا يقول الشاعر وما الحلي الا زينة من نقيصة تتم من حسن اذا الحسن قصر اما اذا كان الجمال موفرا كحسنك لم يحتج الى ان يزوره. ولهذا قال الله عز وجل امن ينشأ في الحلية؟ يعني المرأة تحتاج الى تجميد لكن لو طلع رجل وضع على وجهه المكياج ولابس حلية وعليه اساور من ذهب وعليه قلادة وعليه لكان ذلك في غاية القبح لان جمال الرجل فطري لا يحتاج الى تكميل اما المرأة فان ذلك يزيدها جمالا وزينة فحينما يقول الانسان اسألك خيره وخير ما صنع له يدخل في ستر العورات يدخل فيه التجمل وهذا من المكملات ويدخل فيهما بين ذلك وهي الامور الحاجية يعني غير الامر الواجب الذي لا بد منه هو حتم اعني ستر العورة. فيدخل فيه ما بين ذلك ما هو تقيكم الحر سرابيلا تقيكم الحر فهذه ثياب تقي الناس البرد فهي من الامور التي يحتاجون اليها. وتقيهم ايضا تقييم الحر وتقيهم البرد فهذا كله عائد الى هذه الثياب كما ان الدروع التي يلبسها المقاتلون في الحرب تقيهم البأس وضرب السلاح وما الى ذلك فهنا هذا اللباس يستر العورات ويقي الاجساد من الحر والبرد ويكون زينة وجمالا فيحسن مظهره ومنظره. تصور لو كان الناس يعني حتى تعرف نعمة الله عز وجل بهذه الالبسة حينما يقول الانسان هذا الذكر اذا حصل له ثوب جديد تصور لو ان كما كان في السابق يأتي كما يقول المؤرخون فجاء قطاع طرق او جاء العربان او نحو ذلك الى قافلة من الحجيج او الى المسافرين فاخذوا ما بايديهم واخذوا ما عليهم من اللباس تصور تركوهم بلا لباس. كيف يكون حال الانسان؟ فيكون اول ما يطلب هو اللباس. اول ما يطلب هو اللباس كيف سيقدم على الناس؟ كيف سينتقل الى بلد اخر؟ الى قرية الى مكان الى وجهته فهذا اللباس نعمة عظيمة من الله تبارك وتعالى ولا يقدر هذه النعم ويعرفها الا من فقدها وكذلك ايضا حينما يقال من خيره وخير ما صنع له ما يترتب على هذا اللباس وينشأ عنه من الخير او الشر من خيره وخير ما صنع له ما يترتب عليه من الخير الذي يكون بطاعة الله وعبادته مثلا فهذا من المطالب الشرعية ان يصرف ذلك في مرضات الله تبارك وتعالى من خير هذه الثياب انه يحصل مطلوب لابسيها يريد بها ماذا؟ يريد بها التجمل يريد بها الدفء يريد بها التبريد للبدن قد يلبس الانسان لباسا ولا يلائمه وقد يلبس لباسا فيمرض بسبب ذلك الان تجد البسة مسرطنة اليس كذلك مصنوعات منسوجات مسرطنة وكم من انسان لبس ثوبا فكان هذا اللباس هو اخر عهده بعافيته. وهذا امر يعرفه الناس امر معلوم فهذا كله داخل في قوله اسألك خيره وخير ما صنع له صنع لماذا وفي المقابل اعوذ بك من شره وشر ما صنع له شر هذا اللباس قد يكون هذا اللباس كما قلت سببا للاعتلال والمرض بعض الالبسة تكون سببا لتنامي الاشياء الضارة التي تضر بالبدن من انواع الهوام الجراثيم وغير ذلك تتكاثر فيها. هذا الانسان لا يشعر وبعض هذه الالبسة قد تكون مشتملة على السموم تعرفون ان بعض الشعراء في الجاهلية كانت قتلته بلباس اهدي له من بعض الملوك حلة ففرح بها ولبسها ولكن كانت نهايته بذلك الانسان لا يدري اما يقتني وعما يلبس وعما يعافس فهنا ايضا يدخل فيه شر هذا اللباس شر ما صنع له الكبر الخيلاء البطر المفاخرة وهذا قد يكون قليلا بالنسبة للرجال. الرجل ماذا يلبس كما ترون في لباسنا هذا ربما بعض الناس نعم يبالغ في الملابس ويبحث عن الاغلى ولكن اظن ان هؤلاء يمثلون فئة قليلة ربما تجد البعض يبحث عن قميص مثلا يلبسه ولا يشتري الا الاشياء الغالية. يشتري بالالاف ونفس القميص نفس النوع نفس اللون بجميع مواصفاته في سوق شعبي وخمسطعشر ريال. لكن ذاك لا يغشاه الا الكبراء السوق الذي اشتراه منه نفس الثوب وقد قال هذا بعض الباعة عنده مكان في سوق شعبي ومكان اخر بسوق من الاسواق الراقية جدا التي لا يأتيها الا اهل الثراء يقول نفس الثوب ابيع هذا بكذا وابيعه في المكان الاخر بكذا وهؤلاء حينما يسألون ويستفتون يقول لك ذاك ما يمكن ان يشتريه لو قلت له بخمسطعشر ريال وانا رابح اضعاف قيمته ما يشتريه لكن لابد ان اقول له ان هذا القميص باربعة الاف ريال فهنا يشتريه ساعة بمئة وخمسين الف ريال ساعة باربع مئة الف وبعضهم يقول انا ما البسها الا عند العقود الوفود والشركات لان هؤلاء لا ينظرون الى وجهي ينظرون الى لباسي. فانا اتي عندهم واقول لهم كيف الحال فاذا نظروا الى الساعة اخذهم ما قرب وما بعد وصاروا يقدرون ويحترمون ويتعاملون معي بحرص وجد اني املك لربما عشرة ابار نفطية بنظرهم من اجل هذه الساعة التي رأوها عليه. هذا لا يبرر هذا لا يبرر له ان يلبس هذه الالبسة لا سيما اذا كانت محرمة من الذهب فهنا يدخل فيه الاشر والبطر كبر التعالي على الخلق واكثر ما يكون ذلك عند النساء لان البسة النساء ليست كالبسة الرجال ويدخلها هذا التفاوت الكبير في اشكالها وانواعها وموديلاتها كما يقولون والوانها وايضا في الاموال التي تشترى بها وكثير من النساء تبحث عن الاشياء التي تكون غالية الثمن تجاري فيها الاخرين كما يقولون ماركة ما تلبس الا ماركة لماذا ماركة؟ هي تباهي، والتي لا تجد كلابس ثوبي زور المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور تبحث عن الاشياء المقلدة هذه الحقيبة التي في نظري ما تساوي اربعة ريالات لا صورة ولا معنى شكلها غير مقبول ولا تمثل شيئا يشترونها بالفين وخمس مئة وثلاثة الاف واربعة الاف. غير جميلة. لا ماركة ابي ماركة واذا كانت ماركة انا الله اعطاني عقل واعطاني عيون واعطاني حس واعطاني فهم. ايش ماركة يعني؟ فمن لا تستطيع ماذا تفعل تشتري تقليد بسبعة وعشرين ريال وتظهرها من فوق العباءة وتتجمل بها انها تلبس ماركة هذا متشبع بما لم يعطى تلابس ثوبين زور. فللنساء اشياء من هذا كثير تقع شره شر اللباس النساء التعري. كاسيات العاريات في بعض المعاني المشهورة قال الحديث العري باللباس اللباس الشفاف اللباس الضيق الذي يبين مفاتن الجسد ولو كان امام النساء. فان هذا لا يجوز. تتعرى المرأة تظهر بطنها وظهرها ونحو ذلك امام النساء لا يجوز تلبس لبسا محتشما واسعا ضافيا امام النساء وامام المحارم فهذا كله من شره من شر هذا اللباس وشر ما صنع له فخر خيلاء المباهاة امام الاخرين فلانة ما تلبس الا ماركات هذا كله لا قيمة له في نظر العاقل البصير الذي ينظر الى ما وراء الاشياء والى الحقائق خذ بنصر السيف واترك غمده. العبرة ليست بالغمد. العبرة بما تحدث الثياب ماذا يحمل الانسان من دين وعقل واخلاق ما فائدة ثياب يتجمل بها ولكن من الداخل مختل لا عقل ولا دين ولا مروءة ولا خلق ما الفائدة؟ فالمقصود ايها الاحبة ان الشر اللباس تعري تبرج المباهاة الفخر الخيلاء اظهار اشياء غير حقيقية انها من ذات ثراء وغنى ولو بالديون والقروظ ولو بالاشياء المقلدة السوق مليء بالاشياء الضارة من الناحية الصحية فمن لم يزين باطنه بالايمان والعمل الصالح والتقوى والاخلاق الكريمة لم تغني عنه زينته الظاهرة فهذا اللباس ايها الاحبة نعمة امتن الله بها علينا يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا. وانظروا ماذا قال معه ولباس التقوى ذلك خير. يقرن بين اللباس هذا اللباس الذي نتجمل به ثم يذكر باللباس الاخر الاهم لباس التقوى لباس التقوى هو الذي يستر الانسان حقيقة. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كم من كاسية في الدنيا عارية في الاخرة لانها ليست ممن له لباس التقوى اعوذ بك من شره ومن شر ما صنع له. فكل ما يحويه من الشرور او مما يقصد به من المقاصد المحرمة وما يكون فيه من التبعة هذا كله داخل فيه يكون اللباس المقصود به ان يكون مبلغا المطلوب الذي صنع لاجله هذا الثوب العون على العبادة الطاعة لله عز وجل ولا يكون نجسا ولا محرما يكثر سؤال النساء هذه الايام عن احذية اعزكم الله من يسمع فيها مثلا جلد خنزير فيها شعر خنزير وما اشبه ذلك من الامور التي يحرم عليها ان تلبسها كذلك جلود السباع فهذا من شر اللباس وكذلك ايضا ان يكون ذلك اللباس سببا للمعاصي يعني بعض الناس قد يلبس البسة معينة ليفتن فيها. ليوقع بالاخرين. يعني شاب يلبس البسة معينة ليوقع بالفتيات فيذهب الى الاسواق او غير ذلك وامرأة قد تلبس البسة مفاتنة متبرجة ولو كانت عباءة كما يقال عباءة فرنسية عباءة كذا عباءة كذا وتخرج في غاية الاناقة وتفتن كل من يمر بها. فهذا من شر اللباس من شر ما صنع له لو صنعت هذه العباءة لماذا؟ من اجل الفتنة الحجاب لا يراد لهذا وهكذا ما يورثه الغرور والشرور ابن العربي رحمه الله يقول خير ما صنع لها استعماله في الطاعة. انظروا ماذا كيف يفكر العلماء شر ما صنع له استعماله في المعصية فنسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم شكر نعمه وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه