هذا كله داخل فيه فنحن نثبت لله تبارك وتعالى ما اثبته لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والاوصاف الكاملة على ما يليق بجلاله وعظمته يقول ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته في هذه الليلة ايها الاحبة نتحدث عما يقوله المسلم عند دخوله المسجد فكما ذكرنا ايها الاخوان بان المسلم متعبد لربه وخالقه جل جلاله فله في حالاته المتنوعة اوراد واذكار وعبادات يتعبد بها فهنا اذا اراد ان يدخل المسجد يبدأ برجله اليمنى. اولا باعتبار ما جاء من الاثر في ذلك وهو حديث انس رضي الله تعالى عنه من السنة اذا دخلت المسجد ان تبدأ برجلك اليمنى واذا خرجت ان تبدأ برجلك اليسرى وقول الصحابي من السنة له حكم الرفع وذلك مما تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديم الرجل اليمنى عند الدخول تكريما لها وذلك انها تقدم بما يحسن ويجمل فيما هو من قبيل الكمالات فاذا اراد ان يدخل المسجد قدم رجله اليمنى ويمين النبي صلى الله عليه وسلم اعني يده اليمين كانت للامور التي هي من قبيل الكمالات كما في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها وارضاها ولهذا اختلف الفقهاء في السواك هل يكون باليمين او يكون بالشمال باعتبار هل ان ذلك من قبيل التعبد والاتباع فيكون باليمين او من قبيل التنزه والتنظف فيكون بالشمال وليس هذا الموضع للحديث عن هذه القضية. وان كان لها فروع وذيول ومن ذلك من الذي يدخل اولا الى المسجد؟ هل من كان على اليمين يقدم فيقال له ادخل اولا قد لا يكون الامر كذلك لانه من قبيل الايثار في القرب ولا ايثار في القرى واما في الخروج فهذا اوضح حيث انك ان اردت ان تكرمه بحيث يكون هو الخارج قبلك فما هذا باكرام له؟ هو في صورته صورة اكرام لكن في حقيقته انك اخرجته قبلك من المسجد وكل ما كان بقاء الانسان في المسجد اكثر كان ذلك افضل واكمل ولكن مثل هذه التصرفات يقصد بها الاكرام عادة ولكن لا سيما في الجمعة فان الملائكة يكتبون الاول فالاول فلا مجال هنا للايثار بالدخول لكون هذا على اليمين مثلا وايضا بعد ان يقدم رجله اليمنى يقول اذا دخل المسجد كما في حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله تعالى عنهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا دخل المسجد يعني اراد الدخول عندما يصل عندما يبلغ باب المسجد فيقول اعوذ بالله العظيم اعوذ بمعنى التجأ واعتصم بالله العظيم العظيم ذاتا وشأنا وصفة له العظمة الكاملة وهنا في مقام الاستعاذة يناسب ذكر العظمة من صفاته تبارك وتعالى والعظمة من الاوصاف الجامعة وتكلمنا عن ذلك في الكلام على الاسماء الحسنى وان من الصفات ما هو من قبيل الصفات الجامعة يعني الذي لا يتحقق الا اذا وجدت مجموعة من الصفات لا تكون العظمة الا بالملك والسلطان والغنى المطلق والقوة والقدرة وما اشبه ذلك فهنا يقول اعوذ يعني اعتصم والتجئ بالله العظيم وبوجهه الكريم بوجهه الكريم هنا الوجه صفة من صفات الله تبارك وتعالى. ولا يفسر بالذات ومما يدل على بطلان تفسيره بالذات انه ذكر قبله الاستعاذة بالله قال اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم فلو كان المقصود بالوجه الذات باعتبار انه عبر بالبعض عن الكل كما يقوله بعضهم اعني اصحاب الكلام لكان ذلك تكرارا لا معنى له فدل قوله قبله اعوذ بالله العظيم دل على ان قوله وبوجهه الكريم ان الوجه هو الصفة على ما يليق بجلاله وعظمته. وهذا ابلغ في الاستعاذة حينما تقول اعوذ بوجهك فهذا ابلغ واقوى واوضح فهنا وجهه الكريم تبارك وتعالى الجواد المعطي المحسن المتفضل الذي لا ينفذ عطاؤه وله الكرم المطلق وهو الجامع لانواع الخير والشرف والفضائل كرم الذي يكون متعديا بمعنى ما يكون له من الفيوض على عباده بالوان النعم والكريم يقال ايضا الشيء الشريف قال هذا نسب كريم ومقام كريم وحجر كريم وجوهر كريم ونحو ذلك اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم سلطان القديم سلطانه تبارك وتعالى يعني تدبيره وقدرته وقهره بخلقه فهو المتصرف فيهم التصرف المطلق القادر على هؤلاء الخلق فنواصيهم بيده وهو المدبر لاحوالهم وشؤونهم فهذا كله داخل فيه سلطانه القديم ومعنى القديم هنا اي الازلي فالقديم يطلق بمعنى الازل اي الاول الذي لا ابتداء له والله تبارك وتعالى في اوصافه واسمائه اللهم انت الاول فليس قبلك شيء فهذا ثابت انت الاول فليس قبلك شيء ولكن هل القديم يقال في اسماء الله عز وجل؟ الجواب لا لم يثبت ذلك لا في الكتاب ولا في السنة ولكن باب الخبر اوسع من باب الاسماء ولكن هل ثبت ذلك في الصفات هذا الحديث اخذ منه بعض اهل العلم ان القديم ثابت من صفات الله عز وجل وبعض اهل العلم ضعف الحديث فلم يجعل ذلك من صفاته وبعضهم قال ان القدم هنا اثبت للسلطان ولم يضف الى الله مباشرة. والواقع انه اضيف الى الصفة والصفة لها حكم الموصوف ولا شك ان الاول ابلغ من القديم لان القدم نسبي فتارة يطلق بمعنى القدم الذي لا ابتداء له بمعنى الازلي يعني الاول الذي ليس قبله شيء فهذا لا يحتمل وتارة يطلق القدم ويقصد به ما كان قد تقادم عهده وان وجد شيء قبله تقول هذا ثوب قديم وهذا كلام قديم وهذا بناء قديم. ويوجد قبله اشياء سابقة له. فعلى كل حال وسلطانه القديم بمعنى الازلي هنا من الشيطان الرجيم. الشيطان بعض اهل العلم يقول مأخوذ من شطن وهذا الذي عليه الاكثر وهو مذهب البصريين. يعني انه من شطن اي بعد فهو بعيد عن الخير بعيد عن رحمة الله عز وجل فهذا معنى مشهور صحيح لا اشكال فيه. وبعضهم وهو مذهب الكوفيين يقولون انه مأخوذ من شاطئ. يعني هلك فالشيطان على الاول شيطان يعني البعيد عن رحمة الله عز وجل البعيد عن الخير وعلى انه منشاط يكون الشيطان يعني الهالك وكل ذلك متحقق فيه فهو هالك وبعيد عن الخير وبعيد عن رحمة الله عز وجل اذ ان الله لعنه وطرده. والرجيم رجيم فعيل بمعنى مفعول على المشهور يعني انه مرجوم انه مبعد مطرود من رحمة الله تبارك وتعالى. او المشتوم بلعنة الله عز وجل. يعني المرجون باللعنة وبعضهم يقول وهذا ايضا يدخل فيما سبق انه مرجوم بالسب والشتم واللعن وما الى ذلك من قبل الخلق ايضا فهو رجيم اذا ذكر اتبع باللعن والذم والشتم. ومما ذكر انه يرجم ايضا بالشهب فكل ذلك يرجع الى ان رجيم بمعنى مرجوم المعنى الثاني ان رجيم بمعنى راجم تفاعيل يأتي بمعنى مفعول وبمعنى فاعل راجم يعني انه يرجم الناس بالشبهات والافكار الرديئة والخواطر السيئة ونحو ذلك راجم لكن هذا المعنى خلاف المشهور عند اهل العلم. الان اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم سلطانه القديم من الشيطان الرجيم وهذا حينما تقول الشيطان الرجيم وتستعيذ بالله منه تقول اعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم فانت يحتمل انك مخبر تخبر عن استعاذتك او انك طالب الاعاذة طالب من الله ان يحفظك وان ينجيك وان يخلصك وان يسلمك من وساوسه وخواطره. ولو قيل بانه قبر في صيغته اعوذ بالله الى اخره بمعنى الطلب والسؤال والدعاء لانه مخبر بالصيغة ولكن في مضمونها السؤال والدعاء لانه انما يقول ذلك طلبا من الله ان يعيذه وان يخلصه وان ينجيه فكأنك تقول اللهم احفظني واعصمني من وسوسته واغوائه وخطواته وخواطره السيئة وتسويله واظلاله كل هذا لان الشيطان هو الذي يلقي في قلوب الناس الوساوس والخواطر ويغريهم بالشر والفاحشة الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء فهو الذي يزين للناس هذه الامور. اذا قال هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم يخبر عن حال الشيطان ماذا يقول بعد ذلك قل اذا قال المؤمن ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم سائر تأتي بمعنى باقي تقول ذهب علي سائر اليوم يعني اكثر او باقي ساعات اليوم او لك خذ سائر مثلا هذا الطعام يعني الباقي اذ ان اصل المادة تدل على البقية تدل على البقية ومن ثم فان ذلك يقال لي معنى باقي ابيض مني سائر اليوم يعني منذ قاله سائر اليوم يعني باقي اليوم واليوم شرعا يقال ما بين طلوع الفجر الى غروب الشمس هذا اليوم شرعا. يعني اذا اراد ان يدخل المسجد صلاة الفجر وقال هذا الكلام يكون قد حفظ الى غروب الشمس فاذا قاله في الظهر والعصر فذلك اكد فاذا قاله في المغرب الليل لا يقال له يوم الا باعتبار ان ذلك يكون بمعنى الاعم في الاطلاق. يعني العرب تطلق اليوم تقصد وليلة اليوم. وتطلق الليلة وتقصد معها اليوم وتارة العرب تطلق الليلة وتقصد الليلة فقط وقد مضى الكلام على هذا بقوله تعالى احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم والكلام على الاعتكاف اقل مدة الاعتكاف وقول عمر رضي الله عنه نذرت ان اعتكف ليلة في المسجد الحرام. ما المقصود به؟ فعلى كل حال هنا يقول حفظ مني سائر اليوم طب اذا قالها في المغرب قاله العشاء الليلة كذلك لا فرق ان الحكم في ذلك واحد وقد يكون التعبير باليوم باعتبار انه الاشهر والاغلب والاكثر في الاستعمال والا في الليلة الليلة داخلة في ذلك وعليه لو ان احدا ما قاله صلاة الفجر او ما ذهب الى المسجد صلاة الفجر فاتته مثلا وقاله صلاة الظهر فيكون سائر بمعنى باقي. لو قاله العصر فيكون الى المغرب سائر اليوم اذا قلنا بان اليوم هنا يراد به ما بين طلوع الفجر الى المغرب. واذا اردنا به ما هو اوسع من ذلك فان الليلة تكون سابقة لليوم يعني لا يسري ذلك في الليلة الاتية. لان غروب الشمس يكون انتهى يعني اليوم الان لا يصح ان نقول الان يوم الاحد بعد صلاة العشاء. لان يوم الاحد انتهى بغروب الشمس. نحن الان في ليلة الاثنين فهذه الليلة احكام اليوم الذي بعدها. فمن الخطأ ان يقال الاحد بعد العشاء ويقصد به الان. لا نحن الان ليلة الاثنين فينتهي اذا هذا والله اعلم بغروب الشمس. فاذا قاله بعد الغروب جاءت صلاة المغرب حفظ الى اليوم الذي بعده. فاذا قلنا اليوم يطلق بمعناها الاعم ويحفظ اليوم والليلة يعني الى غروب الشمس من الغد يوم بليلته. واذا كان المسلم يتردد على المسجد خمس مرات ويقول مثل هذا الكلام فهو محفوظ. حفظ مني. حفظ من ماذا؟ حفظ من اضلاله واغوائه لكن على قدر الاستحضار يكون الاثر. هذا واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا ويجهلنا واياكم اداة مهتدين