ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ذكرنا في الليلة الماضية ايها الاحبة الذكرى الذي يقال عند دخول المسجد ومنه مما ذكر المؤلف بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم افتح لي ابواب رحمتك وقلنا ان ذكرى التسمية باوله لا يصح واما السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فانه ثابت من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وارضاه ومن حديث ايضا ابي حميد او ابي اسيد رضي الله عنهما واما سؤال المغفرة فانه لا يثبت واما قوله اللهم افتح لي ابواب رحمتك فان هذا ثابت في صحيح مسلم من حديث ابي حميد او ابي اسيد او هما معه هذا ما ذكرناه في الامس وفيما يتعلق بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكرها هنا فانها صحت من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحت من فعله واما السلام فقد صح الامر به عن النبي صلى الله عليه وسلم امر ان يسلم الداخل الى المسجد ان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول اللهم افتح لي ابواب رحمتك وهنا في الخروج دعاء الخروج من المسجد. قال يبدأ برجله اليسرى وسبق انه عند الدخول يبدأ برجله اليمنى وقلنا ان اليمنى يبدأ بها تكريما فيما كان يجمل فيه ذلك فلما كان الدخول الى المسجد اكرم من الخروج منه قدمت اليمنى ولما كان الخروج من المسجد فان ذلك يقدم فيه اليسرى لانه يخرج من خير البقاع واحب البقاع الى الله تبارك وتعالى ولا شك ان خارج المسجد لا يكون بمنزلة المسجد وشتان بين داخل الى المسجد وخارج منه ولذلك ذكرنا في الامس مسألة التقديم هل يقدم غيره اكراما له ليخرج قبله اذا كان عن يمينه مثلا او قصد تكريمه بذلك ولو كان عن شماله قلنا هذا ليس من التكريم بحقيقة الامر بان تأخر الانسان في المسجد خير له وافضل وابرك فكيف يقدمه هنا اذا يقدم الرجل اليسرى وهذا يعني ان الانسان لا يفرح بسرعة الخروج من المسجد كانه بعد الصلاة على ملة لا يستطيع ان يصبر نفسه حتى يقول الاذكار او ان يستمع الى شيء ينفعه او ان يقرأ القرآن او نحو ذلك سارعة الى الخروج والازدحام على الابواب هذا لا يجمل ولا يحسن وانما الذي يجمل هو التزاحم على الابواب حينما يؤذن المؤذن او قبل الاذان المبادرة الى المساجد ويكفي في الاشارة الى ذلك اننا نقدم اليمنى عند الدخول ونقدم اليسر عند الخروج فهذا لون من التفاضل يشير اليه هذا التصرف والمؤمن ينبغي ان يتعقل في مثل هذه المعاني والاعمال والسنن الواردة فاذا بدأ برجله اليسرى يقول بسم الله يعني عند الخروج. هكذا ذكر البسملة هنا وهي كما قيل في الدخول. لا تثبت وذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والسلام وقلنا الصلاة ثابتة من فعله والسلام ثابت من قوله حيث امر به بل ان بعض الظاهرية كابن حزم قال بوجوب ذلك يعني ان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم او ان يقول هذا الذكر يعني ان يسلم على رسول الله عليه الصلاة والسلام ولكن عامة اهل العلم كما صرح بذلك ايضا النووي رحمه الله قال ان ذلك يدل على استحباب هذا الذكر فيقول بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اذا كانت من العبد فانه يكون بمعنى الدعاء واذا كانت من الملائكة اي بمعنى الاستغفار واذا كانت من الله فهي ان يذكر عبده في الملأ الاعلى على كل حال فهو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويسلم والعبد مأمور بهذا لان الله عز وجل يقول يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما فمن المواضع التي تتأكد فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند دخول المسجد وعند الخروج منه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مع السلام فنحن مأمورون بالجمع بينهما في حق النبي صلى الله عليه وسلم اما في حق غيره من الانبياء فانه لو اكتفي بالسلام قيل مثلا ابراهيم عليه السلام موسى عليه السلام فان ذلك لا شيء فيه ولو جمع فيه بين الصلاة والسلام فهذا اكمل وافضل. فيقال موسى صلى الله عليه وسلم ابراهيم صلى الله عليه وسلم وهكذا الملائكة لو قيل جبريل عليه السلام لكفى فاذا ذكرت معه الصلاة فهذا اكمل. فيقال جبريل صلى الله عليه وسلم واما الصحابة فيترضى عنهم واما من بعدهم فيترحم عليهم فاذا صلى عليه وسلم يقول اللهم اني اسألك من فضلك اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم قوله اللهم اني اسألك من فضلك نحن عرفنا انه عند الدخول الى المسجد يقول اللهم افتح لي ابواب رحمتك وقلنا ان هذا في صحيح مسلم ويقابله ايضا اذا خرج انه يقول اللهم اني اسألك من فضلك هذه المقابلة اشرت اشارة في الليلة الماضية وقلت سيأتي ايضاح في الليلة الاتية فهذا موضعه عند الدخول يسأل الله ان يفتح له ابواب الرحمة وعند الخروج يسأل ربه تبارك وتعالى من فضله فما وجه هذه المغايرة ما وجه هذه المغايرة اللهم اني اسألك من فضلك او نحو ذلك من العبارات المقاربة مما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما يقول اللهم اني اسألك من فضلك يعني من احسانك وبرك وجودك زيادة الانعام فخص الرحمة بالدخول والفضل بالخروج قلنا لان الداخل مقبل على ما يقربه الى الله تبارك وتعالى فهذه احب البقاع الى الله وهو موطن للعبادة فناسب ذكر الرحمة فاذا خرج فهو يبتغي من فضل الله عز وجل فيسأل ربه ذلك والرحمة في كتاب الله تبارك وتعالى تطلق ويراد بها الفضل والنعمة والاحسان الدنيوي و الاخروي اذا سأل الرحمة ارحمني. واما رحمة الله عز وجل التي هي صفة فهي صفة ثابتة على ما يليق بجلاله وعظمته. ومن اثارها المتعدية الاحسان والافضال والانعام وما الى ذلك ولكن ليس هذا هو معناها وانما ذلك من لوازمها رحمة الله تبارك وتعالى التي هي افضاله على عباده كما قال ورحمة ربك خير مما يجمعون فهذه الامور التي هي نعم على العبد في دنياه وفي اخرته من الطاف الله عز وجل. واما الفضل فاذا قوبل بالرحمة فحمله بعض اهل العلم على النعم الدنيوية يعني كانهم نظروا الى المقابلة بينهما فجعلوا الرحمة في الامور الاخروية والفضل في الامور الدنيا والا فالواقع ان الجميع من رحمة الله عز وجل والله عز وجل يقول ورحمتي وسعت كل شيء فنحن نتقلب في الطافه وجوده وبره ورحمته لكن هذا الذي في الدنيا نطلبه ونحو ذلك فسر به هذا السؤال عند الخروج والله عز وجل يقول لا جناح عليكم ان تبتغوا فضلا من ربكم وفسر هذا في الحج التجارة فيه طلب الكسب والمال مع الحج فالداخل الى المسجد طالب للاخرة والرحمة من اخص مطالبه والخارج من المسجد طالب للمعاش والفضل الدنيوي فهو يسأل ذلك وهذا موافق لقوله تبارك وتعالى في الجمعة فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله تغوا من فضل الله هنا ما المقصود به؟ فسر بالتجارة لانه منع منها قبل ذلك اذا نودي للصلاة فهنا لا يجوز له ان يشتغل بشيء عنها. بمعنى النداء الذي يكون بين يدي الخطيب قال فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع قص البيع لانه لان اكثر الاشتغال به وهو اعلق بالقلب والا فالاجارة وسائر العقود وما كان دون ذلك من الوان الاشتغال فهو داخل فيه ولا حاجة للقياس فان هذا يفهم من اماء النص واشارته كما هو معلوم فهنا فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله. طلب الرزق الحلال مع ان بعض اهل العلم فسر ذلك بامور اخرى كطلب العلم وبعضهم فسره بصلة الرحم ونحو ذلك من الاعمال الصالحة وهو منقول عن جماعة من السلف وعلى كل حال هنا في الخروج يسأل الله من فضله. يسأل الله من فضله. وذلك ان العبد لا غنى له بحال من الاحوال عن ربه ومالكه وخالقه جل جلاله. فاذا دخل المسجد فانه مقبل على اعمال ومزاولات يطلب بها رحمة الله عز وجل. فيسأل الله الرحمة ان يفتح له ابواب الرحمة لانها مظنة في هذه المواطن والاعمال الصلاة البقاء في احب البقاع الى الله عدم اظن لتنزل الرحمة ان يفتح عليه من رحمة الله تبارك وتعالى فيسأل ذلك فاذا خرج فهو ايضا لا يستغني عن ربه طرفة عين يسأل الله من فضله فهذا الفضل يدخل فيه طلب الرزق والكسب الحلال ويدخل فيه انواع الفضل مما يتصل بالعلم لانه رزق وهو من فضل الله عز وجل وما اشبه ذلك من المعاني والامور التي يطلبها العباد حينما ينتشرون ويخرجون من بيوت الله تبارك وتعالى والمقصود ايها الاحبة ان العبد مرتبط بربه كل الارتباط اذا دخل المسجد صار عنده هذا الاستحضار ونطق لسانه به واذا كان خارجا او يهم بالخروج فانه ايضا يلتجأ الى ربه تبارك وتعالى ويسأله من فضله هنا في زيادة في هذا الحديث قال اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم هذه اللفظة ليست في صحيح مسلم وانما عند غيره بالفاظ متقاربة اعصمني من الشيطان الرجيم في اخرى اجرني من الشيطان الرجيم اعذني من الشيطان الرجيم فهذه الفاظ متقاربة ليست في صحيح مسلم هذه الجملة ولكنها ثابتة صحيحة على كل حال مثل هذا يقوله المسلم مع ما ذكر اللهم اعصمني اعذني اجرني من الشيطان الرجيم لانه مظنة لذلك ببيعه في شراءه في معاملاته ويسأل الله من فضله فهو يتعرض بامور كثيرة هذا والله تعالى اعلم صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا الله اعلم