ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته بهذه الليلة ايها الاحبة نتحدث عن ذكر اخر مما يقال عند الاذان وذلك ما اورده المؤلف هنا من انه يقول وانا اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالاسلام دينا. هذا الحديث اخرجه الامام مسلم رحمه والله في صحيحه من حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله تعالى عنه وارضاه. وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم صدر هذا الحديث بقوله من قال حين يسمع المؤذن اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الحديث وفي اخره غفر له ذنبه في لفظ في رواية للحديث من قال حين يسمع المؤذن وانا اشهد ان لا اله الا الله الى اخر ما ورد مما اوردته على اسماعكم. بمعنى انه يقول وانا اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وما بعده او انه يبتدأ ذلك بقوله اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله ثم يقول رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالاسلام دينا. فهذا ورد فيه صيغتان فهو مخير بينهما وقوله صلى الله عليه وسلم من قال حين يسمع المؤذن. هذا لو بقينا مع ظاهره فانه يحتمل ان يكون هذا القول حين يسمع المؤذن يسمع وصوته يسمع اذانه يسمع قوله ان يكون حينما يسمع التشهد باوله وهو قوله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله فهنا يقول ذلك او حينما يقول اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله. فيقول وانا اشهد ان لا اله الا الله الى اخر ما ورد. في هذا الموضع يحتمل ويحتمل ان يكون ذلك حينما يقول المؤذن لا اله الا الله في اخر الاذان حينما يتشهد المؤذن في اخره فهذا يحتمله ظاهر اللفظ ولكن يمكن ان يرفع بعض هذا الاحتمال ويتبين المراد بما جاء من رواية صحيحة ثابتة عند الطحاوي نفسي هذا الحديث حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله تعالى عنه من قال حين يسمع المؤذن يتشهد فهنا لا حاجة للتردد فيه فيقال ان يسمع اي يسمع قوله او حينما يسمع بمعنى يجيب كما قال بعضهم ذكره احتمالا انه حينما يسمع المؤذن ان يجيب المؤذن فان ذلك يقال له سماع بمعنى انه اذا فرغ من الاذان يقول وانا اشهد ان لا اله الا الله الى اخر ما ورد ومن ذلك انه يقول رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالاسلام دينا. يعني بعد ما يجيب المؤذن يردد معه بعد ما يسمع المؤذن ان يقول كقوله ان يجيبه الترديد معه او حينما يسمع المؤذن يعني حينما يفرغ من اذانه ولكن هذه الرواية حين يسمع المؤذن يتشهد حينما يسمع المؤذن يتشهد ما هو التشهد الذي يطرق سمعه السامعين للاذان اولا والتشهد في اوله فيكون ذلك مما يقال في التشهد الذي في صدر الاذان. يعني اذا قال المؤذن اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله فيقول وانا اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالاسلام دينا. هكذا يقول يرد على هذا ان ذلك يشغله عن الترديد مع المؤذن. وقلنا ان الترديد يكون تبعا لقوله يعني لا يتأخر عنه حتى ينتقل الى الجملة الاخرى فيفرغ منها ثم بعد ذلك يأتي ويستدرك فيكون قد فات المحل وكأن هذا هو الذي حمل طوائف من اهل العلم على القول بانه يقال بعد سماع الاذان بكامله لئلا يشتغل بذلك ولكن هذا يمكن ان يجاب عنه باحد جوابين الاول قال به بعض اهل العلم انه يكتفي بذلك. يعني اذا وصل المؤذن الى الشهادتين قال ذلك يعني السامع وعقبه بقوله رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا ولا يردد باقي الاذان ويكون له هذا الوعد من قول النبي صلى الله عليه وسلم غفر له ذنبه ويحتمل ان يكون هذا من العذر له في التأخر فيقول ذلك ثم يتابع يردد وراءه. وعلى كل حال هذا كله يحتمل وقوله صلى الله عليه وسلم اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله هذا مضى عليه في مناسبات سابقة. كلمة التوحيد او الكلام على الشهادتين. وما يقتضيه ذلك من توحيد الله عز وجل توحيد العبادة والقصد وكذلك ايضا توحيد الرسول عليه الصلاة والسلام بالتلقي والاتباع والاقتداء فيكون هو الذي يتلقى عنه عليه الصلاة والسلام وما اتاكم الرسول فخذوه وهو محل الاسوة والقدوة لامته فهو المتبوع عليه الصلاة والسلام وقوله رضيت بالله ربا رضيت بالله ربا يعني تعلن انك قد اكتفيت واقتنعت واذعنت بان ربك وخالقك والمتصرف في شؤونك وسيدك هو الله تبارك وتعالى تقول المدبر لشؤوني المربي لي بالنعم الظاهرة والباطنة. سيدي لان من معاني الرب السيد والمربي المتصرف في شؤون الخلق الى غير ذلك من معاني الرب الذي ذكرناها في الكلام على اسم الرب في الاسماء الحسنى كلها صحيحة. فهذا يقول انا رضيت بالله ربا يعني اذا اقر بهذا فالله هو الذي يتصرف فيه. هو الذي يدبر شؤونه. هو الذي يربه يعني يسوسه فلا يعترض على احكامه الشرعية. انا اقول هذا اعرضه على عقلي هذا الامر اولا. هذا الخطاب اقتنع او لا عندي عقل تعرظ ماذا؟ وعلى ماذا؟ وما هذا العقل؟ وما قيمته؟ وما وزنه؟ تعرض عليه نصوص الوحي هذا غلط وانحراف كبير وجهل بقدر الوحي وعظمته وعصمته وهو جهل ايضا بقيمة العقل وضعفه فيعطى حجما اكثر مما يستحق وللاسف هي عبارة يرددها بعض الناس ويظن ان هذا من مفرزات الثقافة الحقيقية ان يكون له عقلا مفلترا لنصوص الوحي. وهذا غلط كبير وللاسف بعض الشباب يسمعون فلسفات وكلاما منمقا مرتبا وما تحته شيء. واحيانا الانسان يستمع لبعض هؤلاء يتكلمون بعض من ينظرون له ويضطر يسمع الى اخر البرنامج. اريد ان اعرف من هذا المفتري يقول كلاما منمقا ينطلي على كثير من النفوس التي لم تحصن بالعلم الصحيح كلام باطل لكن عليه رونق فاضطر احيانا استمع البرنامج الى اخره اجلس واترك ما بيدي اريد ان اعرف من هو هذا هناك مشكلة كبيرة حقيقية الوحي ينبغي التسليم امام التسليم الكامل لا ثقافة ولا غير ثقافة انا رضيت بالله ربا تصور لو كنا نردد هذا مع الاذان ونستشعر هذه المعاني. احد يعترظ وكذلك الاحكام الكونية القدرية هذا فقير وهذا غني هذا مريض وهذا صحيح هذا مبتلى بنفسه بولده بزوجته بماله ما يقول لماذا يا رب؟ او يردد بعض العبارات التي تنبئ عن سوء ظن بالله تبارك وتعالى ان الطيب يخذل لا يوفق وان البطال والمعرض انه ينتقل من ظفر الى ظفر هذا غير صحيح وهو من سوء الظن بالله تبارك وتعالى. والله اذا احب قوما ابتلاهم وعلى قدر البلاء يكون الجزاء لكن من الذي يعرف ربه معرفة حقيقية فاذا رضي به ربا رضي بتدبيره وقضائه وقدره ويقول يا رب انا راظي بما تشرع لي وراضي بما تقدر علي عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير فلا يبقى عنده ضيق وكآبة وحزن وحسرات ينظر الى نفسه وينظر الى الاخرين ويقارن وما الى ذلك. اطلاقا هذا لا يوجد. رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا رضيت به رسولا الي ورضيت به رسولا الى الخلق اجمعين وهذا يقتضي ان يرضى بجميع ما ارسل به ولا ما معنى الرسالة والرسول فهو مبلغ عن الله تبارك وتعالى. فالرضا به صلى الله عليه وسلم رسولا ان يكون التلقي من جهته فقط توحيد مصدر التلقي لا يكون له تقميش يأخذ من الوحي ما راق له ويأخذ من ثقافات اخرى فيها ما فيها من الكدر ثم بعد ذلك يأتي به خليطا من الحق والباطل وتخرج لنا عقول ونفوس وشخصيات تعرف منها وتنكر والسبب انهم خلطوا الوحي مع زبالات الاذهان والافهام مما يتلقى من نظريات منحرفة وللاسف قد تجد رواجا كبيرا عند فئام من المسلمين والانسان حينما ينظر الى اشياء من هذا ايها الاحبة يقول اذا جاء الدجال فكم يا ترى من يتبعه من هؤلاء اشياء الضلال فيها واضح لكن يؤتى بها باسماء وعبارات منمقة ثورات الدم في الطاقة تأثير وتسمع اشياء وتقول هل هذا حق يعني هل هذا حق اعرف انه باطل؟ هل هم يتكلمون فيه بجد؟ هل هم حقا يعتقدون هذا او ان هؤلاء يمزحون ويتكلمون بكلام على سبيل الضحك والممالحة كلام كله انحراف وغلط وضلال واحيانا يكون من قبيل الشرك تارة في الالهية وتارة في الربوبية اعتقاد التأثير في اشياء احجار قيود معادن اسورة خيالات اوهام كل هذا يقلب الى الناس تحت القاب جديدة وهي الوثنيات القديمة تصاغ صيغ اخرى وتصبغ بصبغة حصرية فتقدم لاهل التوحيد والايمان على انها على انها معارف وقدرات وتحصل من خلالها ما شئت. من العافية ان كنت معتلا او الثروة ان كنت فقيرا يمكن ان تمزج كذا وكذا ثم بعد ذلك ضع في محفظتك كذا اشياء مظحكة ثم بعد ذلك تكون ثريا هذا الان دورات تقدم. تقدم للنساء وتقدم للرجال وتجد من يحضر وتجد من يسمع وتجد من يصدق وتجد من يطبق فما حال هذا الانسان الذي قد ملأ محفظته من هذا الوهم الكبير الذي لا يعود عليه الا بالافلاس. وهؤلاء يحصلون اموالا وشهرة في هذا الباطل الذي يروجونه فاذا رأيت احوالا كهذه قلت ما اسعد الدجال بهؤلاء وامثالهم نسأل الله العافية. فهنا رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا. كل ما ارسل به الينا الامور العلمية والعملية وهذا هو الدين. قال وبالاسلام دينا رضيت بالاسلام دينا لا ابتغي غير طريق الاسلام شريعة ومنهجا. ولا يمكن ان اسلك سبيلا سواه اسلام الذي شرعه الله تبارك وتعالى وبلغه رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا الاسلام يشمل جميع ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالاسلام دينا. الدين يشمل جميع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم الامور العملية التي يطلق الاسلام ويراد بها احيانا باطلاق ضيق ويشمل الامور العلمية والاعتقادية التي يطلق الاسلام احيانا ويراد به الامور العلمية والعملية العقائد والاحكام. ولهذا في حديث جبريل عليه الصلاة والسلام لما سأله عن الاسلام والايمان والاحسان قال في اخره هذا جبريل اتاكم يعلمكم امر دينكم فسمى ذلك جميعا الدين اسلام والايمان والاحسان. والله عز وجل يقول ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. فهذا الاسلام الذي لا يقبل منه يشمل التوحيد وهو الاساس والاصل الكبير الذي اتفق عليه جميع الانبياء حيث كان دينهم الاسلام ويعقوب صلى الله عليه وسلم وصى بنيه ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون. وهي وصية ايضا ابراهيم صلى الله عليه وسلم يوصون ذريتهم واولادهم واحفادهم بهذا. ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يعني وصى ايضا يعقوب عليه الصلاة والسلام يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون فيدخل فيه الاصل الكبير الذي هو الايمان الذي يشمل الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقضاء والقدر كل هذا ويشمل الدين والاسلام يشمل الامور ايضا العملية والرسل يتفاوتون في هذا واذا اضيف ذلك الى النبي صلى الله عليه وسلم او الى هذا هذه الشريعة فان ذلك ينتظم شرعه صلى الله عليه وسلم الذي شرعه الله عز وجل على لسانه لامته كل هذه الامور داخلة فيه الله عز وجل يقرر هذا بصورة اكيدة ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ومن ثم فان من اختار ديانة اخرى غير الاسلام كاليهودية والنصرانية والبوذية والعلمانية والليبرالية فلن يقبل منه الدين عند الله هو الاسلام ولا يقبل دينا من احد سواه. والذي يأخذ الاسلام يأخذه بكامله من اوله الى اخره لا يأخذ منه جانبا معينا عبادات مثلا ويترك المعاملات وانما في جميع شؤون الحياة هنا قدم ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم وبمحمد رسولا وبالاسلام دينا. باي اعتبار انه انما يتحقق الاسلام بعد تحقيق بالشهادتين لا يتحقق الاسلام الا بعد تحقيق الشهادتين. لا يؤمن بالله ربا لا يرضى به ربا او لا يرضى برسوله صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا فهذا لا يمكن ان يتحقق له الاسلام دينا والله عز وجل يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. اليوم اكملت لكم دينكم باكمال دعائمه العظام لان هذه الاية كما هو معلوم نزلت في يوم عيد والنبي صلى الله عليه وسلم في حج حجة الوداع يقول ورضيت لكم الاسلام دينا اقام لهم دينهم باقرار دعائمه العظام الكبار واصوله العظام ورضيه لهم دينا عند قوله عند قول المؤذن اشهد ان لا اله الا الله جاء في حديث عائشة باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا سمع المؤذن يتشهد يقول وانا وانا يتشهد المؤذن يتشهد حينما يقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله فيقول وانا وانا. فهذه عبارة مختصرة يمكن الاكتفاء بها. في هذا الموضع يعني يمكن ان يقول وانا اشهد ان لا اله الا الله الى اخر ما ذكرنا انفا او يقول وانا وانا هذا والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه