ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته في هذه الليلة ايها الاحبة نواصل الحديث على الاذكار التي تقال بعد الاذان فمن ذلك ما ذكره هنا من انه يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من اجابة المؤذن يقول اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته الحديث هنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الاذان بعد اجابة المؤذن جاء ذلك في حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله تعالى عنهما انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول اذا سمعتم المؤذن بمعنى انه لو علم ان الاذان يؤذن الان لكنه لا يسمع فانه لا يردد. لو انه يراه كان يؤذن في صحراء بعيد عنه او يؤذن على المنارة كما كان في السابق لكنه لا يسمع صوته. فانه لا يقدر ذلك ويردد. لان هذا مقترن ومرتبط بالسماع. اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول يعني انك تردد الجمل التي يقولها المؤذن وعرفنا انه يقول عند الحيعلتين لا حول ولا قوة الا بالله كما يدل عليه الحديث الاخر الذي اوردناه. يعني الا ما استثني قولوا مثل ما يقول الا ما جاء استثناؤه. قال ثم صلوا علي فهذا اذا بعد الترديد لقول المؤذن يأتي هنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهذا امر منه صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه عليه الصلاة والسلام وهذا من المواضع الثابتة في تأكد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وهنا لم يذكر صيغة لهذه الصلاة وحيثما اطلق الامر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقال ليس ذلك بلازم. فالشفاعة انواع فمنها ما قد يدخل به العبد الجنة من غير حساب ولا عقاب ومنها ما يكون رفعة لصاحبه في منازل عالية في الجنة. يعني ينقل من منزلة الى فان ذلك يجزئ فيه ان يقال صلى الله عليه وسلم او اللهم صلي وسلم على نبينا محمد مثلا ولكن اكمل الصيغ ان يقول كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل كيف نصلي عليك؟ فنقول كما نقول بعد التشهد من الصلاة على رسول الله صلى الله وسلم هذا هو الاكمل اللهم صل على محمد وعلى ال محمد الى اخره. هذا اكمل وافضل كما يقال في الاستغفار فانه لو قال استغفر الله استغفر الله فان ذلك يكون استغفارا ولكن لو انه ذكر سيد الاستغفار فهذا اكمل فحيث امر الله تبارك وتعالى امرا مطلقا بالاستغفار فانه يجزي فيه ان يقول استغفر الله استغفر الله واتوب اليه مثلا. لكن الاكمل ان يأتي بصيغة سيد الاستغفار وهنا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كذلك رجل يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة وفي يوم الجمعة. كيف يقول يوم الجمعة ماذا نقول ليلة الجمعة اللهم صلي وسلم على نبينا محمد. يرددها يكفي ويحصل به الامتثال ولكن الاكمل ان نقول اللهم صل على محمد وعلى ال محمد ونكمل ما نقوله من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم باحدى الصيغ الثابتة التي فيها هذا التفصيل فهنا يقول ثم صلوا علي وثم هذه للتعقيب والتراخي. يعني بعد ما يردد ويفرغ المؤذن يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال فانه من صلى علي يا صلاة صلى الله عليه بها عشرا فهذا الذي يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى انه يدعو لرسول الله صلى الله عليه وسلم وينفع نفسه قبل كل شيء فان الفاء هذه تدل على التعليل فانه من صلى علي صلاة يعني واحدة تقول اللهم صلي وسلم على نبينا محمد مثلا. ففي هذا يكون قد صلى على النبي صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة اي واحدة صلى الله عليه بها عشرا عشرة صلوات وكما هو معلوم ان الحسنة بعشر امثالها وصلاة العبد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر من الله فهذا من هذا الباب ان الجزاء يضاعف للعبد الى عشرة اضعف ثم سلوا الله لي الوسيلة هنا اطلق فانها منزلة في الجنة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله. وارجو ان اكون انا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة. رواه مسلم. هذا سياق الحديث فقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي اي بعد فراغكم من اجابته فانه اي الشأن من صلى علي صلاة يعني واحدة صلى الله عليه عرفنا ان الصلاة من الله على العبد بمعنى ذكره في الملأ الاعلى ان يذكره في الملأ الاعلى. وهذا له مقتضيات ولوازم فاذا كان الله يذكر عبده في الملأ الاعلى فان هذا يقتضي هدايته و رحمته وما الى ذلك هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. فصلاته تبارك وتعالى الا على عبده تقتضي رحمته بهذا العبد وهدايته ونقله من هداية الى هداية ومن فضيلة الى فضيلة ومن خير وبر ومعروف الى بر ومعروف وخير. هذه صلاة الله تبارك وتعالى على عبده ومقتضياته يقول صلى الله عليه بها عشرا ثم قال ثم سلوا الله لي الوسيلة. سلوا الله لي الوسيلة هنا بهذا الحديث اطلق ذلك علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نسأل الوسيلة بالحديث الذي بعده وهو الذي قرأته انفا من الكتاب الذي نحن بصدد شرحه. فهنا سلوا الله لي الوسيلة. هل نقول مثلا اللهم اعط نبيك صلى الله عليه وسلم الوسيلة مثلا نقول لا ليس هذا. وانما هناك صيغة علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ان نقولها وهي اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة فهذا مقدمة كما سيأتي. الى ان يقول ات محمدا الوسيلة والفضيلة كل هذا مما علمناه رسول الله عليه الصلاة والسلام فالوسيلة في الاصل يا ما يتوصل به الى الشيء اقول هذا وسيلة الى كذا وتقال لما يتقرب به اليه فنحن نتوسل الى الله عز وجل بالاعمال الصالحة نتوسل اليه الدعاء نتوسل اليه تبارك وتعالى بمحبته نتوسل اليه باسمائه وصفاته وكل ذلك مما نتوسل به الى الله تبارك وتعالى. فهذه يقال لها وسيلة فهي في اصلها في كلام العرب كل ما يتوصل يتوسل به الى الشيء يقال له وسيلة يقال له وسيلة سميت بها تلك المنزلة الرفيعة من الجنة لماذا بعض اهل العلم يقول لان الواصل اليها يكون في غاية القرب من ربه تبارك وتعالى لانه ليس هناك من هو اقرب منه ولا ارفع منه درجة فيكون ذلك مختصا به لان هذا لا ينبغي الا لواحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولا تسأل عن حاله من الكرامات والنعيم ورفيع الدرجات فهنا الذي نسأل للنبي صلى الله عليه وسلم ما هو ان عرفنا اصل الوسيلة نسأل له تلك الدرجة والمنزلة الرفيعة قد جاء ذلك مفسرا في الحديث فانها اي الوسيلة منزلة في الجنة. يعني من منازل الجنة هي اعلى الجنة على الاطلاق ارفع درجات ومراتب الجنة. خلافا لمن قال انها الشفاعة وقالوا القرينة الدالة على ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حلت له شفاعتي وان الجزاء من جنس العمل لكن سيأتي في الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم اللهم ات محمدا الوسيلة والفضيلة سيأتي في الكلام على هذا درجة العالية الرفيعة والمقام المحمود الذي وعدته. فهذا كله يدل على ان هذه الجمل كما سنذكر ان شاء الله تعالى بهذا العطف متغايرة في المعنى على الارجح فالمقام المحمود هو الشفاعة العظمى. اذا هنا الوسيلة ليست هي الشفاعة بل فسرها النبي صلى الله عليه وسلم المنزلة او الدرجة التي تكون في الجنة منزلة في الجنة. ويدل على هذا ايضا حديث اخر يرويه ابو هريرة رضي الله تعالى عنه واسناده ثابت وهو عند الترمذي يقول سلوا الله لي الوسيلة. قالوا يا رسول الله وما الوسيلة؟ قال اعلى درجة من الجنة اعلى درجة من الجنة لا ينالها الا رجل واحد وارجو ان اكون انا هو. اذا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لا حاجة معه الى قول قائل اذا جاء نهر الله بطل نهر معقل. العلماء لهم كلام في الوسيلة ما هي المراد بها في هذا الحديث فهذا الحديث نص صريح في تفسيرها انها اعلى درجة من الجنة. لا ينالها الا رجل واحد فهذا المراد بالوسيلة. وسميت بذلك لكونها اقرب الدرجات الى عرش الرحمن كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله فهي اقرب الدرجات الى الله جل جلاله وتقدست اسماؤه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه المنزلة والدرجة الرفيعة فانها منزلة قل بالجنة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله لا تنبغي يعني لا تحصل لا تصلح لا تليق الا لعبد يعني واحد من عباد الله الاحظ هنا انه ذكر وصف العبودية في هذا المقام الذي هو ارفع المقامات على الاطلاق مما يصل اليه الخلق اعلى المقامات العبودية. فهذا يدل كما ذكرنا في مناسبات سابقة في غير هذه المجالس بطريق الوصول وفي التفسير ان شرف العبد انما هو بقدر تحقيقه لعبودية الله جل جلاله وتقدست اسماؤه يشرف الانسان يزداد شرفه وتعلو مرتبته كلما ازداد عبودية وليس حرية كل ما ازداد رقا لكن لمن ليس للمخلوقين لله وهذا يقتضي انه يتقيد باوامره وشرائعه ويجتنب نواهيه ما يقول انا حر افعل ما اشاء لا هو عبد وعلى قدر ما يحقق من هذه العبودية ترتفع مرتبته. انظر اعلى مرتبة هنا يقول لا تنبغي الا لعبد ما قال لرجل نسيب شريف ثري ذي وجاهة ومنصب ما قال هذا عليه الصلاة والسلام وانما لعبد من عباد الله لاحظ قال وارجو وهذا يدل على كمال تواضعه صلى الله عليه وسلم. عبر بذلك تأدبا ارجو ان اكون انا هو يقول فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة وفي لفظ حلت له الشفاعة يعني انه صار مستحقا لذلك ان ينال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا فيه اثبات الشفاعة والشفاعة انواع كما هو معلوم شفاعات فمنها ما يكون للنبي صلى الله عليه وسلم ويختص به ومنها ما يكون للملائكة وللمؤمنين الى غير ذلك مما هو معلوم فهنا حلت له الشفاعة في اللفظ الاخر عليه فهما كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله بمعنى واحد اللام بمعنى على وكفى خلافا لمن حمله على معان هنا وهناك لا يظهر والله اعلم انها مراده يعني انه وجبت له الشفاعة حقت له الشفاعة استحق الشفاعة هذا معنى حلت له الشفاعة. شفاعة من؟ شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فهو يقول حلت عليه الشفاعة حلت له الشفاعة هنا قد يرد سؤال وهو انه قد يقول قائل بان الشفاعة تكون للمذنبين للمقصرين للمسيئين فهنا قد يكون هذا من السابقين بالخيرات منزلة اعلى ارفع انسان في الدنيا حينما يكون على وظيفة معينة او على مرتبة معينة سمها ما شئت. فيأتي من يشفع له فيعطى مرتبة اخرى. الناس ينتظرون لربما هذه المرتبة عشرات السنين. ويمكن يموتون وما جاءت وعندهم مشكلة مع الرئيس وعنده مشكلة مع غيره فلا فيبقى مجمدا اه تضيق به الدنيا ان كان من طلاب هذه الدرجات فلو جاء احد وشفع له لغبطه كثيرون ممن يتطلعون الى هذه الاشياء. فلان له مستند وله ظهر شفع له فلان ورقي الى المرتبة كذا هذا هنا في الجنة رفعة درجات وللدرجة بين الدرجة والدرجة كم؟ من التفاوت. وكذلك ايضا قد يكون ممن استحق النار دخول النار فلا يدخلها وقد يكون الانسان ممن دخل النار ويخرج منها الى غير ذلك فهذه الشفاعات فلا يلزم اذا الانسان طلب الشفاعة بقوله اللهم رب هذه الدعوة التامة ورجى ان يحصل له ذلك او قال اللهم لا تحرمنا شفاعة نبيك صلى الله عليه وسلم مثلا اجعلنا من اهل شفاعته ليس يفهم من هذا بالضرورة انه يكون مستوجبا للنار فيشفع له النبي صلى الله عليه وسلم الا يدخلها. لا الشفاعة انواع وكل اهل الايمان ينتفع بها ويرتفع ويشرف بذلك اذا هذا السؤال لا يقتضي بالضرورة ان يكون مستوجبا لدخول النار او يكون قد دخلها فيخرج منها الاحظ هنا هذا السؤال وهذا الدعاء ارشدنا النبي صلى الله عليه وسلم ان ندعو به له بعد الاذان. مما يدل على ان هذا وقت اجابة وهذا امر ثابت لا اشكال فيه ان بين الاذان والاقامة من اوقات الاجابة فهذه الدرجة التي لا تكون لاحد الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ان نسألها هنا ومن ثم فان العبد ينبغي ان يتحرى مثل هذا الوقت ويحرص عليه لا سيما اذا كان في المسجد اذن المؤذن يرفع يديه ويدعو وقد اشار بعض اهل العلم لذلك وهنا يرد سؤال اخر ايضا النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب تلك المنزلة العليا والدرجة الرفيعة فما وجه السؤال له بذلك لماذا نسأل ونطلب والنبي صلى الله عليه وسلم ستكون له هذه الدرجة فهذا يمكن ان يجاب عنه باجوبة متعددة النبي صلى الله عليه وسلم هنا قال وارجو ان اكون انا هو كثير من اهل العلم يقولون هذا على سبيل التواضع والا فهي حاصلة له وبعضهم يقول كالقرطبي رحمه الله لعل ذلك قبل ان يوحى اليه به ثم اوحي اليه انه سيكون هو صاحب تلك المرتبة. لكن هناك جواب اوضح من هذا وله شقان يعني انه ذو فرعين الفرع الاول ان الله تبارك وتعالى يرتب بعض الجزاء على بعض ما امر به وهذا له امثلة مثل هنا وكما نقول اللهم صل على محمد والله يصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم. ان الله وملائكته يصلون على النبي وهنا اتي محمدا الوسيلة فاذا كان ذلك من الحاصل له فما المانع ان يكون ذلك لجملة من الاسباب ومنها دعاء اهل الايمان. هذا واحد الامر الثاني ان مثل هذا السؤال والطلب للنبي صلى الله عليه وسلم انه تعبد تعبد الله به المؤمنين عليهم ويكون سببا لنيلهم لشفاعته صلى الله عليه وسلم. فنحن نتقرب الى الله بهذا وننتفع غاية الانتفاع ثمان الله تبارك وتعالى يزيد نبيه صلى الله عليه وسلم رفعة وشرفا بكثرة دعاء امته له كما زاده بصلاتهم مع رجوع ايضا ذلك اليهم بالاجر والثواب فينتفعون به غاية الانتفاع. وهنا يرد سؤال ولكن الوقت انتهى وزاد لعلي اترك هذا في الليلة الاتية ان شاء الله