اذا تبين لك ذلك فهناك عبارات مختلفة لاهل العلم في كتب اللغة وفي كتب التفسير يعبرون عن الظلم يعبرون عن الظلم يعبرون عن الظلم بها فتارة يقولون ما ذكرت الظلم وضع الشيء في غير موضعه اللائق به وتارة يقولون الظلم هو صرف وهو ترك صرف الحق عن اهله وتارة يقولون الظلم عدم ايصال الحقوق لاهلها. وتارة يقولون الظلم الا تعطي كل ذي حق ان حقه وهذه العبارات متنوعة ولكن مؤداها واحد اذا تبين لك ذلك فقد جاء لفظ الظلم في الكتاب العزيز في مواضع كثيرة جدا تارة بالمعنى بالمعنى العام وتارة بمعنى خاص فمما جاء في ذلك ان الظلم يأتي بمعنى الكفر كما قال سبحانه والكافرون هم الظالمون وقال جل وعلا الا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا. ويأتي الظلم بمعنى الشرك كما في قوله ان الشرك لظلم عظيم. وكالآية التي ذكرت لكم الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم يعني بشرك اولئك لهم الامن وهم مهتدون. ويأتي الظلم بعدم طاعة الرسول كما قال جل وعلا وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان كفرت بانعم الله فهذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فاخذهم العذاب وهم ظالمون. فكل من كذب الرسول فهو ظالم. كل من عبد غير الله جل وعلا واشرك فهو ظالم ويأتي الظلم ايضا في الكتاب والسنة معنى فعل الكبيرة وظلم العبد لنفسه بترك الفرائض وفعل المحرمات كما في اية فاطر التي ذكرت لكم ثم اورثنا الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه. قال العلماء الظالم لنفسه هو الذي خلق عملا صالحا اخر سيئة اتى واجبات واتى ايضا بمحرمات. لم ينتهي عن كل المحرمات ولم يأتي كل الواجبات. بل خلط هذا وهذا فظلم نفسه بالمعصية ولما سمي ذلك ظلما للنفس؟ لان نفسك اعز شيء عليك فمن حقها عليك ان تكرمها. من حقها عليك ان تسعدها. من حقها عليك ان تبوأها المنازل فاذا عرظتها للعذاب اذا عرظتها للنكال اذا عرظتها لمخالفة امر الله فقد ظلمتها. ولم تعطها حقها الذي ينبغي لها من ان تكون مطيعة لخالقها متبوأة السعادة في الدنيا والاخرى. ايضا جاء الظلم في القرآن في وصف بعض الكبائر مثل القتل والسرقة والسارق والسارقة فقعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله. والله عزيز حكيم. فمن تاب من بعدي ظلمه. يعني سرقة وهكذا في ظلم النفس بالمعصية في الزنا فعل بشرب الخمر من قتل النفس كل هذا ظلم للنفس