الغيرة الثابتة لله سبحانه ليست كغيرة المخلوق بل هي غيرة على نحو يليق بذاته المقدسة ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فهي من جنس صفات التي يختص بها جل جلاله على نحو يليق بجلاله وعظمته وهي من صفات الكمال المحمودة عقلا ارعن وعرفا وفترا. واضدادها مذمومة عقلا وشرعا وعرفا وفترا. فان الذي لا يغار بل تستوي عنده الفاحشة وتركها مذموم غاية الذم. في الباب ايضا احبتي في الله حديث سعد ابن عبادة قال يا رسول الله لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح عنه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال اتعجبون من غيرة سعد؟ فوالله لانا اغير منه والله اغير مني من اجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شخص اغير من الله. ولا شخص هب اليه العذر من الله من اجل ذلك. بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين. ولا شخص احب اليه المتحة من الله من اجل ذلك. وعد الله الجنة ويعني ومدح نفسه من اجل ذلك مدح نفسه سبحانه. ومعنى قول سعد غير نصفه اي لا بصفح السيف اي بجانبه لتخويفه وارهابي فقط بل اضربه بحده وهي كناية عن قتله والمراد انه لن ينتزر الى ان يحضر الشهود ليشهدوا تلك الواقعة الشنيعة. ثم يقام بهم الحد واصل ذلك ما ورد عند احمد من حديث ابن عباس لما نزل قول الله تعالى ان الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك قوم فيستقون. قال سعد بن عبادة وهو سيد الانصار. اهكذا انزلت يا رسول الله والله يا رسول الله اني لاعلم انها حق. وانها من الله ولكني قد تعجبت اني لو وجدت قلت لك ايه يا عم قد تفخدها رجل لم يكن لي ان اهيجه ولا احركه حتى اتي باربعة شهداء فوالله لا اتي بهم حتى يقضي حاجته سموا بي انه سيعاجله بالقتل. وكان ذلك قبل نزول ايات الملاعنة فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه اشد غيرة من سعد. وان الذي شرع هذا الحب هو اشد غيرة على محارمه من النبي صلى الله عليه وسلم ومن سعد. والغيرة تتضمن البغض والكراهة لهذا الفعل. ومن اجل غيرته سبحانه وبسببه حرم الفواحش كل خصلة قبيحة من الاقوال والافعال ما ظهر منها وما بطن سواء اقعد في الظاهر ورآها الناس ام وقع في الخفاء بعيدا عن عيون الناس. لان الله يراها فهو سبحانه يغار انتهكت محارمه اذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب. ولا تحسبن الله ساعة ولا ان ما تخفي عليه يغيب. الله جل وعلا لا يغيب عنه شيء في الارض ولا في السماء. وما تكون وفي شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه كما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في في كتاب مبين. هذا هو خلاصة القول في التعليق على حديث ان الله يغار ومن اجل غيرته سبحانه وتعالى حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ان الله تعالى يغار وغيرة الله ان يأتي المؤمن ما حرم الله عليه سبحانه ثم يليق به وقبلنا سبح الجودي والجمد. الهي على كل الامور لك الحمد ليس لي ولما اوليت من نعم حجوا لك الامر من قبل الزمان وبعده وما لك قبل كالزمان ولا بعد تضل وتهدي من تشاء من الورى وما بيد الانسان غير ولا رشد. اللهم لك الحمد وحتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا