في بري الاقلام وقص الاوراق وتجهيزها للكتابة وهذا لا شك انه لا يكون الا مع علو همة في هذا السبيل. فالذي يريد ان يكون العلم في وقت دون وقت في حال دون حال العباد الجهلة ولهذا جاء في الاثر او في الخبر عالم واحد اشد على الشيطان من الف عابد هذا وان كان في اسناده مقال لكن ربما يصح موقوفا وظاهره ظاهر معناه الصحة لان العالم لا يستطيعه الشيطان ما من جهة الشبهات ولا من جهة الاستمرار على الشهوات قد يغلبه في شهوة او قد يغلبه في شبهة لكنه يستبصر فيعود في بصيرة من جهة ان تكون عالما بالله تعرف ربك جل وعلا واذا قرأت في الكتاب او في السنة عرفت حق الله وحق رسوله صلى الله عليه وسلم وانست بفهم الكتاب والسنة واعظم انس حتى اتت الفتنة الكبيرة بتسلط الدولة العبيدية المسماة الفاطمية على كثير من بلاد الاسلام وساموا اهل السنة التي سوء العذاب حتى انهم ربما اتوا العالم فارادوه على قول شيء يختارونه فاذا ابى مشطوه بالحديد مشطا. قال الذهبي في موضع وقد نزع عن فلان جلده. حتى يكون نكالا لغيره مما فعله اولئك وهكذا وقعت الحروب الصليبية المعروفة فوقعت وجاء حروب التتار الكثيرة وحصل ما حصل في تاريخ الاسلام المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حق ووفاه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم اياكم ممن صلحت لهم الاقوال والاعمال والقلوب فساروا في ذلك على ما يحب ويرضى. كما نسأله ان يوفقنا الى عمل صالح والى قول صالح يكون لنا حين نلقى ربنا جل جلاله. ثم اننا نفتتح هذا الفصل بعد انقطاع طويل ابتدائي لهذه الدروس التي نرجو الله جل وعلا ان تكون نافعة لملقيها ولسامعها وللمبلغ بها. وكما جرت به العادة فان افتتاح الدروس في كل فصل يكون فيه كلمة تعلقوا بالعلم والحمض عليه والحذر من العوائق التي تعوق في مسير طالب العلم. ولا شك ان كل طالب علم انس لهذا السبيل وسلك هذا الطريق فانه يرى ان العلم هو اهم المهمات لان العلم هو العلم بالله جل وعلا والعلم بالله جل وعلا واعظم ما يستفيده المرء في هذه الحياة فبقدر علمه بربه جل جلاله ومعرفته بخالقه والهه ومعبوده يكون قربه من مولاه لان اقرب الناس الى الله جل وعلا هم اعلم الناس به سبحانه وتعالى. لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلمكم بالله واخشاكم لله واتقاكم لله فمن رغب عن سنتي فليس مني او كما جاء عنه عليه الصلاة والسلام. والانبياء ارتفعت منازلهم لاجل علمهم بربهم جل وعلا شريعته وما يحب جل جلاله. وهذا العلم يدرك كل طالب علم انه اهم المهمات واعظم المطالب الواجب على كل طالب علم ان يجعل اكثر حياته فيه وان يقسم حياته ما بين تعلم او تعليم او اداء للنصح لعباد الله او لمن له ولاية عليه كل بحسب ما هو فيه. وهذا هو معنى البركة التي تكون في اهل العلم. فان اهل العلم مباركون جعل الله جل وعلا في اقوالهم واعمالهم البركة كما قال جل وعلا وجعلني مباركا اينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا. قوله وجعلني مباركا يعني ان عيسى عليه السلام جعله الله مباركا بتعليم العلم اينما كان فاينما كان يعلم ويرشد ويدعو الى ما يحب الله جل وعلا ويرضى. وبقدر الازدياد من هذه الصفة يزداد المرء قربا من الله جل وعلا ويزداد بركة في اقواله واعماله. والانبياء لذلك جعل الله عليهم البركة وباركنا عليه وعلى اسحاق وقال عليه الصلاة والسلام قولوا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد. وال محمد على احد الاقوال هم المتبعون له من اهل التقوى ويدخل فيه كل مؤمن متبع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا المطلب مدرك كل طلاب العلم الذين انسوا للعلم وشرح الله جل وعلا صدورهم له. ومعلوم ان العبادات النوافل في الامارات والعلم منه ما هو فرض ومنه ما هو نفل. والعلم الذي هو فرض قد يكون فرظ عين وقد يكون فرضا على الكفاية واذا نظرنا اليوم فاننا نجد الناس لم يقم فيهم اذا نظرنا في عموم الناس لم يقم فيهم بالعلم من يكفي. وخاصة العلم السلفي الصحيح. الذي يعتمد فيه صاحبه على كتاب الله وسنة سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى نهج السلف الصالح. فان الذين يتبعون هذا السبيل اليوم اقل القليل. وهذا يؤكد على كل طالب علم في هذا السبيل ان يحرص على نفسه والا يضيعها وان يزداد من العلم بحسبه وان يكون متقلبا ما بين التعلم او التعليم وما بين التأثير بالعلم او التأثير بالدعوة في اي مكان كان بحسب قدرته وبحسب ما اعطي. الامم في تاريخ التاريخ بل امة الاسلام في تاريخها مر بها فتن كثيرة ومرت بها احن ومرت بها بلايا وابتلاءات عظيمة فمرة يكون بأسها بينها شديد ومرة يسلط الله عليها عدوا من غيرها فينال منها ما يناله بحسب قدر الله جل وعلا. قد حصل في ذلك في زمن الاسلام وتاريخ الاسلام الشيء الكثير كما تعلمون اذا نظرت الى القرن الاول وجدت فيه اشياء كثيرة ما حصل من القتال والفتن التي كانت بين الصحابة ثم ما كان في عهد الامويين من فتن كثيرة ثم في عهد العباسيين وهذا كله اذا نظرت اليه نظر تاريخ وجدت ان اهل العلم في تلك الحقب وتلك الازمان لم يتخلوا فيها عن العلم والتعليم ولم ينصرفوا عنها الى لم ينصرفوا عن العلم والتعليم الى امور اخرى لان العالم وطالب العلم يؤثر بحسب ما يستطيع. وينفع بحسب ما يستطيع. لكن النفع الباقي له ولغيره هو العلم لانه ينفع الله به امما كثيرة وكثيرون ساءت ظنهم ظنونهم بالعلم لاجل ما يبتلي الله به العباد من امور كثيرة بارظ الله جل جلاله ولهذا ينبغي التنبيه على جملة من العوائق التي تعيق عن طلب العلم او سمها المخدرات او بها الحجب التي تحجب عن رؤية طريق العلم الصحيح. اولها ظعف الهمة هذه دائمة فان العلم يحتاج الى همة قوية. واهل العلم هم اكثر الناس همة فيما يحب الله جل وعلا ويرضى. وبرؤية للمصالح والمفاسد المتعلقة بالشخص نفسه والمتعلقة بغيره ايضا لهذا نجد ان اكثر الناس همة هم الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه واذا نظرنا سير الانبياء في القرآن وجدنا همتهم العظيمة في تبليغ رسالات الله وفي اداء الواجب الذي اوجبه الله جل وعلا عليهم. من بيان حقه جل وعلا في عبادته وحده لا شريك له. وبيان حقه سبحانه في اسمائه وصفاته في الرد على اهل الباطل مقالتهم ومجادلتهم وفي بيان شريعة الله والتودد الى الخلق في بيان هذه الشريعة لعل النور يدخل الى النفوس. وهذا ظاهر في سيرة جميع الانبياء هذا نوح عليه السلام اي همة كان عليها وهو يعظ قومه ليلا ونهارا وصباحا ومساء وهو يسر لهم ويعلن لهم تارة ويدعوهم مدة كم؟ مدة الف سنة الا خمسين عام فقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما. فاخذهم الطوفان وهم ظالمون فانجيناه واصحاب السفينة وجعلناها اية للعالمين. واي همة كان عليها ابراهيم عليه السلام وهو ينظر الى قومه وهم يعبدون الاصنام التي ينحتونها بايديهم ثم هو في ذلك صابر وحاجهم بالعقل وحاجهم الدفع دعا الابعدين ودعا والده والاقربين وكان في ذلك متنقلا مرة في في مصر مرة في مكة ومرة هنا وهنا هذا كله لنشر رسالة لله جل وعلا هذه همة ولا شك ولا تستغرب لان اهل العزم همم عالية واذا نظرت الى سير بقية الانبياء فتجد ذلك ظاهرة ومن قرأ بعض الكتب التي الفت في علو الهمة فانه سيجد من ذلك الشيء الكثير فطالب العلم لا يصلح ان يكون ضعيف الهمة خائر العزم متواكلا بل يجب عليه اذا اراد سلوك هذا السبيل ان يكون قوي الهمة لا يقنع بالدون على قدر اهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم قد يأتي احد وينظر الى كتاب فيقول كيف اقرأ انا هذا الكتاب الكبير لاجل ظعف الهمة لكن مع علو الهمة يفتح الله جل وعلا له قد طلبت مرة من الاستاذ محمود محمد شاكر رحمه الله تعالى الاديب المعروف ومحقق اجزاء كثيرة من تفسير الطبري طلبت منه ان يرشدني الى كتابا في اللغة العربية اقرأه فقال لي اقرأ لسان العرب قلت لسان العرب عشرين مجلد كيف اقرأ؟ قال اذا اذهب الى صنعة اخرى للتجارة او للوظيفة وغيره لا تصلح لا يصلح العلم. ايش عشرين مجلد؟ هذا عبارته قرأناه على شيخنا مرتين اظن اظن ان شيخه يقصد به المرصفي. وفي الثالثة ما اكملناه. وهكذا صنيع العلماء الحافظ ابن حجر قرأ البخاري على شيخه في عشرة ايام كل البخاري وقرأ مسلما صحيح مسلم في ثلاثة ايام وقرأ ابن ماجة سنن ابن ماجة في يوم وهكذا صنيع اهل العلم بكثير من الانحاء. شيخ الاسلام ابن تيمية الف عددا من كتبه ورسائله التي الان تدرس وتشرح في جلسة كما على الواسطية وفي الحموية وفي التدميرية وفي اشبه ذلك. سبب ذلك قوة العلم ثم علو الهمة فاول مخدر مخدر وعائق وحجاب هو ظعف الهمة. فاذا تحركت الهمم جاء الله جل وعلا فتوح من عنده سبحانه وهذا نوع من المجاهدة لقوله والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين قد ذكر ابن الجوزي رحمه الله في كتابه صيد الخاطر انه اذا جاءه جماعة من البطالين ويقصد بهم الذين يريدون الجلوس للكلام والقيل والقال والاخبار ونحو ذلك. قال اذا جاؤوا اشتغلت اثناء مجيئهم هذا مع الزمن لا يحصل لانه مع الزمن تكثر الامور وهذا هو العائق الثاني من العوائق والحجاب الثاني وهو ان يكون المرء او طالب العلم مسودا كما قال عمر رضي الله عنه فيما علقه البخاري في صحيحه تفقهوا قبل ان تسودوا ويبدأوا التسويد يعني ان يكون المرء سيدا يبدأ تزويجه فاذا تزوج بدأ ذلك. ولهذا قال البخاري رحمه الله بها قال ابو عبد الله وبعد ان تسوده يعني ان يطلب العلم ويتفقه قبل ان يكون ذا سيادة وامر ونهي وولاية وبعد ان يكون. والناس يتنوعون في ذلك. قد تكون الولاية بالزواج والاولاد وقد تكون الولاية ان يكون مدرسا معلما فيكون عنده الشيء الكثير مما يبذله في تدريسه وفي تعليمه وفي الانشطة التي تكون في المدارس ونحو ذلك وقد يكون في القضاء وقد يكون في وظيفة. قد يكون مديرا للعمل مما يحتاجه في دنياه. وقد يكون اكبر من ذلك السيادة لا شك انها حجاب عن العلم ولهذا عن الاستمرار في العلم. ولهذا قال ابو عبد الله البخاري منبها طلاب العلم لذلك. قال وبعد ان تسودوا ليحرك فيهم على الا ينقطع عن العلم بشيء من ذلك. قد كان بعظ اهل العلم ينظر في مسائل مدد طويلة وهي في نفسه يريد لها حلا كما قال عمر رضي الله عنه قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ووددنا انا سألناه عن ابواب من الربا و الصحابة رضوان الله عليهم تمنوا ان لو سألوا عن شيء عن كذا وكذا من ابواب العلم سألوا عمر او سألوا عليا في قصص معروفة وكذلك ما يحصل من ان طالب العلم قد يكون عنده مما يشغله ما يفرط في سؤال اهل العلم عما يشكل وفي مطالعة العلم قبل ان يذهب اهله. فانه لا يدري متى الناس يحتاجون اليه. وابن عباس رضي الله عنهما كان صغيرا وكان يسأل الصحابة ويتلقى في العلم من هنا وهنا حتى رجع الناس اليه. قال له صاحب له من الانصار اتظن يا عبد الله ان الناس يحتاجون اليك وهؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم بل ترى فهذا ابن عباس استمر وحصل ونظر حتى بعد ان تولى الولايات قد ولاه علي رضي الله عنه امرأة الكوفة ومكث فيها زمانا ثم رجع الى مكة وتولى ايضا ولايته ولاية اخرى وكذلك غيره ولكن مسيرة العلم واحدة. وفي العمر عمر الانسان قد يعوقه هذا العائق من حيث يشعر ومن حيث لا يشعر فاذا كان طالب العلم صاحب عزيمة فانه يجعل الاصل عنده استمراره في العلم باي نوع يختاره لكن لا ينقطع عن العلم. ثم غيره مما يكلف به او يكون مما يعينه على امر دينه دنياك من انواع الاعمال لا تصده عن ذلك ذلك اهله واسرته ونحو ذلك يأخذ من كل شيء بقدر ويعطي كل ذي حق حقه من الحجب ايضا قول بعضهم العلم يصرف عن الدعوة والناس اليوم يحتاجون الى الدعوة واما العلم فلا يحتاجون اليه وهذا مخدر كبير ادرك كثيرين فاصابهم وانهم يقولون العلم الدعوة اهم منه صاحب الشباب تذهب معهم تخالط تذهب تعظ او تشتغل في شيء لكن العلم ليس آآ مؤثرا او متى ستؤثر بالعلم بعد سنين طويلة جدا هذا مخدر وحجاب كبير وناشئ من الغلط في فهم العلم والعمل الاصل ان العلم متجزأ وان الدعوة ايضا متبعضة متجزئة فالعلم لا يأتي جميعا والدعوة ايضا لا تأتي جميعا فطالب العلم اذا علم علم ودعا بحسب ما يفتح له من هذا الباب فيجعل ميدانه في العلم وفي التأثير بحسب ما يعطى والانشغال عن العلم بالدعوة يورث ان تكون الدعوة على جهل هذا هو الذي اصاب الكثير من الناس الناس في هذا اصبحوا ثلاث طوائف اما ان ينقطع للعلم ولا يؤثر شيئا واما ان يتجه للدعوة وهو جاهل او شبه الجاهل. وهذا مذموم وهذا مذموم. لان العلم الذي لا ينفع صاحبه ولا ينفع به غيره هذا غير نافع يعني للناس وطالب العلم اذا علم اقلها ان يعلم ويحفظ هذا العلم في الامة. فاذا صار معك العلم فان الدعوة تكون بحسب ما اوتي العبد من العلم فالدعوة متبعضة والعلم هو اساس الدعوة لا يمكن ان يدعو العبد بدون علم يدعو الى ما علم عما ما لا يعلمه فانه حينئذ يكون ممن قفا ما ليس له به علم. وقد قال جل جلاله قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة والبصيرة هي العلم ادعو الى الله على علم فالعلم يتجزأ اذا فالدعوة تجزأ اذا علم شيئا بدليله ووضح عنده فانه يدعو الى ذلك يعلمه بحسب ما ينفع وبعض الناس يظن ان الدعوة لا تكون الا بالمواعظ او لا تكون الا المحاضرات او الذهاب الى القرى او الى القاء الكلمات ونحو ذلك في الامور العامة التي يتكلم الناس فيها هذا غير صحيح لان الانبياء هم اكمل الدعاة وكلام الانبياء انما كان في حق الله جل وعلا وتوحيده وعبادته فاذا علم طالب العلم فقد دعا لانه بتعليمه يدعو الى الله جل وعلا يدعو نفسه ويدعو غيره ايضا لكن الناس مقامات فكل يفتح له بحسبه قد سئل مالك رحمه الله عن انقطاعه للعلم وتركه ابواب اخر ومنها باب الجهاد وقال ان من الناس من فتح له باب الصلاة ومنهم من فتح له باب الصدقة ومنهم من فتح له باب الحج والعمرة ومنهم من فتح له باب الجهاد ومنهم من فتح له باب العلم وانا فتح لي باب العلم ورضيت بما فتح الله لي هذا بقي اثره اثر الامام مالك الى اليوم في ذلك لشدة حاجة الناس الى بقاء العلم النافع في هذا. فاذا لا يصوغ الالتفات الى هذا الخاطر او الحجاب الذي هو من كيد الشيطان لانه لا تنشغل بالعلم لان الدعوة اهم وقد قالها من قبلنا اناس قبل خمسطعشر او عشرين سنة ولما تقدمت بهم السن صاروا هم صاروا ضعيفين في العلم فلا احسن العلم ولا احسن الدعوة بعد ذلك. العلم سلاح في يدك تحاج به تجاهد به تبلغه تدعو به بحسب ما قسم الله جل وعلا للعبد. الحجاب الرابع او المخدر الرابع قول كثيرين العلم يقسي القلب وهذه تسمع ويقولها بعض اشباه الجهال والعياذ بالله واذا كان العلم يقسي القلب الا نعلم شيئا يلين القلب بعد العلم العلم ما هو العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم اولو العرفان هذا العلم كما عرفه ابن القيم في النونية العلم مصدره ودليله قال الله وقال رسوله القرآن كله بما فيه من العلم بالله والعلم برسوله والعلم بما وراء الغيب الجنة والنار وما اعد الله والعلم بما الاحكام الشرعية والحلال والحرام هذا كله الذي في القرآن سماه الله جل وعلا موعظة فقال جل وعلا يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة المؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون وفضل الله ورحمته القرآن والموعظة التي جاءت القرآن والشفاء لما في الصدور الذي جاء والهدى والرحمة هو القرآن فالقرآن موعظة بكل ما فيه العلم هو اكبر موعظة العلم النافع لا يقسي القلب العلم النافع يخشع معه القلب ويلين لكن خشوع قلب العالم او طالب العلم ليس كخشوع قلب العابد الجاهل فان ذاك قد يأتيه من الخواطر او من الايمانيات ما يجعله في الظاهر الين قلبا لكن ذاك في الحقيقة الين قلبا واخشع واخضع كما هو ظاهر من حال الصحابة رضوان الله عليه كانوا اقوى ومن بعدهم كانوا اذا تليت عليهم بعظ الايات او اذا ذكرت عليهم بعظ القصص والرقائق ربما خر بعظهم مغشيا عليه لاجل رقة قلبه ورقة القلب ولينه ليس هو الامر المحمود بل لا بد ان تكون رقته ولينه على وفق ومقتضى العلم النافع ولهذا قال جماعة من اهل العلم منهم ابن تيمية وغيره قالوا ان من غشي عليه من السلف او من التعقيم و وجود هذا فيهم لاجل قوة الوارد وضعف القلب عن الاحتمال هذا صحيح فانه اذا صار الوارد قويا والقلب ليس فيه من قوة العلم ما يحجب او يكون قويا على هذا الوارد فانه قد يسقط صاحبه ولهذا قلب طالب العلم لين خاشع خاضع بحسب حاله وبحسب ما اعطاه الله لكن ايضا هو على بصيرة من الدين تسرع البدع الى قلوب والاهواء الى قلوب فيها لين وليس عندها تحصين بالعلم النافع قد قال عليه الصلاة والسلام اتاكم اهل اليمن هم ارق افئدة وهذا ظاهره المدح لهم وفيه ما يشير الى انه تسرع فيهم الاهواء لاجل رقة تلك الافئدة فالفؤاد الرقيق او العاطفي او اتقول المتحمس او كثير الوجل والخوف قد يأتيه اهل الاهواء فيجرفونه. واما العلم فانه يعطي الخشية ويورث الخشية لكنها خشية العلماء وليست خشية بيان الحق في الشبهة ومن جهة سلامة القلب من الشهوة بالاستغفار والانابة. فاذا العلم يورث خشوع القلب ولا يورث القسو قسوة القلب والعياذ بالله ومصداق ذلك في قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء يعني ان اهل الخشية الحقيقية هم العلماء هذا جاء على سبيل الحصر انما يخشى الله من عباده العلماء. يعني انما يخشى من عباد الله الله جل وعلا العلماء فكأن البقية ليسوا باهل كمال في الخشية. وخشية العلماء تختلف بحسب حالهم وبحسب ما هم عليه فاذا اذا كان طالب العلم وجد في قلبه شيئا من قسوة او اقبال على ذنب او تفريط في امر الله فلا يرجع ذلك الى العلم فيسيء الظن بالعلم او ينظر اليه غيره فيجده كذلك فيرجع ذلك الى العلم. حاشا وكلا وانما مرجع ذلك الى شهوة خفية والى مرظ في النفس. قد يكون مع العلم هناك مرظ في النفس مع العلم اما مرظ شهوة يلازمها واما مرظ شك يكون معه واما مرض شهرة واما مرض جاه واما مرض تكبر واشبه ذلك حتى ان من اهل العلم من كان لا يرضى ان يسمى او ان يخاطب الا بالملك يعني في الزمن الاول كما قيل ملك العلماء غلام وملك النحات فلان كان لا يرظى احد يسميه بابي فلان او بالعالم او بالعلامة يقول له حتى يقال ملك هذي شهوة خفية تكون في الانسان وهذا لا يكون مرد عدم الخشية الى العلم ولكن لاجل مرظ في النفس هذا يعالج ابي حسب ما هو عليه اما العلم فانه يورث الخشية واذا لم يورث في طالب العلم الخشية والانابة والرجوع الى الله والانس به والاستغفار وملازمة التقوى فانه ويجب ان يحاسب نفسه على ذلك وان يجعل العلم الذي معه حجة له في الرجوع الى الصراط المستقيم. ومن العوائق التي تذكر في هذا السبيل المخدرات التي تخدر عن طلب العلم وتثبط قول كثيرين ان العلماء هم اقل الناس او ابعد الناس تأثيرا في الاحداث اذا وقعت وانهم يرغبون الصمت والسلامة ويتركون توجيه الامة هذا يدل على ان بحسب كلامهم تدل على ان العلم يؤدي الى التثبيت وعدم الجهاد او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او القول كلمة الحق ونحو ذلك هذا من وساوس الشيطان ومن القاء اهل الاهواء لاجل الا يقتدي الناس بالعلماء ولم يحدث هذا مرة بل كلما حدثت فتنة منذ زمن السلف الى يومنا هذا فكلما حدث ابتلاء فانه يعيب الجاهل على من صمت بي صمتي وما احسن كلمة الخليفة عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى حيث وصف الصحابة ومن سلف بقوله انهم على علم وقفوا وببصر نافذ كفوا انهم على علم وقفوا وببصر نافذ كفوا بمعنى انهم حين يتكلمون متكلم بعلم وحين يكفون عن الكلام وعلى المقال فانهم يكفون ببصر نافذ بشرع الله جل وعلا وكان السلف في الفتن يكثرون الصمت ويقلون الكلام ولهذا كانت كلماتهم تحفظ فتنقل واما كلام الخلف فهو كثير وفي الفتن يكون اكثر وهذا من قلة العلم بنهج السلفي في ذلك. كلمات الامام احمد مثلا كانت قليلة في فتنة خلق القرآن التي استمرت نحوا من عشرين سنة كانت قليلة او اكثر من عشرين سنة ولكنها حفظت ونقلت ولو كان في العشرين سنة التي استحكمت فيها هذه الفتنة كل يوم يقول كلاما ويصدر كلاما ويتناقله الناس فاصبح ذلك في في مجلدات ولكن لم يكن هدي السلف ذلك قال الامام مالك رحمه الله وسئل الرجل تكون عنده السنة ايجادل عليها فقال لا يخبر بالسنة فان قبلت منه والا سكت. لان الواجب البيان اما اصلاح العباد فهذا الى الله جل وعلا ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وقد اشار الى هذه المسألة الحافظ ابن رجب رسالته المشهورة فضل علم السلف على علم الخلف وقال في ضمن كلامه كلام السلف قليل كثير الفائدة وكلام الخلف كثير قليل الفائدة واذا وزنا هذا بالميزان في وقت الفتن والامور المتقلبة فاننا نجده ظاهرا بان الكلام القليل المؤصل المستدله هو الذي ينفع واما غيره فانه كثير ولكن ينسي بعضه بعض ينسي بعضه بعضا فاذا قال قائل ما الذي قال فلان نسي لماذا؟ لان الكلام كثير وهو قد تكلم عشر مرات وعشرين مرة وثلاثين مرة ونحو ذلك. ولهذا نقول ان العلماء يؤثرون ويغيرون في الاحداث والفتن لكن التأثير والتغيير الشرعي انظر الى قول النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه يعني فليغيره بلسانه فان لم يستطع فليغيره فبقلبه يعني فليغيره بقلبه وذلك بكراهة هذا الامر وهذا صحيح في ميدان التأثير والتغيير فانه ليس العبرة ان يكون هناك تغير على وفق ما يريد صاحب الحق لكن العبرة في ان يقول كلمة حق تبقى وان يؤثر بحسب ما يعلمه من الكتاب والسنة وهدي السلف وهذا يبقى وسيتذكره الناس ولو بعد حين وكم مرت من فتن بقي الكلام كلام العالم هو المحفوظ الذي كان قليلا مرجوعا في الكتاب والسنة. ونسي غيره. وهذا هو الذي حفظ على مدار الزمان وعلى مدار ايام الله جل وعلا. المطلوب من اهل العلم ومن طلبة العلم ان يكونوا مؤثرين الاحداث لكن بما لا يحدث فتنة وبما لا يكون قولا على الله بلا علم لانه قد يبتلى هو في نفسه من جراء ما يقول من كلام لم يتق الله جل وعلا فيه بمعنى لم يجعله معصلا راجعا فيه كل كلمة يحرص على ان تكون مختارة او مما يعلم انها حق في نفسها اهل العلم كما ذكرنا لكم من قبل من السلف الصالح يؤثرون في الاحداث بمقتضى العلم الذي معهم ولا يتعثرون بها فربما كان قليل كلامهم ابلغ وربما كان اعراظهم ابلغ وكل في حسبه وكل بحسبه وكل في بمجالها لهذا طلبة العلم ينبغي لهم في خضم الاحداث او اذا تغيرت ان يبتعدوا عن الاجتهادات الفردية فاذا كانوا سيتكلمون او يقولون فانهم لا يتجه هو الى شيء فيعلنه في الامة ويعلنه في الناس وما اكثر اليوم وسائل الاعلام وخاصة الانترنت باسهل سبيل بل ينبغي له ان يتقي الله وان يتأخر شيئا فشيئا بحيث يستشير ويرجع و يكون معه حجته فيما يقول ومن العوائق ايضا في سبيل العلم قول القائل ان العلم يحتاج الى عمر طويل والى تفرغ والى زمن وانا ليس عندي القدرة على التفرغ ولا على ان اكون كذلك هذا صحيح من جهة من جهة ان العلم يحتاج الى ان يبقى مع الانسان لكن لا تدري ما الذي يفتح الله جل وعلا لك العالم انفاسه له وطالب العلم في مشيه يكتب له فهو في عبادة عظيمة وكم من انسان لم يأنس من نفسه في العلم قوة ثم بعد ذلك طلب العلم وصبر على ذلك حتى برز فيه وكم منهم من كان في الدراسة وسطا او دون الوسط وكان غيره من الذين يأخذون تقديرات عالية كانوا افهم واسبق منه واحفظ لكن بقي هذا طالب علم ينفع واولئك مشوا في الحياة فلم ينفعهم ذلك التميز والسبب في ذلك هو انه يعلم ان ان طلب العلم انه عبادة عظيمة محمودة واذا عرف المطلوب حقر ما بذل فيه بقدر الاستمرار يكون تكون العاقبة لا تستخسر وقتا تمضيه في جلسة علمية ولا تستخسر وقتا تمضيه في قراءة كتاب او في سماع شرح كتاب في شريطا او نحوه لان هذا يورثك حب العلم ويورثك حب اهله ويسهل عليك العلم شيئا فشيئا وقد ذكرت لكم قبل الليلة ان احد اهل الحديث كما رواه الخطيب البغدادي في كتابه الجامع باخلاق الراوي واداب السامع قال كان شاب يطلب الحديث فعسر عليه فبينما هو عند صخرة او عند حجر فاذا الماء يتقاطر عليها شيئا فشيئا قطرة قطرة وقد حفر فيها حفرة قال هذه عبرة لك يا فلان ليس قلبك باقصى من الحجر وليس العلم باخف من المال فرجع فصار من اهل الحديث من رواته هذا صحيح ومن العوائق في ذلك وعما نختم بها ان يقول القائل هل تظن انك ستبلغ مبلغ الشيخ فلان او العالم فلان او الداعية فلان او فلان المسهور في العلم او لا فعلوا وهؤلاء كان لهم كذا وهؤلاء ايبكوا فيضرب له امثلة من المشاهير لكي يحجزه عن الوصول الى هذه المراتب العليا هذا من وساوس الشيطان كبيرة لان العلم في ذاته محمود وفي مآلاته في الدنيا والاخرة محمود وليس الغرض من طلب العلم ان يكون المرء اماما لكل الناس او ان يكون عالما يشار اليه بل اذا قصد ذلك ونواة فهي نية فاسدة بل الغرض من العلم هو ان يكون ما بينك وبين الله جل وعلا عامرة واعظم طمأنينة في هذه الدنيا هي طمأنينة الايمان وخاصة في حال قراءتك للقرآن انت تعلم ما تقرأ وسماعك للسنة وانت تعلم ما تسمع وانت تصلي وتعلم الصلاة وكيف وما تقول فيها واحكامها؟ وترى حركة الناس وتعلم احكام ذلك. هذه من اعظم الطمأنينة التي يرجع اليها العبد ولهذا اياك والمخدر الذي يأتي به الشيطان ويثبت عن العلم بانك لن تكون العالم الفلاني. اليس الامر كذلك الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم جميعا هل كانوا على مرتبة واحدة تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات هل كانوا جميعا من اولي العزم؟ لا اولو العزم منهم خمسة وهل الخمسة هؤلاء على مرتبة واحدة ليس الامر كذلك فاذا الوهم في ان يقول قائل في طلب العلم اني لن اطلب حتى اكون كاملا مدركا. كيف طلبت العلم؟ لا اعرف اخرج المسائل الفقهية ولا اخرج الاحاديث ولا اعرف كيف القي كلمة سليمة ونحو ذلك لا يشترط وليس العلم المقصود منه ذلك. العلم نيته الصالحة كما ذكرنا لكم مرارا ان تنوي رفع الجهل عن نفسك فاذا تعلمت وترفع الجهل عن نفسك وتكون عالما بالله فانه يرجى ان يكون لك اثر فضل العلم والعلما وهي انهم مرفوعون لان الله جل وعلا قال يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. وبقدر ما تؤتى من العلم يرفعك الله جل وعلا درجات ثم المرء يوم القيامة عن مع من؟ احب وتقام يوم القيامة الوية فمع من يكون الانسان يكون مع اشبه الناس به. واذا كان نفس اذا كانت نفسه معلقة بفلان وفلان فانه يرجى ان يكون معهم لان العلم وصلة وسبيل في ذلك قال جل وعلا في الظالمين احشروا الذين ظلموا وازواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله. فاهدوهم الى صراط الجحيم وقفوهم انهم مسؤولون. قوله يحشر الذين ظلموا وازواجهم الذين ظلموا ازواجهم من هم الازواج؟ هم النظراء والامثال والاشبال ويحشر الظالم مع مثيله قاتل مع القاتل والمشرك اللي يعبد الوثن مع الوثن واللي يعبد آآ الصنم هذا مع الصنم واللي يعبده النبي مع النبي واللي وهكذا فليعبدوا النبي مع الذي يعبد النبي فالذي يحشر يحشر الظالم مع شبيهه ونظيره ومثيله. قال بعض اهل العلم وكذلك ان اهل الايمان يحشر الامثال مع بعضهم بعضا لانه يكون اي لانه يكون اطمن لقلوبهم وابلغ بذلك بهذا نقول بفاتحة هذه دروس يجب علينا جميعا المتحدث والمحدث ان نحرص على العلم النافع والا يشغلنا عنه شاغل لانه هو الباقي واما عوارض الدنيا تزول والمرء بقدر مسيره فيه يعطيه الله جل وعلا. ويحاسب نفسه فبقدر محاسبته لنفسه يعطيه الله جل وعلا من فضله. نسأل الله جل وعلا اي يقينا واياكم العثار وان يجعلنا من اهل الاثار انه سبحانه جواد كريم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد يقول اذا اخطأ عالم من علماء اهل السنة او طالب علم في بعض المسائل العلمية ما الضوابط الشرعية التي يعمل بها طالب العلم في التعامل معهما اولا المسائل الشرعية نوعان مسائل ظاهرة بينة في ان الدليل دل عليها بظهوره والنوع الثاني مسائل اجتهادية متعلقة بالنوازل وبما يكون اما الكلام في الاولى وهو ما يختلف الناس فيه في المسائل التي فيها دليل ظاهر بين الخطأ ظاهر والصواب ظاهر لاجل ظهور الدليل في ذلك اما المسائل الاجتهادية وهي التي تكون فيها النوازل او يكون فيها الدليل غير ظاهر ما يحصل فيه الخلاف عن طريق الاجتهاد فهذه قد اختلف السلف وما عادا بعضهم بعضا لهذا نقول ان طالب العلم يجب عليه ان يتحرى الحق والا يستعجل اذا اشتبه عليه الامر ثم ينظر الى تحقيق المصالح الكبرى ودرء المفاسد والناس طلبة العلم قد يتقاربون في فهم الادلة وفي فهم المسائل لكن يختلفون في امرين اما الاول في تحقيق المناط وما من مسألة شرعية نازلة الا والنظر فيها يكون من جهتين كما قال الشاطبي في الموافقات الاولى من جهة محل الدليل. يعني من جهة الدليل في نفسه وما دل عليه والثانية في تحقيق المناط وهو ادراك المسألة لالحاقها وجعلها تحت دليل. فاذا كان الدليل موجودا ولكنه لم يدرك تحقيق المناط فيها وقع الاختلاف واكثر ما يقع الاختلاف في المسائل في النوازل وفي الامور الاجتهادية هو في تحقيق المناط هل هذه تلحق بهذا او تلحق بهذا وهنا يتفاوت اهل العلم والنظر في ذلك فاذا وقع هذا الامر فان المسألة اذا كان لمس فيها دليل ظاهر وبين فانه لا مشاحة في ان يختلف الناس او يختلف طلبة العلم او يختلف العلماء. الامر فيه سعى وينصح بعضهم بعضا ويناقش بعضهم بعضا حتى يصيروا الى امر لكن ينبغي الا يتكلم الواحد والواحد في هذه المسائل الاجتهادية والنوازل العظيمة. بل تكون هذه من اختصاص الهيئات واختصاص مجموعة من اهل العلم يجتمعون ويبحثونها ويسدد بعضهم بعضا فيها. لان من سنة السلف انهم كفعل عمر انه اذا جاءت فيه مسألة جمع لها اهل بدر هو الخليفة الراشد وهكذا كان كثير من اهل العلم يستشير ولا يستقل بالامور الكبيرة بالامة. فاذا وقع اختلاف في المسائل الاجتهادية قد يكون فيه السعة لان هذا نظر من جهة وقصده خير ان شاء الله هو في بابه وهذا نظر من جهة وقصده خير ان شاء الله وفي بابه. لكن ما ينبني عليه عمل وينبني عليه مصير الامة فانه يجب ان يكون هذا لعلماء الامة الكبار يجتمعون ويصدرون عن رأي واحد في ذلك وان لا يكون هذا بافراد طلبة العلم لانها اذا حدثت الفتن والنزاعات والاقوال فيما يترتب عليه عمل فان هذا يكون اه مدعاة لحدوث اشياء لكن اذا كانت مسائل علمية ولو كان يتعلق بالاعتقاد وموقف من الحدث الفلاني موقف قد يختلف الناس او لا ينظرونها من جهة او لا ينظرونها من جهة وكل مجتهد في في الخير ان شاء الله وعلى صواب فاذا وقع هذا فلا ينبغي ان يضلل بعضهم بعضا اذا لم يخالف الدليل او كان وجهته في تحقيق المناط قريبة ليست بعيدة ولا ينبغي ان يضلل بعضهم بعضا او ان يبغي بعضهم على بعض. لانه من اعظم ما يكون من من نتيجة الفتن ان يبغي هي بعض الامة على بعض وخاصة طلبة العلم واهل العلم. كونه يأتي يختلفون في مسألة روحي هذا يسب هذا وهذا يسب الاخر. ويذم بعضهم بعضا وكل يجرم الاخر. ويحمل قوله على فساد في النية وعلى فساد في القصد وعلى فساد دون رؤية لحقيقة الامر وما توخاه هذا وما توخاه ذاك وما له في تحقيق مناطق الحكم هنا وهنا ان هذا يوقع في البغي وكما ذكر شارح الطحاوية ومر معنا في اواخر شرح الطحاوية انه ما وقعت الاختلافات في الامة ولا وقع بأس الامة في آآ بعضه على بأس الامة بعضها على بعض الا من سببين عظيمين. الاول التأويل والثاني البغي يتأول ثم بعد ذلك يبغي بعضهم على بعض لقي الشافعي رحمه الله تعالى عالما من علماء الحنفية او او نحو ذلك عالما من العلماء فناظره في مسألة فلم يتفقا فلما تقابلا وقد ذكر هذه الذهبي في سير اعلام النبلا بترجمة الشافعي في اول المجلد العاشر فلما تقابل اخذ الشافعي مبتدرا يد اخيه وقال له الا نكون اخوانا وان اختلفنا في مسألة؟ ما الذي يظر اذا لم يكن مخالفة لدليل ظاهر بين وانما اختلفوا في تنقيح المناطق اختلفوا في تنزيله اختلفوا في رؤية المصالح الا يكونون اخوانا طلبة العلم لابد ان يكونوا كلهم على شكل واحد وقول واحد هذا قد لا يتيسر فهنا اذا اختلف اهل العلم يعذر بعضهم بعضا اذا كانت المسألة في المسائل الاجتهادية وفيما لا يترتب عليه عمل للناس ويترتب عليه فتنة ونحو ذلك وهذا ايضا قاله الامام احمد رحمه الله قال اسحاق اخونا وان كان يخالفنا في مسائل بهذا ينبغي ان يتعلم طالب العلم ويوطن نفسه ان يتلقى من غيره ردا عليه او ان يتلقى من من طالب العلم الاخر نقدا له وتخطئة وربما شدة عليه محمد بن الحسن كتب الرد على سير الاوزاعي ومالك رد على ابن ابي ذئب وابن ابي ذهب رد على ما لك وهكذا العلماء والقصد قصد الجميع هو الحق لكن لا يؤول ذلك الى ان يبغي بعضهم على بعض بانه اذا وقع ذلك فقد اصابهم الشيطان اذا وقعوا في التأويل لا هذا قصده كذا هذا يريد كذا هذا يعمل لاجل كذا ونحو ذلك من من التأويلات الباطلة اذا دخل التأويل ثم بغى بعضهم على بعض وقعت الفتن الاعظم وهي تنافر القلوب عدم الثقة. فلهذا ينبغي ان يحرص على الدليل وانه بعد النظر في الادلة يحقق المناط الذي انيطت المسألة تناط المسألة به ثم بعد ذلك تلحق بالدليل وبالقواعد الشرعية والاصول المناسبة له ظهرت ظاهرة في اوساط طلبة العلم وهي ان العلم وخصوصا علم التوحيد والعقيدة لا يؤخذ الا من اهل هذا البلد. بل واهل نجد خصوصا واذا ما ظهر احد العلماء من غير هذا البلد وكان مبرزا في علوم كثيرة ومن ظمنها التوعية بدأوا برميه بتهم وتنقصه بما هو منه براء فما توجيهكم والله يحفظه؟ اولا العلم ليس له بلد العلم قال الله وقال رسوله قال الصحابة. من اخذ العلم على منهج السلف التوحيد والاعتقاد وتفقه في الكتاب والسنة لذلك فهو اهل ان يؤخذ عنه وليس من شرطه ان يصيب في كل مسألة فاذا اخذ عنه وغلط في مسألة فانه يسدد وكم افاد الطالب شيخه فيما غاب عنه وقد ذكر ان العلامة الشيخ محمد امين الشنقيطي صاحب تفسير اضواء البيان اول ما قدم كان لا يعرف مذهب السلف. تكلم في كلمة بخلاف مذهب السلف فارشده احد العلماء الى انه لابد ان يطلع على كتب السلف كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلامذته فقرأها قال في اسبوع واحد مر عليها جميعا حدثني الشيخ حماد الانصاري رحمه الله تعالى قال انه بعد الاسبوع قال ما في هذه الكتب حق. وهذا فاصبح يدافع عن عقيدة السلف ويدعو اليها ويأصلها بتأصيلات قوية متينة القول بان العلم السلفي الصحيح في التوحيد والعقيدة ان هذا يؤخذ من بلد ليس كذلك بل الدعوة السلفية يجب ان اجعلها للمسلمين جميعا وان لا نجعلها لفئة مخصوصة لان الدعوة السلفية هذي هي دين الله جل وعلا فاذا كان كذلك لا نحصرها في فئة نحصرها في في بلد او نحصرها وانما نوسعها بحسب الامكان بقدر الامكان نوسعها قد يكون التوسيع في بلد وقد يكون حتى في الانسان نفسه في العالم يقول والله انت مثلا اه الكلام قلته كذا وكذا وكذا وهذا صحيح موافق بادلة وجزاك الله خير والى اخره. وفي مسألة كذا هذي الدليل فيها كذا وفي مسألة كذا الحق فيها كذا من مسائل التوحيد ومن نظر الى رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب الى المخالفين وجد ان فيها ارشاد الا المعاندين منهم فاذا هنا توسيع دائرة والارشاد اولى من الحكم كما ذكر السائل فانهم يروونه ويتنقصونه. هذا لا يسوغ بل يرشد حتى يكون شهابا اه يرمى به اعداء العقيدة والتوحيد لا ان يقال له انت فيك كذا ويتبرأ منه لان الانسان ضعيف فلا يكن لا يكن طالب العلم ومن هو عنده بصر في مسائل التوحيد العقيدة لا يكون لا يكن عونا على على العالم او طالب العلم بل يرشده ويسدده باللين وبما ينفع لان قصده لان القصد هو الحق وهذه مسألة مهمة بينة. لا شك ان علماء هذه البلاد وخاصة العلماء في نجد صار لهم من الاختصاص في تدريس التوحيد والعقيدة وكثرة تداول الكتب المؤلفة في ذلك وكثرة القراءة في كتب السلف ما صار لهم مزيد اختصاص بذلك وفهم لتفاصيل المسائل في هذا لهذا يرجع اليهم في آآ في هذين العلمين لانهم اهل اختصاص فيه بكثرة ما قرأوا وتدارسوا فيما بينهم من هذه المسائل هل يشترط للحكم على رجل معين بالخروج؟ خروجه على ولي الامر؟ ام يفترض ان يكفر صاحب الكبيرة لا المسألة هذي تحتاج الى صياغة من جديد. وهي هل يشترط للحكم على رجل معين بانه على مذهب الخوارج. مو بالخروج انه على مذهب الخوارج بخروجه على ولي الامر. ام يشترط ان يكفر صاحب الكبيرة فالمقصود انه من هو على مذهب الخوارج هو من اعتقد معتقد الخوارج ومعتقد الخوارج فيه الخروج على ولي الامر اذا ارتكب كبيرة لماذا يخرجون عليه؟ انهم يعتقدون انه كفر بارتكابه آآ الكبيرة فهذه صفة ولكن لا يقال ان فلان اذا قال انه لا بأس بالخروج على ولي الامر يقال انه من الخوارج ولكن يقال انه من يرى الخروج على ولي الامر او يرى السيف او انه وافق الخوارج في هذه المسألة او فيه شبه من الخوارج في هذه الصفة والاصل في ذلك كله قول النبي صلى الله عليه وسلم ابي ذر انك امرؤ فيك جاهلية فدل على ان الصفات تتبع رجل يكون سلفيا وربما كان فيه خصلة جاهلية ويكون عنده عند فقيها ويكون فيه صفة من صفات الخوارج او خصلة من خصاله وهذا بحسب الحال فالوصف بان فلان خارج هذا لا بد ان يكون موافقا على او يكون معتقدا معتقد الخوارج. لكن يقال هذا من يرى الخروج على ولي الامر هذا لا يقتضي ان يكون من الخوارج لان المعتزلة يرون الخروج على ولي الامر وبعض الفقهاء وبعض المذاهب ايضا ترى الخروج على ولي الامر للمصلحة كما يزعمون والادلة المتظاهرة من الكتاب من الكتاب والسنة توجب طاعة ولاة الامور وعدم الخروج عن طاعتهم ما داموا مسلمين هل هناك قواعد تأصيلية لتوعية الناس عن الكلام في اعراض العلماء وبيان عدم عصمته من الخطأ؟ المسألة هذي ربما تكونون على علم من بها لكن بدر لي ان انبه الى مسألة وهي ان بعض الناس يقول في العالم اذا خالف قوله قول العالم قول العالم من غير معصوم اول ما يبدأ بمخالفته لقول العالم اذا قيل له والله الشيخ فلان يقول كذا او العالم فلان او شيخ الاسلام يقول كذا قل هذا غير معصوم مباشرة وهذه حيلة شيطانية لكي لا يذهب الى البحث في الحق نفسه وانما يصادر قول الاخر او يغلطه بان اصلا غير معصوم فاصلا وقع في خطأ قبل ان يبحث هذي حيلة شيطانية والواجب انه ينظر ويسمع ما يقول العالم بدليله واذا لم يتضح له كلام العالم فانه يسمع مرة اخرى او يذهب ويسأله ويبحث يبحث معه حتى تظهر له المسألة في ذلك لعله ان يوافقه في هذا العلماء اعراضهم حرام لانهم اعلى الامة مقاما ويعني بعد نبيها صلى الله عليه وسلم والعلماء ورثة الانبياء لانهم هم الذين بهم يحفظ الكتاب والسنة ودين الله جل وعلا. فاذا كانت نفوس او لحوم المؤمنين جميعا واعراظهم حرام فيعظم الوزر عظمة او بازدياد رفعة من وقع في عرظه لاجل شدة ترتب الاثر على ذلك مثلا شخص من الناس وقع في عرضه لكنه الوقيعة فيه حرام ان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله الى اخره اذا كان في في عامة الناس حرام يعظم بالمفسدة المترتبة على هذا القدح والناس مقامات فاذا كان هناك يعظم مفسدة اكبر فانه تكون هنا الوقيعة اكبر من اول الجرم اكبر او الاثم اكبر مثلا ابن مع والده في بيت. اثنين ابن وابن يأتون ويقدحون في والدهم هذا اعظم مما لو تنول عرظ الاخ اثنين من الاخوان في خوفي الوالد اعظم هذا عظيم وهذا اعظم. اعظم اثنين مثلا يغتابون خادما عندهم هنا حرام ايضا اذا كان مسلما ولكن الاثر الاثر يزداد بازدياد مكانته. العلماء هم ارفع الناس مكانة ولذلك قدح فيهم يخلي الناس لا يثقون نقلت الشريعة وحفاظها هذا هو اللي يصير وكما الان هو حاصل وقبل الان نسأل الله العصمة من الضلال هذا شبيه بالسؤال كثر طعنا فالناس في هذه الاحداث العلماء والمشايخ السلفيين الى اخره تعليق على الانباء ان يريدون العلماء يعلقون على الانباء صحيح لذلك لعلنا نقترح ان يكون للعلماء وش يسمونه عندك في السياسي؟ الناطق رسمي كل يوم يجي يعلق هذا كلام عشان يرتاح الناس هذا ليس هو المنهج. المنهج ان العالم اذا تكلم مرة اخذ كلامه. يرجع في للاصول هم كل مرة لازم تكلموا كل مرة لا بد يتكلم تكلم مرة خلاص انتهى يبين وليس لابد ان يكون