الموفق والمبارك من علم وعلم واجتهد في ذلك حتى يصيب منه ما كتب الله له واعملوا فكل ميسر لما خلق له ولهذا وصف الله جل وعلا كتابه لانه مبارك وجعل من اصناف بركته ومكملاته لان من وحد الله جل وعلا اطاع الله في امره وانتهى عن نهيه وتخلص من معي شهوته وهواه والامر الرابع خبر عن الامور الغيبية وما يحصل بعد الممات من النعيم والعذاب ومن الجنة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا والحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا حمدا كثيرا دائما ما تتابع الليل والنهار كلما حمد الله جل وعلا الحامدون وكلما غفل عن حمده سبحانه الغافلون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فاسأل ربي جل جلاله وهو المجيب لمن سأل والمعطي لمن اقبل ان يجعلني واياكم ممن بارك قولهم وعملهم وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وعن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يلزمنا كلمة التقوى في الحياة والممات انه سبحانه جواد كريم كما اسأل ربي جل وعلا ان ينفعني واياكم بما نسمع نقرأ من العلم وان يجعله حجة لنا لا حجة علينا وان يقيمنا على دينه ما ابغانا ثمان انواع البركة التي يفيضها الله جل وعلا على خاصة عباده ان يمن عليهم بمحبة العلم ومحبة تدارسه والاقبال على ذلك وحقيقة العلم والعلم بكتاب الله جل وعلا وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اذ لا ارفع في الكلام ولا اعظم قدرا من كلام رب من كلام ربنا جل جلاله ولا اعظم ولا ارفع بعده من كلام نبينا صلى الله عليه وسلم التي انزلها سبحانه وتعالى من انزل هذا الفرقان كما قال سبحانه تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا وكما قال جل وعلا كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب وقال ايضا جل جلاله وهذا كتاب مبارك انزلناه ونحو ذلك من الايات التي فيها وصف القرآن لانه مبارك يعني كثير الخير لمن اقبل عليه ففيه شفاء الصدور وفيه شفاء القلوب وفيه الهداية وفيه التوفيق لمن اراد الله جل وعلا ان يوفقه وفي الاية التي ذكرنا وصف الله جل وعلا كتابه بانه مبارك وانه انزل لامرين فقال سبحانه في سورة صاد كتاب انزلناه اليك مبارك هيدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب واللام هنا هي لام كي يعني ان العلة من انزال القرآن وجعله مباركا ان يتدبر العباد هذا القرآن ان يتدبروا اياته ثم لكي يتذكر اولو الالباب وهذا فيه عظم شأن تدبر القرآن وعظم شأن التذكر حين التلاوة وهذا انما يكون بالتدبر فلا تذكر الا بتدبر القرآن ولكن خص الله جل وعلا في التذكر اولي الالباب فقال وليتذكر اولو الالباب وفي الحقيقة ان الذي يتذكر بعد التدبر ويقبل على القرآن هو العاقل وهو ذله الذي بلغ الغاية في ذلك وقد سئل احد سادات التابعين في الكوفة فقيل له اظنه ابراهيم النخعي فقيل له من ازهد؟ من اعقل الناس من اعقل الناس فقال فلانا فقال اعقل الناس فلان فذهبوا لينظروا من عقله ولينظروا من امره فما وجدوه الا مقبلا على القرآن وعلى امر اخرته علم ان قصد ابراهيم ان اعقل الناس ومن اقبل على اشرف الكلام واقبل على اشرف مقصود وهو الدار الاخرة. تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين. فحب الله جل وعلا في هذه الاية على تدبر القرآن وموضوع هذه المحاضرة اثر من اثار تدبر القرآن عند اهل العلم لان الموضوع الذي سنتناوله يبحث في العلم مقاصد سور القرآن واثر هذا العلم بالمقاصد في فهم التفسير ومعلوم ان التفسير انما هو بتدبر القرآن الذي يعلم التفسير لا شك انه قد تدبر قبل ذلك فعلم اذا كان عنده اهلية العلوم التي ينبغي توفرها في المفسر والناس بعد ذلك نقل او يتلقون ما قاله المفسرون فلما حظ الله جل وعلا على تدبر القرآن وجب حينئذ ان يقبل العباد في عامة وان يقبل العلماء بخاصة على هذا القرآن ليخرجوا كنوزه لان القرآن حجة الله الباقية الى قيام الساعة ويخرج منه بقدر العلوم وبقدر ما فتح الله على عبده يخرج منه من الفهوم ومن العلم ما هو تفصيل وبيان لبعض كلمات المتقدمين من الصحابة والتابعين ممن قد لا يدركها مما قد لا يدركها كل احد وهذه الجملة يأتي تفصيلها ان شاء الله تعالى فاذا علم التفسير من العلوم المهمة وها انتم يستقبلون دورة علمية او دروسا علمية في هذا المسجد المبارك في علوم شتى من علم التوحيد والحديث والمصطلح ونحو ذلك مما هو معلوم وعلم التفسير ايضا انتم بحاجة اليه لان القرآن هو اعظم ما يقبل عليه فاذا علمت القرآن علمت الشريعة ولهذا قال طائفة من العلماء المفسر يحتاج الى علوم كثيرة منها علم اللغة لان القرآن انزل بلسان عربي مبين ميم والكتاب المبين. انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وانه في ام الكتاب لدينا ويحتاج واللغة اقسام منها النحو ومنها علم المفردات ومنها البلاغة في اقسامها الثلاثة ومنها الاستقامة الى اخر علوم اللغة ثم علم التوحيد الذي هو الاساس والقرآن كله في توحيد الله جل وعلا من اوله الى اخره كله في التوحيد وذلك ان القرآن اما ان يكون ما فيه خبرا عن الله جل وعلا وعن صفاته سبحانه وتعالى وعما يستحقه جل وعلا من توحيده بالعبادة والبراءة من الشرك واهله ونحو ذلك فهذا واضح في انه في توحيد الله جل وعلا واما ان يكون ما فيه خبرا عن انبياء الله جل وعلا وعن رسله. وعن قصصهم فهذا خبر عن اهل التوحيد وما جعل الله جل وعلا هم جعل لهم في الدنيا من الاحوال والعاقبة ونجينا الذين امنوا وكانوا يتقون واما ان يكون وهو القسم الثالث ان يكون امرا ونهيا امر لاداء الفرائض ونهي عن ارتكاب المحرمات وهذا في حقوق التوحيد النار ومن الحضور والسرور لطائفة ومن العذاب والنكال لطائفة فهذا جزاء الموحدين وهذا جزاء المشركين وهذا المعنى العام من العلوم المهمة للمفسر لان سور القرآن لا تخرجوا عن هذه الاحوال الاربعة فكل سورة اما ان تتناول هذه الاقسام الاربعة واما ان يكون فيه يعني في السورة بعض من هذه الاقسام والعلم الثالث العلم بالسنة لان السنة مفسرة للقرآن ومبينة له والعلم الرابع العلم بالفقه واحكام الحلال والحرام والعبادات والمعاملات لانها القرآن فيه ايات كثيرة في هذا الباب والعلم الذي يليه علم الجزاء يوم القيامة واحوال الناس فيه وهذا في القرآن منه الشيء الكثير ثم علم اصول الفقه والعلوم من اصول الفقه لان بها فهم كثير من ايات الله البينة اذا تبين لك هذا فان المفسر الذي تكونت عنده حصيلة راسخة من هذه العلوم يمكنه ان ان يتدبر القرآن وان يكون مستخرجا لما فيه من الدلالات والعبر وموضوعات السور ومقاصد السور كما سيأتي بيانه مقتثيا في ذلك بما فسر به الصحابة والتابعون كتاب الله جل وعلا لهذا فان موضوع هذه المحاضرة هو موضوع في التفسير التفسير ابوابه كثيرة ومختلفة ولكن قلت العناية في هذا الزمن بالتفسير لان كثيرين يظنون انهم يعلمون كلام الله جل وعلا. ولا شك ان الذي يعلم كلام الله جل وعلا ويعلم معانيه. ويدرك مرامية واعجازه وبلاغته وما فيه فانه سيكون ملتزم بهذا القرآن مقبلا عليه يجد قلبه وينشرح صدره حين يقبل على هذا القرآن اذا فالوصية في مقدمة هذه الدروس العلمية ان يهتم الجميع بالقرآن حفظا وتلاوة ثم الاهتمام بتدبر القرآن وتفسيره عبر كتب التفسير المعتمدة وخاصة كلام الصحابة والتابعين وتابعيهم والمأمونين من ائمة اهل العلم والدين والتفسير الموضوع كما سمعت مقاصد السور العلم بمقاصد السور لم ينص عليه الاوائل وانما اعتبره الصحابة والتابعون بالاستقراء اعتبروه في تفسيرهم ولكن لم ينص على هذا العلم بهذا الاسم الا عند المتأخرين وذلك شأن جميع العلوم فان العلوم كانت ممارسة عند السلف لكن لم تكن التسمية موجودة في علم النحو كان ممارسا ولم يكن موجودا البلاغة كانت ممارسة ولم تكن موجودة. علم اصول الفقه كان ممارسا. استنباط الاحكام من القواعد الاصولية ولم يكن موجودا بهذا الاسم وهكذا في علوم القرآن في انحاء شتى ومصطلح الحديث علوم اخرى فما المقصود علم مقاصد السور معلوم ان الله جل جلاله هو الذي تكلم بهذا القرآن وان القرآن كلامه وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه. فالقرآن كلام الرب جل جلاله ومقاصد السور يعنى بها عند اهل هذا العلم الموضوعات التي تدور عليها ايات سورة ما يعني ان سورة من السور التي في القرآن او ان معظم السور او كل السور لها موضوع ومقصد يدور تدور عليه الايات والمعاني التي في هذه السورة اذا علم هذا المقصد يعني هذا الغرض هذا الموضوع فان فهم التفسير سيكون سهلا بل سيفهم المرء كلام الاولين وسيفهم كلام المحققين في اكثر مما اذا اخذ الايات مجردة عن موضوع السورة كما سيأتي في مثال نستعرضه ان شاء الله تعالى واصلا في بحث مقاصد السور لم يكن بحثه في تاريخ العلم مبكرا وانما بحث قبل بحث يسمى المناسبات والعلماء اختلفوا في موضوع المناسبات ويعنون بها مناسبات الاي هل الاية هذه جاءت بعد الاية بمناسبة هل بين الاية الاولى والثانية رابط والثانية والثالثة بينها مناسبة هل هذه الايات في نظامها بينها وبين موضوع السورة اتصال هذا يبحث في علم التفسير ويبحث في اعجاز القرآن لهذا عد طائفة من العلماء ان من وجوه اعجاز القرآن وهو المنزل اية وبرهان ومعجز للخلق اجمعين ان من وجوه الاعجاز ان يكون للصورة موضوع تدور عليه وان يكون بين الايات ترابط هذه الاية بعد تلك هذه القصة بعد تلك لغرض معلوم لهذا قل من يطرق هذا الموضوع من المفسرين او من العلماء ولعدم كثرة طرقه اسباب منها اولا ان فيه نوعا من الجرأة على كتاب الله جل وعلا ولهذا ذهب طائفة من العلماء الى ان السور ليس لها موضوعات والى ان الايات لا تناسب بينها وهذا قال به قليلون وغلطوا في ذلك فموضوع السورة يحتاج الى قراءة السورة عدة مرات وتدبر ذلك ومعرفة كلام العلماء في التفسير حتى نفهم هذه الصورة ما الموضوع الذي تدور عليه السبب الثاني ان كثيرين من اهل العلم لم يتناولوا التفسير الا عبر مدرسة تفسير الايات ومدرسة تفسير الايات منقسمة الى مدرستين مدرسة التفسير بالاثر ومدرسة التفسير بالاجتهاد وكلها راجعة الى تفسير الاية وتفسير الكلمات في الايات. اما الربط بين ايات فلم يكن من من مدارس التفسير المعروفة ولذلك ما صار له ذكر ولا قوة عند اهل العلم بالتفسير. والسبب الثالث بعدم اشتهار هذا الموضوع ان من تجرأ وكتب في من اهل العلم وقال ان للسور ان للايات تناسب ان للايات تناسبا وان للسور موضوعات رد عليه طائفة من العلماء وغلطوه بل رموه الى القول على الله جل وعلا بلا علم. فهبك كثيرون ان يدخل هذا المضمار لاجل براءة الذمة ولاجل الا يحملوا انفسهم ما لا يطيقون وهذا مقصد صالح ولغير ذلك من الاسباب لهذا نقول العلماء في موضوع ترتيب الايات والتناسق بين الايات وان هذه الاية بعد هذه الاية لغرض وان هذه القصة بعد هذه القصة لغرض وان السورة لها موضوع ومقصد اختلف العلماء في هذا على ثلاثة اقوال اما القول الاول وهو انه لا تناسب بين الايات بل تنزل الاية بحسب الوقائع توضع في المصحف بحسب ما يأمر الله جل وعلا جبريل به يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم ان الاية ضعها في سورة كذا في موضع كذا وان هذا بحسب الوقائع وحسب الاحوال ولا يقتضي ذلك تناسبا بين الاية والاية وصلة بين الاية والاية والقول الثاني ان سور القرآن لا تخلو سورة الا ولها موضوع وليس ثم اية بعد اية الا وبينها تناسب وصلة وانه بين اول السورة وبين ختام السورة تناسب وانه بين اخر السورة واول السورة التي تليها تناسب واتساق في الموضوع وانه الى اخر الاسرار واللطائف في علم التفسير. مما جعلوا ذلك لا يخرج عنه شيء البتة وهذا قول قليلين من اهل العلم منهم البقاعي فيما صنف في نظم الترب السيوط وجماعة ممن قبلهم وبعدهم والقول الثالث وهو القول الوسط وهو اعدل الاقوال ان سور القرآن منها سور يظهر للمجتهد يظهر للعالم بالتفسير يظهر له موضوعها ويظهر بين اياتها من التناسب فهذا اذا ظهر فلا حرج في ابدائة لان الله جل وعلا جعل القرآن كما الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. فالقرآن كتاب لو بحثت فيه عن خلل لو بحثت فيه عن عدم اتساق لن تجد افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فاذا ظهرت المناسبة وظهر الموضوع فلا مانع ان يقال هذه الصورة موضوع هكذا وهذه الاية بينها وبين ما قبلها المناسبة الفلانية بحسب ما يظهر للعالم بالتفسير. وللمجتهد دون ان يكون الهم تطلب ذلك والتكلف فيه. لان تكلف في الشيء قد يفضي الى القول في المسألة بلا العلم والاجتهاد فيما لا طائل منه وقد يكون الاختلاف فيه كثيرا. وهذا القول الثالث هو القول المعتدل الذي سلكه طائفة من العلماء بالتفسير والعلماء بالاجتهاد ومنهم ابن تيمية رحمه الله وابن القيم وجماعة من المحققين في التفسير ويظهر لك صوابه فيما اذا نظرت الى الكتب المؤلفة في مقاصد السور وتناسب الايات والسور ونحو ذلك فان فيها اشياء متكلفة وفيها اشياء يتضح حسنها بل اذا نظرت اليها دبرت ما قيل من المناسبات الاتصال وموضوعات الصور زادك يقينا بان هذا القرآن انما هو كلام الله جل وعلا. واذا قرأت السورة احسنت بتأثير فيها ليس كتأثير من لم يعلم موضوع السورة ولا تناسب الايات فيما يذكر لهذا نقول ان هذه الاقوال الثلاثة المختار منها الثالث وهو الذي يهم ان تعتني به من كلام اهل العلم بان فيه الفائدة المرجوة ان شاء الله تعالى المصنفات في هذا الباب كثيرة حتى زعم ابن العربي المالكي وهو من اهل الاندلس قد اتصل بالمشرق في فترة من عمره زعم انه كتب كتابا زعم بمعنى قال بان زعم لا تعني التكذيب زعم في اللغة بمعنى القول كما في الحديث صحيح اتانا رسولك يزعم انك تزعم ان الله ارسله قال العلماء ان الزعم يستعمل بمعنى القول المقصود من هذا ان ابن العربي المالكي صاحب احكام القرآن وعارضة في الاحوذي شرح الموطأ وكتب كثيرة معروفة زعم انه كتب كتابا في مقاصد السور وتناسب الايات والسور وعرضه على الناس في زمانه قال فرأيت الناس بطلة لم يقبلوا عليه ولم ولم يهتم له مع عظيم علمه وشرف معلومه قال فلما رأيت ذلك الاعراض منهم احرقته وجعلته بيني وبين الله جل وعلا. وكتب ايضا الرازي في تفسيره بعض المناسبات الى ان وصل الامر الى الدركسي فعرظ في كتابه علوم القرآن مسمى بالبرهان كتب فيه آآ ابوابا جيدة في التناسب والمقاصد وهي قصيرة لكنها فيها تأصيل لهذا هذه المسألة ثم جمع ذلك مع تأمل البقاعي في كتابه الكبير في التفسير الذي اسماه نظم الدرر في تناسب الايات والسور وهو مطبوع في الهند كبير في نحو اثنين وعشرين مجلدا والتزم فيه بان يذكر مقصد السورة وان يذكر التناسب بين كل اية والتي قبلها والتي بعدها والتناسب بين اخر السورة وقبلها الى اخر ما ذكر مما جعله متكلفا في كثير من المواضع حتى قال عن نفسه انه ربما مكث شهرا في تأمل اية بعد اية ما المناسبة بينها وعلماء عصره منهم من رد عليه بهذا التكلف الذي تكلفه في كتابه ثم السيوطي كتب ايضا عدة كتب في ذلك وذكر في كتابه اعجاز القرآن اللي هو باسم معترك الاقران في اعجاز القرآن ذكر من وجوه الاعجاز العلم بالمقاصد وتناسب الايات والسور الى اخر ذلك فاذا هذا العلم مبحوث عند علماء التفسير والذين كتبوا في علوم القرآن. ولكن ما بين مجيب فيه وما بين مقصر واذا تأملت هذا الموضوع وجدت ان كثيرين من المفسرين يقولون هذه السورة فيها الموضوع الفلاني مثل ما قال شيخ الاسلام ابن تيمية مثلا في سورة المائدة بان هذه السورة كلها مختصة بعلم الاحكام الحلال والحرام العقود بخاصة حتى قصص الانبياء التي فيها لها صلة بالاحكام وحتى قصة ابني ادم لها صلة بهذا الموضوع سورة الفاتحة سميت ام القرآن لان مقاصد القرآن التي في هي في سورة الفاتحة وهكذا اذا من اهل العلم من نص على الموضوع والمقصد ومنهم من عرض له بدون التنسيق عرض له عمليا كيف يمكن ان يفهم المتدبر او المفسر الموضوع يعني اذا اراد ان ينظر كيف يعرف موظوع الوسائل التي بها يعرف موضوع السورة نذكر من ذلك بعض الامور اولا ان ينص العلماء او طائفة من العلماء المحققين على ان هذه الصورة في الموضوع الفلاني مثلا سورة الاخلاص في توحيد الاسماء والصفات او في التوحيد العلمي الخبر قل يا ايها الكافرون سورة الكافرون في التوحيد توحيد الطلب توحيد العبادة سورة الفاتحة في بيان حامد الرب جل وعلا سورة النحل النعم سورة الكهف في الابتلاء سورة العنكبوت الفتنة سورة البقرة في بيان الكليات الخمس والضروريات التي تدور عليها احكام الشريعة وبيان عدو من اعداء الاسلام وهم اليهود سورة ال عمران في تكميل ذلك مع بيان عدو جديد وهم النصارى والحوار معهم ثم مجاهدة المشركين سورة النساء في بيان احكام النسا والمواريث وخصص ذلك بالنساء لاجل هظم الجاهلية بحقوق النساء ونحو ذلك. ثم بيان احكام العدو الثالث وهم المنافقون. ثم سورة المائدة بيان احكام الحلال والحرام والعقود الى اخر ذلك مما هو تفصيل للاحكام الكلية الخمس واحكام الشريعة التفصيلية وهكذا في انحاء وهذا ينص ينص عليه طائفة من العلماء بان هذه السورة في الموضوع الفلاني. اذا نعلم موضوع السورة بان ينص على هذا الموضوع او هذا المقصد للصورة بعض اهل العلم يقال هذه الصورة في الموضوع كله كذلك المناسبات بين الاي بان ينص بعض اهل العلم المتحققين الراسخين بان هذه الاية جاءت بعد هذه الاية لاجلك لما بينهما من الارتباط او هذه الصورة بعد هذه الصورة لما بينهما من الارتباط وهكذا او الوسيلة الثانية لمعرفة موضوع السورة والمقصد الذي تدور عليه السورة مقصد نعني به الغاية او الموضوع الكلي الذي تدور عليه السورة يكون موضوع السورة ظاهر من اولها ثم المفسر يقرأ يظهر له ان كل كل السورة مبني على اولها. مثل مثلا سورة القيامة لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة كل ما فيها ذكر في احوال القيامة ثم احوال الموت ما يدل او وسائل الايمان بيوم القيامة هذا بحث هنا مثلا في سورة القيامة بحث عند من اعترض على موضوع السورة في قول الله جل وعلا لا تحرك به لسانك لتعجل به. ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبعوا قرآنه ثمان علينا بيان قال طائفة من العلماء طائفة يعني واحد او اكثر قال طائفة من العلماء ان هذه الايات لا صلة لها بموضوع القيامة لا تحرك به لسانك لتعجل به. ان علينا جمعه وقرآنه. فاذا قرأناه فاتبع قرآنه. ثمان علينا بيانه. ما صلتها في موضوع القيامة وما صلتها موضوع الموت والعاقبة الى اخره وذكروا طبعا الاخرون ذكروا مناسبة ذلك بينوا مما هو ظاهر بيت كذلك مثلا تأخذ سورة الواقعة مثلا سورة الواقعة اذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة حافظة الراتعة اذا رجت الارض رجا وبست الجبال بثا فكانت هباء منبتا ايه وكنتم ازواجا ثلاثة في سورة الواقعة صار موضوعها حول تقسيم الناس يوم القيامة ينقسمون الى اقسام ثلاثة السابق واصحاب اليمين واصحاب الشمال ثم بعد ذلك ادلة تتعلق بهذا الاصل ثم حال الناس عند النزع واين تذهب ارواحهم فتلحظ من السورة ان الموضوع بين من اولها الى اخره وهذا يتضح لك من اول السورة. فاذا السبب الثاني او الوسيلة الثانية لاستخراج المقصد ان يكون موضوع السورة ظاهرا من اولها الوسيلة الثالثة لادراك ذلك الاستقراء الاستقراء للاي من عالم بالتفسير اما استقراء كاملا او استقراء اغلبيا وقد ذكر علماء الاصول ان الاستقراء الذي يحتج به على قسمين. الاستقراء الكامل او الاستقراء الاغلبي لانه حتى القواعد ما من قاعدة الا ولها فالاستقراء الاغلى بحجة الاستقراء الكلي في الاحتجاج ولكن في القوة في الاستقراء الكلي اعظم من الاستقراء الاغلب. فاذا استقرأ الايات استخرج المفسر موضوعا ولو لم يسبق الى ذلك فان هذه وسيلة ظاهرة اه من وسائل ادراك المعنى سيما اذا كان مصيبا فيه غير متكلف اذا وهناك وسائل اخرى اذا تبين لك ذلك سنأتي الى ما قد ينسقكم اكثر بعد هذا العرض النظري العلمي المقعد بعض الشيء الى ما ينشط اكثر في بيان مثال بمقصد السورة ثم النظر في الايات التي تدور حول هذا المقص نأخذ مثالين الاول سورة الفاتحة باختصار والثاني سورة العنكبوت بنوع تطويل اما سورة الفاتحة فهي فاتحة الكتاب وهي ام القرآن وتسمى ايضا سورة الحمد افتتحها الله جل وعلا بحمده فقال الحمد لله رب العالمين وحمده جل وعلا هو الذي تدور عليه الصورة بل اول الخلق ابتدأ بالحمد واخر ما ينتهي اليه الخلق الى الحمد والناس الاولى والاخرى بل الخلق كله من الناس وغيرهم من المكلفين وغير المكلفين يدورون بين الحمد وله الحمد في الاولى والاخرة سبحانه وتعالى خلق السماوات والارض بالحمد الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وحين ينتهي الجزاء وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين يعني قال الوجود قالت الملائكة قالت الخلائق بعد ان دخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار واستقرت الامور افتتح الله جل وعلا الكتاب بحمده كما انه حمد نفسه على انزال القرآن فقال الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيمة فاذا كان كذلك الحمد دارت الحياة عليه والخلق عليه وانزال الرسل بعث بعث انزال الكتب وبعث الرسل عليه. ولهذا صار الحمد واعظم ما يفتتح به الكتاب الخاتم قال جل وعلا الحمد لله رب العالمين لهذا اذا تأملت القرآن وجدت ان الحمد يدور على خمسة تعال المعنى الاول ان يحمد الله جل وعلا على ربوبيته والثاني ان يحمد على الوهيته الثالث ان يحمد على اسمائه وصفاته. الرابع ان يحمد جل وعلا على خلقه سبحانه وتعالى واحداثه وابداعه الكائنات والخامس والاخير ان يحمد الله جل وعلا على شرعه وكتابه وما انزل الناس الان يقول فلان يعني الحمد عندهم بمعنى ايش؟ بمعنى الشكر. طب هل يدخل الحمد بمعنى الشكر في احد هذه العناصر في عهد هذه الاقسام الخمسة للحمد نعم وهو الحمد على خلق الله جل وعلا للصغير والكبير لانه ما من نعمة تسدى اليك الا والله جل وعلا هو الذي خلقها فيحمد على ما افتى وعلى ما ارسل اذا سورة الفاتحة تدور في اولها تدور في موضوعها على اركان حمد الله جل وعلا والقرآن كله لو استوعب فانه يدور من اوله واخره الى اخره على انواع حمد الله جل وعلا فاما ان تكون الاية او السورة في حمده سبحانه على ربوبيته او على الوهيته او على اسمائه وصفاته او على شرعه وكتابه وما انزل او على خلقه وقدره سبحانه وتعالى ما معنى الحمد؟ قال العلماء الحمد هو اثبات انواع الكمالات للمحمود اثبات انواع الكمال للمحمود. بحيث انه فيما اثبت له من الكمال لا نقص له فيه في وجه من الوجوه. والله جل وعلا هو المثبت له اوجه الكمال في ربوبيته. واوجه الكمال في الهيته وهو المتنى عليه باوجه الكمال في الوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته وفي شرعه وتنزيله وكتابه وفي قدره سبحانه وتعالى وفي خلقه. اذا كان كذلك قال العلماء الحمد لله رب العالمين معناه ان انواع الحمد لان الالف واللام هنا الالف واللام تأتي بثلاثة انواع في التفسير الالف واللام الاستغراق للملك وللاختصاص الاول للتعريف يشملها وكنت اقول الاستغراق الملك للاختصاص. متى تكون الالف واللام للاستغراء؟ اذا كانت يصح ان مكانها كل الحمد لله اذا قلت كل حمد لله رب العالمين صح؟ او لم يصح صح فاذا هي للاستغراق. فاذا هنا نقول الحمد لله رب العالمين. هذه مستغرقة لجميع انواع المحامد الله جل وعلا انواع المحامد اي الخمسة التي ذكرنا لله اللام هنا الثانية هذي للاستحقاق. يعني كل حمد لله جل وعلا فهو مستحق له سبحانه وتعالى هل اللي هي الحمد هذي التعريف واللام هذه لام حرف جر هي التي تأتي بالملك ولتمام الملك وللاختصاص الى اخره نأتي الى الرحمن الرحيم اولا رب العالمين هذا رجوع الى اي شيء الى الربوبية وقد ذكرنا لك ان من اركان الحمد يعني ما يثنى الله ما يثنى على الله به الربوبية. فقال الحمد لله رب العالمين. ثم الرحمن الرحيم هذا فيه الصفات مالك يوم الدين فيها الصفات وفيه الشرع والكتاب وفيه ايضا الخلق والامر اياك نعبد فيه في هيك الالوهية اياك نستعين فيه الربوبية وفيه ايضا القدر انك تستعين بمن يعين بما يحدث في ملكوتك اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم. النعم الدينية هي الهداية الى الصراط المستقيم. فهو المحمود على كل لنوع من انواع الهداية للصراط المستقيم. ثم وصف قال صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. وهذا نوع من انواع النعم التي يحمد عليها وهي راجعة الى احد اركان الحمد. ثم ايضا يفصل في ذلك في الموضوع اشياء آآ من نظر اخر في انواع المحامد وانواع الصفات وانواع العبودية انواع الاستعانة الى اخر ما هنا. هذا عرض يوجد لما في هذه السورة مما يدور حولها مما ذكره بعض العلماء المثال الثاني سورة العنكبوت سورة العنكبوت سماها بعضهم او قال بعضهم انها تدور حول الفتنة الفتنة ظاهرة في اول السورة قال جل وعلا الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين الفتنة ذكرت نصا في اول السورة الفتنة تكون باي شيء المرء يفتن بعقله يفتن بالدنيا يفتن بوالديه. يفتن باهله يفتن بطول المكث وطول العمر يفتن بعدم بعدم وجود العذاب. يفتن اذا عن عن ادراك الحقيقة بانواع من الفتن كلها موجودة في هذه الصورة فاذا في هذه السورة صورة العنكبوت ذكر الله جل وعلا انواع واصول الفتن وذكر كيف ينجو المرء من هذه الفتنة؟ لان الحقيقة ان الحياة انما هي ابتلاء وفتنة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عياض ابن حمار الذي رواه مسلم في الصحيح قال عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى يا محمد انما بعثتك وابتلي بك. فحقيقة الحياة انها فتنة. والفتنة هل هي بالشر او بالخير بالشر والخير معا ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون اذا هذه السورة ذكر الله جل وعلا في اولها احسب الناس الناس يشمل من يشمل المؤمن ويشمل يشمل الكبير ويشمل الصغير. يشمل جميع الطبقات جميع الطبقات في تعاملها مع الجميع. احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون؟ تقول مؤمن فمتى يصدق الايمان؟ اذا عرضت لك الفتنة فنجوت منها بشرع الله جل وعلا قد تختتم بنفسك باناس يختتم بجماله يفتتم بحسنه. امرأة تفتتن بما له بما عندها. برجل يفتتن بماله احد يقتسم بوالديه لذلك تجد ان في هذه السورة تجد ان في هذه الصورة ذكرا لجميع انواع واصول الفتن والجوارح على ذلك خذ مثلا في اولها قال الله جل وعلا ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك لتشرك به ما ليس لك به علم فلا تطعهما الي مرجعكم لاحظ الوالدان يفتنان يجاهدان للشرك يجاهدان ليشرك العبد هذه اليست فتنة؟ فتنة عظيمة. وقد ذكر المفسرون انها نزلت في قصة سعد ابن ابي وقاص لما طردته امه على الكفر والشرك ومع ذلك قال الله جل وعلا ان يصاحب والديه حسنا لكن لا يطيع قال وان جاهداك لتشرك به ما ليس لك لتشرك بما ليس لك به علم فلا تطعهما الي مرجعكم فينبئكم الي مرجعكم فانبئكم بما كنتم تعملون. وقال في اولها ووصينا الانسان بوالديه حسنا هذي فتنة عظيمة فما ما المخرج منها المخرج منها في تحقيق شرع الله الا تطيع في الكفر والشرك او في معصية الله لكن تصاحب بالحسنى ومن الناس من تعرض عليه الفتنة في صاحب والديه لا بالحسنى ولكن بالعقوق و يكون وقد وقع في بعضها لكن من يصبر على هذا الامر العظيم وهو ان يصاحب بالحسنى والا يطيع هذا هو النجاة رسالتي من هذا في هذا في هذه الحالة من انواع الفتن ان يكون اناس كثير يكفرون بالله جل وعلا لا يؤمنون ويأتي المرء فيظن انه واهل الايمان قليل وان الكفار او المنافقين او المجرمين او العصاة انهم كثير. كيف هو يستقيم؟ كيف يثبت؟ هذا نوع من الفتنة يعرض على القلوب وقل من الناس من يسكت ينظر الناس كلهم كذا وفي هذه الصورة الخبر وفيها العلاج اقرأوا وتأملوا من الفتن ايضا التي ذكرت في هذه السورة ان الانسان ينظر الى طول مكث اعداء الله واعداء رسوله صلى الله عليه وسلم ينظر الى طول مكثهم في الارض الى طول مكثهم يتمتعون بالقوة الى طول مكتهم. وهم الذين يسيطرون من اعداء الله من الكفار والمشركين فربما يحمله ذلك على ان تزين له الدنيا. وان يصد عن سبيل الله. زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين امنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة هذه في سورة البقرة في هذه السورة في سورة العنكبوت ذكر الله جل وعلا اولا قصة نوح عليه السلام في ايتين ما مناسبة هاتين الايتين لموضوع السورة وهو الفتنة؟ قال جل وعلا ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما. فاخذهم الطوفان وهم ظالمون. فانجيناه واصبحنا السفينة وجعلناها اية للعالمين. وابراهيم اذ قال لقومه قصة نوح في ايتين ما مناسبتها؟ طول هذا المكث تسع مئة وخمسين سنة وهو يدعوهم والمؤمن قليل كما هو كما انت تعلم في سور اخرى وما امن معه الا قليل. قال بعض العلماء كان المؤمنون ثلاثة عشر نفسا. وقال اخرون كانوا بضعة وسبعين من الرجال والنساء مكث الف سنة والشرك بالله جل وعلا يعلو عبادة الاوثان ود وسواع ويغوث ويعوق ونشط بالله وهذا ينصحهم يدعوهم ليلا ونهارا نهارا وسرا وجهارا ولا مستجيب الا هذه الفئة القليلة؟ الا يحصل للقلوب فتنة يحصل فتنة ليست مرور عشرة عشرين سنة خمسين سنة مئة سنة مرت مئتين ثلاث مئة اربع مئة خمس مئة. الف سنة الا خمسين عاما وثم جاء فرج الله جل وعلا وجاء. اذا فقد يفتتن المرء بطول مكث الاعداء. فهذه الصورة نبهت المؤمن الصادق فليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين وقال في الاية التي قبلها فليعلمن الله الذين صدق لنعلمن الالف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين متى يعلم اذا عرظت الفتن فنجا. فاذا موظوع الصورة عندنا الفتنة حتى قصة النبي كان مرجعها الى الفتنة بما ينجيك انت من الفتنة التي تطاولت. بعض الناس يظن ان ان امر الله جل وعلا يحصل له كما يريد. لا حكمة الله ماضية. الله جل وعلا يبتلي كما ابتلى نوح عليه السلام. كما ابتلى نوحا عليه السلام وقومه بانه مكث في قومه الف سنة الا خمسين عاما. ومع ذلك لم يستجب منهم الا القليل. هذا نوع من الاستتان منه في هذه السورة وهو الصبر فانجيناه واصحاب السفينة وجعلناها اية للعالمين قصة ابراهيم عليه السلام في نوع من الفتنة لمن يجادل في من يحاور في من يذكر لا يستسلمون وانما يكيدون. ويتخذون اشياء وللدنيا وقال انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا. ثم يوم القيامة يذكر بعضكم ببعض الاية فاذا فيه مجادلات الى اخره وهذي يحصل فيها نوع الفتان. قل من يصبر على الحق ويمكث عليه وان لا يتعثر بهذه الفتنة في الشبه التي يلقيها المشركون او التي يلقيها الكفار وهذه الشبه تتجدد بتجدد الازمات بعدها ذكر الله جل وعلا قصة لوط عليه السلام. وفيها الاختتان بالشهوة بشهوة الرجال التي هي مناقضة للفطرة والفتنة ايضا شهوة بانواعها والاعلان بها وانه لا ظرر منها من نهى عنها انما هو الذي يهجن وهو الذي يرد عليه نهاهم وتأتون في ناديكم المنكر ولكن قالوا له ائتنا بعذاب الله ان كنت من الصادقين فتنة بان زوجة لوط التي هي في بيته كانت ممن وقعوا في شراك اولئك فيستدلوا الرجال على على الرجال الذين يأتون الوطن او نحو ذلك فانجيناه واهله الا امرأته كانت من الغابرين كنوع من الفتنة بالشهوة. الشهوة ما المخرج منها مخرج منها بان يعلم الانسان انها فتنة الشهوة اللي في جسم الانسان ارادها الله جل وعلا لبقاء النسل ولان يختبر العبد هل يصبر؟ ام لا يصبر؟ هل يتحمل؟ ويسير على ما اراد الله جل وعلا؟ ام يتبع نفسه هواها ويطلق الحبل على ما يريد. فصارت الفتنة فاوقع الله جل وعلا العقوبة لمن لم ينتهوا عنه النهي جل جلاله من الفتنة ايضا ان يكون الناس في علم وان يكون المجتمع يعلم ولكنه لا يأبه بالعلم الجاهل يعلم لكن من يعلم او من ينتشئ المجتمع الذي ينتشر فيه العلم ويعلم الناس الحدود يبصرون ولكن مع ذلك يخالفون اليس هي فتنة العلم لم يكن اذا في حقهم نعمة بل كان فتنة ولهذا ذكر الله جل وعلا ان عادا وثمودا كانوا علماء علموا وكانوا مستبصرين لكنهم مع ذلك خالفوا فقال سبحانه وعادوا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين زين لهم الشيطان اعمالهم وصدهم عن السبيل وكانوا مستبطين هل كانوا يجهلون؟ لا. كان العلم قاصرا؟ لا ولكن زين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل. والحالة انهم كانوا مستبصرين على بصيرة وهذه فتنة عظيمة ان يكون المرء على علم فيطيع الشيطان ويترك العلم الموروث عن الرب جل جلاله وعن نبيه صلى الله صلى الله عليه وسلم القوة ايضا فتنة المجادلة والحوار الان يطرح في كثير من الاحيان مباحث الحوار الحوار مع النصارى الحوار بين الحضارات الحوار بين الديانات. الحوار بين المذاهب. الحوار بين الملل. الى اخره. وهذا الحوار نوع من الفتن والان تبثه بعض القنوات الفضائية لان فيه تأثيرا على من قلبه ضعيف ترى ملل ونحل وهذا كذا وهذا يعبد كذا قد يشك ويفتتن. لكن المؤمن الصادق يعلم ان هذا التنوع وهذا التعدد وهذا الاختلاف انما هو دليل من ادلة ان الحق واحد. وان هؤلاء كما قال الله جل وعلا عاملة ناصبة تصلى نارا حامية. ارادوا الطريق الى الله جل وعلا فاخطأوا. لكن موضوع الحوار يحاور المرء او لا يحاور. يجادل ام لا يجادل. هذا قد تعرض على المرأة هذه الفتنة ولكن من الذي يجادل من عنده علم؟ وليس كل احد لهذا ذكر كما يعلم بعضكم ان اناسا جادلوا اما جادلوا ملحدا او جادلوا آآ غير مسلم او نصراني او يهودي او جادلوا صاحب ملة من الملل او مذهب من المذاهب الضالة او نحو ذلك. فربما غلب او ربما كان اقوى. فوقع الافتتان في الناس. الله جل في هذه السورة بين ان الفتنة تقع اذا لم يكن الحوار من عالم وبلته احسن فقال جل وعلا ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد. ونحن له مسلمون. وكذلك انزلنا اليك الكتاب. الى ان قال جل وعلا بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم نستمع للاذان نكمل الحديث عن مثال سورة العنكبوت في اثر سهم مقصد المقصد او موضوع السورة على العلم بالتفسير فذكر جل وعلا النهي عن مجادلة اهل الكتاب الا بالتي هي احسن. لكن ممن؟ ممن هو عالم بالقرآن. فقال بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم. ولهذا من لم يعلم القرآن وحجج القرآن وبينات القرآن والبراهين التي في القرآن وكيف جاء في القرآن من الحوار مع الملحد ومع المتجبر ومع الطاغوت ومع الناس بجميع اصنافهم من لم يعلم ذلك فانه لا يصلح للحوار اليس كل احد يحاور برأيه وبفكره وانما الحوار للعلماء. الحوار كما يسمى او المجادلة كما في القرآن هذه انما هي لاهل العلم الذين يعلمون حدود ما انزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فاذا يستطع الفتنة الفتنة بالمجادلة. يقول انا جادلني ليش انت ما تجادل؟ ويبدأون يبحثون في الجدال والحوار ويبحثون القضايا هذا نوع للعامة. فاذا لا بد هنا ان ينظر المرء في هذه الحال ان يكون معتزا بدينه. وان يعلم ان القرآن هو الحق وانه من كان في صدره فهو الذي على الحق لان القرآن حجة ماضية على الجميع لهذا قد يكون المرء لا يعلم بعض الحجج فاذا كان كذلك فانه يقول كما قال الله جل وعلا فقولوا امنا بالذي انزل الينا انزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون. وهذا المجادلة الاجمالية ثم التفصيل عند من يعلم ويعلم الشريعة من الفتن التي ذكرت ايضا في هذه السورة ان يجعل الله جل وعلا الحياة جميلة بلهوها ولعبها وما فيها من الملذات حتى ينسى المرء الاخرة قال جل وعلا في اخر السورة وما هذه الحياة الدنيا الا لهوا ولعب لان كثيرين من الناس افتتنوا بالحياة لهو ولعب ويظن انها ستمتد به ولا يعلم حقيقة الحياة قال جل وعلا بعدها وان الدار الاخرة لهي الحيوان. لو كانوا يعلمون. حيوان هذا صيغة مبالغة من الحياة يعني الدار الاخرة يعني الجنة والنار هي ذات الحياة الباقية الكاملة فمن اراد قمة النعيم وكمال النعيم والتلذذ فهو في الجنة في الاخرة. ومن اراد حقيق الهرب من المؤذيات فهو المؤذيات كلها في النار والذي يريد الهرب يهرب من النار ولهذا قال طائفة من العلماء ما ذكر الله جل وعلا في القرآن هذه ذكرها ابن الجوزي وجماعة ما ذكر الله جل وعلا في القرآن من انواع نعيم الدنيا لتنظر الى نعيم الدنيا ولتتذكر به نعيم الاخرة. فكل مثال في الدنيا للنعيم او التلذذ هو حجة عليك في تذكرك نعيم الجنة. وكل مثال في الدنيا لانواع المؤذيات. ولو كانت حشرة صغيرة او كان حرا يسيرا فهو مثال يذكرك الله جل وعلا به لما يكون في الاخرة من من النكال ومن العذاب ومن الحرمان. فمن اراد حقيقة الحياة والسعادة فليبحث عن السعادة الابدية والحياة الدنيا هذه يا لهوي واللعب وما هذه الحياة الدنيا الا له ولعب؟ تحدث فتنة. ومن وما الناس الان؟ ما افتتن الناس الا باللهو واللعب في هذه الحياة الدنيا. لماذا قتلت القلوب؟ لاجل ان الناس اقبلوا على الله و واللهي. لماذا اعرضوا عن الاخرة؟ لانهم اقبلوا على الله ولعب لماذا قل نصيبهم من القرآن؟ لانهم اقبلوا على لهو اللعب. والجاد العاقل هو الذي ينظر الى قوله وان الدار الاخرة ما هي الحيوان لو كانوا يعلمون من الفتن التي ذكرت في هذه السورة. وذكر فيها المخرج من الفتنة. الفتنة بالامن امن الحرم امن ما حوله يحصل الامن سنوات وسنوات وسنوات فيغتر الناس باننا لن يصيبنا ما اصابهم الزلازل تصيب الاخرين. اما اهل الحرم فلا تصيبهم. الموبقات ضيق المعيشة يصيب الاخرين النكد يصيب الاخرين اما اهل الحرم فيقولون نحن ابناء الله واحباؤها ويقولون نحن الخاصة او يقولون او يقولون قال جل وعلا في بيانها هذه الفتنة اولم يروا انا جعلنا في اخر السورة اولم يروا انا جعلنا حرما امنا يتخفف الناس من حولهم هذا لف النظر الى هذا النوع من الانعام من الله جل وعلا وان لا يكون هذا الانعام افتتان سبب ان لا يكون هذا الانعام سببا للافتتان بهذه النعمة وهذا الرخاء الذي جعل الله جل وعلا اهل مكة فيه زمن النبوة وما شاء الله من الازمان بعده قال اولم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم ما القرض من هذا؟ افبالباطل يؤمنون؟ وبنعمة الله هم يكفرون افبالباطل يؤمنون بعد هذا الانعام وهذا يؤمنون بالباطل بالشرك والكفر وانكار رسالة محمد صلى الله عليه وسلم واطاعة الشياطين او بما هو دون ذلك من المعاصي والموبقات والاثام. وبنعمة الله هم يكفرون. من الذي انعم الله جل وعلا وما بكم من نعمة فمن الله ثم اذا مسكم الضر فاليه تجارون. اذا من الاستتتان الذي قد يصيب الله به بعض العباد كما ذكر في هذه السورة ان يظن العبد ان البلاء انما هو للاخرين. واما هو لن يبتلى في الرزق يكون للفلان من الناس اما هو لا المرض يكون لفلان اما هو لا الاصابة بالامراض شديدة اجارنا الله واياكم من منها انما يصاب به الاخرون اما هو صاحب صحة وعافية. السكتة الغضب الى اخره يصاب به الاخرون اما هو لا يتذكر. قال جل وعلا في بيان هذا المثال اولم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم. افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون هذه امثلة من انواع الاكتتان وانواع البلاء وما في هذه السورة مما يتصل بهذا الموضوع ثم يتعانق في هذه الصورة الابتداء مع الختام ليدلك على قول من قال من اهل العلم ان موضوع السورة تعانت فيه البداية مع النهاية فقال جل وعلا في بدايتها وقال جل وعلا في بدايتها احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولقد فتن من قبلهم ما المخرج في جميع هذه الحالات الجواب في اخر السورة. في اخر اية والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين موضوع مقاصد السور واثر واثر ذلك في التفسير له شعب من جهة التنظيف وله ايضا شعب من جهة التطبيق و اذا تأملت ما ذكرت من هذين المثالين في سورة الفاتحة وسورة العنكبوت يكون لك نظرة ورؤية الى ما يذكره العلماء في موضوعات السور وما تشتمل عليه ففهم اذا كما اتضح لك الان ان فهم ايات سورة العنكبوت الان بتقرأها ربما يكون لك تدبر اخر. يكون تأثرك بالصورة وبالنظر في اخر شوف الايات غير ما كنت تقرأ سابقا. لماذا؟ لانها اتصل عندك الموظوع وفهمت هذه الاية. ولماذا اتى بقصة النبي فلان؟ ولماذا اتى قصة النبي الاخر عليهم جميعا السلام الى اخر ما هنا. فاذا هذا الموضوع وهو موضوع مقاصد السور من العلم النادر العزيز لكنه مهم لكل طالب علم التفسير لمن بقدر ما ذكرنا وهو ان ينص احد من العلماء على المقصد والموضوع وان يكون ظاهرا في ايات السورة اه عليه. اسأل الله جل وعلا ان يبارك لي ولكم فيما سمعنا. وان يجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته. وان يزيدنا منه علما. وان يجعل يذكرنا منه ما نسينا وان يجعلنا من المحلين لحلاله المحرمين لحرامه المعتقدين لما فيه من الغيب انه سبحانه جواد كريم. كما اني في الختام ارجو لكم جميعا في اقبال هذه الدروس العلمية ان تنتفعوا من اصحاب الفضيلة المشايخ الذين يشاركون فيها جزاهم الله خيرا. وانا هذه المناسبة اشكر كل الاخوة في هذا المسجد من امام المسجد خالد الزريقي وجميع الاخوة الذين معه كذلك اصحاب الفضيلة الاخوة المشايخ الذين يشاركون في هذه الدورة على ما يتعبون ويبذلون في الجلوس للاخوان وفي طلب العلم. لاننا في زمن نحتاج فيه في بذل الدعوة وبذل العلم الى جهاد. اما الراحة فهي الوقت واسع للراحة لكن نحتاج الى بذل وبذل. كل في مجاله وكل فيما يستطيعه. اسأل الله جل وعلا للجميع الهدى والتوفيق وان يبارك في الجهود. وان يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى. انه سبحانه ولي ذلك. كما اسأل ربي سبحانه ان يوفق ولاة امورنا لكل خير وان يرزقهم البطانة الصالحة التي تذكرهم بالخير وتدلهم عليه وان يبارك في ما يعملون من الخير وان يجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. كما اسأله جل جلاله ان يباعد بيننا وبين سبل المضلة وان يرد كيدهم الى نحورهم. انه سبحانه على كل شيء قدير. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله الله وسلم وبارك على نبينا محمد شكر الله لمعالي الشيخ هذا البيان الجميل الذي وفى وكفى باذن الله وجعله في موازين حسناته وقبل ان ابدأ بطرح الاسئلة اود ان اعتذر للاخوة الحضور حيث ما وردنا من الاسئلة اكثر من ان يكفيه الوقت المتاح هذا من جانب ومن جانب اخر ان بعض الاسئلة لم تكن في مجال وموضوع المحاضرة ومعالي الشيخ طلب ان تكون الاسئلة في نطاق المحاضرة حفظا لوقت الذين جاءوا لسماع هذا الموضوع بالذات مع رغبة ان الاسئلة البقيعة خذها الاسئلة التي لا تلقى تستفيد منها موضوع محاضرات اخرى. يعني بعض الاخوة جزاهم الله خيرا يطرح اسئلة جيدة نجعلها عنصرا او فقرة في محاضرة اخرى هذي نستفيد منها جزى الله الجميع خيرا. نعم يهدي جميع السائلين تحياتهم الى معاليكم ثم يخبركم الكثير منهم بمحبتهم لكم في الله احبهم الله وهناك اقتراح آآ من احد الاخوة ان تجعل هذه المحاضرة على شكل كتيب في متناول الجميع فضيلة الشيخ ما الافضل للمبتدئ قراءته من الكتب اه التي تناولت التفسير ثم يسأل يقول قلتم في كلامكم انه قد استخرج المعنى بالاستقراء الجزئي للسورة فكيف يستخرج المعنى للسورة مع عدم الالمام بالسورة انا ما قلت هذا كما قلت انا لم اقل ان المعنى او المقصد يستخرج بالاستقراء الجزئي وانما قلت يستخرج بالاستقراء التام او الاغلبي. اما الاستقراء الجزئي فليس بحجة استقراء الجزئي هو اللي يقع فيه الناس اليوم وليس جزئيا قد يكون استقراء لحالتين ثم يحكم والله يقول كل الناس كذا وكذا او هذا ابد كل الموضوع كم نظرت في الكتاب نظر صفحته كمح درجت من حالات الناس شاب له حالة حالتين وقال كل الناس وقعوا في كذا الاستقراء حجة اذا كان كليا او اغلبيا. ولا يجوز للمسلم ايضا ان يخطو ما ليس له به علم. وان يقول والله يعمل قضية كلية وهو لا يعرف ان حاله او حالتين هذا خلاف المنهجية حتى المنهجية الصحيحة في التفكير. واذا وجدت في المرء هذه الخلل في المنهجية حتى في رؤية الاشياء. يقع بذلك الخلل في منهجيته في العلم. يكون تصور اهل العلم غير صحيح لانه اصلا يتصور العلوم تتطور الاشياء باستقراء جزءي ويسرع في الحكم ويسرع في تقييم الاشياء بما يسمع او بحالة حالتين يجعلها قضية كلية اذا تعريفك تعقيبا على السؤال انما ذكرنا انه يدرك بالاستقراء الكلي او الاغلبي والعلماء الاصول بحثوا هذا فهو قالوا ان الاستقرار الكلي او الاغلبي حجة استقراء الكلي والاغلبي مما ليس من كل مسلم. بل من عالم بالتفسير العالم بالتفسير هو الذي عنده العلوم التي ذكرنا. هذا في الغالب لا يخطئ. لهذا العلماء ذكروا اشياء من مقاصد السور اه داروا فيها حول استقرائهم وتدبرهم وقراءتهم للسورة اكثر من مرة مع علم بالتفسير فاستخرجوا مقصدا وموضوعا ثم فصلوا في ذلك. نعم يقول لماذا لا نقول بترجيح قول من قال بان لكل سورة مقصدة وان بين كل اية واية تناسبا على الاطلاق. لان ذلك يدل على كمال القرآن واعجازه. ولكن نقيد هذا القول في نقطتين الاولى انه ليس لكل احد ان يلم بجميع المقاصد والمناسبات فقد يعلم بعضا ويجهل بعضا. والثانية نقيده كذلك بعدم الجزم بالمقصد والمناسبة. بل يقال بانه اجتهاد وانه محتمل. فما رأي فضيلتكم هذا وجيه لكن السبب الثاني لا نحب ان يدخل الناس فيه لانه من قال في القرآن برأيه فقد اخطأ ولو اصاب. وفي الحديث الاخر من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ابو بكر رضي الله عنه يقول اي سماء تظلني واي ارض تقلني اذا انا قلت في كتاب الله؟ ما لا اعلم فاذا الاصل في هذه كما ذكرت لك الا يكون اجتهادا مجرد. وانما يكون استقراء كلي او اغلبي اما مجرد الاجتهاد ظهر له بادر وبادر الرأي او عادل الرأي يقال ان هذه الصورة موضوعها كذا هذا فيه تجني على القرآن. ولهذا قد يقال ان انه يقال من جهة تنزيل القرآن ان القرآن محكم. كل سورة لها مقصد. علمه من علمه وجهلها من جهلها. وان الاية بينها وبين ما قبل وبعدها تناسك وتناسق علمه ذلك من علمه وجهله من جهله وان في ذلك دلالة على اعجاز القرآن العظيم هذا قد يقال من جهة في العموم لكن بالقيد الذي ذكرنا انه لا يقبل من كل احد ان يقتحم هذا الباب يقول هل هناك علاقة بين التفسير الموضوع للقرآن وبين علم مقاصد السور تفسير عند المتأخرين يعني في القرن الاخير هذا جعل اه منه التفسير الموضوعي ومنه التفسير التحليلي هذا تقسيم آآ خاص تعليمي ويراد بالتفسير التحليلي كما تقرأ تفسير ابن كثير وتفسير ابن جرير يعني الاية وتفسيرها الكلمات تحليلها لغة ونحوا الى اخره وبيان سبب النزول. يعني كل اية تؤخذ على حدة تفسير السورة تفسيرا تحليليا. اما التفسير موضوعي فيراد به موضوع في القرآن. يعني مثلا توحيد الربوبية في القرآن القرآن في هذا الموضوع توحيد الربوبية الفتنة في القرآن الوسطية في القرآن العدل في القرآن الظلم في القرآن وسط الانبياء في القرآن هذا يسمى تفسير موضوعي بمعنى ان يأتي الى موضوع سيجمع كل ما فيه من الايات ثم يقسم من ذلك تقسيما منهجيا ويتحدث عنه. لا صلة لهذا بعلم المقاصد. لان مقاصد السور راجع الى السورة في نفسها من تفسير الموضوع يجمع كل يجمع اطراف الموضوع في جميع سور القرآن يقول هل القرآن نزل وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم كاملا وبما نرد على النصارى في قولهم ان الرسول لم يفسره كله والجمع بينه وبين حديث الرسول تركتكم على المحجة البيضاء ينبغي ان القائل متكلم او الكاتب او السائل اذا كتب اسم الرسول صلى الله عليه وسلم ان يصلي عليه صلى الله وسلم عليه تسليما كثيرا حتى لو لم يكتب فانه يصلى عليه. والمرء ما يخسر كتابة صلى الله عليه وسلم ولو الف مرة هذا اهل الحديث مما زاد في مقدارهم انهم يكتبون في الحديث الواحد صلى الله عليه وسلم ويقولونها كذا مرة وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرة ما معنى ذلك؟ يعني من اثنى علي يعني من قال اللهم صلي على محمد دعا لي بان يثني الله علي في الملأ الاعلى مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا اثنى الله عليه بتلك الصلاة عشر مرات اللهم صلي وسلم على محمد كلما صلى عليه المصلون وكلما غفل عن الصلاة عليه الغافل السؤال هل نزل القرآن وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم؟ النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسر القرآن كله وانما فسر اية قليلة لم لان التفسير يتبع الحاجة يفسر بمعنى يبين المعاني. لمن لا يفهم المعاني. والقرآن نزل بلسان عربي مبين فقيهات العرب فهمت الاية وهمه الصحابة الا في بعض ايات لم تفهم ففسرها النبي صلى الله عليه وسلم المنقول من تفسيره عليه الصلاة والسلام قليل تفسير الصحابة اكثر من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لم؟ لان الصحابة نقلوا للتابعين. والتابعين والتابعون اقل علما بالقرآن من الصحابة. لا من جهة ولا من جهة معرفة اسباب النزول ولا من جهة معرفة علوم القرآن والعلوم المختلفة التي دار عليها القرآن ولا من جهة السيرة واحوال العرب والجاهلية الى اخره. ففسروا القرآن اكثر تفسيرهم اكثر التابعون تفسيرهم لمن بعدهم اكثر من تفسير الصحابة لشدة الحاجة هكذا الى زمن التأليف والتصنيف كثرت التفاسير رغبة في ان يفهم الناس القرآن وان يقبلوا عليه. فاذا عدم تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن لوضوحه وعدم الحاجة الى تفسيره ولان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعلمون التفسير وربما لم يعلموا ففسر بعضهم لبعض او فسر لهم النبي عليه الصلاة والسلام فضيلة الشيخ نأمل ارشادنا الى احسن الكتب التي تناولت الحديث عن مقاصد السور ذكرت لك الكتب. نعم. ارجو القاء الظوء على مسألة تفسير الايات بالكشوفات الكونية الحديثة. وعلاقة ذلك بمقصود الايات وفهم لو لو لم ترجو لكان افضل لان هذا موضوع ما يحتاج لو تكلمنا عنه في دقيقة او دقيقتين نظلم هذا الموضوع وهو موضوع شائك كما تعلمون الان كثير من الناس يعرضون المسائل الكونية ويربطونها بالايات القرآنية ويجعلون القرآن كتابة هون كتاب فلك كتاب زراعة كتاب رياضيات كتاب وهذا ليس بصحيح لهذا انا كما رجى السائل جزاه الله خيرا انا ايضا ارجوه ان يؤجل هذا يعني جواب هذا السؤال الى موضوع المحاضرة مستقل عن تفسير القرآن بالعلوم الكونية او بالطبيعيات او بالمكتشفات الحديثة لانه يحتاج الى بسط ذكرتم ان طالب العلم لابد له من تعلم التفسير. وان هذا التحصيل مرهون بفهم اللغة ومنها النحو وللاسف فان غالبية الناس في وقتنا الحاضر يعانون من ضعف في النحو فحبذا لو نصحتمونا بكتاب في هذا المجال خاص بالمبتدئين مجال النحو المهم انك تقبل على طالب علم على استاذ في النحو يعلمك تكون جالس النحو سهل لكن انتم يصعب على ان غير المقبل. لكن هو في الحقيقة سهل. لو اقبلت عليه لكان سهلا كتب النحو كثيرة دائما نذكر من اوائلها الاج الرومية وقطر الندى وشرح منظومة الحريري الملحة والالفية وشروح الالفية. ثم يتطور بعد ذلك الى التسهيل وشروح التسهيل. ثم يتطور الى همع الهوامع ثم كتاب يعني ان يبتدأ في النحو بالكتب المختصرة عند المتأخرين. ثم اذا تمها يرجع الى كتب المتقدمين وهذه مجالات ومدارج بعضها فوق بعض. وكما قال الله جل وعلا درجات عند الله نكتفي بهذا القدر واسأل الله جل وعلا ان يكتب لي ولكم الخير اينما كنا. وان يغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا. انه سبحانه على كل شيء قدير