واعد له انواع كرامته وفضله على غيره وجعله محل معرفته وانزل اليه كتابه اذا تعرض لغضبه وارتكب مساخطه وما يكرهه وما يكرهه وابق منه ووالى عدوه وظاهره عليه وتحيز اليه انسان ولله مثله الاعلى اه بنى بناء فاتقنه وكان اعجوبة في في في الدهر وجعل فيه قوانين وانظمة داخلية وكل شيء متناسق مع مع ما يجاوره والنوافذ متناسقة والمهام والحراس بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الحمد لله على فضله واحسانه. اللهم لك الحمد لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك اللهم انا نسألك العافية في الدنيا والاخرة اللهم انا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا واهلنا واموالنا. اللهم استر عوراتنا وامن روعاتنا واحفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا وعن ايماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك ان نغتال من تحتنا اللهم اعز الاسلام واهله اذل اعداءهم اه هذا اليوم هو اللقاء الثالث من اللقاءات الكلام على مقاصد كتاب مدارج السالكين وكنا امس قد استفتحنا اه منزلة التوبة ولقد فتحنا منزلة التوبة وذكرت انا ان منزلة التوبة هي اطول منزلة في الكتاب وانه لا يمكن ان ننهيها اه في بدايتها يوم امس خاصة انه اخذنا معها منازل اخرى واليوم سيكون كله في منزلة التوبة وايضا لن ننتهي من منزلة التوبة اليوم يعني غدا ان شاء الله سننتهي من المنزلة اه اليوم لن ننتهي منها آآ طيب فحبذا ينتبه الجميع للكاميرات ويغلق الكاميرات الجميع طيب يا ريت الجميع ينتبه للكاميرات ويغلقها الله يعطيكم العافية طيب اه نتجه الى صفحة ثلاث مئة وستة وسبعين ثلاث مئة وستة وسبعين في المجلد الاول طبع الطيبة قال الامام ابن القيم رحمه الله معلقا على كلام الهروي ماذا قال الهروي؟ قال كما انه الحي لذاته العليم لذاته السميع البصير لذاته فجوده العالي من لوازم ذاته والعفو احب اليه من الانتقام والرحمة احب اليه من العقوبة فاذا تعرض عبده ومحبوبه الذي خلقه لنفسه لطائف واسرار التوبة ثلاثة اشياء. هنا نتكلم عن اسرار التوبة حقيقة هذا الفصل اه مم يعني ابدع فيه ابن القيم كثيرا في توليد المعاني الايمانية وتوليد المعاني المعرفية المتعلقة بعلاقة العبد بربه من خلال نافذة التوبة او من خلال نافذة اسرار التوبة تحديدا يعني سبحان الله الانسان ممكن يتكلم عن التوبة كلاما كثيرا ولكن آآ توليد المعاني هذه والوقوف على دقائقها وما الذي ينتج عن اه عن وقوع الانسان في الذنب ثم توبته ما الذي ينتج عن ذلك من اسرار في العلاقة مع الله سبحانه وتعالى. هذا ما اراد ابن القيم ان يكشفه في هذا الفصل طبعا صاحب المنازل اشار الى عدد من الاسرار فقال لطائف واسرار التوبة ثلاثة اشياء اولها ان ينظر الجناية والقضية فيعرف مراد الله فيها اذ خلاك واتيانها فان الله عز وجل انما خلى العبد والذنب لاجل معنييه احدهما ان يعرف عزته في بقضائه وبرهم في ستره الثاني ان يقيم على عبده حجة عدله فيعاقبه على ذنبه بحجته هذا كلام صاحب المنازل ولا هو تتمة. اما ابن القيم فقال اعلم ان صاحب البصيرة اذا صدرت منه الخطيئة فله نظر الى خمسة امور احدها ان ينظر الى امر الله ونهيه فيحدث له ذلك الاعتراف بكونها خطيئة والاقرار على نفسه بالذنب الثاني ان ينظر الى الوعد والوعيد فيحدث له ذلك خوفا وخشية تحمله على التوبة الثالث وقفوا عند الثالث لان الثالث الامام ابن القيم تكلم فيه في قرابة ثلاثين صفحة عند الثالث هذا قال ان ينظر الى تمكين الله له منها وتخليته بينه وتخليته بينه وبينها وتقديرها عليه وانه لو شاء لعصمه منها وحال بينه وبينها فيحدث له ذلك انواعا من المعرفة بالله واسمائه صفاته وحكمته ورحمته ومغفرته وعفوه وحلمه وكرمه وتوجب له هذه المعرفة عبودية بهذه الاسماء لا تحصل بدون لوازمها البتة ويعلم ارتباط الخلق والامر والجزاء والوعد والوعيد باسمائه وصفاته وان ذلك موجب الاسماء والصفات واثرها في الوجود. وان كل اسم وصفة مقتض لاثره وموجبه متعلق به لا بد منه. وهذا المشهد هذا المشهد يطلعه على رياض مونقة من المعارف والايمان واسرار القدر والحكمة يضيق عن التعبير عنها نطاق الكلم فمن بعضها هو يقول لك الان الان خلاصة المشهد هو انه الانسان لما يقع في الذنب ثم يتوب الى الله سبحانه وتعالى هذا هذه ليست كلمة آآ من او جملة من كلمتين اذنب فتاب وانما هي مفاوز ورحلات طويلة يتعرف الانسان فيها على جوانب من اسماء الله وصفاته ما كان ليتعرف وعليها لولا اه لولا هذه الحال اه وان الله سبحانه وتعالى اه حين يقدر مثل هذه الاقدار فهي من لوازم اسمائه وصفاته فهو غفور ورحمن وحليم وكريم وهذا يقتضي وجود عباد وجود الذنوب ومعاصي ثم توبة الى اخره فهو يقول لك هذا المشهد يطلع على اسرار ورياض من المعارف والايمان صعب انه الواحد يعبر عنها. هذا كلام ابن القيم يقول له ضيق على التعبير عن نطاق الكلم. لكن سيذكر شيئا هذا الشيء الذي سيذكره تقريبا في ثلاثين صفحة او في عشرين صفحة يقول فمن بعضها ما ذكره الشيخ ان يعرف العبد عزته في قضائه وهو انه سبحانه العزيز الذي يقضي بما شاء وانه لكمال عزته حكم على العبد وقضى عليه بان قلبه وصرف ارادته على ما يشاء وحال بين العبد وقلبه وجعله مريدا شائيا لما شاء منه العزيز الحكيم الى اخره ثم قال ومنها آآ ان يعرف بره سبحانه في ستره عليه حال ارتكاب المعصية. مع كمال رؤيته له ولو شاء لفضحه بين خلقه فحذروه وهذا من كمال بره ومن اسمائه البر وهذا البر من سيده كان به مع كمال غناه عنه وكمال لفقر العبد اليه بيشتغلوا بمطالعة هذه المنة ومشاهدة هذا البر والاحسان والكرم فيذهل عن ذكر الخطيئة فيبقى مع الله سبحانه وذلك انفع له من الاشتغال بجنايته وشهود ذل معصيته فان الاشتغال بالله والغفلة عما سواه هو المطلب اه الاعلى والمقصد الاسمى ولا يوجب هذا نسيان الخطيئة مطلقا. طبعا هو بعدين سيفصل هل الافضل الانسان بعد التوبة يظل يتذكر الذنب حتى يوجب له الانكسار وشيء يذهل العالمين ثم يأتي انسان بكل برود وبكل تسكع في هذه الشوارع في تلك المدينة فيقول هذه المدينة ليس لها موجد او يقول ان ان لها موجد ولكنه آآ عابث او او يتناسى الذنب هذي مسألة سلوكية سيذكرها بعد قليل ويناقشها ومنها شهود حلم الله سبحانه في امهال راكب الخطيئة ولو شاء لعاجله بالعقوبة. ولكنه الحليم الذي لا يعجل. هو يقول لك شوف هذي كلها اشياء تلاحظ اثناء هذه الرحلة ومنها معرفة العبد كرم كرم ربه في قبول العذر منه. اذا اعتذر اليه بنحو ما تقدم من الاعتذار لا بالقدر. فانه مخاصمة ومحاجا كما تقدم فيقبل عذره بكرمه وجوده فيوجب له ذلك اشتغالا بذكره وشكره ومحبة اخرى لم تكن حاصلة له قبل ذلك فان محبتك لمن شكرك على احسانك وجزاك به ثم غفر لك اساءتك ولم يؤاخذك بها اضعاف محبتك على شكر الاحسان وحده والواقع بذلك. فعبودية التوبة بعد الذنب لون وهذا لون اخر ومنها ان يشهد فضله في مغفرته ثم قالوا منها ان يكمل لعبده مراتب الذل والخضوع والانكسار بين يديه والافتقار اليه فان النفس فيها مضاهاة للربوبية ولو قدرت لقالت كقول فرعون ولكنه قدر فاظهر وغيره عجز فاضمر وانما يخلصها من هذه المضاهاة ذل العبودية. وهو اربع مراتب. ثم ذكر مراتب ذل العبودية ثم قال رجع الى المشهد يعني الاثار التي تترتب على ذلك المشهد في التوبة قال ومنها ان اسمائه الحسنى تقتضي اثارها اقتضاء الاسباب التامة لمسبباتها باسم السميع البصير يقتضي مسموعا ومبصرا وآآ هو مبصرا واسم الرزاق يقتضي مرزوقا. واسم الرحيم يقتضي مرحوما. وكذلك اسماء الغفور والعفو والتواب والحليم يقتضي من يغفر له ويتوب عليه ويعفو عنه ويحلم. ويستحيل تعطيل هذه الاسماء والصفات. اذ هي اسماء حسنى وصفات كمال. ونعوت جلال افعال حكمة واحسان وجود فلا بد من ظهور اثارها في العالم. وقد اشار الى هذا اعلم الخلق بالله صلوات الله عليه حيث يقول لو لم تذنب لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون. ثم يستغفرون فيغفر لهم. ثم قال فصل ومنها السر الاعظم الذي لا تقتحمه العبارة ولا تجسر عليه الاشارة ولا ينادي عليه منادي الايمان على رؤوس الاشهاد بل شهدته قلوب خواص العباد لا يزال في الاثار والثمرات التي يتعرف عليها العبد هناك عدو لله سبحانه وتعالى وهو الشيطان وهذا الشيطان يجهد ليقتطع الانسان عن الغاية التي خلقه الله لاجلها والله عرف الانسان بهذا الشيطان وبما يريد منه فعرفه بهذا العدو وطرائقهم واعمالهم في مقامات الانكسار والذل بعد وقوع الذنب والوصول والسلوك في طريق التوبة يقول لك ما بعد بعد ما ذكر من كل الاثار تلك يقول لك هنا اثر هو وله شأن خاص وهو السر الاعظم. وهو متعلق بالحديث الذي فيه ان الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده وان هذا الفرح هو من اشد انواع الفرح حيث تشبهه النبي صلى الله عليه وسلم بالقضية المعروفة بمن اضاع راحلته ثم كاد ان يهلك فرآها فاخطأ من شدة الفرح فقال اللهم انت عبدي وانا ربك. يقول آآ هنا آآ هو السر الاعظم هو يقول لماذا اه هذا الفرح من الله سبحانه وتعالى بتوبة العبد وهو الغني. فيتكلم ابن ابن تيمية ابن ابن القيم رحمه الله بكلام اه طويل حقيقة وكلام جميل ونفيس وافرد له الشيخ عبدالله العجيري محاضرة السر الاعظم موجودة باليوتيوب اه سأقرأ يعني هنا شيئا مما قال رحمه الله يقول بعد ان ذكر الحديث وذكر فائدة فقهية متعلقة بالحديث انه اذا اخطأ الانسان في لفظ فانه الى اخره بعدين قال اراد ان يعبر يريد ان يقول لك آآ انا لا استطيع ان آآ ان ان اشرح لك كل ما في نفسي ولا استطيع ان ان اوصل لك كل المعنى الذي الذي يختلج في صدري فيما يتعلق بهذا المعنى ولذلك قال وقد كان الاولى بنا طي الكلام فيه الى ما هو اللائق بافهام بني الزمان وعلومهم. ونهاية اقدامهم من المعرفة وضعف عقولهم عن احتماله. غير انا نعلم ان الله عز وجل سيسوق هذه البضاعة الى تجارها. ومن هو عارف بقدرها. وان وقعت في الطريق بيد من ليس عارفا بها فرب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه. يقول اعلم ان الله سبحانه وتعالى اختص نوع الانسان من بين خلقه بان كرمه وفضله وشرفه وخلقه لنفسه وخلق كل شيء له وخصه من معرفته ومحبته وقربه واكرامه بما لم اعطه غيره وسخر له ما في سماواته وارضه وما بينهما حتى ملائكته الذين هم اهل قربه استخدمهم له وجعلهم حفظة له في منامه ويقظته وظعنه واقامته وانزل اليه وعليه كتبه وارسل وارسله وارسل اليه وخاطبه وكلمه منه اليه واتخذ منهم والكليم والاولياء والخواص والاحبار. واجعلهم معدن اسراره ومحل حكمته وموضع حبه. وخلق لهم الجنة والنار. فالخلق والامر والثواب والعقاب مداره على النوع الانساني فانه خلاصة الخلق وهو المقصود بالامر والنهي. وعليه الثواب والعقاب. فللإنسان شأن ليس لسائر المخلوقات وقد خلق اباه بيده ونفخ فيه من روحه واسجد له ملائكته وعلمه اسماء كل شيء واظهر فضله على الملائكة فمن دونهم من جميع المخلوقات وطرد ابليس عيسى عن قربه وابعده عن بابه اذ لم يسجد له مع الساجدين واتخذه عدوا له. فالمؤمن من نوع الانسان خير البرية على الاطلاق. وخيرة الله من العالمين فانه خلقه ليتم نعمته عليه. وليتواتر احسانه اليه وليخصه من كرامته وفضله بما لم تنله امنيته ولم يخطر على باله ولم يشعر به ليسأله من المواهب والعطايا الباطنة والظاهرة العاجلة والاجل التي لا تنال الا بمحبته. ولا تنال محبته الا بطاعته ايثاره على ما سواه الان هذا كله تقدمة لما يريد الوصول اليه فاتخذه محبوبا له واعد له افضل ما يعده محب غني قادر جواد لمحبوبه اذا قدم عليه. وعهد اليه عهدا تقدم اليه في باوامره ونواهيه واعلمه في عهده ما يقربه اليه. ويزيده محبة له وكرامة عليه. وما يبعده منه ويسخطه عليه من علمه وللمحبوب عدو وللمحبوب عدو هو ابغض خلقه اليه قد جاهره بالعداوة وامر عباده ان يكون دينهم وطاعتهم وعبادتهم له دون وامر عباده ان يكون دينهم وطاعتهم وعبادتهم له دون وليهم ومعبودهم الحق واستقطع عباده واتخذ منهم حزبا ظاهروه ووالوه على ربهم. وكانوا اعداء له مع هذا العدو يدعون الى سخطه. ويطعنون في ربوبيته والى وحدانيته ويسبونه ويكذبونه ويفتنون اولياءه ويؤذونهم بانواع الاذى ويجاهدون ويجهدون على اعدامهم من الوجود واقامة الدولة لهم. ومحو كل ما يحبه الله ويرضاه. وتبديله بكل ما يسخطه ويكرهه. فعرفه بهذا العدو وطرائقهم واعمالهم ومآلهم وحذره موالاتهم والدخول في زمرتهم والكون معهم الان يعني كل هذه لا تزال مقدمات. يقول لك الكلام الذي ذكره في تشريف الله للانسان واختصاصه اياه الى اخره وان المؤمن هو هو خيرة البرية على الاطلاق الى اخره. وبعدين قال لك وفي نفس الوقت مآلهم وحذرهم موالاتهم والدخول في زمرتهم والكون معهم. واخبره في عهده اي ان الله اخبر الانسان في هذا العهد انه اجود الاجودين واكرم الاكرمين وارحم الراحمين وانه سبقت رحمته غضبه. وحلمه عقوبته وعفوه مؤاخذته وانه قد افاض على خلقه النعمة وكتب على نفسه الرحمة وانه يحب الاحسان والجود والعطاء والبر وان الفضل كله بيده. واحب ما اليه ان يجود على عباده ويوسعهم فضلا ويغمرهم احسانا وجودا ويتم عليهم نعمته ويضاعف لديهم من ويتعرف اليهم بارصافه واسمائه فهو الجواد لذاته الى اخر الكلام ثم طيب عفوا نرجع فهو الجواد لذاته وجود كل جواد خلقه الله ويخلقه ابدا اقل من ذرة بالقياس الى جوده فليس الجواد على الاطلاق الا هو وجود كل جواد فمن جوده. ومحبته للجود والاعطاء والاحسان والبر والانعام والافضال فوق ما يخطر ببال الخلق او يدور في اوهامهم وفرحه بعطائه وجوده وافضاله اشد من فرح الاخذ بما يعطاه ويأخذه اي ان فرح الله سبحانه وتعالى بما يعطي الانسان اشد من فرح الانسان باخذه اه لهذا العطاء اه وفق اشد من فرح الاخر لما يعطاه ويأخذه احوج ما هو اليه اعظم ما كان قدرا. فاذا اجتمع شدة الحاجة وعظم قدر العطية والنفع بها فما ظنوا بفرح المعطى ففرح المعطي سبحانه بعطائه اشد واعظم من فرحي هذا بما يأخذه ولله المثل الاعلى اذ هذا شأن الجواد من الخلق فانه يحصل له من الفرح والسرور والابتهاج واللذة بعطاء وجوده فوق ما يحصل لمن يعطيه. ولكن الاخذ غائب بلذة اخرى عن لذة في المعطي وابتهاجه وسروره هذا مع كمال حاجته الى ما يعطيه وفقره اليه فما الظن بمن تقدس وتنزه عن ذلك كله؟ ولو ان اهل سماواته وارضه واول خلقه واخرهم وانسهم وجنهم ورطبهم ويابسهم قاموا في صعيد واحد فسألوه فاعطى كل واحد ما سأله ما نقص ذلك مما عنده مثقال ذرة وهو الجواد وفتح طريق العقوبة والغضب والانتقام فقد استدعى من الجواد الكريم خلاف ما هو موصوف به من الجود والاحسان والبر وتعرضي وتعرض لاغضابه واسخاطه وانتقامه. الان هذه المقدمة الثالثة المقدمة الاولى ان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان واكرمه وجعله خلاصة خلقه المؤمنين من خلقه ثم المقدمة الثانية طبعا مع ذكر انه هناك عدو له حذره منه. المقدمة الثاني هو ان الله جواد يحب الجود ويحب الكرم ويحب العطاء المقدمة الثالثة ان هذا العبد الذي بعد كل ما اعطاه الله ما اعطاه. ورسم له ما رسم. ومهد له ما مهد. ووصف له ما وصف بعد كل هذا يتنكب طريق ربه واه يذهب الى طريق عدو ربه الى الى طريق الشيطان بعد كل ما حصل يقول هذا هذا الفعل من العبد يفتح الطريق طريق العقوبة والغضب والانتقام من الله سبحانه وتعالى. خلاف ما هو موصوف به من الجود والاحسان والبر الذي هو احب الى الله سبحانه وتعالى من ان يعاقب عباده. يقول فبينما هو حبيبه المقرب المخصوص بالكرامة اذ انقلب ابقا شاردا رادا لكرامته مائلا عنه الى عدوه. مع شدة اليه وعدم استغنائه عنه طرفة عين. فبينما ذلك الحبيب مع العدو في طاعته وخدمته ناسيا لسيده منهمكا في موافقة عدو قد استدعى من سيده خلاف ما هو اهله اذ عرضت له فكرة. فتذكر بر سيده وعطفه وتذكر بر سيده وعطفه وجوده وكرمه وعلم انه لابد له منه. وان مصيره اليه وعرضه عليه وانه ان لم يقدم عليه بنفسه قدم به عليه على اسوأ الاحوال ففر الى سيده من بلد عدوه وجد في الهرب اليه حتى وصل الى بابه فوضع خده على عتبة بابه وتوسد ثرى اعتابه متذلل متضرعا خاشعا باكيا اسفا يتملق سيده ويسترحمه ويستعطفه ويعتذر اليه فقد القى بيده اليهم واستسلم له واعطاه قياده والقى اليه زمامه فعلم سيده ما في قلبه فعاد مكان الغضب عليه رضا عنه. ومكان الشدة عليه رحمة به. وابدله بالعقوبة عفوا عطاءه وبالمؤاخذة حلمه فاستدعى بالتوبة والرجوع من سيده ما هو اهله وما هو موجب اسمائه الحسنى وصفاته العليا فكيف يكون فرح سيده به وقد عاد اليه حبيبه ووليه طوعا واختيارا وراجع ما يحبه سيده منه برضاهم وفتح طريق البر والاحسان والجود التي هي احب الى سيده من طريق الغضب والانتقام والعقوبة. ثم ذكر هنا امثلة تقرب هذا المعنى في قضية المرأة التي طردت ابنها فذهب الصبي ولم يجد مكانه الا البيت فرجع الى البيت وضع خده على عتبة الباب فخرجت امه فلما رأته على تلك الحال لم تملك ان رمت بنفسها عليه والتزمته وقبلته تقبله وتبكي وتقول يا ولدي اين تذهب عني ومن يؤويك سواي؟ الم اقل لك لا تخالفني ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك وارادة الخير لك. ثم اخذته ودخلت. فتأمل قول الام لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة وذكر ايضا حديث لله وارحم بعباده من الوالدة بولدها ويعني كان هذا هو مجمل حديثه او جل حديثه عن اه قضية السر الاعظم في التوبة فنلاحظ كيف انه انه ابن القيم في في اه في في الكلام على منزلة التوبة يفتق المعاني تفتيقا ومثل ما تفضلت ابو ابو عمر في قضية انه ثم يقال ما المشكلة مع الكافر آآ الذي يقرأ مثل هذه المعاني وهي معاني اصلها موجود في القرآن اصلها موجود الذي يقرأ مثل هذه المعاني يقترب من الاصل القرآني الواضح الذي يقبح من الكفر ومن ومن الكافر وانه ارتكب شيئا لا يليق به لا يليق بكل ما قدم له. ومن هنا تفهم يعني مثلا الله سبحانه وتعالى لماذا يقول وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم في ان ادى تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان ايش؟ لماذا؟ دعوا للرحمن ولدا هذه الان جملة ان دعوا للرحمن الولد التي وصف الله ان الجبال تنهد لها تكاد تنهدلها وان السماوات تكاد تنشق بسببها. الان هي مصنفة في خانة الاراء ويعني وقبولك لها هو قبول للاختلاف البشري يعني والاراء المتعددة والى اخره. بينما القضية من جهة المنظور الغائي والذي خلق الله الانسان لاجله. ويعني حتى والالحاد اشد خطرا طبعا. الالحاد اشد. يعني يعني ان تأتي الى انسان الى بناها عنده وقت زايد وبنى هذي المدينة وفاظي ما ما في ما لها حكمة ولا غاية يعني هذا لا يصنف ابدا في خانة انه رأي. كيف رأي؟ هي ليست رأي انت امامك شيء موجود. ليس رأيا ان تقول انه ليس لها موجب هذا هذا باطل هذا ظلم هذا هذا الى اخره. فهذه الصورة صغيرة جدا تمثل قبح قول الملحد في المنظور الكوني العظيم. اه ومن هذا يعني المعنى الذي طرقه الامام ابن القيم رحمه الله وتعالى طيب اه ننتقل الى اه صفحة ننتقل الى صفحة اه اربع مئة وسبعة اربع مئة وسبعة طيب طبعا هو استأنف في صفحة اربع مئة وثلاثة استأنف الامور التي ينظر اليها في التوبة. وذكر هناك اه ثلاثة امور اكملها طبعا هو كأنه صار في التباس اه بسبب الاستطراج في الترقيم من جهة من جهة ابن القيم انه قال النظر الثالث وهو النظر الرابع هنا اه عموما اه يهمنا النظر الخامس اللي هو سماه الرابع في صفحة اربع مئة وسبعة. يعني يعني من المعاني التي ينظر اليها في قضية التوبة قال النظر الرابع نظره الى الامر له بالمعصية المزين له فعلها الحاض له عليها وهو شيطانه الموكل به فيفيده النظر اليه وملاحظته فيفيده النظر اليه وملاحظته اتخاذه عدوا وكمال الاحتراز منه والتحفظ واليقظة والانتباه لما يريد منه عدوه وهو لا يشعر فانه يريد ان يظفر به في عقبة من سبع عقبات هذا الموضوع من اهم الموضوعات التي يطرقها ابن القيم وكررها في كتبه. ذكرها في اكثر من موضع اه التي لم تمر عليه سابقا اه في المعنى مهم جدا له والذي مرت عليه سابقا يراجع المعنى. هو يقول الشيطان حال الشيطان مع الانسان انه هو يحاول انه انه يسيطر عليه في واحدة من سبع خطوات يبدأ بالخطوة الاكبر قبحا فاذا استطاع وتمكن من انسان منها خلاص يعني هو سيكون قد حقق غاية ما يريد ما استطاع من الخطوة رقم واحد سيذهب الثاني الى الثالثة ما هي هذه العقبات او الخطوات يقول العقبة الاولى عقبة الكفر بالله وبدينه ولقائه. وبصفات كماله وبما اخبرت به رسله عنهم فانه ان ظفر به في هذه العقبة بردت نار عداوته واستراح. فان اقتحم هذه العقبة ونجا منها ببصيرة الهداية وسلم معه نور الايمان طلبه على العقبة الثانية وهي عقبة البدعة اما باعتقاد خلاف الحق الذي ارسل الله به رسله وانزل به كتبه واما بالتعبد بما لم يأذن به الله من الاوضاع والرسوم المحدثة في الدين التي لا يقبل الله منها شيء والبدعتان في الغالب متلازمة اللي هي العلمية والعملية. قل ان تنفك احداهما عن الاخرى كما قال بعضهم تزوجت بدعة الاقوال من بدعة الاعمال فاشتغل الزوجان بالعرس فلم يفجأهم الا واولاد الزنا يعيثون في بلاد الاسلام تضج منهم العباد والبلاد الى الله. وقال شيخنا اللي هو ابن تيمية تزوجت الحقيقة الكافرة بالبدعة الفاجرة فتولد بينهما خسران الدنيا والاخرة فانقطع هذه العقبة وخلص منه بنور السنة واعتصم منها بحقيقة المتابعة وما مضى عليه سلف الاخياء السلف الاخيار والتابعين لهم باحسان وهيهات ان تسمح الاعصار المتأخرة بواحد من هذا الضرب شف شف تصويره على انتشار البدعة في وقته انه صعب جدا جدا انه انه احد يكون ناجي من هذي العقبة الثانية وسبق ابن تيمية ذكر في الوصية الصغرى وفي غيرها انه زمانه زمانهم اللي كانوا عايشين فيه اشبه ما يكون بازمنة الفترات آآ قال فان سمحت به نصب له اهل البدع الحبائل وبغوه الغوائل وقالوا مبتدع محدث آآ فان فاذا وفقه الله لقطع هذه العقبة طلبه على العقبة الثالثة وهي عقبة الكبائر ولاحظوا قدم البدعة على الكبائر قال فان ظفر به فيها زينها له وحسنها في عينه وسوف به وفتح له باب الارجاء وقال له الايمان هو نفس التصديق فلا تقدح فيه الاعمال وربما اجرى عن لسانه واذنه كلمة طالما اهلك بها الخلق وهي قوله لا يضر مع التوحيد ذنب كما لا ينفع مع الشرك حسنة والظفر به في عقبة البدعة احب اليه لمناقضتها الدين ودفعها لما بعث الله به رسوله. وصاحبها لا يتوب منها صاحب البدعة لا يتوب منها ولا يرجع عنها بل يدعو الخلق اليها ولتظمنها القول على الله بلا علم ومعاداة صريح السنة ومعاداة اهلها والاجتهاد على اطفاء نور السنة اولية من عزله الله ورسوله عزل من ولاه الله ورسوله واعتبار ما رده الله ورسوله ورد ما اعتبره وموالاة من عاداهم وعاداة من والاه واثبات ما نفاه ونفي ما اثبته وتكذيب التصديق الكاذب ومعارضة الحق بالباطل وقلب الحقائق وجعل الحق باطل والباطل حقا والالحاد في دين الله وتعمية الحق على القلوب وطلب العوج لصراط الله المستقيم وفتح باب تبديل جملة فان البدعة تستدرج بصغيرها الى كبيرها حتى ينسلخ صاحبها من الدين كمان تنسل الشعرة من العجين فمفاسد البدع لا يقف عليها الا ارباب البصائر والعميان ضالون في ظلم ضالون في ظلمة في ظلمة العمى ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور فانقطع هذه العقبة بعصمة من الله او بتوبة نصوح تنجيه منها طلبه على العقبة الرابعة وهي عقبة الصغائر وكان له منها بالقفزان وقال ما عليك اذا اجتنبت الكبائر ما غشيت من اللمم او ما علمت بانها اوما علمت بانها كفروا باجتناب الكبائر والحسنات ولا يزال يهون عليه امرها حتى يصر عليها ويكون مرتكب الكبيرة اخف الخائف الوجه النادم احسن حالا منه. فالاصرار على الذنب اقبح منه ولا كبيرة مع التوبة. والاستغفار ولا ولا صغيرة مع الاصرار وقد قال صلى الله عليه وسلم اياكم ومحقرات الذنوب. فان نجا من هذه العقب بالتحرز والتحفظ ودوام التوبة والاستغفار واتبع السيئة الحسنة. طلبه على العقبة الخامسة. وهي عقبة المباحات التي لا على فائدة فشغله بها عن الاستكثار من الطاعات. وعن الاجتهاد في التزود لميعاده. ثم طمع فيه ان يستدرجه منها الى ترك السنن ثم من ترك السنن الى ترك الواجبات واقل ما ينال منه تفويته الارباح والمكاسب العظيمة والمنازل العالية ولو عرف السعر لما فوت على نفسه شيئا من القربات ولكنه جاهل بالسعر فان نجا من هذه العقبة ببصيرة تامة ونور هاد ومعرفة بقدر الطاعات والاستكثار منها وقلة المقام على الميناء وخطر التجارة المشتري وقدر ما وقدر ما يعوض به التجار فبخل باوقاته وضن بانفاسه ان تذهب في غير ربح طلبه العدو على العقبة السادسة وهي عقبة عقبة الاعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات فامره بها وحسنها في عينه وزينها له واراه ما فيها من الفضل والربح ليشغله بها عما هو افضل منها واعظم كسبا وربحا لانه لما عجز عن تخسيره اصل الثواب طمع في تخسيره كماله وفضله ودرجاته العالية. فشغله بالمفضول عن الفاضل وبالمرجوح عن وبالمحبوب لله عن الاحب اليه. وبالمرض عن الارضى له ولكن اين اصحاب هذه العقبة؟ فهم الافراد في العالم الاكثرون قد ظفر بهم في العقبات الاول فان نجا منها بفقه في الاعمال ومراتبها عند الله. شف لاحظوا ايش اللي ينجي من هذه العقبة ها. اتذكروا الكلام اللي ممكن تقوله دايما في قضية المراتب مراتب الاعمال يعني فان نجا منها بفقه في الاعمال ومراتبها عند الله ومنازلها في الفضل ومعرفة مقاديرها والتمييز بين عاليها وسافلها ومفضولها وفاضلها ورئيسها ومرؤوسها وسيدها ومسودها فان في الاعمال والاقوال سيدا ومسودا ورئيسا ومرؤوسا وذروة وما دونها كما في الحديث الصحيح سيد الاستغفار ان يقول العبد اللهم انت ربي الى اخره. وفي الحديث الاخر الجهاد ذروة سنام الاسلام. وفي الاثر الاخر ان الاعمال تفاخرت وآآ ان العمالة تفاخرت فذكر كل عمل منها مرتبته وفضله وكان للصدقة مزية في الفخر عليهن. ولا يقطع هذه العقبة الا اهل البصائر او الا اهل البصائر والصدق من اولي العلم السائلين على جادة التوفيق قد انزلوا الاعمال منازلها واعطوا كل ذي حق حقا. طيب الان الشيطان ما قدر على الانسان حتى في انه يشغله بالعمل الاقل فظلا عن الاعلى والافضل. ايش يعمل بعد كذا؟ انتهى كل شي الان ما في غير الاذى الاذى بس يظيق صدره يضيق خاطره يجلب عليه بالخيل والرجل ينكد عيشته حتى بس ما يجعله في في حياة سعيدة. يقول فان نجا منها لم يبق هناك عقبة يطلبه العدو عليها سوى واحدة لابد منها. ولو نجى منها احد لنجا منها رسل الله وانبياؤه. واكرم الخلق عليهم وهي عقبة تسليط جنده عليه بانواع الاذى باليد واللسان والقلب على حسب مرتبته في الخير فكلما عنت مرتبته اجلب عليه العدو بخيله ورجله وظاهر عليه بجنده فسلط عليه حزبه واهله بانواع التسليط. وهذه العقبة لا حيلة له في التخلص منها. فانه كلما جد في الاستقامة والدعوة الى الله والقيام له بامره جد له العدو في اغراء السفهاء به فهو في هذه العقبة قد لبس لأمة الحرب واخذ في محاربة العدو لله وبالله. فعبوديته فيها عبودية خواص العارفين. وهي تسمى عبودية المراغمة ولا ينتبه لها الا اولي البصائر التامة. ولا شيء احب الى الله من مراغمة وليه لعدوه واغاظته له. وقد اشار انه الى هذه العبودية في مواضع من كتابه. احدها قوله ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعى. سمى المهاجر الذي يهاجر او سمي المهاجر الذي يهاجر الى عبادة الله مراغما. يراغم به او المسمى المهاجر الذي يهاجر او سمى المهاجر الذي يهاجر لعبادة الله مراغما يراغم به عدو الله وعدوه. والله يحب من وليه مراغمة عدوه واغاظته كما قال تعالى ذلك بانهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصبوا ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار وقال تعالى في مثل آآ رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعه ومثلهم بالانجيل كزرع اخرج شطأه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار فمغايظة الكفار غاية غاية محبوبة للرب مطلوبة له فموافقته فيها من كمال العبودية. وشرع النبي صلى الله عليه وسلم للمصلي اذا سهى في صلاة سجدتين وقال ان كانت وتامة كانتا ترغمان انف الشيطان. وفي رواية ترغيما للشيطان وسماها المرغمتين. فمن تعبد لله بمراغمة عدوه فقد اخذ من الصديقية بسهم وافر وعلى قدر محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته لعدوه يكون نصيبه من هذه المراغمة. ولاجل هذه المراغمة حمد التبختر بين الصفين والخيلاء والتبختر عند صدقة السر حيث لا يراه الا الله لما في ذلك من ارغام العدو وبذل محبوب من نفسه وماله لله عز وجل. وهذا باب من العبودية لا يعرفه الا القليل من الناس. ومن ذاق طعمه ولذته بكى على ايامه الاول وبالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة الا بالله. وصاحب هذا المقام اذا نظر الى الشيطان ولاحظه في الذنب راغمه بالتوبة فاحدثت له هذه المراقبة عبودية اخرى فهذه نبذة من بعض لطائف اسرار التوبة لا تستهزئ بها فلعلك لا تظفر في مصنف اخر البتة ولله الحمد والمنة وبه التوفيق. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين