دعاء من قلب غافل وهذا اما خاص بدعاء العبادة واما عام له ولدعاء المسألة واما خاصا بدعاء المسألة الذي هو ابعد. فهو تنبيه على انه لا يقبل دعاء الذي هو خاص وحقه من قلب غافل فلا وهذا القول الثاني ارجح القولين والله اعلم طيب اه هذا جملة الكلام في منزلة اه الخشوع ثم قال فصل آآ ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين. منزلة الاخبات. قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء فهي خوف مقرون بمعرفة وقال النبي صلى الله عليه وسلم اني اتقاكم لله واشدكم له خشية فالخوف حركة والخشية جماع فالخوف حركة والخشية ان جماع وانقباض وسكون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم لك الحمد لا نحصي ثناء عليك ان على نفسك ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار فان الذي يرى العدو والسيل ونحو ذلك له حالتان احداهما حركة للهرب منه وهي حالة الخوف والثانية سكونه وقراره في مكان لا يصل اليه فيه وهي الخشية ومنه ان خش الشيب طيب ثم قال آآ في صفحة مئة وستة وثمانين طالع الهروي وهو على ثلاثة وهو على ثلاث درجات وهو على ثلاثة درجات على ثلاث درجات. الدرجة الاولى الزهد في الشبهة اما بعد فهذا هو المجلس الثامن من اه مجالس القراءة والتعليق المختصر على كتاب مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله تعالى وكنا قد اخذنا امس او انتهينا بمنزلة الحزن بعد منزلة السماع اليوم عندنا منزلة الخوف وآآ من الميزة انه المنازل التالية للخوف هي منازل مقاربة في المعنى وبالتالي يحصل التفريق ان شاء الله بين هذي المقامات المتقاربة آآ ويحصل الفرق بينهم طيب استعنا بالله صفحة مية وستة وثلاثين في المجلد الاول. المجلد الثاني عفوا. قال رحمه الله فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة الخوف وهي من اجل منازل الطريق وانفعها للقلب. وهي فرض على كل احد. قال الله تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. وقال تعالى واياي فارهبون. وقال فلا تخشوا الناس واخشون ومدح اهله في كتابه واثنى عليهم فقال ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون الى قوله اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون وفي المسند والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله قول الله والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة. اللي هي ضمن الايات السابقة اهو الذي يزني ويشرب الخمر ويسرق؟ قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف الا يقبل منه قال الحسن عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها وخافوا ان ترد عليهم ان المؤمن جمع احسانا وخشية والمنافق جمع اساءة وامنا قال ابن القيم الوجل والخوف والخشية والرهبة الفاظ متقاربة غير مترادفة قال ابو القاسم الجنيد الخوف توقع العقوبة على مجاري الانفاس. وقيل الخوف اضطراب القلب وحركته من تذكر المخوف ثم قال والخشية اخص من الخوف فان الخشية للعلماء بالله قال الله تعالى والمضاعف هو المعتل اخوان كتقضى البازي وتقضض واما الرهبة فهي الامعان في الهرب من المكروه وهي ضد الرغبة التي هي سفر القلب في طلب المرغوب في ايه وبين وبين الرهب والهرب تناسب في اللفظ والمعنى ثم قال واما الوجل فرجفان القلب وانصداعه لذكر من يخاف سلطانه الوجل رجفان القلب وانصداعه لذكر من يخاف سلطانه وعقوبته او لرؤيته. واما الهيبة فخوف مقارن قانون او مقارن للتعظيم والاجلال واكثر ما يكون مع المحبة والمعرفة والاجلال تعظيم مقرون بالحب فالخوف لعامة المؤمنين والخشية للعلماء العارفين والهيبة للمحبين والاجلال للمقربين وعلى قدر العلم والمعرفة يكون الخوف والخشية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلمكم بالله واشدكم له خشية. وفي رواية خوفا قال في اخر الصفحة مئة وتسعة وثلاثين فالخائف هارب من ربه الى ربه. هذا كلام الهروي قال ابن القيم قال ابو سليمان ما فارق الخوف قلبا الا خربا. وقال ابراهيم بن سفيان اذا سكن الخوف القلوب احرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها وقالوا ذو النون الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف فاذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق قال حاتم لا تغتر بمكان صالح فلا مكان اصلح من الجنة ولقي فيها ادم ما لقي ولا تغتر بكثرة العبادة فان ابليس بعد طول العبادة لقي ولا تغتر بكثرة العلم فان بالعام ابن باعورة لقي ما لقي وكان يعرف الاسم الاعظم ولا تغتره بلقاء الصالحين ورؤيتهم فلا شخص اصلح من النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينتفع بلقائي اعداؤه والمنافقون قال ابن القيم والخوف ليس مقصودا لذاته بل هو مقصود لغيره قصد الوسائل ولهذا يزول بزوال المخوف فان اهل الجنة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ثم قال في اخر الصفحة والخوف المحمود الصادق ما حال بين صاحبه وبين محارم الله عز وجل فاذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط الان هذا ضابط آآ ومن الاشياء المهمة اه هذي عموما ليس فقط في هذا الكتاب وانما في الكتب بشكل عام من الاشياء المهمة ان يفرق الانسان بين بين اقسام الاشياء او الموضوع الذي يتم الحديث عنه فهناك تعريف وهناك شروط وهناك توضيحات وهناك قيود وضوابط او هناك تفريعات فهنا نحن مثلا في المنازل او في المدارج آآ عادة ابن القيم يبدأ في المنزلة بالتعريف وبذكر الايات مثل ما فعل الان في الخوف وبعدين يبدأ يتكلم عن تفاصيل متعلقة ودرجات وما الى ذلك واحيانا بين الكلام يأتي بضوابط. هاي الضوابط مهمة جدا في المقامات التعبدية مثل هذا قال والخوف المحمود الصادق ما حال بين صاحبه وبين محارم الله عز وجل فاذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط قال ابو عثمان صدق الخوف هو الورع عن اثام ظاهر وباطن وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله طيب اه في مئة واثنين واربعين قال فصل قال الهروي الدرجة الثانية خوف المكر في جريان الانفاس المستغرقة في اليقظة المشوبة بالحلاوة يريد ان من حصلت له اليقظة بلا غفلة واستغرقت انفاسه فيها استحلى ذلك فانه لا احلى من الحضور في اليقظة. فانه ينبغي ان يخاف المكر وان يسلب هذا الحضور. واليقظة والحناء واليقظة والحلاوة فكم من مغبوط بحاله انعكس عليه الحال ورجع من حسن المعاملة الى قبيح الاعمال. فاصبح يقلب كفيه ويضرب باليمين على الشمال بينما بدر احواله مستنيرا في ليالي التمام اذ اصابه الكسوف فدخل في الظلام فبدل بالانس وحشة وبالحضور غيب وبالاقبال اعراضا وبالتقريب ابعادا وبالجمع تفرقة كما قيل احسنت ظنك بالايام اذ حسنت ولم تخف سوء ما يأتي به القدر وسلامتك الليالي فاغتررت بها وعند صفو الليالي يحدث الكدر آآ قال عن اه في نهاية الصفحة مئة وثلاثة واربعين عن درجة الخاصة في الخوف آآ نتكلم عن هيبة الاجلال. هيبة الجلال يقول وهي هيبة تعارض المكاشف اوقات المناجاة لا عفوا خلينا نتجاوزها انا اشرت امامها بعلامة عفوا نذهب الى مئة وخمسة واربعين مئة وخمسة واربعين قال فصل القلب في سيره الى الله عز وجل بمنزلة الطائر فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران. ومتى قطع الرأس مات الطائر ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر ولكن السلف استحبوا ان يقوى في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء. وعند الخروج من الدنيا يقوى جناح الرجاء على جناح الخوف هذه طريقة ابي سليمان وغيره قال ينبغي للقلب ان يكون الغالب عليه الخوف فان غلب عليه الرجاء فسد وقال غيره اكمل الاحوال اعتدال الرجاء والخوف وغلبة الحب فالمحبة هي المركب والرجاء حاد والخوف سائق والله الموصل بمنه وكرمه هذا مجمل اه او نستطيع ان نقول اهم مقاصد اه منزلة الخوف ثم بعد ذلك اه تكلم في منزلة على او على منزلة الاشفاق اه طبعا منزلة مختصرة الكلام فيها مختصرة كل ما فيها اربع صفحات اه قال ومن منازلي اياك نعبد واياك نستعين منزلة الاشفاق قال الله تعالى الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون. وقال تعالى واقبل بعضهم على بعض يتسائلون قالوا وانا كنا قبل في اهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم قال الاشفاق رفقة الخوف وهو خوف برحمة من الخائف لمن يخاف عليه فنسبته الى الخوف نسبة الرأفة الى الرحمة فانها الطف الرحمة وارقها ولهذا قال صاحب المنازل الاشفاق دوام الحذر مقرون بالترحم وهو على ثلاث درجات الاولى اشفاق على النفس ان تجمع الى العناد اي تسرع وتذهب واشفاق على العمل ان يصير الى الضياع هذا من هذا منقول من اظهر صور الاشفاق اي يخاف على عمله ان يكون من الاعمال التي قال الله فيها وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا وهي الاعمال التي كانت لغير الله وعلى غير امره وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويخاف ايضا ان يضيع عمله في المستقبل اما بتركه واما بمعاصي تفرقه وتحبطه فيذهب ضائعا. ويكون حال صاحبه الحالة التي قال الله تعالى عن اصحابها ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيله واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات الى اخر الاية. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للصحابة في من ترون هذه الاية نزلت؟ فقالوا الله اعلم. فغضب عمر وقال قولوا نعلم او لا نعلم فقال ابن عباس رضي الله عنهما في نفسي منها شيء يا امير المؤمنين. قال يا ابن اخي قل ولا تحقرن نفسك قال ابن عباس ضربت مثلا لعمل. قال عمر اي عمل؟ قال ابن عباس لعمل قال عمر لرجل غني يعمل بطاعة الله فبعث الله واليه الشيطان فعمل بالمعاصي حتى اغرق جميع اعماله اذا هذي صورة من صور الاشفاق ان يشفق على عمله ان يحفظ طيب ثم قال في مية وتسعة واربعين الدرجة الثالثة من الاشفاق اشفاق يصون سعيه عن العجب ويكف صاحبه عن مخاصمة الخلق ويحمل المريد على حفظ الجد الاول يتعلق بالعمل والثاني بالخلق والثالث بالارادة وكل منها له ما يفسده. فالعجب يفسد العمل كما يفسده الرياء فيشفق على سعيه من هذا المفسد شفقة تصونه عنه والمخاصمة للخلق مفسدة للخلق. فيشفق على خلقه من هذا المفسد شفقة تصونه عنه والارادة يفسدها عدم الجد وهو الهزل واللعب فيشفق على ارادته مما يفسدها فاذا صح له عمله وخلقه وارادته استقام سلوكه وقلبه وحاله والله المستعان ثم انتقل اه الى منزلة الخشوع فقال اصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة الخشوع قال الله تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق قال ابن مسعود ما كان بين اسلامنا وبين ان عاتبنا الله بهذه الاية الا اربع سنين وقال ابن عباس رضي الله عنهما ان الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن وقال قتادة وقال عفوا طبعا الاسناد هذا الاسناد اللي هو في كلام ابن عباس ذكروا تحت بالاسفل آآ صاحب الكتاب فقد ذكر كثير في تفسيره عن ابن المبارك عن صالح المري عن قتادة عن ابن عباس اذا لم يكن له الا هذا الاسناد ففيه اشكال لانه قتادة لم يسمع ابن من ابن عباس آآ ويبقى الاصح ما اخرجه البخاري عن ابن عن ابن مسعود لانه اثر البخاري عن ابن مسعود انه بعد اربع سنين وآآ اثر ابن عباس ثلاث عشرة سنة طيب وقال تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والخشوع في اصل اللغة الانخفاض في الخشوع في اصل اللغة الانخفاض والذل والسكون قال تعالى وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمعوا الا همسا اي سكنت وذلت وخضعت. ومنه وصف الارض بالخشوع وهو يبسها وانخفاضها عدم ارتفاعها بالري والنبات قال تعالى ومن اياته انك ترى الارظ خاشعة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت والخشوع قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل. والجمعية عليه. وقيل الخشوع الانقياد للحق وهذا من موجبات الخشوع فمن علاماته ان العبد اذا خولف ورد عليه بالحق استقبل ذلك بالقبول والانقياد وقيل الخشوع خمود نيران الشهوة وسكون دخان وسكون دخان الصدور واشراق نور التعظيم في القلب. قال الجنيد الخشوع تذلل القلوب لعلام الغيوب واجمع العارفون على ان خشوع محله القلب وثمرته على الجوارح وهي تظهره. ورأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه طبعا هذا الحديث آآ شديد الضعف هذا الحديث شديد الضعف وقال النبي صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا واشار الى صدره ثلاث مرات هذا في صحيح مسلم طبعا وقال بعض العارفين حسن ادب الظاهر عنوان ادب الباطن. ورأى بعضهم رجلا خاشع المنكبين والبدن خاشع المنكبين والبدن فقال يا فلان الخشوع ها هنا واشار الى صدره لها هنا واشار الى منكبيه وكان بعض الصحابة وهو حذيفة يقول اياكم وخشوع النفاق قيل هو ما خشوع النفاق؟ قال ان ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع ورأى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه رجلا طأطأ رقبته في الصلاة فقال يا صاحب الرقبة ارفع رقبتك ليس الخشوع في الرقاب وانما الخشوع في القلوب ورأت عائشة رضي الله عنها شبابا يمشون ويتماوتون في مشيتهم فقالت لاصحابها من هؤلاء قالوا نساك اي عباد فقالت كان عمر بن الخطاب اذا مشى اسرع واذا قال اسمع واذا ضرب اوجع واذا اطعم اشبع وكان هو الناسك حقا وقال الفضيل ابن عياض كان يكره ان يري الرجل من الخشوع اكثر مما في قلبه وقال حذيفة رضي الله عنه اول ما تفقدون من دينكم الخشوع واخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ورب مصلي لا خير فيه ويوشك ان تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيهم خاشعا فقال سهل من خشع قلبه لم يقرب منه الشيطان ننتقل الى صفحة مية وستة وخمسين الى صفحة مية وستة وخمسين. لما تكلم الهروي عن الدرجة الثالثة وكما تعلمون بالعادة انه ثلاث درجات الدرجة الثالثة حفظ الحرمة اه عند المكاشفة وتصفية الوقت من مراعاة الخلق وتجريد رؤية الفضل اه اعلق على او ان ننتقل الى كلامه في كلام النقيب في تصفية الوقت من مراعاة الخلق يقول اما تصفية الوقت من مراعاة الخلق فلا يريد به انه يصفي وقته عن الرياء فان اصحاب هذه الدرجة اجل قدرا واعلى من ذلك. وانما المراد ان يخفي احواله عن الخلق جهده كخشوعه وذله وانكساره لئلا يراها الناس فيعجبه اطلاعهم عليها ورؤيتهم لها فيفسد عليه وقته وقلبه وحاله مع الله وكم قد اقتطع في هذه المفازة من سالك! الله على الكلام كم اقتطع في هذه المفازة من سالك والمعصوم من عصمه الله فلا شيء انفع للصادق من التحقق بالمسكنة والفاقة والذل. وانه لا شيء وانه ممن لم يصح له بعد الاسلام حتى يدعي الشرف فيه ولقد شاهدت من شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه من ذلك امرا لم اشاهده من غيره. وكان يقول كثيرا ما لي شيء ولا مني شيء ولا فيا شيء وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت انا المكدي وابن المكدي وهكذا كان ابي وجدي وكان اذا اثني عليه في وجهه يقول والله اني الى الان اجدد اسلامي كل وقت وما اسلمت بعده اسلاما جيدا وبعث الي في اخر عمره قاعدة في التفسير بخطه وعلى ظهرها ابيات بخطه من نظمه يقول انا الفقير الى ربي البريات. انا المسيكين في مجموعي حالاتي انا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي والخير ان يأتينا من عنده يأتي. لا استطيع لنفسي جلب منفعة ولا عن النفس لي دفع المضرة وليس لي دونه مولى يدبرني ولا شفيع اذا حاطة خطيئاتي الا باذن من الرحمن خالقنا الى الشفيع كما قد جاء في الايات ولست املك شيء شيئا دونه ابدا ولا شريك انا في بعضي ذراتي ولا ظهير له كي يستعين به كما يكون لارباب الولايات والفقر لي وصف ذات لازم ابدا كما الغنى ابدا وصف له ذاتي والفقر لي وصف ذات لازم ابدا لازم ابدا كما الغنى ابدا وصف له ذاتي. وهذه الحال اهل الخلق اجمعهم وهذه الحال حال الخلق اجمعهم وكلهم عنده عبد له اتي فمن بغى مطلبا من غير فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي والحمد لله ملء الكون اجمعه ما كان منه وما من بعد قد يأتي واما تجريد رؤية الفضل فهو الا يرى الفضل والاحسان الا من الله فهو المال به بلا سبب منك ولا شفيع لك تقدم اليه بالشفاعة ولا وسيلة سبقت منك توسلت بها الى احسانه طيب هذا كلام آآ ما ذكره عن آآ هضم نقول مو هضم النفس وانما انه الانسان لا يرى اه الفضل آآ او لا يرى ان عمله آآ يستحق ان آآ يفتخر به بل بالعكس يرى دائما نفسه بحالة الضعف والفقر والفاقة والاحتياج الى رحمة الله سبحانه وتعالى والحرص على اخفاء الاعمال اه وطبعا تعرفون انه احنا نحن اولى الناس بهذا الكلام وخاصة في هذا بواقعنا يعني مع شبكات التواصل وما الى ذلك آآ احنا اكثر ناس نحتاج الى قضية اخفاء الاعمال على الاقل على الاقل ان يبقى شيء لا يعلمه احد الا الله سبحانه وتعالى طيب آآ ثم آآ انتقل الى آآ مسألة حكم الصلاة بدون خشوع وعقد لها الاسلوب المعتاد اسلوبه المعتاد في النقاش يعني عقد نقاشا بين فريقين فريقي يتبنى القول بان اه الصلاة بدون خشوع باطلة وفريق يتمنى ان الصلاة بدون خشوع وان كانت ناقصة الا انها لا تبطل قال فصل فان قيل ما تقولون في صلاتي من في صلاة من عدم الخشوع او في صلاة من عدم الخشوع هل يعتد بها ام لا قيل اما الاعتدال بها في الثواب فلا يعتد له فيها الا بما عقل فيها منها واخا لربه. قال ابن عباس رضي الله عنه ليس لك من صلاتك الا ما عقلت منها. وفي المسند مرفوعا ان العبد ليصلي الصلاة ولم يكتب له الا نصفها او ثلثها او ربعها حتى بلغ عشرها وقد علق الله فلاح المصلين بالخشوع في صلاتهم فدل على ان من لم يخشع ليس من اهل الفلاح ولو اعتد له بها ثوابا لكان من المفلحين اذا هذا تنبيه مهم انه الخلاف في قضية عدم الخشوع في الصلاة هو فقط من ناحية الاجزاء وسقوط الفرض انه هل الانسان يطالب بالقضاء او واما من جهة الثواب فسبق ما سمعتم قال واما الاعتداد بها في احكام الدنيا وسقوط القضاء فان غلب عليها الخشوع وتعقلها اعتد بها اجماعا وكانت السنن والاذكار عقبها جوابر ومكملات لنقصها وان غلب عليها عدم الخشوع فيها وعدم تعلقها فقد اختلف الفقهاء في وجوب اعادتها فاوجبها ابو عبد ابو عبد الله آآ ابن حامد من اصحاب احمد وابو حامد الغزالي في احيائه لا في وسيطه وبسيطه من هنا الان سيبدأ بذكر الحجج يعني في سيسرد حجج القول الاول قال واحتجوا بانها صلاة لا يثاب عليها ولم يضمن له فيها الفلاح فلم تبرأ ذمته منها ويسقط القضاء عنه كصلاة المرائي قالوا ولان الخشوع والعقل روح الصلاة ومقصودها ولبها فكيف يعتد بصلاة فقدت روحها ولبها وبقيت صورتها وظاهرها قالوا ولو ترك العبد واجب من واجباتها عمدا لابطلها تركه وغايته ان يكون بعضا من اعاضها بمنزلة فوات عضو من اعضاء العبد المعتق في الكفارة. فكيف اذا عدمت روحها او عدمت روحها ولبها ومقصودها؟ وصارت بمنزلة العبد الميت. فاذا لم يعتد عبد المقطوع اليد يعتقه تقربا الى الله في كفارة واجبة فكيف يعتد بالعبد الميت؟ وقال بعض السلف الصلاة تجارية تهدى الى ملك من الملوك فما الظن بمن يهدي اليه جارية شلاء او عوراء او عمياء قالوا وتعطيل القلب عن عبودية الحضور والخشوع تعطيل لملك الاعضاء عن عبوديته وعزل له عنها. فماذا تغني طاعة الرعية وعبوديتها وقد عزل ملكها وتعطل قالوا والاعضاء تابعة للقلب تصلح بصلاحه وتفسد بفساده فان لم يكن قائما بعبوديته فالاعضاء اولى الا يعتد بعبوديتها واذا فسدت عبوديته بالغفلة والوسواس فانى تصح عبودية رعيته وجنده ومادتهم منه عن امره يصدرون به يأتمرون. قالوا وفي الترمذي وغيره مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يستجيب قالوا ولان عبودية من غلبت عليه الغفلة والسهو في الغالب لا تكون مصاحبة للاخلاص فان الاخلاص قصد المعبود وقصد المعبود وحده بالتعبد والغافل لا قصد له فلا عبودية له. قالوا وقد قال الله تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون وليس السهو عنها تركها والا لم يكونوا مصلين وانما هو السهو عن واجبها اما عن الوقت. كما قال ابن مسعود وغيره واما عن الحضور والخشوع والصواب انه يعم النوعين فانه سبحانه اثبت لهم صلاة ووصفهم بالسهو عنها فهو السهو عن وقتها الواجب او عن اخلاصها وحضورها الواجب ولذلك هم بالرياء ولو كان السهو سهو ترك لما كان هناك رياء قالوا ولو قدرنا ثم قال طيب اه مم فبالجملة مصلحة الاخلاص والحضور وجمعية وجمعية القلب على الله في الصلاة ارجح في نظر الشارع من مصلحة سائر واجباته فكيف يظن به انه يبطلها بترك تكبيرة واحدة؟ او يبطلها بترك اعتدال في ركن او ترك حرف او شدة من القرآن او ترك تسبيحة او قولي سمع الله لمن حمده او قول ربنا ولك الحمد او ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه. ثم يصححها مع فوات لبها. ومقصودها الاعظم وروحها وسرها فهذا ما احتجت به هذه الطائفة وهي حجج كما تراها قوة وظهورا قال اصحاب القول الاخر قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح انه قال اذا اذن المؤذن ادبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين. فاذا قضى والتأذين اقبل فاذا ثوب بالصلاة ادبر فاذا قضى التثويب اقبل حتى يخطر بين المرء وبين نفسه فيذكره او فيذكره ما لم يكن يذكر ويقول اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى فاذا وجد ذلك احدكم فليسجد سجدتين وهو جالس. قالوا فامره النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الصلاة التي قد اغفله الشيطان فيها حتى لم يدرك من صلى بان يسجد سجدتي السهو ولم يأمره باعادتها ولو كانت باطلة كما زعمتم لامره باعادتها. قالوا وهذا هو السر في سجدتي السهو للشيطان في وسوسته العبد وكونه حال بين وكونه حالا بين بينه وبين الحضور في الصلاة. ولهذا سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مرجمتين وامر من سهى بهما ولم يفصل في سهوه الذي صدر عنه موجب السجود بين القليل والكثير. والغالب والمغلوب وقال لكل سهو سجدتان ولم استثني من ذلك السهو الغالب مع انه الغالب قالوا ولان شرائع الاسلام على الافعال الظاهرة واما حقائق الايمان الباطنة فتلك عليها شرائع الثواب والعقاب فلله تعالى حكمان حكم في على الشرائع الظاهرة واعمال الجوارح وحكم في الاخرة على الظواهر والبواطن ثم قال قالوا فنحن نحكم فنحن في حكم شرائع الاسلام نحكم بصحة صلاة المنافق والمرائي مع انه لا يسقط عنه العقاب ولا يحصل له الثواب في الاخرة. فصلاة المسلم الغافل المبتلى بالوسواس وغفلة القلب عن كمال حضوره اولى بالصحة نعم لا يحسن لا يحصل مقصود هذه الصلاة من ثواب الله عاجلا ولا اجلا فان للصلاة مزيد ثواب او ثواب عاجل في القلب من قوة ايمانه واستنارته وانشراحه وانفساحه ووجود حلاوة العبادة هذا الان استطراد ولكنه مهم هذي النقطة الجزئية يقول انه الصلاة الله سبحانه وتعالى يثيب عليها في الدنيا قبل الاخرة وثوابها العاجل الدنيوي ما هو يقول فان للصلاة مزيد ثواب عاجل في القلب. من قوة ايمانه واستنارته وانشراحه وانفساحه. طيب اه يتكلم عن الثواب العاجل للصلاة فيقول فان للصلاة مزيد ثواب عاجل في القلب من قوة ايمانه واستنارته وانشراحه وانفساحه ووجود حلاوة العبادة والفرح والسرور واللذة التي تحصل لمن اجتمع همه وقلبه على الله وحضر قلبه بين يديه كما يحصل لمن قربه السلطان منه وخصه بمناجاته والاقبال عليه والله اعلى واجل. كذلك ما لهذا من الدرجات العليا في الاخرة ومرافقة المقربين اه كل هذا يفوته بفوات الحضور والخضوع. وان الرجلين ليكون مقامهما في الصف واحدا وبين صلاتيهما كما بين السماء والارض وليس كلامنا في هذا كله فان اردتم وجوب الاعادة لتحصل هذه الثمرات فذاك اليه ان شاء ان يحصلها وان شاء ان يفوتها على نفسه. وان اردتم وجوبها انا نلزمه بها ونعاقبه على تركها ونرتب عليها احكام تارك الصلاة لأ وبشر المخبتين ثم كشف عن معناهم الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما اصابهم المقيم الصلاة ومما رزقناهم ينفقون وقال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات واخبتوا الى ربهم اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون والخبت في اصل اللغة المكان المنخفض من الارض. وبه فسر ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة لفظ المخبتين وقالا هم المتواضعون وقال مجاهد المخبت المطمئن الى الله عز وجل وقال والخبت المكان المطمئن من الارض. وقال اخفش الخاشعون وقال ابراهيم النخعي المصلون المخلصون وقال الكلبي هم الرقيقة قلوبهم. وقال عمرو بن اوس هم الذين لا يظلمون واذا ظلموا لم ينتصروا. وهذه الاقوال تدور على معنيين التواضع والسكون الى الله عز وجل. ولذلك عدي بالى تضمينا لمعنى الطمأنينة والانابة السكون الى الله تضمينا لمعنى الطمأنينة والانابة والسكون الى الله. تمام طيب قال صاحب المنازل هو من اول مقامات الطمأنينة كالسكينة واليقين والثقة بالله ونحوها. فالاخبات مقدمتها ومبدأها هذي نقطة آآ تذكروا قبل قليل اني تكلمت عن انه اه تقسيم الموضوعات في الكتاب انه في شيء تعريف في ضوابط في شروط في كذا هذا التقسيم مهم هذي النقطة اللي ذكرها هنا تعتبر ضمن عنوان يمكن ان نعنونه لمدارج السالكين وهو العلاقة بين المقامات العلاقة بين المقامات او العلاقة بين المنازل هذا من اهم الامور في في بالنسبة للسالك والمتعبد من اهم الامور بالنسبة للسالك والمتعبد ان يدرك العلاقة بين المقامات يعني مثلا مقام التوكل او منزلة التوكل لها ارتباط باي منازل لم حين يدرك الانسان العلاقة بين المقامات التي تؤدي الى التوكل والمقامات المترتبة على التوكل يعني مثلا علاقة التوكل بالرضا فالرضا نتيجة للتوكل فهم الارتباط بين المقامات في غاية الاهمية فهنا يقول لك الاخبات هذا مرتبط بمقامات الطمأنينة يعني في مقامات او منازل اسمها او تلقب مقامات الطمأنينة اللي هي السكينة واليقين والثقة بالله ونحوها فالاخبات مقدمتها ومبدأها. وهذا اختيار اختيار جميل جدا. لانه لو تلاحظون انه الاخبات فيه تعلق بما مضى بالخوف والخشوع وفيه ارتباط بما سيأتي وهو الرضا او السكينة واليقين فالاخبات كانه يعني فيه جاذبان جاذب من جهة الخوف والخشية وجاذب من جهة السكينة واليقين والثقة طيب اه يقول وهو اه قال صاحب قائد الهروية قال وهو ورود المأمن من الرجوع والتردد قال ابن القيم لما كان الاخبات لما كان الاخبات اول مقام يتخلص فيه السالك من التردد الذي هو نوع غفلة واعراض والسالك مسافر الى ربه سائر اليه على مدى انفاسه لا ينتهي مسيره اليه ما دام نفسه يسحبه شبه حصول الاخبات له بالماء العذب الذي يرده الذي يرده المسافر على ظمأ وحاجة في اول مناهله فيرويه مورده ويزيل عنه خواطر تردده في اتمام سفره او رجوعه الى وطنه لمشقة السفر. فاذا ورد ذلك الماء زال عنه التردد وخاطر الرجوع. كذلك سالك اذا ورد مورد الاخبات تخلص من التردد والرجوع ونزل اول منازل الطمأنينة بسفره وجد في السير آآ ثم قال وهو على ثلاث درجات اهو الهروي يقول ثلاث درجات الدرجة الاولى ان تستغرق العصمة الشهوة وتستدرك الارادة الغفلة ويستهوي الطلب السلوى او السلوة اه طيب احنا نروح الى اه نذهب الى آآ فقط نقرأ عنوان الدرجة الثانية يقول الدرجة الثانية ان لا ينقض ارادته سبب ولا يوحش قلبه او قلبه عارض ولا يقطع عليه الطريق فتنة آآ نذهب الى الدرجة الثالثة قال الدرجة الثالثة صفحة مية وواحد وسبعين قال الدرجة الثالثة ان يستوي عنده المدح والذم وتدوم لائمته لنفسه تدوم لائمته لنفسه ويعمى عن نقصان الخلق عن درجته يقول اعلم انه متى استقرت قدم العبد في منزلة الاخبات وتمكن فيها ارتفعت همته. وعلت نفسه عن خطفات في المدح والذم فلا يفرح بمدح الناس ولا يحزن لذمهم. وهذا وصف من خرج عن حظ نفسه وتأهل للفناء في في اشد من ذلك والشيطان يشتغل على ما يعلمه من الانسان اذا كان الانسان يصلح معه التفريط فيضرب له على حبل حبل التفريط واذا كان يصلح معهم افراط تضرب معه على حبل الافراط. لذلك الانسان نية ربه وصار قلبه مطرحا لاشعة انوار الاسماء والصفات وباشر حلاوة الايمان واليقين وباشر حلاوة الايمان واليقين قلبه والوقوف عند مدح الناس وذمهم علامة انقطاع القلب وخلوه من الله. علامة انقطاع القلب وخلوه من الله وانه لم تباشره رح محبته ومعرفته ولم يذق حلاوة التعلق به والطمأنينة اليه واما قوله وان تدوم لائمته لنفسه فهو ان صاحب هذا المنزل لا يرضى عن نفسه وهو مبغظ لها متمن لمفارقتها والمراد بالنفس عند قوم ما كان معلولا من اوصاف العبد مذموما من اخلاقه وافعاله سواء كان ذلك كسبيا او خلقيا فهو شديد اللائمة لها وهذا احد التأويلين في قوله تعالى ولا اقسم بالنفس اللوامة. قال سعيد بن جبير وعكرمة تلوم على الخير والشر. ولا تصبر على الراء ولا على الطفولة قال قتادة اللوامة هي الفاجرة وقال مجاهد تندم على ما فات وتقول لو فعلت ولو لم افعل او لو فعلت ولو لم افعل اه وقال الفراء ليس من نفس برة ولا فاجرة الا وهي تلوم نفسها ان كانت عملت خيرا قالت هلا زدت وان عملت شراء قالت ليتني لم افعل وقال الحسن هي النفس المؤمنة ان المؤمن والله ما تراه الا يلوم نفسه ما اردت بكلمة كذا ما اردت باكلة كذا ما اردت بكذا ما اردت بكذا وان الفاجر يمضي قدما قدما ولا يحاسب نفسه ولا يعاتبها وقال مقاتلين نفس الكافرة تلوم نفسها في الاخرة. والقصد ان من بذل نفسه لله بصدق كره بقائه معها لانه يريد ان يتقبلها من بذلت له ولانه قد قربها له قربانا ومن قرب قربانا فتقبل منه ليس كمن رد عليه قربانه. فبقاء نفسه معه دليل على انه لم يتقبل قربانه وايضا فان من قواعد القوم المجمع عليها بينهم التي اتفقت كلمة اولهم واخرهم ومحقهم ومبطلهم عليها ان النفس حجاب بين العبد وبين الله. وانه لا يصل الى الله حتى يقطع هذا الحجاب آآ كما قال ابو يزيد رأيت رب العزة في المنام فقلت يا ربي كيف الطريق اليك؟ قال خلي نفسك وتعالى. فالنفس جبل عظيم شاق في طريق السير الى الله عز وجل وكل سائر لا طريق له الا على ذلك الجبل فلابد ان ينتهي اليه. ولكن منهم من هو شاق عليه ومنهم من هو سهل عليه وانه ليسير على من يسره الله عليه وفي ذلك الجبل اودية وشعوب وعقبات ووهود وشوك وعوسج وعليق وشبرق وآآ لصوص يقتطعون الطريق على السائلين ولا سيما اهل الليل المدلجين. فاذا لم يكن معهم عدد الايمان ومصابيح اليقين تتقد بزيت الاخبات والا تعلقت بهم تلك الموانع وتشبثت وتشبثت بهم تلك القواطع وحالت بينهم وبين السير فان اكثر السائلين فيه رجعوا على اعقابهم لما عجزوا عن قطعه واقتحام عقباته والشيطان على قلة ذلك الجبل يحذر الناس من وارتفاعه ويخوفهم منه فيتفق مشقة الصعود وقعود ذلك المخوف على قلته وضعف عزيمة السائل ونيته فيتولد ومن ذلك الانقطاع والرجوع والمعصوم من عصمه الله. وكلما رقى السائل في ذلك الجبل اشتد به صياح القاطع. وتحذيره وتخويفه فاذا قطعه وبلغ قلته انقلبت تلك المخاوف كلهن امانا وحينئذ يسهل السير وتزول عنه عوارض الطريق ومشقة عقباتها ويرى طريقا واسعا امنا يفضي به الى المنازل والمناهل وعليه الاعلام وفيه الاقامات قد اعدت لركب الرحمن فبين العبد وبين السعادة والفلاح قوة عزيمة وصبر ساعة وشجاعة نفس وثبات قلب والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم آآ احيانا آآ تأتي آآ قيود وضوابط في المقامات لكن ليس في موضعها من الكتاب يعني ليس بنفس المنزلة فالكلام هنا عن النفس الكلام عن النفس والموقف من النفس او نظرة الانسان الى نفسه هذي هذا جزء من الحديث لابد ان ان يكون هناك جزء اخر متعلق بالضوابط المتعلقة بهذه النظرة وابن القيم يكثر حقيقة من ذكر الضوابط كما يمر معنا لانه هذا الباب آآ فيه طرفان ووسط هذا الباب اقصد بشكل عام باب السلوك الى الله فيه طرفان ووسط فيه طرف المعرض الجافي البعيد الذي لا لا علاقة له بهذه المقامات. وفي مقام او في طرف الذي هو يعني اه مبالغ احيانا في بعض الاشياء بحيث انه يحيد الانسان عن اه عن الخوف الذي يحبه الله وعن الزهد الذي يحبه الله او عن الورع الذي يحبه الله الى ما هو يحتاج في كل هذا الطريق الى امرين اثنين اساسيين هما شرطا القبول لاي عمل من الاعمال الاول الاول ان يكون خالصا والثاني ان يكون صوابا. الشرط الاول الاخلاص والشرط الثاني المتابعة طيب ثم انتقل الى آآ منزلة الى منزلة الزهد. فقال فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين. منزلة الزهد قال الله تعالى ما عندكم ينفد وما عند الله باق. وقال تعالى اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباتوا ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور وقال تعالى انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح او الى اخر الاية وقال تعالى واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح هشيما تذروه الرياح الى قوله وخير ام لا. وقال تعالى قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير لمن اتقى. وقال تعالى بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى وقال ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى وقال تعالى انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا. وانا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا. وقال ولولا ان يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة الى قوله والاخرة عند ربك للمتقين. والقرآن مملوء من التزهيد في الدنيا والاخبار بخستها وقلتها وانقطاعها وسرعة فناءها والترغيب في الاخرة والاخبار بشرفها ودوامها. فاذا اراد الله بعبد خيرا اقام في قلبه شاهدا يعاين به في حقيقة الدنيا والاخرة فاذا اراد الله بعبد خيرا اقام في قلبه شاهدا يعاين به حقيقة الدنيا والاخرة ويؤثر منهما ما هو اولى بالايثار. وقد اكثر الناس من الكلام في الزهد. وكل اشار الى ذوقه ونطق عن حاله وشاهده فان غالب عبارات القوم عن اذواقهم واحوالهم والكلام بلسان العلم اوسع من الكلام بلسان الذوق يا سلام على هذا الكلام يقول والكلام بلسان العلم اوسع من الكلام بلسان الذوق. واقرب الى الحجة والبرهان وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة. والورع ترك ما تخاف ضرره في الاخرة مرة اخرى الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة. والورع ترك ما تخاف ضرره في الاخرة وهذه العبارة من احسن ما قيل في الزهد والورع واجمعها قال سفيان الثوري الزهد في الدنيا قصر الامل ليس باكل الغليظ ولا لبس العباءة وقال الجنيد سمعت سريا يقول ان الله عز وجل سلب الدنيا عن اوليائه وحماها عن اصفيائه واخرجها من قلوب اهل وداده لانه لم يرضها لهم وقال الزهد في قوله تعالى لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم والله لا يحب كل مختال فخور اه وثم نقل مجموعة من النقولات في هذا في هذه التعريفات ثم قال وقال الامام احمد الزهد في الدنيا قصر الامل وعنه رواية اخرى انه عدم فرحه باقبالها ولا حزنه على ادبارها فانه سئل عن الرجل ان يكون يكون معه الف دينار؟ هل يكون زاهدا فقال نعم على شريطتي الا يفرح اذا زادت ولا يحزن اذا نقصت ثم آآ لا يزال في التعريفات طبعا ثم قال وقد قال الامام احمد صفحة مئة وواحد وثمانين وقد قال الامام احمد الزهد على ثلاثة اوجه. الاول ترك الحرام وهو زهد العوام والثاني ترك الفضول من الحلال وهو زهد الخواص والثالث ترك ما يشغل عن الله وهو زهد العارفين طبعا لو نلاحظ في تعريف الامام احمد وفي تعريف ابن تيمية كذلك نجد انه انه في تفتيق الذهن او اشارة الى معنى في الزهد غير المتبادر يعني عادة يكون المتبادل للدهن في الزهد انه هو التقلل من الماديات التقلل من الماديات بينما تجد في كلامهم اشارة الى التقلل ليس من الماديات فقط وانما الى التقلل حتى من المعنويات التي لا تنفع في الاخرة وهذا معنى خطير جدا يعني معنى خطير جدا يلفت الذهن الى شيء ربما لا يكون اكثر الناس منتبهين له انه ليس الزهد هو التقلل من الماديات وانما الزهد التقلل مما لا ينفع في الاخرة سواء اكان ماديا او معنويا لذلك قال الامام احمد الزهد على ثلاثة اوجه. الاول ترك الحرامي وهو زهد العوام. الثاني ترك الفضول من الحلال والزهد الخواص. الثالث ترك ما ينشئ عن الله وهو اه زهد العارفين. وهذا الكلام من الامام احمد يأتي على جميع ما تقدم من كلام المشايخ مع زيادة تفصيله وتبيين درجاته وهو من اجمع الكلام وهو يدل على انه رضي الله عنه من هذا العلم بالمحل الاعلى وقد شهد الشافعي رحمه الله بامامته يعني بامام التلميذ الامام احمد في ثمانية اشياء احدها الزهد والذي اجمع عليه العارفون ان الزهد سفر القلب من وطن الدنيا واخذه في منازل الاخرة. وعلى هذا صنف المتقدمون كتب الزهد كالزهد لعبدالله ابن المبارك الامام احمد ولوكيع ولهناد وابن السري ولعينه ومتعلقه ستة اشياء لا يستحق العبد اسم الزهد حتى يزهد فيها المال والصور والرياسة والناس والنفس وكل ما دون الله وليس المراد رفضها آآ من الملك او المالك فقد كان سليمان وداوود عليهم السلام من ازهد اهل زمانهما ولهما من المال والملك والنساء ما لهما وكان نبينا صلى الله عليه وسلم من ازهد البشر على الاطلاق وله تسع نسوة وكان علي ابن ابي طالب وعبدالرحمن بن عوف والزبير وعثمان رضي الله عنهم من الزهاد مع ما كان له من الاموال. وكان الحسن اه ابن علي رضي الله عنه من الزهاد مع انه كان من اكثر الامة محبة للنساء ونكاحا لهن واغناهم. وكان عبد الله ابن مبارك من الائمة الزهاد مع مال كثير وكان ليث ابن سعد من ائمة الزهاد وكان له رأس مال يقول لولا هو لتمندن لتمندل بنا هؤلاء يعني من المنديل تمسحوا بنا يعني يقصد الظلمة المتنفذين ومن احسن ما قيل في الزهد كلام الحسن او غيره ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال ولا اضاعة المال ولكن ان تكون بما في يد الله اوثق منك بما في يدك وان تكون في ثواب المصيبة اذا اصبت بها ارغب منك فيها لو لم تصبك فهذا من اجمع كلام في الزهد واحسنه وقد روية مرفوعا طيب فصل وقد اختلف الناس في الزهد هل هو ممكن في هذه الازمنة ام لا يعني خليني بس اعلق على ما مضى يعني ممكن مما يقرب الصورة انه في في مواقف وفي اشياء تكشف حالة الانسان المتلبس باشياء من الدنيا هل هو زاهد اوليس زاهدا آآ هذي الاشياء احيانا تكون مصائب احيانا تكون مصائب فيما يملك فهذه المصائب وطبيعة تعامل الانسان معها هي من الكواشف انه هاي الانسان زاهد او لا. هذي الاشياء التي تكشف احيانا تكون خلافات هذي الخلافات تكون في معاملات تجارية في شي آآ احيانا الشخص تعرفه وتقول هذا الرجل احسبه من اهل الخشية والصلاح او شيء فاذا اتى الميدان الى ميدان آآ خصومة مالية تجد عدم اجتناب الشبهات اه شدة المخاصمة لتحصيل ادنى شيء من المال التعلق الشديد بك فتقول اين الزهد اين الزهد؟ هنا هذي مواقف تظهر تظهر الزهد الحقيقي وهكذا في في سائر الاشياء يعني المواقف والمصائب والخلافات والخصومات والمحاقة فيما يملك الانسان هي من الاشياء التي تكشف طبيعة الزهد وايضا اكيد باقي عمله يعني باقي عملي اه اذا تعارض شيء من ممتلكاته الدنيوية مع امر الله سبحانه وتعالى مع داعي الله سبحانه وتعالى. اه ما مدى تأثير ما يمتلك على فاذا كان ما يمتلك طغى عليه حتى آآ حتى صار يؤثر على طريقه آآ الاخروي فهذا معناه انه ليس زاهدا فضلا عن انه قد يصل الى اشكالات اخرى في الحرم بل يفنى عن زهده فيه كما نفي كما فني عنه ويستحي من ذكره بلسانه وشهوده بقلبه. يعني هو اول شيء زهد في الدنيا وبعدين زهد بالمقدار اللي زهد فيه يعني كانه بعد ما زهد في الدنيا قال طيب اصلا ايش هي الدنيا اصلا مثلا العلاقة بالنساء انسان مثلا يكون اه مشتغلا بالدعوة الى الله سبحانه وتعالى والعمل الصالح وما شاء الله تبارك الله شعلة من النشاط يتزوج بعد ما يتزوج صار اسيرا لهذا الحدث الذي الذي حصل له او لهذه المرأة مثلا التي احبها بنفس الصورة بالعكس بالنسبة للمرأة للرجل آآ هنا القضية انتقدت من انها من انه هذا الانسان آآ يمكن ان يوصف بالزهد الى انه لا هو انسان فتن انسان فتن فالزهد كانها منزلة فيها قدر من العلو على ما ما يحيط بالانسان من ماديات فيصدق عليها قول من قال ان يكون في يدك وليس في قلبك بحسب طبعا الحال واحيانا تكون مثل هذه الاشياء هي اسباب للزهد اسباب للخير يعني احيانا يكون المال سببا من اسباب الزهد وسببا من اسباب المقامات العالية وتعرفون حديث ذهب اهل الدثور بالاجور واحيانا تكون المرأة او يكون الزواج هو سبب لرفعة الدرجات آآ الزهد ايضا فهي بحسب حال الانسان وبحسب اه قلبي. ثم قال فصل وقد اختلف الناس في الزهد هل هو ممكن في هذه الازمنة ام لا؟ فقال ابو حفص الزهد لا يكون الا في الحلال ولا حلال في الدنيا فلا زهد وخالفه الناس في هذا وقالوا بل الحلال موجود فيه وفيها الحرام كثيرا وعلى يعني شف مثل هذه العبارات هي التي فيها يعني شيء من الاشكال وعلى تقدير الا يكون فيها الحلال فهذا ادعى الى الزهد فيها وتناول ما يتناوله المضطر منها كتناوله للميتة والدم ولحم الخنزير ثم يعني عندنا اخر اخر ثلاثة اسطر يقول ابن القيم والتحقيق انها ان شغلته اه عن الله فالزهد فيها افضل وان لم تشغله عن الله بل كان شاكرا لله فيها فحاله افضل والزهد فيها تجريد القلب عن التعلق بها والطمأنينة اليها عدم يعني هذا الكلام هو الذي اردت ان اقوله يعلق على آآ قضية انه من نعمة الله على عبده ان انه يحب ان يرى اثر نعمته عليه الى اخره. يقول والتحقيق انها انشغلته عن الله هذه الممتلكات هذه المكتسبات هذه النعم فالزهد فيها افضل وان لم تشغله عن الله بل كان شاكرا لله فيها فحاله افضل والزهد فيها يعني كيف يكون الزهد بتجريد القلب عن التعلق بها والطمأنينة اليها بعد ترك الحرام بالحذر من المعتبة والانفة من المنقصة وكراهة مشاركة الفساق. قال ابن القيم اما الزهد في الشبهة فهو ترك ما يشتبه على العبد هل هو حلال او حرام كما في حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهة لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات اتقى الحرام ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ثم قالوا فالشبهات برزخ بين الحلال والحرام وقد جعل الله عز وجل بين كل متباينين برزخا كما جعل الموت وما بعده برزخا بين الدنيا والاخرة وجعل المعاصي برزخا بين الايمان والكفر وجعل الاعراف برزخا بين الجنة والنار. وكذلك جعل بين كل شعرين من مشاعر المناسك برزخا. الان هذا استطراد اسمه استطراد في النظائر. هذا استطراد في النظائر. وكذلك جعل بين كل مشعرين من مشاعر المناسك برزخا حاجزا بينهما ليس من هذا ولا من هذا فمحسر برزخ بين منى ومزدلفة ليس من واحد منهما فلا يبيت الحاج ليلة جمع ولا ليالي منى وبطن عرنة برزخ بين عرفة وبين الحرم فليس من الحرم وليس من عرفة وكذلك ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس برزخ بين الليل والنهار. ليس من الليل لتصرمه بطلوع الفجر ولا من النهار لانه من طلوع الشمس وان دخل في اسم اليوم شرعا وكذلك منازل السير بين كل منزلتين برزخ يعرفه السائل في تلك المنازل. وكثير من احوالي والواردات تكون برازخ ويظنها صاحبها غاية وهذا لم يتخلص منه الا فقهاء الطريق والعلماء هم الادلة فيها طيب ننتقل الى صفحة مية وتسعين فيها صفحة مئة وتسعين. يقول اه القارئ الهروي الدرجة الثالثة الزهد في الزهد. وهو بثلاثة اشياء استحقار ما زهدت فيه واستواء الحالات فيه والذهاب عن شهود الاكتساب الى اخره. آآ يقول وقد فسر الشيخ مراده بالزهد في الزهد بثلاثة اشياء. احدها احتقار احتقاره ما زهد فيه فان من امتلأ قلبه بمحبة الله وتعظيمه لا يرى ان ما تركه لاجله من الدنيا يستحق ان يجعل قربانا لان الدنيا بحذافيرها لا تساوي عند الله جناح بعوضة فالعارف لا يرى زهده فيها كبير امر يعتد به ويحتفل له بيستحي من من صح له الزهد ان يجعل لما تركه لله قدرا يلاحظ زهده فيه قال لي انا زهقت فيها يعني انا شايف حالي اني انا زهقت بالدنيا طب ما هي اصلا دنيا يعني ما هي اصلا شي يعني رخيص يعني فالزهد فيما فيما زهد فيه وملاحظة هذا اه الامر اه واما استواء الحالات فيه عنده فهو ان يرى ترك اه ما زهد فيه وان ترك ما زهد فيه واخذه متساويين عنده اذ ليس له عنده قدر وهذا من دقائق فقه الزهد فيكون زاهدا في حال اخذه كما هو زاهد في هذي تركية اذ همته اعلى عن ملاحظته اخذا وتركا لصغره في عينه. واما الذهاب عن شهود الاكتساب فمعناه ان من استصغر الدنيا بقلبه واستوت الحالات في اخذها وتركها عنده لم يرى انه اكتسب بتركها عند الله درجة بتة. لانها اصغر في عينه من ان يرى انه اكتسب بتركها درجات وفيه معنى اخر وهو ان يشاهد تفرد الله عز وجل بالعطاء والمنع فلا يرى انه ترك شيئا ولا اخذ شيئا بل الله وحده هو المعطي المانع فما اخذه فهو ومجرى لعطاء الله اياه كمجرى الماء في النهر وما تركه لله فالله سبحانه وتعالى هو الذي منعه منه فيذهب بمشاهدة الفعال وحده عن شهود كسبه وتركه فاذا نظر الى الاشياء بعين الجمع وسلك في وادي غاب عن شهود اكتسابه ومعنى قولي ناظر الى وادي الحقائق وهذا اليق المعنيين بكلامه فهذا زهد الخاصة قال الشاعر اذا زهدتني في الهواء خشية الردى لي عن وجه يزهد في الزهد طيب اظن ليس هناك فرصة ان نأخذ منزلة الورع نكتفي بمنزلة الزهد ونسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا من الصادقين المخلصين البارين الراشدين وان يصلح قلوبنا ويخلص نياتنا وان يرزقنا من فضله العظيم من واسع كرمه وفضله هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يعز الاسلام واهله وان ينصر المستضعفين من المؤمنين في كل مكان ويفرج همومهم وينفس كروبهم ونسأله سبحانه ان يذل اعداء الاسلام ويشتت شملهم ويهزم جمعهم انه ولي ذلك والقادر العزيز على كل شيء سبحانه وبحمده وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين