حاضر وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس التاسع من مجالس القراءة والتعليق المختصر على كتاب مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه ونسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا حسن الفهم ونسأله سبحانه وتعالى ان يزيدنا علما وان يبارك لنا فيما نقرأ ونحفظ ونتعلم ونتدارس وان يبارك لنا في هذا الشهر الكريم وان يعز الاسلام واهله ويذل اعداءه اليوم عندنا اه منزلة الورع ومنزلة الورع اه تتلوها منزلة التبتل ثم منزلة الرجاء حقيقة سنطيل ان شاء الله في منزلة الرجاء يعني هي المقصود الاساسي اليوم منزلة الرجاء. لذلك سنسير اه بالقدر الذي يأتي على مقاصد المقاصد المختصرة لما قبل منزلة الرجاء وهي منزلة الورع ومنزلة التبتر. قال رحمه الله تعالى فصل منزلة الورع او فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة الورع. قال الله تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم وقال تعالى وثيابك فطهر قال قتادة مجاهد نفسك فطهر من الذنب اكلنا عن النفس بالثوب وهذا قول ابراهيم النخعي والضحاك والشعبي والزهري والمحققين من اهل التفسير اه قال ابن عباس رضي الله عنهما لا تلبسها على معصية ولا غدر ثم قال اما سمعت قول غيلان بن سلمة الثقفي واني بحمد الله لا ثوبه غادر لبست ولا من غدرة اتقنع ثم قال في الصفحة التالية والمقصود او قبل ذلك قال ولا ريب ان تطهيرها من النجاسات وتقصيرها من جملة من جملة التطهير المأمور به اذ به تمام اصلاح الاعمال والاخلاق لان نجاسة الظاهر تورث نجاسة الباطن ولذلك امر القائم بين يدي الله عز وجل بازالتها والبعد عنها والمقصود ان الورع يطهر دنس القلب ونجاسته كما يطهر الماء دنس الثوب ونجاسته وبين الثياب والقلوب مناسبة ظاهرة وباطنة ولذلك تدل ثياب المرء في المنام على قلبه وحاله. ويؤثر كل منهما في الاخر ولهذا نهي عن لباس الحرير والذهب والجلود السباعي لما تؤثر في القلب من الهيئة المنافية للعبودية والخشوع كقوة المريض على حسب قوة المرض وضعفه وهذه الامور الثلاثة وهي صون النفس وتوفير الحسنات وصيانة الايمان هي ارفع من باعث العامة على الورع لان صاحبها ارفع همة لانه عامل على وتأثير القلب والنفس في الثياب امر خفي يعرفه اهل البصائر من نظافتها ودنسها ورائحتها وبهجتها وكسفتها حتى ان توبة البر لا يعرف من ثوب الفاجر. وليس عليهما وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الورع كله في كلمة واحدة فقال من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه فهذا يعم الترك لما لا يعني من الكلام والنظر والاجتماعي والبطشي والمشي والفكري وسائر الحركات الظاهرة والباطنة فهذه الكلمة كافية شافية في الورع قال ابراهيم ابن ادهم الورع ترك كل ترك كل شبهة وترك ما لا يعنيك هو ترك الفضلات وفي الترمذي مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا هريرة كن ورعا تكن اعبد الناس ثم بعد ذلك قال وقال ابو سليمان الداراني الورع اول الزهد كما ان القناعة اول الرضا هذه في العلاقة بين المقامات الورع اول الزهد كما ان القناعة اول الرضا ثم اه بعد عدة عبارات قال وقال يونس بن عبيد الورع الخروج من كل شبهة ومحاسبة النفس في كل طرفة عين وقال سفيان الثوري ما رأيت اسهل من الورع ما حاك في نفسك فاتركه ما حاك في نفسك فاتركه. طبعا هنا في الحديث المشهور حديث الحسن رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال دع ما يريبك الى ما لا يريبك وفيه ايضا آآ اكثر من حديث اللي هو الاثم ما حاك في نفسك الى اخره طيب ثم يقول في صفحة مية وتسعة وتسعين مية وتسعة وتسعين يقول واما صيانة الايمان واما صيانة الايمان يعني هو هذا قوله وصيانة الايمان تعليقا على قول الهروي وهو على ثلاث درجات الدرجة الاولى تجنب القبائح لصون النفس وتوفير الحسنات وصيانة الايمان يقول واما صيانة الايمان فلان الايمان عند جميع اهل السنة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وقد حكاه الشافعي وغيره عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم واضعاف المعاصي للايمان امر معلوم بالذوق والوجود فان العبد كما جاء في الحديث اذا اذنب نكت في قلبه نكتة سوداء فاذا تاب واستغفر صقل قلبه وان عاد فان تاب واستغفر صقل قلبه وان عاد فاذنب نكت فيه نكتة اخرى حتى تعلو قلبه وذلك الران الذي قال الله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون فالقبائح تسود القلب وتطفئ نوره والايمان هو نور القلب والقبائح تذهب به او تقلله اه قطعا فالحسنات تزيد نور نور فالحسنات تزيد نور القلب والسيئات تطفئ نور القلب. وقد اخبر الله عز وجل ان كسب القلوب سبب للران الذي يعلوها واخبر انه ارقس المنافقين بما كسبوا فقال الله تعالى والله اركسهم بما كسبوا واخبر ان نقض الميثاق الذي اخذه على عباده سبب لتقسية القلب فقال فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلمة عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به فجعل ذنب النقض موجبا لهذه الاثار من تقسية القلب واللعنة وتحريف الكلم نسيان العلم من اهم ما يمكن ان يقال في قضية العقوبات الالهية. هذا هذي قضية في غاية الخطورة والاهمية من اهم ما يمكن ان يقال هو ان الله سبحانه وتعالى قد يعاقب الانسان ليس دائما عقابه بضيق الصدر ولا بالامراض ولا بالخسف ولا بالزلازل ولا بالعقوبات العامة ايا كان لا وانما من العقوبات الالهية العقوبات المتعلقة بالقلوب وهذه القضية واضحة في كتاب الله سبحانه وتعالى فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقون لماذا؟ بما اخلفوا الله ما وعدوه بما كانوا يكذبون فبما نقضهم ميثاقهم فبسبب نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية. قسى الله قلوبهم نتيجة نقضهم الميثاق هذه عقوبة قلبية رضوا بان يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم آآ ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم وهكذا ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة فالعقوبات الالهية المتعلقة بما يحول الله به بين المرء وقلبه واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه آآ هذا هذا امر في غاية الخطورة وضروري جدا انه الانسان اه يفهمه جيدا من كتاب الله سبحانه وتعالى طيب يقول في المعاصي للايمان كالمرظ آآ والحمى للقوة سواء بسواء. ولذلك قال السلف المعاصي بريد الكفر كما ان الحمى بريد الموت فايمان صاحب القبائح كيلة نفسه وصونها وتأهيلها للوصول الى ربها فهو يصونها عما يشينها عنده ويحجبها ويحجبها عنه ويصون حسناته عما يسقطها ويضعها لانه يسير بها الى ربه ويطلب بها رضاه الى اخره الكلام مم طيب قال في الصفحة التانية ميتين واثنين واما التخلص عن اقتحام الحدود فالحدود هي النهايات وهي مقاطع الحلال والحرام بحيث ينقطع وينتهي فذلك حده فمن اقتحمه وقع في المعصية وقد نهى الله تعالى عن تعدي حدوده وقربانه او وقربانها فقال اه تلك حدود الله فلا تقربوها. وقال تلك حدود الله فلا تعتدوها. فان الحدود يراد بها اواخر الحلال وحيث نهى عن القربان فالحدود هناك اوائل الحرام يقول سبحانه لا تتعدوا ما ابحت لكم يعني معنى الاية لا تتعدوا ما ابحت لكم ولا تقربوا ما حرمت عليكم. فالورع يخلص العبد من قربان هذه وتعدي هذه وهو اقتحام الحدود يعني هذي هذا كلام آآ فيه نستطيع ان نقول فيه خلاصة جيدة من انه الورع الورع يخلص العبد من اقتحام الحدود او يمنع العبد من اقتحام حدود الله طيب اه نذهب الى اخر شي مئتين واربعة قال فصل الخوف يثمر الورع والاستعانة وقصر العمل وقوة الايمان باللقاء تثمر الزهد الخوف يثمر الورع وقوة الايمان باللقاء تثمر الزهد والمعرفة تثمر المحبة والخوف والرجاء والقناعة تثمر الرضا والذكر يثمر حياة القلب والايمان بالقدر يثمر التوكل ودوام تأمل الاسماء والصفات يثمر المعرفة والورع يثمر الزهد ايضا والتوبة تثمر المحبة ايضا ودوام الذكر يثمرها والرضا يثمر الشكر والعزيمة والصبر يثمران جميع الاحوال والمقامات والعزيمة والصبر يثمران جميع الاحوال والمقامات والاخلاص والصدق كل منهما يثمر الاخر ويقتضيه والمعرفة تثمر الخلق والفكر يثمر العزيمة والمراقبة تثمر عمارة الوقت وحفظ الايام والمراقبة تثمر عمارة الوقت وحفظ الايام والحياء والخشية والانارة وامانة النفس واذلالها وكسرها يوجب حياة القلب وعزه وجبره ومعرفة النفس ووقتها يوجب الحياء من الله عز وجل واستكثار ما منه واستقلال ما منك من الطاعات ومحو اثر الدعوة من القلب واللسان ومحو اثر الدعوة من القلب واللسان وصحة البصيرة تثمر اليقين وحسن التأمل لما ترى وتسمع من الايات المشهودة يثمر صحة البصيرة هذا هذا متن يحفظ هذه الاسطر متن يحفظ ومن اجل الامور في القضايا السلوكية معرفة العلاقات والاسباب بين المنازل والمقامات والامور التعبدية برأيي انه هذي هذي كلمة من الذي يحفظ هذي مهمة جدا جدا وملاك ذلك كله امران احدهما ان تنقل قلبك من وطن الدنيا فتسكنه في وطن الاخرة ثم ثم تقبل به كله على معاني القرآن واستجلائها وتدبرها وفهم ما يراد منه وما نزل لاجله واخذ نصيبك وحظك من كل اية من اياته وتنزلها على داء قلبك فهذه طريقة مختصرة قريبة سهلة موصلة الى الرفيق الاعلى امنة لا يلحق سالكها خوف ولا عطب ولا جوع ولا عطش ولا فيها افة من افات سائر الطريق البتة وعليها من الله حارس وحافظ يكلأ السالكين فيها ويحميهم ويدفع عنهم ولا يعرف قدر هذه الطريق الا من عرف طرق الناس وغوائلها وافاتها وقطاعها والله المستعان طيب مرة اخرى اؤكد على هذا الكلام كله واهميته اه ثم قال فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة التبتل قال الله تعالى واذكر اسم ربك وتبتل اليه تبتيلا والتبتل الانقطاع وهو تفعل من البتل وهو القطع وسميت مريم البتول بانقطاعها عن الازواج وعن ان يكون لها نظراء من نساء زمانها ففاقت الزمان نساء الزمان شرفا وفضلا وقطعت منهن والمصدر بتل تبتلا كالتعلم والتفهم ولكن جاء على التفعيل مصدر تفاعل لسر لطيف فان في هذا الفعل ايذانا بالتدريج والتكلف والتأمل والتكثر والمبالغة فاتى بالفعل الدال على احدهما. وبالمصدر الدال على الاخر يعني تبت تال وتبتيل تبتل وتبتيل كل واحدة منها لها مصدر فكأنه قيل بتل نفسك الى الله تبتيلا وتبتل اليه تبتلا ففهم ففهم المعنيان من الفعل ومصدره ففهم المعنيان من الفعل ومصدره وهذا كثير في القرآن وهو من احسن الاختصار والايجاز الذين انتم تتخذونهم اولياء من دون الله اولئك هم يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. يعني اولئك الاولياء اولئك الانبياء اولئك الصالحون. اولئك هم في في ذاته انهم هذي فائدة جميلة ومهمة طيب طيب قال صاحب المنازل التبتل الانقطاع الى الله بالكلية وقوله عز وجل له دعوة الحق اي تجريد المحض ومراته بالتجريد المحض التبتل عن ملاحظة الاعوام بحيث لا يكون المتبتل كالاجير الذي لا يخدم الا لاجل الاجرة فاذا اخذها انصرف عن باب المستأجر بخلاف العبد فانه يخدم بمقتضى عبوديته لا للاجرة فهو لا ينصرف عن باب سيده الا اذا كان ابقا. والآبق قد خرج من شرف العبودية ولم يحصل له اطلاق فصار بذلك مركوسا عند سيده وعند عبيده وغاية شرف النفس دخولها تحت رق العبودية طوعا واختيارا ومحبة لا كرها وقهرا. كما قيل شرف النفس دخولها في رقهم والعبد يحوي الفخر للتمليك والذي حسن استشهاده بقوله له دعوة الحق في هذا الموضع ارادة هذا المعنى وانه تعالى صاحب دعوة الحق لذاته وصفاته وان لم يوجب لداعيه بها ثوابا فانه يستحقها لذاته فهو اهل ان يعبد وحده وحده ويدعى وحده ويقصد ويشكر ويحمد. ويحب ويرجى يخاف ويتوكل عليه ويستعان به ويستجار به ويلجأ اليه ويسند اليه فتكون الدعوة الالهية الحق له وحده فمن قام بقلبه هذا معرفة وذوقا وحالا صح له مقام التبتل والتجريد المحض وقد فسر السلف دعوة الحق بالتوحيد والاخلاص فيه والصدق ومرادهم هذا المعنى فقال علي رضي الله تعالى عنه دعوة الحق التوحيد وقال ابن عباس شهادة ان لا اله الا الله وقيل الدعاء بالاخلاص والدعاء الخالص لا يكون الا لله. ودعوة الحق دعوة الالهية وحقوقها وتجريدها واخلاصها اخر السطر في الصفحة قال ثم ذكر الشيخ ما يعين على هذا التجريد وباي شيء يحصل فقال يحسم الرجاء بالرضا او يحسم الرجاء بالرضا وقطع الخوف بالتسليم ورفض المبالاة بشهود الحقيقة يقول ان الذي يحسم مادة رجاء المخلوقين من قلبك هو الرضا بحكم الله عز وجل وقسمه لك ومن رضي بحكم الله وقسمه لم يبقى لرجاء الخلق في قلبه موضع والذي يحسم مادة الخوف هو التسليم لله فان من سلم لله واستسلم له وعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وانما اخطأه لم يكن لم يكن ليصيبه وعلم انه لن يصيبه الا ما كتب الله له لم يبقى لخوف المخلوقين لم يبقى لخوف المخلوقين في قلبه موضع ايضا فان نفسه التي يخاف عليها قد سلمها الى وليها ومولاها وعلم انه لا يصيبها الا ما كتب الله لها. وان ما كتب لها لابد ان يصيبها فلا معنى للخوف من غير الله بوجه وفي التسليم ايضا فائدة لطيفة وهي انه اذا سلمها لله فقد اودعها عنده واحرزها في حرزه وجعلها تحت كنفه حيث لا تنالها يد عدو عاد ولا بغي باغ عاتب طيب آآ ننتقل الان الى منزلة الرجاء ننتقل الى منزلة الرجاء ومنزلة الرجاء من اهم المنازل في اه مدارج السالكين. على انها ليست طويلة يعني ذاك الطول يعني تقريبا اه فيها اه خمسة وثلاثين صفحة لكنها آآ في غاية الاهمية. وفيها عدة فوائد يعني ليست الفائدة فقط فيما يتعلق بمنزلة الرجاء وانما اه بالاضافة الى ذلك بالاضافة الى ذلك اه وبالاضافة الى التكامل الموجود فيها يعني من حيث الادلة ومن حيث الضوابط ومن حيث الوسائل ومن حيث علاقة الرجاء بغيره من المقامات ومن حيث ومن حيث ومن حيث الا ان هذا الموضع في الكتاب هذا الموضع في الكتاب هو من افضل المواضع في منهجية النقد من افضل المواضع في منهجية النقد وفي ادب النقد مع الكبار موضع من المواضع الفخمة جدا سنقرأها باذن الله وسنقرأ اغلب المنزلة ان شاء الله اه واعيد مرة اخرى واؤكد انه فرقوا اثناء القراءة بينما هو تعريف وبينما هو دليل وبينما هو وسيلة وبينما هو ضابط وبينما هو علاقة وبينما هو اثار فهذه من افضل طرق تثبيت العلم وفهمه قبل ذلك. اذا يقول فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة الرجاء. قال الله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه طبعا الان معناها هذي الاية انه آآ انكم انتم تدعون غير الله هؤلاء الذين آآ او الذين يتحدث عنهم الله انهم انهم يدعون غير الله يدعون اناس من الصالحين او من الملائكة او من الانبياء تمام الله سبحانه وتعالى يقول لهم هؤلاء او اولئك الذين تدعونهم او اولئك الذين يدعونهم انتم لا تعرفون ما حال اولئك الانبياء والصالحين يبتغون رجاء يبتغون رحمة الله او يرجون رحمة الله ويخافون عذابه ويبتغون الى ربهم الوسيلة قال فابتغاء الوسيلة اليه طلب القرب منه بالعبودية والمحبة. فذكر مقامات الايمان الثلاثة التي عليها بناؤه الحب والخوف والرجاء. قال الله تعالى من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لات. وقال فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وقال تعالى اولئك يرجون الله والله غفور رحيم. وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بربه وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء طبعا نبه المخرج الى انه بهذا اللفظ آآ هو هو في مسند الامام احمد وليس في صحيحين بهذا اللقطة طيب الرجاء حاد يحدو القلوب الى بلاد المحبوب وهو الله والدار الاخرة ويطيب لها السير وقيل هو الاستبشار بجوده وفضل الرب تبارك وتعالى والارتياح لمطالعة كرمه سبحانه وتعالى. وقيل هو الثقة بجود الرب تعالى. هذي الان كلها تعاريف للرجاء هنا ضابط قال والفرق بينه وبين التمني ان التمني يكون مع الكسل ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد والرجاء يكون مع بذل الجهد وحسن بالتوكل ثم قال ولهذا اجمع العارفون على ان الرجاء لا يصح الا مع العمل والرجاء ثلاثة انواع نوعان محمودان ونوع غرور مذموم فالاولان المحمودان يعني رجاء رجل عمل بطاعة الله على نور من الله فهو راج لثوابه ورجل اذنب او رجاء رجل اذنب ذنوبا ثم تاب منها فهو راجع لمغفرة الله تعالى وعفوه واحسانه وجوده وحلمه وكرمه. والثالث رجل متماد في التفريط والخطايا يرجو رحمة الله بلا عمل. فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب الان سيذكر وسيلة قال وللسالك نظران نظر الى نفسه وعيوبه وافات عمله يفتح عليه باب الخوف ونظر الى سعة فضل ربه وكرمه وبره وبره يفتح عليه باب الرجاء اذا هنا نظران نظر الى النفس وافاتها وعيوبها وما عملت وما قدمت فهذا يفتح باب الخوف نظرا الى سعة فضل الله وكرمه وجوده واحسانه يفتح باب الرجاء ولهذا قيل في حد الرجاء هو النظر الى سعة رحمة الله ثم قال وسئل احمد بن عاصم ما علامة الرجاء في العبد فقال ان يكون اذا احاط به الاحسان الهم الشكر راجيا لتمام النعمة من الله عليه في الدنيا والاخرة وتمام عفوك عنه في في الاخرة طيب ننتقل الى كلام صاحب المنازل ومن هنا ابن القيم رحمه الله سيبدأ في درس عملي طويل وجميل مهم في غاية الاهمية في كيفية النقد ومنهجية الادب والتعامل والانتصار للحق وايضا فيها اشياء جميلة عن الرجاء يقول قال صاحب المنازل الرجاء اضعف منازل المريدين لانه معارضة من وجه واعتراض من وجه وهو وقوع في الرعونة في مذهب هذه الطائفة وفائدة واحدة نطق بها التنزيل والسنة ودخل في مسالك المحقين وتلك الفائدة هي كونه يبرد او يبرد حرارة الخوف حتى لا يفضي بصاحبه الى اليأس يعني صاحب الهروي يقول الرجاء ما في فائدة الا واحدة هي انه يبرد حرارة الخوف حتى الانسان ما ييأس بس والا هو ترى اضعف منازل المريدين. هنا يقول ابن القيم شيخ الاسلام اللي هو الهروي حبيب الينا والحق احب الينا منه وكل من عدا المعصوم صلى الله عليه وسلم فمأخوذ من قوله ومتروك ونحن نحمل كلامه على احسن ثم نبين ما فيه فبدأ يبين يحاول يعني يحمل هذا الكلام على احسن المحامل يعني يقول اضعف منازل المريدين بالنسبة الى غيره. بالنسبة الى غيره مما هو آآ اعلى آآ كمنزلة المعرفة والمحبة يعني هذا معنى كلام ابن القيم؟ يقول لانه معارضة من وجه لانهم عرظة من وجه يعني يقول اه لانه تعلق بمراد العبد من ربه من الاحسان والثواب والافظال وقد يكون مراده تعالى من عبده استيفاء حقه بحكم عدله يعني يقول الراجي الراجي يريد الاحسان والثواب والافضال فيقول هذا معارضة معارضة لله سبحانه وتعالى اه معارضة من وجه ليش؟ يقول لك قد يكون انه انه الله سبحانه وتعالى اه يريد انه يبتلي الانسان او يعاقب الانسان او يعامله بعدله فلمن واحد يرجو فهو يعارض ارادة الله من وجهه اه يقول واما وجه الاعتراض. نعم. هو الهروي يقول انه اعتراض ايضا يقول وجه الاعتراظ افهو ان القلب اذا تعلق بالرجاء ولم يظفر بمرجوه اعترض. حيث لم يحصل له مرجوه ولم يظفر به وان ظفر به اعترض حيث فاته غير ذلك كالمرجو ثم ذكر ايظا آآ وجه اخر من الاعتراظ لسه لسه ما جاء فرق الاختلاف يعني نستمع الكلام طويل وجميل درس عملي الى الى ابعد درجة حقيقة ثم الكلام لابن القيم يشرح ايضا كلامهم يقول واصحاب هذه الطريقة اول طريقهم الخروج عن نفوسهم فضلا عن حظوظها لانهم عاملون على ان يكونوا بالله لا بنفوسهم فغاية المحب ان يرضى باحكام محبوبه عليه ساءته ام سرته حتى يبلغ باحدهم هذا الحال الى ان ينشد احبك لا احبك للثواب ولكني احبك للعقاب وكل مآربي قد نلت منها سوى ملذوذ وجدي بالعذاب. يعني هذا مما ينشدونه يقولونه فيه طبعا وفيه ما فيه من الاشكال ولو كان نفسه لذة بالعذاب مقصود من العذاب لكان ايضا واقفا مع حظه ولكن اراد ان رضاه بمراد محبوبه منه ولو كان عذابه لم يدع فيه للرجاء موضع من الخوف الى اخره ثم يقول ابن القيم ثم اخبر اي الهروي في صفحة مئتين وثلاثة وعشرين ثم اخبر انه لم يأتي في القرآن والسنة الا لفائدة واحدة وهي تبريده لحرارة الخوف حتى لا يفضي بصاحبه الى انقياس. قال ابن القيم هذا وجه كلامه وحمله على احسن المحامل فيوقع هذا ونحوه من الشطحات التي ترجى مغفرتها بكثرة الحسنات ويستغرقها كمال الصدق وصحة المعاملة وقوة الاخلاص وتجريد التوحيد ولم تضمن العصمة لبشر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذي الاسطرة الان سيقرأها هي من اهم الاسطر في قضية النقد يقول وهذه الشطحات لانه هذه ليست خاصة بالشطحات المتعلقة بباب التصوف وانما هي عامة يقول وهذه الشطحات اوجبت فتنة على طائفتين من الناس. احداهما حجبت بها عن محاسن هذه الطائفة ولطف نفوسهم وصدق معاملتهم فاهدروها لاجل هذه الشطحات وانكروها غاية الانكار. واساءوا الظن بها بهم مطلقا. وهذا عدوان واسراف. فلو كان كل من اخطأ او غلط ترك جملة واهدرت محاسنه لفسدت العلوم والصناعات والحكم وتعطلت او الحكم وتعطلت معالمها يقول مما اوجب لاناس ان يسيئوا الظن بالمتصوفة جملة هو وجود مثل هذي الشطحات فلما وجدت مثل هذي اوجب هذا لبعض الناس غير المنصفين انهم اغلقوا النظر الحسن لاي شيء حسن في هذه الطائفة يقول حجبت بها عنهم اه محاسنهم ولطف نفوسهم وصدق معاملتهم الى اخره وهنا الجهة الاخرى يقول والطائفة الثانية حجبوا بما رأوه من محاسن القوم وصفاء قلوبهم وصحة عزائمهم وحسن معاملاتهم عن رؤية عيوب شطحاتهم ونقصانها فسحبوا عليها ذيل المحاسن او ذليل المحاسن واجر واجروا عليها حكم القبول والانتصار لها واستظهروا بها في سلوكهم وهؤلاء ايضا معتدون مفرطون والطائفة الثالثة وهم اهل العدل والانصاف الذين اعطوا كل ذي حق حقه وانزلوا كل ذي منزلة منزلته فلم يحكموا للصحيح بحكم السقيم المعلول ولا للمعلول السقيم بحكم الصحيح بل قبلوا ما يقبل وردوا ما يرد. وهذه الشطحات ونحوها هي التي حذر منها سادات القوم يعني سادات الصوفية الاوائل الكبار وذموا عاقبتها وتبرأوا منها حتى ذكر ابو القاسم القشيري في رسالته ان ابا سليمان الداراني رؤيا بعد موته فقيل له ما فعل الله بك؟ فقال غفر لي ما كان شيء اضر علي من اشارات القوم وقال ابو القاسم سمعت ابا سعيد الشحام يقول رأيت ابا سهل الصعلوكي في المنام فقلت له ايها الشيخ فقال دع التشيخ فقلت وتلك الاحوال فقال لم تغني عنا شيئا فقلت ما فعل الله بك؟ قال غفر لي بمسائل كانت تسأل عنها العجائز وآآ قال ابو سليمان الداراني تعرض علي النكتة من نكت القوم فلا اقبلها الا بشاهدي عدل الكتاب والسنة. وقال الجنيد مذهبنا مقيد بالكتاب والسنة. فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا ويقتدى به في طريقتنا هذا الى غير ذلك من الاقوال التي وردت عنهم مثل الفرخ فقال ما كنت تدعو به فقال كنت اقول اللهم ما كنت معاقبي به في الاخرة فعاقبني به في الدنيا فقال سبحان الله انك لا تطيق ذلك. الا سألت الله العفو والعافية الان بدأ الرد التفصيلي بالادلة فيما يتعلق بالموضوع نفسه. قال فاما قوله الرجاء اضعف منازل المريدين فليس كذلك بل هو من اجل منازلهم واعلاها واشرفها وعليه وعلى الحب والخوف مدار السير الى الله. وقد مدح الله تعالى اهله واثنى عليهم فقال لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا وفي الحديث الصحيح الالهي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما عن ربه عز وجل يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي وروى الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل انا عند ظن عبدي بي وانا معه اذا ذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ماء خير منهم وان اقترب الي شبرا اقتربت اليه ذراعا وان اقترب الي ذراعا اقتربت اليه باعا وان اتاني يمشي اتيته هرولة رواه مسلم وقد اخبر تعالى عن خواص عباده الذين كان المشركون يزعمون انهم يتقربون بهم الى الله انهم كانوا راجين له خائفين منه. فقال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونهم فالعين بيكون كشف الضر عنكم ولا تحويل اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا طيب الان يعلق على كلام الهروي مرة اخرى قوله لانه معارضة من وجه واعتراض من وجه يقال وهو عبودية وتعلق بالله من حيث اسمه المحسن البر كذلك التعلق والتعبد بهذا الاسم والمعرفة بالله هو الذي اوجب للعبد هو الذي اوجب للعبد الرجاء من حيث يدري ومن حيث لا يدري وقوة الرجاء على حسب قوة المعرفة بالله واسمائه وصفاته وغلبة رحمته وغضبه وغلبة رحمته غضبه ولولا روح الرجاء لعطلت عبودية القلب والجوارح وهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا بل لولا روح الرجاء لما تحركت الجوارح بالطاعة ولولا ريحه الطيبة لما جرت سفن الاعمال في بحر الارادات ولي من الابيات لولا التعلق بالرجاء تقطعت نفس المحب تحسرا وتمزقا. وكذلك لولا برده بحرارة الاكباد ذابت بالحجاب تحرك ايكون قط حليف حب لا يرى برجائه لحبيبه متألقا ام كلما قويت محبته له قوي الرجاء فزاد فيه تشوقا لولا الرجع يحدو المطي لما سرت بحمولها لديارهم ترجو اللقاء قالوا على حسب المحبة وقوتها يكون الرجاء. فكل محب راج خائف خائف بالضرورة فهو ارجى ما يكون لحبيبه احب ما يكون اليه وكذلك خوفه فانه يخاف سقوطه من عينه وطرد محبوبه له وابعاده واحتجابه عنه فخوفه اشد خوف ورجاءه ذاتي للمحبة فانه يرجوه قبل لقائه والوصول اليه فاذا لقيه ووصل اليه اشتد الرجاء له لما يحصل له به من حياة روحه ونعيم قلبه من الطاف محبوبه وبره وبره واقباله عليه ونظره اليه بعين الرضا وتأهيله في محبته وغير ذلك مما لا حياة للمحب ولا نعيما ولا فوز الا بوصوله اليه من محبوبه. فرجاءه اعظم رجاء واجله واتمه فتأمل هذا الموضع حق التأمل يطلعك على اسرار عظيمة من اسرار العبودية والمحبة فكل محبة فهي مصحوبة بالخوف والرجاء وعلى قدر تمكنها من قلب المحب يشتد خوفه ورجاءه لكن خوف المحب لا يصحبه وحشة بخلاف خوف المسيء ورجاء المحب لا يصحبه علة بخلاف رجاء الاجير واين رجاء المحب من رجاء الاجير وبينهما كما بين حاليهما وبالجملة الرجاء ضروري للمريد السالك والعارف لو فارقه لحظة لتلف اوكاد فانه دائر بين ذنب يرجو غفرانه وعيب يرجو اصلاحه وعمل صالح يرجو قبوله واستقامة يرجو حصولها ودوامها وقربا من الله ومنزلة عنده يرجو وصوله اليها ولا ينفك احد من السالكين عن هذه الامور او بعضها. فكيف يكون الرجاء من اضعف منازله وهذه حاله واما حديث المعارضة والاعتراظ فباطل فان الراجي ليس معارضا ولا معترظا. بل راغبا راهبا مؤملا لفضل ربه وحسن الظن به متعلق بالامل او متعلق بالامل ببره وجوده عابدا له باسمائه المحسن البر المعطي الحليم الغفور الجواد الوهاب الرزاق والله سبحانه وتعالى يحب من عبده ان يرجوهم ولذلك كان عند رجاء العبد له وظنه وظنه به والرجاء من الاسباب التي ينال بها العبد ما يرجوه من ربه. بل هو من اقوى الاسباب ولو تضمن معارضة واعتراضا لكان ذلك في الدعاء والمسألة اولى فكان دعاء العبد ربه وسؤاله ان يهديه ويوفقه ويسدده ويعينه ويغفر ذنوبه ويدخله الجنة وينجيه من النار معارظة واعتراظا لان الداعي راج وطالب ما يرجو فهو اولى حينئذ بالمعارضة. والاعتراض الان يفسر لماذا وصل الشيخ او لماذا حدث هذا الاشكال عند الشيخ وهذي اسمها معرفة اسباب المقولات معرفة اسباب المقولات والذي يفقه اسباب المقولات فانه يأخذ من العلم باصل باصل متين جدا ومن الفهم باصل متين جدا يقول والذي اوجب للشيخ هذا القدر الاسترسال في القدر والفناء في شهود الحقيقة الكونية فانه من الراسخين فيه الذين لا تأخذهم فيه لومة لائم وهو شديد في انكار الاسباب وهذا موضع زلت فيه اقدام ائمة اعلام. ولولا ان حق الحق اوجب من حق الخلق لكان في الامساك فسحة ومتسع طبعا لا يزال برد ايضا هناك كلام آآ للشيخ ابن القيم رحمه الله في الادب والتلطف مع الشيخ الهروي سيأتي ان شاء الله ثم قال وليس في الرجاء ولا في الدعاء معارضة لتصرف المالك في ملكه. فانه انما يرجو تصرفه في ملكه ايضا بما هو اولى واحب الامرين اليه فان الفضل احب اليه من العدل والعفو العدل يقصد المقتضي للعقوبة والعفو احب اليهم الانتقام والمسامحة احب اليهم الاستقصاء والترك احب اليهم الاستيفاء ورحمته غلبت غضبه الراجي علق رجاؤه بتصرفه المحبوب له والمرضي له فلم يوجب رجاؤه خروجه عن تصرفه في ملكه بل اقتضى عبوديته وحصول احب التصرفين اليه. وهو سبحانه وتعالى لا ينتفع باستفاء حقه وعقوبة عبده حتى يكون رجاءه مبطل لذلك وانما العبد استدعى العقوبة واخذ الحق منه واخذ اخذ الحق منه لشركه بالله اه اللي استدعى العقوبة واخذ الحق منه لشركه بالله وكفره به واجتهاده في غضبه ولغضبه موجبات واثار ومقتضيات والعبد مؤثر لها ساع في تحصيلها وربه يحذره ويبصره ويناديه هلم الي احمك واصنك وانجك مما تحذر واؤمنك مما تخاف وهو يأبى الا شرودا عليه ونفارا عنه ومصالحة لعدوه ومظاهرة له على ربه ومتطلبا لمرضاة خلقه بمساخطه رضا المخلوق اثر عنده من رضا خالقه وحقه اكد عنده من حقه وخوفه رجاؤه وحبه في قلبه اعظم من خوفه من الله ورجائه حبه فلم يدع لفضل ربه وكرامته وثوابه اليه طريقا بل سددونه طرق مجاريها بجهده واعطى بيده لعدوه فصالحه وسمع له واطاع وانقاد الى مرضاته فجاء من الظلم باقباحه واشده فهو الذي عارض مراده به منه بمراده وهواه وشهوته. ثم قال والرب تبارك وتعالى ليس له ثأر عند عبده فيدركه بعقوبته ولا يتشفى بعقابه ولا يزيد ذلك في ملكه مثقال ذرة لا ينقص مغفرته او لا ينقص بمغفرته ربما ولو غفر ولو غفر لاهل الارض كلهم لما نقص مثقال ذرة من ملكه كيف والرحمة اوسع من العقوبة واسبق من الغضب واغلب له وهو قد كتب على نفسه الرحمة؟ فرجاء العبد له لا ينقص شيئا من حكمته ولا ينقص شيئا ذرة من ملكه ولا يخرجه عن كمال تصرفه ولا يوجب خلاف كمال ولا تعطيل اوصافه واسمائه ولولا ان العبد هو سد على نفسه طرق الخيرات واغلق دونه ابواب الرحمة بسوء اختياره لنفسه لكان ربه له فوق رجائه وفوق امل وانا ارى حقيقة انه مثل هذا الكلام هو من مظان الاجابات عن بعض الاشكالات والشبهات التي آآ يعني يصعب ان تجد الجواب فيها في مواضع متخصصة اه يعني مثل مثل الاسئلة التي تأتي عن اه عن العذاب ولماذا العذاب والخلود وما الى ابن القيم هنا يغوص في اعماق هذي القضية كيف يعني ايش ايش جناية الانسان؟ وانه يعني مثل هذه المعاني حقيقة طبعا هو كررها ومرت معنا لكن هذا المعنى عظيم جدا جدا يعني يقول واما استسلام العبد لربه واستسلامه اه بانطراحه بين يديه ورضاه وبمواقع حكمه فما ذاك الا رجاء منه ان يرحمه ويلقي له عثرته ويعفو عنه ثم قال اه واما رضاه بمراده منه وان عذبه فهذا هو الرعونة كل الرعونة هذا تعليق على مثل تلك الابيات اللي قرأناها فان مراده سبحانه نوعان مراد يحبه ويرضاه ويمدح فاعله ويواليه فموافقته في هذه في هذا المراد هو عين وهذا في صحيح مسلم. وفي المسند عنه صلى الله عليه وسلم قال ما سئل الله ما سئل الله شيئا وما سئل الله شيئا احب اليه من سؤال العفو والعافية وقال لبعض اصحابه ما تقول اذا صليت؟ فقال محبته وارادته اه خلافه رعونة ومعارضته ومعارضة واعتراظ ومراد يبغضه ويكرهه ويمقت فاعله ويعاديه فموافقته في هذا المراد عين مشاقته ومعاداته ومخالفته والتعرض لمقته وسخطه فهذا الموضع موضع فرقان فالموافقة كل الموافقة معارضة هذا المراد واعتراضه بالدفع والرد بالمراد الاخر فالعبودية الحقة معارضة مراده بمراده ومزاحات مزاحمة احكامه باحكامه فاستسلامه لهذا المراد المكروه المسخوط وما يوجبه ويقتضيه عين الرعونة للخروج عن العبودية وهو عين الدعوة الكاذبة اذ لو كان مصدر ذلك الاستسلام والموافقة وترك بعض المعارضة لكان ذلك مخصوصا بمحابه ومراضيه واوامره التي الاستسلام لها والموافقة فيها وترك معارضتها هو عين المحبة والموالاة آآ ثم قال في اخر آآ صفحة آآ مئتين واربعة وثلاثين. قال واما كون الرجاء وقوفا مع الحظ واصحاب هذه الطريقة قد خرجوا عن نفوسهم فكيف حبوبهم؟ فيا لله فيا لله العجب اي رعونة فيمن يجعل رجاء العبد ربه وطمعه في بره واحسانه وفضله وسؤاله ذلك من قلبه ولسانه. فان الرجاء هو استشراف القلب اللي لما يرجوه. فاذا كان العبد دائما مستشرف بقلبه سائلا بلسانه طالبا لفضل ربه فاي رعونة ها هنا؟ وهل الرعونة كل الرعونة الا خلاف ذلك ومن العجب دعواهم خروجهم عن نفوسهم وهم اعظم الناس عبادة لنفوسهم وليس الخارج عن نفسه الا من جعلها حبسا على مراد الله الديني للامر النبوي. ودلها لله في اقامة دينه وتنفيذه بين اهل العناد بين اهل العناد والمعارضة والبغي فانغمس فيهم يمزقون اديمه ويرمونه بالعظائم ويخيفونه بانواع المخاوف ويتطلبون دمه بجهدهم لا تأخذهم في جهادهم في الله لومة لائم. يصدع بالحق عندما يخافه ويرجوه. عند من يخافه ويرجوه. قد في مدحهم وثنائهم وتعظيمهم وتشيخهم له وتقبيل يده وقضاء حوائجه يصيح فيهم من نصائح جهارا ويعلن لهم بها ويسر لهم اصرارا قد تجرد عن الاوضاع والقيود والرسوم. وتعلق بمرض الحي القيوم مقامه ساعة في جهاد اعداء الله ورباطه ليلة على ثغر الايمان اثر عنده واحب اثر عنده واحب اليه من من فناء ومشاهدات واحوال هي اعظم عيش النفس اعلى قوتها واوفر حظها ويزعم انه قد خرج عن نفسه فكيف حظها اذا؟ اي فكيف حظها؟ ولعله قد خرج عن مراد ربه من عبوديته الى عين مراده وهو حظه ولو فتش نفسه لرأى ذلك فيها عيانا. وهل الرعونة كل الرعونة الا دعواه انه يحب ربه لعذابه لا لثوابه. وان انه اذا احبه واطاعه للثواب كان ذلك حظا وايثارا لمراد النفس. بخلاف ما اذا احبه واطاعه ليعذبه فانه لا حظ للنفس في ذلك فوالله ليس فيه انواع الرعونة والحماقة اقبح من هذا ولا اسمج. وماذا يلعب الشيطان بالنفوس؟ وان نفسا وصل بها تلبيس الشيطان الى هذه الحالة لمحتاجة الى سؤال معافى فزن احوال الانبياء والرسل والصديقين وسؤالهم ربهم على احوال هؤلاء الغالطين الذين مرجت بهم نفوسهم ثم مقاييس بينهما وانظر التفاوت فاين هذا من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم؟ اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك ومعافاتك من عقوبتك وبك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. وقوله لعمه العباس يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية. وقوله ابو بكر الصديق رضي الله عنه قد سأله المعلمه دعاء يدعو به في صلاته قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم وقوله او قوله لصديقة النساء وقد سألته دعاء تدعو به ان وافقت ليلة القدر فقال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني وقوله في دعائه الذي كان لا يدعه وان دعا بدعاء اردف اياه ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وقد اثنى الله على خاصته وهم اولوا الالباب بانهم سألوه ان يقيهم عذاب النار فقال ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. وقال صلى الله عليه وسلم لام حبيبة لقد لو سألت الله ان يجيرك من عذاب النار لكان خيرا لك وكان يستعيذ كثيرا من عذاب النار ومن عذاب القبر. وامر المسلمين ان يستعيذوا في تشهدهم من عذاب القبر وعذاب النار وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال حتى قيل ان هذا الدعاء واجب في الصلاة لا تصح الا به. وهذا اعظم من ان نستقصيهم. ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مريض يعوده فرآه اسأل الله الجنة واعوذ به من النار. اما اني لا احسن دندنتك ولا دندنة معاذ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حولها ندندن فاين هذا من حال من قال لا احبك لثوابك لانه عين حظي وانما احبك لعقابك لانه لا حظ لي فيه. والرجاء عين الحظ ونحن قد خرجنا عن نفوسنا فما لنا وجه رجاء فهذا وامثاله احسن ما يقال فيه انه شطح قد يعذر فيه صاحبه اذا كان مغلوبا على عقله كالسكران ونحوه ولا تهدر محاسنه ومعاملاته واحواله وزهده ولكن الذي ينكر كون هذا من الاحوال الصحيحة والمقامات العلية التي يتعاطاها العبد ويشمل اليها فهذا الذي لا تلبس عليه الثياب ولا نصبر عليه نفوس العلماء وحاشى سادات القوم وائمتهم من هذه الرعونات بل هم ابعد الناس عنها. نعم قد يعرض لاحدهم قد يعرض لاحدهم حال يحدث نفسه فيه اه بانه لو عذبه لكان راضيا اه بعذابه كرضا صاحب الثواب بثوابه ويعزم على ذلك بقلبه ولكن هذا وامنية وعند الحقيقة لا يكون لذلك اثر البتة ولو امتحنه بادنى محنة لصاح واستغاث وسأل العافية كما جرى للقائل وهو وليس لي من هواك بد فكيف ما شئت فامتحني فامتحنه بعسر البول فطاحت هذه الدعوة عنه واضمحل حالها وجعل يطوف على صبيان المكاتب ويقول ادعوا لعمكم الكذاب فالعزم على الرضا لون وحقيقته لون اخر. واما قوله وانما نطق به التنزيل لفائدة وهي وهي كونه يبرد حرارة الخوف او يبرد الخوف فيقال بل فوائده كثيرة او له فوائد بل له فوائد كثيرة اخرى مشاهدة منها اظهار العبودية والفاقة والحاجة الى ما يرجوه من ربه ويستشرفه من احسانه. وانه لا يستغني عن فضله واحسانه طرفة عين ومنها انه سبحانه يحب من عباده ان يأملوه ويرجوه ويسألوه من فضله لانه الملك الحق الجواد اجود من سئل واوسع من اعطى واحب ما الى الجواد ان يرجى ويؤمل ويسأل وفي الحديث من لم يسأل الله يغضب عليه. والسائل راج وطالب. فمن لم يرجو الله يغضب عليه فهذه فائدة اخرى من فوائد الرجاء وهي التخلص به من غضب الله. ومنها يشوب الفهم الانسان لما يكون فاهم الشريعة والتعبد على الميزان النبوي ومنها ان الرجاء حاد يحدو به في سيره الى الله ويطيب له او يطيب له المسير ويحثه عليه ويبعثه على ملازمته فلولا الرجاء لما صار احد فان الخوف وحده لا يحرك العبد وانما يحركه الحب ويزعجه الخوف ويحدوه الرجاء مرة اخرى يحركه الحب ويزعجه الخوف ويحدوه الرجاء مرة ثالثة يحركه الحب ويزعجه الخوف ويحدوه الرجاء ومنها ان الرجاء يطرحه على عتبة المحبة ويلقيه في دهليزها فانه كلما اشتد رجاؤه وحصل له ما يرجوه ازداد حبا لله تعالى وشكرا له ورضا به وعنه ومنها انه يبعثه على اعلى المقامات وهو مقام الشكر الذي هو خلاصة العبودية فانه اذا حصل له مرجوه كان ادعى لشكره هذي ثاني مرة يتكلم عن منزلة الشكر وهو ان كانت ستأتي بالتفصيل لكن هنا يعني يتكلم عن عن اه او اشار ثاني مرة في في الكتاب الى ان الشكر له منزلة خاصة عند الله سبحانه وتعالى. يقول وهو مقام الشكر الذي هو خلاصة العبودية مقام الشكر الذي هو خلاصة العبودية طيب اه قال ومنها انه يوجب له المزيد من معرفة الله واسمائه ومعانيها والتعلق بها فان الراجي متعلق باسمائه الحسنى متعبد بها داع بها. قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فلا ينبغي ان يعطل دعاؤه باسمائه الحسنى التي هي اعظم ما يدعوه ما يدعو بها الداعي فالقدح في مقام الرجاء تعطيل لعبودية هذه الاسماء وتعطيل للدعاء بها ومنها ان المحبة لا تنفك عن الرجاء كما تقدم فكل واحد منها يمد الاخر ويقويه. انا اقول الحمد لله انه في احد ادعى انه ما في فائدة للرجاء الا انه اه يا لها من ثلاثة من ينالها يرقى يوم المزيد فوق المنابر فاجتهد في الذي يقال لك فاجتهد في الذي يقال لك البشرى يوم ضرب البشائر عمل خالص بميزان وحي مع سر هناك في القلب وبس يبرد حرارة الخوف حتى يستخرج ابن القيم هذه الفوائد للرجاء. كل فائدة من هذي الفوائد للرجاء حقيقة عظيمة جدا جدا جدا يعني التخلص من غضب الله حاد يحدو الى السير يطرحه على عتبة المحبة يبعثه على اهل المقامات وهو الشكر يوجب له المزيد من معرفة الله واسمائه وحسناته هو اسمائه وصفاته ثم قال آآ انافقت حين العناوين قال ومنها ان المحبة لا تنفك عن الرجاء كما تقدم فكل واحد منهما يمد الاخر ويقويه. ومنها ان الخوف مستلزم للرجاء والرجاء مستلزم للخوف فكل راج خائف وكل خائف راج ولاجل هذا حسن وقوع حسن وقوع الرجاء في موضع يحسن وفيه وقوع الخوف قال الله تعالى ما لكم لا ترجون لله وقارا. قال كثير من المفسرين من معنى ما لكم لا تخافون لله عظمة. قالوا والرجاء بمعنى الخوف والتحقيق انه ملازم له. فكل راج خائف من فوات مرجوه والخوف بلا رجاء يأس وقنوت. قال تعالى قل للذين امنوا يغفروا للذين لا يرجون ايام الله. قالوا في تفسيرها لا يخافون وقائع الله بهم كوقائعه قبلهم من الامم ومنها ان العبد اذا تعلق قلبه برجاء ربه فاعطاه ما رجاه كان ذلك الطف موقعا واحلى عند العبد وابلغ من حصول ما لم يرجع وهذا احد الاسباب والحكم في جعل المؤمنين بين الرجاء والخوف في هذه الدار. فعلى قدر رجائهم مرة اخرى قال ومنها ان العبد اذا تعلق قلبه برجاء ربه فاعطاه ما رجاه كان ذلك الطف موقعا واحلى عند العبد وابلغ من ما لم يرجو وهذا احد الاسباب والحكم في جعل المؤمنين بين الرجاء والخوف في هذه الدار فعلى قدر رجائهم وخوفهم يكون فرحهم بالقيامة بحصول مرجوهم واندفاع مخوفهم. ومنها ان الله سبحانه وتعالى يريد من عبده تكميل مراتب عبوديته من الذل والانكسار والتوكل والاستعانة والخوف والرجاء والصبر والشكر والرضا والانابة وغيرها. ولهذا قدر عليه الذنب وابتلاه به لتكمن مراتب عبوديته بالتوبة التي هي من احب عبوديات عبده اليه فكذلك تكميلها بالرجاء والخوف. ومنها ان في الرجاء من الانتظار والترقب والتوقع لفضل الله ما يوجب تعلق القلب بذكره. ودوام الالتفات اليه بملاحظة اسمائه صفاته وتنقل القلب في رياضه العنيقة واخذه بنصيبه من كل اسم وصفة كما تقدم بيانه. فاذا فني عن ذلك وغاب عنه فاته لحظة فاته حظه ونصيبه من معاني هذه الاسماء والصفات الى فوائد اخرى كثيرة يطالعها من احسن تأمله وتفكره في استخراجها. وبالله التوفيق الان الان بعد ان اعتذر الهروي ثم حمل كلامه على احسن المحامل ثم رد عليه وذكر الادلة وناقش علميا فوائد الرجاء ختم الانتقاد كله هذا باعتذار وبالاتفاقات والله يشكر لشيخ الاسلام سعيه ويعلي درجته ويجزيه افضل جزاءه ويجمع بيننا وبينه في محل كرامته فلو وجد مريده من مريده يقصد نفسه سمى نفسه مريدا له من باب الادب والتواضع والاحترام قال فلو وجد مريده سعة وفسحة في ترك الاعتراض عليه واعتراض كلامه لما فعل كيف وقد نفعه الله بكلامه وجلس بين يديه مجلس التلميذ من استاذه وهو احد من كان على يديه فتحه يقظة ومناما وهذا غاية المكل في هذا الموضع فمن كان عنده فضل علم فليجد به او فليعذر ولا يبادر الى الانكار. فكم بين الهدهد ونبي الله سليمان وهو يقول له احط بما لم تحط به وليس شيخ الاسلام اعلم من نبي الله وللمعترض عليه باجهل من الهدهد. والله المستعان وهو اعلم ايش الجمال هذا؟ ايش الجمال يعني جمال ابراهيم طيب اه نختم بالابيات التي اه ذكرها في اخر منزلة الرجاء يقول اه مت بداء الهوى والا فخاطر واترك الحي والعيون نواظر لا تخف وحشة الطريق اذا جئت وكن في خفارة الحب سائر واصبر النفس ساعة عن سواهم فاذا لم تجب لصبر فصابر وصم اليوم واجعل الفطر يوما فيه تلقى الحبيب بالبشر شاكر وافطم النفس عن سواه فكل العيش بعد الفطام نحوك صائر وتأمل سريرة القلب واستحي من الله يوم تبلى السرائر واجعل الهم واحدا يكفيك الله هموما شتى فربك قادر. وانتظر يوم دعوة الخلق الى الله ربه من بطون المقابر واستمع ما الذي به انت تدعى من صفات تلوح وسط المحاضر وسمات تبدو على اوجه الخلق عيانا تجلى على كل ناظر او يا اخا اللب انما السير عزم ثم صبر مؤيد بالبصائر يا لها من ثلاثة