وهي ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ثم ذكر ثمرة اخرى وهي ان فيها ذكر الله سبحانه وتعالى ولا ثمرة ذكره في الصلاة اعظم من ثمرة نهيه عن الفحشاء والمنكر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لك الحمد في الاولى والاخرة ولك الحكم واليك المصير اللهم انا نسألك ان تنزل علينا رحمتك وبركتك اله الحق اللهم احفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا وعن ايماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك ان نغتال من تحتنا اللهم اشرح صدورنا ويسر امورنا واغفر ذنوبنا وبارك فيما نتعلم وفيما نقرأ وفيما ندرس ندرس وفيما نعمل يا رب العالمين اما بعد فهذا هو المجلس السابع عشر من مجالس اه مقاصد مدارج السالكين. واليوم عندنا منزلة الذكر بعد ان كنا قد فرغنا يوم امس. من منزلة الانس آآ بالله سبحانه وتعالى قال الامام ابن القيم رحمه الله فصل من منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة الذكر وهي منزلة القوم الكبرى التي منها يتزودون وفيها يتجرون واليها دائما يترددون. والذكر منشور الولاية الذي من اعطيه اتصل ومن منعه عزل وآآ وهو قوت قلوب القوم الذي متى فارقها صارت الاجساد لها قبورا وهو قوت قلوب القوم الذي متى فارقها صارت الاجساد لها قبورا هذي الجملة لعلها مأخوذة من الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت وهذا حديث عظيم جدا جدا يعني يستطيع الانسان ان يقف مع معه وقفة طويلة آآ ليعلم قيمة الذكر وليعلم الغاية من الوجود اه وليعلم قيمة ان يكون الانسان ذاكرا لربه فالذي يذكر ربه الذي لا يذكر ربه مثلا الحي والميت. يعني انسان انسان ميت يعني هو لماذا يعني هو يعيش فقط اه من الناحية البيولوجية فقط اما واما من الناحية الحقيقية وليس حيا قال وهو قوت القلوب قلوب القوم الذي متى فارقها آآ التي متى فارقها صارت الاجساد لها قبورا وعمارة ديارهم التي اذا تعطلت عنه صارت بورا وهو سلاحهم الذي يقاتلون به قطاع الطرق. وماؤهم الذي يطفئون به التهاب الطريق اه ودواء اسقامهم الذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب. والسبب الواصل والعلاقة التي كانت بينهم وبين علام الغيوب اذا مرضنا تداوينا بذكركم فنترك الذكر احيانا فننتكس اه به يستدفعون الافات ويستكشفون الكربات وتهون عليهم به المصيبات اذا اظلمهم اذا اظلهم البلاء فاليهما ملجأهم واذا نزلت بهم النوازل فاليه مفزعهم فهو رياض جنتهم التي فيها يتقلبون. ورؤوس اموال سعادتهم التي بها يتجرون يدع القلب الحزين ضاحكا مسرورا ويوصل الذاكر الى المذكور بل يدع الذاكر مذكورا. وفي كل جارحة من الجوارح عبودية مؤقتة والذكر عبودية القلب واللسان وهي غير مؤقتة بل هم يأمرون بذكر معبودهم ومحبوبهم في كل حال قياما وقعودا وعلى جنوبهم فكما ان الجنة قيعان وهو غراسها فكذلك القلوب بور خراب وهو عمارتها واساسها وهو جلاء القلوب وصقالها. ودواؤها اذا غشيها اعتلالها. وكلما ازداد الذكر الذاكر وكل ما ازداد الذاكر في ذكره استغراقا ازداد المذكور محبة الى لقائه واشتياقه واذا واطأ في ذكره قلبه للسانه نسي في جنب ذكره كل شيء وحفظ الله عليه كل شيء. وكان له عوضا من كل شيء به يزول الوكر عن الاسماع والبكم عن الالسن وتنقشع الظلمة عن الابصار زين الله به السنة الذاكرين كما زين بالنور ابصار الناظرين فاللسان الغافل كالعين العمياء والاذن الصماء واليد الشلة وهو باب الله الاعظم المفتوح بينه وبين عبده ما لم يغلقه العبد بغفلته قال الحسن البصري رحمه الله تفقدوا الحلاوة في ثلاثة اشياء في الصلاة في الذكر وقراءة القرآن فان وجدتم والا فاعلموا ان الباب مغلق تفقدوا الحلاوة في ثلاثة اشياء في الصلاة وفي الذكر وقراءة القرآن فان وجدتم والا فاعلموا ان الباب مغلق وبالذكر يصرع العبد الشيطان كما يصرع الشيطان اهل الغفلة والنسيان قال بعض السلف اذا تمكن الذكر من القلب فان دنى منه الشيطان صرعه كما يصرع الانسان اذا دنا منه الشيطان فيجتمع عليه الشياطين يقولون ما لهذا؟ فيقال قد مسه الانسي وهو روح الاعمال الصالحة فاذا خلى العمل عن الذكر كان كالجسد الذي لا روح فيه. والله اعلم طيب قال فصل وهو في القرآن على عشرة اوجه الان هذي نفس الطريقة المعتادة من ابن القيم استقراء الموضوعات عن طريق القرآن وهي قضية كما قلنا مهمة جدا جدا يعني يقول الذكر ورد في القرآن عن عشرة اوجه كما قلنا هذه الطريقة بها تعرف منزلة منزلة المقام الذي تبحث عنه الاول الامر به مطلقا ومقيدا ثاني النهي عن ضدهم الغفلة والنسيان. الثالث تعليق الفلاح باستدامته وكثرته. الرابع الثناء على اهله والاخبار بما اعد الله لهم من الجنة والمغفرة. الخامس الاخبار عن الخسران ملها عنه بغيره. سادس انه سبحانه جعل ذكره لهم جزاء لذكرهم له سابع الاخبار انه اكبر من كل شيء تامن انه جعل خاتمة انه جعله خاتمة الاعمال الصالحة كما كان مفتاحها التاسع الاخبار عن اهله بانهم هم اهل الانتفاع باياته وانهم اولوا الالباب دون غيرهم العاشر انه جعل جعله قرين الاعمال قرينا جميع الاعمال الصالحة وروحها فمتى علمته كانت كالجسد بلا روح والان سيذكر الامثلة من الايات القرآنية على كل واحد من هذه الوجوه العشرة اما الاول اللي هو الامر به مطلقا ومقيدا كقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا وقوله تعالى واذكر ربك في لنفسك تضرعا وخيفة وفيه قولان احدهما في سرك وقلبك والثاني بلسانك بحيث تسمع نفسك واما النهي عن ظده وهو الثاني فكقوله ولا تكن من الغافلين وقوله ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم واما تعليق الفلاح بالاكثار منه وهو الثالث فكقوله اذكروا الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون واما الثناء على اهله وحسن جزائهم وحسن الجزاءين فكقوله ان المسلمين والمسلمات الى قوله والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما واما خسران من لهى عنه فكقوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون من افعل ذلك فاولئك هم الخاسرون واما جعل ذكره لهم جزاء لذكرهم له فبقوله فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون واما الاخبار عنه بانه اكبر من كل شيء وهذا الوجه السابع فكقوله تعالى اتلوا ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر وفيها اربعة اقوال اربعة اقوال في ايش اربعة اقوال في معنى ولذكر الله اكبر الان الله سبحانه وتعالى قال واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر يعني هم الان الكلمات كمفردات مفهومة ذكر الله اكبر لكن اكبر من ايش هنا في خلاف بين العلماء. يقول احدها انه ان ذكر الله اكبر من كل شيء. فهو افضل الطاعات. لان لانه المقصود بالطاعات لان المقصود بالطاعات كلها اقامة ذكره فهو سر الطاعات وروحها اه مين يجيب دليل من القرآن على انه اه الغاية من الطاعات الذكر او حتى بعض الطاعات ان الغاية منها الذكر في سورة طه واقم الصلاة لذكري جميل. طيب اه الثاني المعنى الثاني او القول الثاني في تفسير المعنى ان المعنى انكم اذا ذكرتموه ذكركم فكان ذكره لكم اكبر من ذكركم اكبر من ذكركم له فعلى هذا المصدر مضاف انه الفاعل وعلى الاول مضاف للمذكور. الثالث ان المعنى ولذكر الله اكبر من ان يبقى معه فاحشة ومنكر. بل اذا تم اما الذكر محق كل خطيئة ومعصية هذا ما ذكره المفسرون وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية يقول معنى الاية هذا المعنى الرابع اه يقول ان في الصلاة فائدتين عظيمتين. للصلاة فائدتين عظيمتين احداهما نهيها عن الفحشاء والمنكر. والثانية اشتمالها على ذكر الله وتضمنها له ولما تضمنته من ذكر الله اعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر الان قول ابن تيمية ايش هو؟ في في معنى وذكر الله اكبر؟ يقول الله سبحانه وتعالى ذكر هنا ثمرة للصلاة يعني اكبر من نهي عن الفحشاء والمنكر. هذا مؤدى قول ابن تيمية رحمه الله تعالى. اه والقول اللي قبله اللي هو معناه يصير انه انه الصلاة تنهى الفحشاء والمنكر ترى وذكر الله نهيه عن الفحشاء والمنكر اكبر اكبر من نهي الصلاة عن آآ عن الفحشاء والمنكر والمعنى الثاني انه ولذكر الله اكبر من ذكره لكم من ذكركم له. ولذكر الله اكبر من ذكركم له. والمعنى الاول ولذكر الله اكبر مطلقا. مطلقة يعني هم اكبر من كل شيء هذي اربعة اقوال في اه تفسير الاية. اه ثم ذكر الوجه السابع الثامن عفوا. واما ختم الاعمال الصالحة به اه فكما ختم به عمل الصيام بقوله ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم. وختم به الحج في قوله فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله. وختم به الصلاة فاذا قضيتم الصلاة اذكروا الله وختم به الجمعة كقوله فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا. ولهذا كان خاتمة الحياة الدنيا واذا كان اخر اه كلام العبد ادخله الجنة ادخله الله الجنة شوفوا كيف الاستقراء القرآني الجميل وابراز هذا هذا المعنى. اه ثم الوجه التاسع اه واما اختصاص الذاكرين بالانتفاع باياته وهم اولو الالباب والعقول فكقوله تعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قيامه وقعوده وعلى جنوبهم واما مصاحبته لجميع الاعمال واقترانه به او انه روحها فانه سبحانه قرنه بالصلاة. كقوله واقم الصلاة لذكري وقرنه بالصيام وبالحج ومناسكه بل هو روح الحج ولبه ومقصوده. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا او السعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله وقرنه بالجهاد وامر بذكره عند ملاقاة الاقران ومكافحة الاعداء فقال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم ذكرته في ملأ خير منهم. وقد ذكرنا في الذكر نحو مائة فائدة في كتابنا الوابل الصيب ورافع الكلام الطيب. وذكرنا هناك اسرار الذكر وعظم نفعه وطيب ثمرته وذكرنا فيه ان الذكر ثلاثة انواع تفلحون وفي اثر الهي يقول الله تعالى ان عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه اي يعني قرينه في القتال اللي هو عدوه يعني اه سمعت شيخ الاسلام المقدس الله روحه بيستشهد به وسمعته يقول المحبون يفتخرون بذكر من يحبونه في هذه الحال كما قال عنترة ولقد ذكرتك والرماح نواهل او الرماح كأنها اشطان بئر في في لبان الادهم. وقال اخر ذكرتك والخطي يخطر بيننا وقد نهلت منا المثقفة السمر وقال اخر لقد ذكرتك والرماح شواجر النحو وبيظ الهند تقطر من دمي. وهذا كثير في اشعارهم وهو مما يدل على قوة المحبة فان ذكر المحبوب او ذكر المحب محبوبه في تلك الحال التي لا يهم المرء فيها آآ غير نفسه يدل على انه وعنده بمنزلة نفسه او اعز منها وهذا دليل على صدق المحبة والله اعلم فصل والذاكرون هم اهل السبق. كما روى مسلم في صحيحه من حديث العداء عن نبيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جندان فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون. قالوا وما المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. والمفردون اما واما الاحاد الفرادى وفي المسند مرفوعا من حديث ابي الدرداء رضي الله عنه الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعوها وارفعها في درجاتكم وخير لكم آآ عفوا الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من اعطاء الذهب والفضة وان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم قالوا يا رسول الله؟ قال ذكر الله عز وجل وآآ عن ابي هريرة وابي سعيد رضي الله عنهما انهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لا يقعد قوم يذكرون الله الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده. وهو في صحيح مسلم ويكفي في شرف الذكر ان الله يباهي ملائكته باهله. كما في صحيح مسلم عن معاوية رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من اصحابه فقال ما اجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للاسلام. ومن به علينا قال الله ما اجلسكم الا ذلك؟ قالوا االله ما الله ما اجلسنا الا ذلك. قال اما اني لم استحلفكم تهمة لكم. ولكن اتاني جبريل فاخبرني ان الله يباهي بكم الملائكة وسأل اعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم اي الاعمال افضل؟ فقال ان تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله وقال له رجل ان شرائع الاسلام كثرت علي فمرني بامر اتشبث به فقال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله هذا حديث عبد الله ابن بسر وحديث آآ حديث اسناده جيد طيب قال ابن القيم في المسند وغيره من حديث جابر رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ايها الناس ارتعوا في رياض الجنة. قلنا يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال مجالس الذكر وروى النبي صلى الله عليه وسلم عن ابيه ابراهيم ليلة الاسراء انه قال له اقرئ امتك مني السلام واخبرهم ان الجنة طيبة التربة عذبة الماء وانها قيعان وان غراسها قال الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وفي الصحيحين من حديث ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت ولفظ مسلم مثل البيت الذي يذكر الله فيه بيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت. فجعل بيت الذاكر بمنزلة بيت الحي وبيت الغافل بمنزلة بيت الميت وهو القبر وفي اللفظ الاول جعل الذاكر بمنزلة الحي والغافل بمنزلة الميت. فتضمن اللفظان ان القلب الذاكر كالحي في بيوت الاحياء والغافل كالميت في بيوت الاموات ولا ريب ان ابدان الغافلين قبور لقلوبهم ولا ريب ان ابدان الغافلين قبور لقلوبهم وقلوبهم فيها كالاموات في القبور. كما قيل فنسيان ذكر الله موت قلوبهم واجسامهم قبل القبور قبور وارواحهم في وحشة من جسومهم وليس لهم حتى النشور نشورا وكما قيل آآ فنسيان ذكر الله موت قلوبهم واجسامهم فهي القبور والدوارس وارواحهم في وحشة من حبيبهم ولكنها عند الخبيث اوانسه وفي الصحيح في الاثر الذي يرويه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكر الاسماء الصفات ومعانيها والثناء على الله بها وتوحيد الله بها وذكر الامر والنهي والحلال والحرام وذكر الالاء والنعماء والاحسان والايادي. هذي ثلاثة انواع من الذكر وانهم ثلاثة انواع ايضا هذا الان لمن قال وانه ثلاثة انواع الان هذا تقسيم باعتبار اخر كما قلنا الشيء الواحد يقسم باعتبارات وانه ثلاثة انواع ايضا ذكر يتواطأ عليه القلب واللسان وهو اعلاها وذكر بالقلب وحده وهو في الدرجة الثانية وذكر باللسان المجرد وهو في الدرجة الثالثة آآ ثم اطال في قول الله سبحانه وتعالى واذكر ربك اذا نسيت والخلاف في قضية الاستثناء في اليمين وما الى ذلك اه ثم الفناء بالذكر اه طيب اه نذهب الى صفحة مئتين وسبعة وسبعين قال فصل قال الهروي رحمه الله والذكر هو التخلص من الغفلة والنسيان. قال ابن القيم والفرق بين الغفلة والنسيان ان الغفلة ترك باختيار الغافل والنسيان تركن بغير اختياره. ولهذا قال تعالى ولا تكن من الغافلين ولم يقل ولا تكن من الناسين. فان النسيان لا يدخل تحت التكليف فلا ينهى عنه قال لها رويوها على ثلاث درجات الدرجة الاولى الذكر الظاهر ثناء او دعاء او رعاية الذكر الظاهر ثناء او دعاء او رعاية. يريد بالظاهر الجاري على اللسان المطابق للقلب لا مجرد الذكر اللساني فان القوم لا يعتدون به فاما ذكر الثناء هو قال ثناء ودعاء ورعاية يقول فاما ذكر الثناء فنحوا سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. واما ذكر الدعاء فنحو ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا ارحمنا لنكونن من الخاسرين ويا حي يا قيوم برحمتك استغيث ونحو ذلك واما ذكر الرعاية فمثل قول الذاكر الله معي الله ناظر الي الله شاهدي ونحو ذلك مما يستعمل لتقوية الحضور مع الله وفيه رعاية لمصلحة القلب ولحفظ الادب مع الله والتحرز من الغفلة والاعتصام الى الشيطان والنفس والاذكار النبوية تجمع الانواع الثلاثة فانها متضمنة للثناء على الله والتعرض للدعاء والسؤال والتصريح به آآ كما في الحديث افضل الدعاء الحمد لله. قيل لسفيان بن عيينة كيف جعلها دعاء قال اما سمعت قول امية ابن ابي الصلت لعبدالله ابن جدعان يرجو نائله ااذكر حاجتي ام قد كفاني حياؤك ان شيمتك الحياء اذا اثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضه الثناء فهذا مخلوق واكتفى من مخلوق بالثناء عليه من سؤاله فكيف برب العالمين؟ والاذكار النبوية متظمنة ايظا لكمال الرعاية ومصلحة القلب والتحرز من الغفلات والاعتصام من الوساوس والشيطان والله تعالى اعلم طيب نكتفي بهذا القدر وجزاكم الله خيرا وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين