ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فمرحبا بكم جميعا ايها الاخوة والاخوات واسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته هذه المجالس ايها الاحبة كما قد علمتم بشرح هذه المقدمة باصول التفسير ولا بأس ان اقدم بين يدي هذا الشرح بعض المقدمات التي قد تكون نافعة بين يدي دراسة هذا العلم فاصول التفسير بهذا التركيب وبهذا العنوان الذي عرف به هذا العلم يمكن ان يقال في بيانه وتعريفه بالنظر الى اجزاء هذا التركيب بان الاصول جمع اصل والاصل ما يبنى عليه غيره او ما يتفرع عنه غيره ويطلق الاصل على اطلاقات معروفة عند اهل العلم فيقال ذلك للراجح بالنسبة الى المرجوح فيقال للراجح اصل هذا هو الاصل يعني الراجح ويقال ايضا للمستصحب حينما نستصحب الاصل فان ذلك يطلق عليه الاصل ايضا كما يقال مثلا الاصل براءة الذمة فالذمة بريئة حتى يرد او يعرض ما يشغلها وحينما نستصحب هذا الاصل يقال لذلك المستصحب يقال له اصل ولهذا يقال ايضا يطلق الاصل على القاعدة المستمرة او القاعدة الكلية باي باب كان كان يقال مثلا الاصل في الفاعل الرفع وفي المفعول الناصب ويقال الاصل في المعاملات الحل والاصل في العبادات المنع والاصل في الفروج الحظر والاصل في الذبائح الحظر وما شابه ذلك وفي القواعد الاصولية الاصل بالامر الوجوب في النهي التحريم فكل هذا يقال له اصل يعني القاعدة القاعدة اصل على كل حال وهذا هو الذي يعنينا في هذا المقام كما سيتضح ويقال الاصل ايضا للدليل بالنسبة للمدلول ويقال الاصل في ذلك قول الله تعالى كذا الاصل في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم كذا يعني ما بني عليه الحكم هو الدليل المعين المذكور سواء كان ذلك من الكتاب او السنة او غير ذلك ويقال الاصل ايضا للمحتاج اليه كما يقال الاصل في الحيوان الغذاء يعني انه لا يستغني عن ذلك ويقال ايضا للاولى والاحرى كما يقال الاصل في الفاعل التقديم وفي المفعول التأخير مع انه يصح تقديم هذا على هذا وهكذا يقال الاصل في المبتدأ التقديم والاصل في الخبر التأخير مع انه يصح تقديم هذا على هذا وعلى كل حال الذي يعنينا من ذلك هو ما يتصل بالقاعدة المستمرة الاصول ايها الاخوان اذا نظرنا اليها باعتبار انها اسس ومباني يبنى عليها غيرها تتفرع عنها الفروع فهذه قواعد هي بهذا الاعتبار قواعد واذا نظرنا اليها باعتبار انها مسالك واضحة الى هذه القواعد فهي مناهج اذا نظرنا الى الاصول باعتبار انها مباني فذلك القواعد واذا نظرنا اليها باعتبار انها مسالك الى تلك المباني والقواعد فهذه بهذا الاعتبار مناهج ونحن نرى ونسمع كثيرا على قرة كتاب او في التعليم اصول التفسير ومناهج المفسرين فاصول التفسير هي القواعد التي يبنى عليها التفسير ومناهج المفسرين هي المسالك التي سلكها المفسرون في تفسيرهم لكتاب الله تبارك وتعالى فهذه مناهج المفسرين الاول كيف نفسر القرآن ما هي الاصول التي يبنى عليها التفسير والثاني كيف فسر القرآن ما هي المناحي والمسالك والطرق التي سلكها السالكون من المفسرين في تفسيرهم لكلام الله تبارك وتعالى على كل حال هذا ما يمكن ان يقال بهذا المقام ببيان الاصول وهي في حقيقتها العرفية اعني الاصطلاحية الاصول هي احكام كلية احكام قل لي يتعرف بها على احكام جزئياتها احكام كلية يعني ليست جزئية حينما نقول مثلا بان تفسير ابن عباس رضي الله عنهما ليس بحجة بنفسه مثلا هذا حكم جزئي هذا القول الذي قاله ابن عباس رضي الله عنهما ليس بحجة هذا حكم جزئي نعم لكن حينما نقول بان تفسير الصحابي حجة اذا كان مما لا مجال للرأي فيه او لم يعلم له مخالف حينما نقول هذا ونقيد الاول بانه لا يكون ممن عرف بالاخذ عن بني اسرائيل هذا حكم كل حينما نقول العبرة بعموم الالفاظ والمعاني لا بخصوص الاسباب هذا حكم كلي فحينما يرد علينا سبب نزول في اي موضع من المواضع مباشرة الحكم الكلي العبرة بعموم الالفاظ والمعاني لا بخصوص الاسباب حكم كلي نعم لكن حينما نأتي لموضع معين ونقول هذا سبب نزول ولفظه عام ولا يختص بهذه الواقعة او الحادثة مثل هذا ومن قبيل الحكم الجزئي اذا الاصول هي احكام كلية كم كلية يتعرف وياها على احكام جزئياتها وحينما نقول هي احكام كلية بمثل هذه العلوم اصول الفقه اصول التفسير القواعد الفقهية قواعد العربية نحو وما شابه ذلك المقصود بالكلية اي انها اغلبية اغلبية بمعنى انها تنطبق على اكثر الجزئيات فيكفي ان تكون منطبقة على اكثر الجزئيات لتلم شعثها فيسهل ضبط ذلك وحفظه فهذا كما سيأتي مما يقرب العلم ويسهل حفظه الى غير ذلك من الفوائد التي سيأتي ذكرها هذا بالنسبة لهذه العلوم وان كان اهل المنطق الذين يستعملون هذه الالفاظ بكثرة لفظ الكلي يقصدون به الذي ينطبق على جميع الجزئيات بحيث لا يتخلف فرد من الافراد وهذا لا يتأتى في قواعد العلوم الا فيما قل كقواعد الحساب قواعد الحساب هذي يمكن ان تكون قواعد كلية بمعنى كلية يعني تنطبق على جميع الجزئيات اما قواعد العربية نحو فتجد ان لها مستثنيات قواعد الاملاء لها مستثنيات خرج عن القاعدة كذا وكذا هذا خارج عن القاعدة قواعد الاصول قل الامر للوجوب هل كل امر للوجوب في الواقع سنجد اشياء نقول الا لصارف هناك اشياء عندنا لا نعلم لها صارفا ومع ذلك لا يقال انها للوجوب فتكون مما خرج عن هذا الاصل واذا عرفت هذا الموضع انحل عنك اشكالات بهذا الباب فان طالب العلم قد يحفظ هذه القواعد ثم يجد اشياء خارجة عنها ولا يعلم ما يصرفها فيظن ان القاعدة غير صحيحة او انه يحمل هذا المفرد او المثال على القاعدة فيأتي بقول قد لا يسبق اليه. يأتي بقول شاذ بعيد قد يكون هذا القول لم يسبق اليه على كل حال العلماء رحمهم الله في مثل هذه المواضع بمثل الامر للوجوب مثلا تجد انهم يبحثون عن مخارج وبعضهم يقول امر الوجوب الاصل في العبادات الا لصارف. واما في غيرها مثل الاداب فهو ليس للوجوب اظن انه لا حاجة لمثل هذا وانما يقال الاصل ان الامر للوجوب الا لصارف ولكن القواعد اغلبية اغلبية فيخرج عنها اشياء فلا تكونوا داخلة فيها نعم ولا نعلم لها صارفا ولا يكون ذلك من قبيل القادح في القاعدة لان القواعد كما قال الشاطبي لا يطلب فيها الكلية بمعنى الكلية يعني عند المناطق وانما يكفي ان تكون منطبقة على اكثر الجزئيات يكفي هذا على كل حال هذا فيما يتعلق الاصول الجزء الثاني من هذا المركب وهو التفسير اصول التفسير التفسير ما معناه تفسير في اللغة من الفسر ومعناه يرجع الى الكشف والابانة سواء كان ذلك في الامور الحسية او الامور المعنوية كشف المعنى الذي دل عليه اللفظ هذا امر معنوي وتقول فسر عن ذراعه يعني كشف كشف عنها فهذا امر حسي التفسير تدور معانيه ما يذكر في تفسيره في بيان معناه يدور على الكشف والبيان في الحسيات وفي المعنويات اخراج الشيء من مقام الخفاء الى مقام الى مقام التجلي هذا هو التفسير فهو مشتق من الفسر من الفسر وحقيقته العرفية يعني الاصطلاحي المعنى الاصطلاحي يمكن ان يقال بما يقربه ويبين المراد به بانه علم يبحث فيه عن احوال القرآن الكريم علم يبحث فيه عن احوال القرآن الكريم من حيث من حيث ماذا من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية علم يبحث فيه عن احوال القرآن يعني العلوم التي يبحث فيها عن احوال مثلا الملائكة عن احوال الرسل عليهم الصلاة والسلام العلوم التي يبحث فيها عن احوال الاحكام الفقهية هذه ليست هي التفسير هنا علم يبحث فيه عن احوال القرآن. من اي جهة؟ من جهة الاداء والالفاظ تجويد لا من حيث الدلالة على مراد الله تبارك وتعالى هذا هو التفسير لكن حينما نبحث عن القرآن من جهة المتكلم به انه كلام الله حقا بالفاظه ومعانيه ليس هذا هو التفسير مصدر القرآن وانما من حيث دلالته على مراد الله تعالى هذا هو التفسير بقدر الطاقة البشرية لماذا نقول بقدر الطاقة البشرية لانه لا يستطيع المفسر ان يحيط بجميع المعاني الاصلية والتكميلية التي يسمونها الخادمة ويستنبط جميع ما يدل عليه القرآن فان هذا لا يتأتى للمفسر وانما يذكر بعض ما لاح له من المعاني كشف عن مراد الله تبارك وتعالى فبيان المعاني معاني القرآن هذا هو التفسير هذا هو التفسير الغوص في الاستنباط لاستخراج الاحكام واللطائف والنكات البلاغية وما اشبه ذلك هل هذا من التفسير يقال الذي يتجه اليه هذا الاطلاق حينما يقال التفسير والكشف عن المعنى ما وراء ذلك من الغوص الى الاحكام المستخرجة المستنبطة بانواع طرق الدلالة حينما تنزل على النص ويستخرج منها الحكم والاحكام ولا طائف فمثل هذا يكون تابعا ويكون ملحقا التفسير يعني يكون من قبيل الزيادة على التفسير تفسير وبيان المعنى ما وراء ذلك هذا يكون تابعا ولاحقا له ولهذا تتفاوت مناهج العلماء رحمهم الله في التفسير فبعضهم يعنى باستخراج الاحكام الفقهية كالقرطبي وبعضهم يعنى بالقوالب اللفظية من الناحية البلاغية كصاحب الكشاف ومنهم من يعنى بالاعراب كضر كصاحب الدر المصون حلبي وعلى كل حال كل مفسر قد تغلب عليه صنعته وتخصصه ويظهر ذلك في تفسيره عرفنا الاصول وعرفنا التفسير ما معنى اصول التفسير يمكن ان نقول بعد هذا بالربط بين الجزئين بما اتضح من المعنى فنقول اصول التفسير هي الاحكام الكلية اخذه منين من الاصول ايه نقول الاحكام الكلية التي يتوصل بها التي يتوصل بها الى استنباط معاني القرآن الكريم ومعرفة كيفية الاستفادة منها كيفية الاستفادة منها الجزء الاول واضح اصول كلية يتوصل بها الى معرفة معاني القرآن كيفية الاستفادة منها؟ كيفية الاستفادة منها هذا باب الترجيح عند التعارض. تعارض الترجيح يعني اذا تجاذب هذا الموضع هذه الاية تفسير هذا الكلام تجاذبه قاعدتان ما الذي نرجحه ما الذي نقدمه احيانا تجد ان هذا الموضع قد يكون فيه ضمير تقول القاعدة انه يرجع الى اقرب مذكور انه يرجع الى اقرب مذكور ولكن قد توجد يوجد ما يعارض ذلك من قاعدة اخرى تحملنا على معنى او على قول اخر كما يوجد هذا ايضا في الاحكام الفقهية او في شرح الاحاديث فتجد القواعد تتجاذب هذا الموضع او الحكم وهذا واضح يعني خذ اي مسألة من المسائل الفقهية اي مسألة من المسائل الفقهية مسألة مس الذكر هل ينقض الوضوء او لا؟ والاحاديث الواردة في ذلك والكلام في صحتها وضعفها لو نظرت الى القواعد تجد ان عندنا من القواعد ان الاصل بقاء الطهارة فلا ينتقل عنها الا الا بيقين تجد عندنا قاعدة اخرى الحاضر مقدم على المبيح مثلا فهذه قاعدة القاعدة الاولى يترجح بها ان ذلك لا ينقض القاعدة الثانية الناقل عن الاصل مقدم على المبقي عليه تحملنا على ان نقول بان ذلك ينقض الوضوء هذا منحى بما يتصل بالنظر بهذا الموضع بهذه المسألة الفقهية والا فالكلام فيها في هذا وفي غيره على كل حال فاذا عندنا كيفية الاستفادة منها هذا باب التعارض والترجيح اذا تعارضت وتقابلت هذه الاصول والقواعد وتجاذبت الموضع المعين بعد ذلك اقول ما الفرق بين التفسير واصول التفسير من خلال ما سبق يكون قد اتضح التفسير والكشف عن المعنى اصول التفسير هي القواعد التي يبنى عليها التي يتوصل بها الى المراد الى مراد الله تبارك وتعالى من كلامه القواعد التي تكون الة في ايدينا نتوصل بها الى المعنى نتوصل بها الى التفسير فالقواعد اذا تكون وسيلة والتفسير بهذا الاعتبار يكون غاية بنغاية ما الفائدة من دراسة اصول التفسير ودراسة اصول العلوم عموما قواعد التفسير قواعد الفقه قواعد الاصول قواعد العربية نقول هذا في غاية الاهمية فهذه الاصول هي التي تؤسس طالب العلم فقد تقرأ كتابا في التفسير وقد تقرأ مئة كتاب ولكن في النهاية ان لم يكن عندك اصول تبني عليها فان هذه القراءة المجردة لا يمكن لا يمكن ان تخرج لنا مفسرا يمكن ان تقول قال ابن عباس رضي الله عنهما وقال مجاهد وقال عكرمة وقال ابن جرير وقال ابن كثير وقال الشنقيطي لكن حينما نضع بين يديك هذه الاقوال ونقول تعامل معها وبين لنا المعنى المراد هذا لابد له من الة هذا لابد له من اصول لابد له من قواعد يمكن ان تقرأ كتابا في الفقه او مئة كتاب ولكن بهذه القراءة المجردة لا يمكن ان تصير فقيها لكن غاية ما هنالك انك تقول قال مالك وقال الشافعي وقال احمد وقال الليث وقال الاوزاعي وقال ابن قدامة وقال النووي رحمهم الله جميعا ولكن حينما نأتي لك الاحاديث والنصوص ونقول استنبط الاحكام هذه اقوال هؤلاء العلماء في هذه المسائل وهذه دلائلهم رجح اناقش ان لم يكن عندك اصول انك لا تستطيع الا ان تردد هذه الاقوال. قال فلان قال فلان سواء من المتقدمين او من المتأخرين الذي يقرأ في كتب اهل العلم من المعاصرين يقول في فتاوى اللجنة الدائمة كذا وقال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله كذا وقال فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله كذا وقال فلان كذا وقال فلان كذا ليس هذا هو الفقه هذا ناقل لكن حينما تنزل نازلة ويقال له هات الحكم هنا ما يأتي قال فلان وقال فلان هنا لابد من اي من ان يكون عند الانسان ملكة واصول ايضا يرجع اليها فيستخرج ويستخرج الاحكام ويستنبط وهذا هو طالب العلم حقا وليس القارئ او الناقل لهذه الاقاويل فعلى كل حال اذا نحن بحاجة الى معرفة الاصول للعلوم كما يقول الشافعي رحمه الله الناس في العلم طبقات موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم به فحق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه والصبر على كل عارض دون طلبه واخلاص النية في استدراك علمه نصا واستنباطا والرغبة الى الله في العون عليه فانه لا يدرك خير الا بعونه يقول فان ادرك علم احكام الله في كتابه نصا واستدلالا ووفقه الله للقول والعمل بما علم منه فاز بالفضيلة في دينه ودنياه وانتفت عنه الريق ونورت في قلبه الحكمة واستوجب في الدين موضع الامامة هذا يمكن ان يقال في فضل هذا العلم علم اصول التفسير او علم التفسير عموما شيخ الاسلام رحمه الله يقول ما هو ادق من هذا واخص في الاصول نقول لابد ان يكون مع الانسان اصول كلية ترد اليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت والا فيبقى في كذب و وجهل وظلم في الكليات فيتولد فساد عظيم والزركشي صاحب المنثور في القواعد يقول فيه بان ضبط الامور المنتشرة المتعددة في القوانين المتحدة هو اوعى لحفظها اوعى لحفظها واوعى لضبطها وهي احدى حكم العدد التي وضع لاجلها. يقال عشرة مثلا بدل ما تقول واحد وواحد وواحد وواحد وواحد حتى تعد عشرة عشرة مرة بلفظة واحدة فهذا اخسر واسهل يقول والحكيم اذا اراد التعليم لابد ان يجمع بين بيانين اجمالي تتشوف اليه النفس وتفصيلي تسكن اليه الشيخ عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله لما تكلم على كتب شيخ الاسلام طريق الوصول الى العلم المأمول قد مضى الكلام على هذا يقول من اعظم ما فاقت به غيرها يعني كتب شيخ الاسلام ومن اهم ذلك اهم ما تفردت به على ما سواها ان مؤلفها رحمه الله يعتني غاية الاعتناء بالتنبيه على القواعد الكلية والاصول الجامعة والضوابط المحيطة بكل فن من الفنون التي تكلم بها يقول ومعلوم ان الاصول والقواعد للعلوم بمنزلة الاساس للبنيان والاصول للاشجار لا ثبات لها الا بها والاصول التي تبنى عليها الفروع والفروع تثبت وتتقوى بالاصول وبالقواعد والاصول يثبت العلم ويقوى. وينمى نماء مطردا وبها تعرف مآخذ الاصول وبها يحصل الفرقان بين المسائل التي تشتبه كثيرا وقال في موضع اخر من محاسن الشريعة وكمالها وجمالها وجلالها ان احكامها الاصولية والفروعية والعبادات والمعاملات وامورها كلها لها اصول وقواعد تضبط احكامها وتجمع متفرقاتها وتنشر فروعها وتردها الى اصولها. نخرج من هذا فائدة معرفة الاصول نقول من ذلك اولا انها تجمع ما تفرق من الجزئيات فيكون ذلك ادعى للضبط واسهل في الحفظ والحصر يعني بدلا من ان نقول في كل موضع مثلا العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. هذي قاعدة اذا حفظناها وظبطناها ففي كل موضع فيه سبب نزول واللفظ فيه عام او عرفنا العموم من جهة المعنى نقول العبرة بعموم اللفظ والمعنى لا بخصوص السبب انتهينا بدلا من ان نأتي الى كل موضع ونقول هذا لا يختص بهذا الموضع لا يختص فيمن نزلت فيه الاية والموضع الاخر نقول هذا لا يختص في من نزلت فيه الاية والموضع العاشر والموضع المائة نقول لا يختص في من نزلت ايه الاية؟ الى متى واضح وهكذا الامر للوجوب اقيموا الصلاة نقول هنا هذا محمول على الوجوب. اتوا الزكاة نقول هذا محمول على الوجوب اطيعوا الله محمول على الوجوب لا يكفي ان نقول الاصل ان الامر للوجوب والنهي للتحريم الا لصارف اذا الفائدة الاولى ان هذا ادعى للضبط والحصر ولما الشعث وجمع المتفرق فيسهل حفظ العلوم بهذه الطريقة والا فان تتبع الجزئيات امر لا يمكن الامر الثاني من الفوائد هو ان يبقى طالب العلم على حال منضبطة مضطردة. ولا يكون عنده شيء من الاضطراب والتناقض فهو يقول في هذا الموضع هذا للوجوب وفي الموضع الاخر يقول للاباحة وفي موضع ثالث يقول للاستحباب وفي موضع الرابع يقول للارشاد يعني الامر من غير موجب ليس عنده اصل يرجع اليه فيتناقض فيكون له في كل موضع لربما حكم لكن ان بقيت عنده اصول تكون احكامه مطردة منضبطة متسقة يجري على سنن متحد لا يخرج عنه الا لصارف وبهذا يكون سيره مستقيما صحيحا منضبطا اتاني اهم واعظم الفوائد لدراسة الاصول والقواعد والضوابط وما يقال مما وراء ذلك فهو تبع له طيب اصول التفسير موضوع اصول التفسير ما هو اصول التفسير يمكن ان يقال موضوع هذا العلم هو لا هي هي اصول التفسير هي القواعد موضوع هذا العلم الذي يتعلق به مناطه كتاب الله القرآن باعتبار انه يبحث عن معانيه ولو قال قائل ان موضوعه هو التفسير فان ذلك لا يبعد ايضا هناك ملازمة بين الامرين لكن هو يريد ان يتوصل الى التفسير وهو ينظر في كلام الله تبارك وتعالى ومن خلال هذه الاصول يتوصل الى المراد يتوصل الى المعنى واما غايته فهي فهم كلام الله تبارك وتعالى فهم معاني القرآن وهذه غاية قريبة. هناك غايات وراء هذه الغاية ويفهم لماذا يفهم يتعظ يفهم ليهتدي يفهم ليعمل يفهم ليمتثل طيب يمتثل لماذا ليفوز بسعادة الدارين. هذه الغاية البعيدة الغايات هناك غايات قريبة وهناك غايات متوسطة وهناك غايات بعيدة التي يسمونها الاهداف اهداف قريبة واهداف والمسألة نسبية وقد يقال هذا هدف بالنسبة لما تحته هدف قريب وهناك هدف متوسط او بعيد فنحن ندرس هذه الاصول لنفهم مراد الله تبارك وتعالى لنتعرف على معاني القرآن ويحتف بهذا اننا نستطيع ايضا ان نتعامل مع كلام المفسرين نستطيع ان نرجح نستطيع ان نميز بين الصحيح والسقيم من هذه الاقاويل اقاويل المفسرين هذا العلم علم اصول التفسير فيه كتب مؤلفة تارة يسمونها باصول التفسير وتارة تسمى بقواعد التفسير او ما يقرب من ذلك والامر في هذا يسير وبعضهم بعض اهل العلم قال كثير قد يطلق على كتابه هذا الاسم هذا اللقب قل اصول تفسير ويقصد به ما هو اعم من موضوعنا الذي اجتمعنا لمدارسته اصول تفسير ويضع علوم القرآن برمتها يعني على سبيل المثال كتاب الاكسير في اصول التفسير للطوفي هو كتاب في علوم القرآن يعني على هذا الاعتبار نقول بان كتاب الاتقان للسيوطي في علوم القرآن الذي هو خزانة هذا العلم نقول هو كتاب اصول تفسير بهذا الاعتبار. كتاب الزركشي البرهان في علوم القرآن هو اصول تفسير بهذا الاعتبار يسمون الكتب التي صنفت في علوم القرآن يسمونها اصول تفسير وتارة يطلق على ما هو اخص من هذا وهو ما يتصل بالاصول والقواعد التي يبنى عليها التفسير ما هذه الاصول والقواعد التي يبنى عليها التفسير الذي يدخل فيه دخولا اوليا ما يسمى بطرق التفسير يصير القرآن بالقرآن سنة اقوال الصحابة اقوال التابعين الكلام على الاسرائيليات تفسير بالاجتهاد وحكمه تفسير باللغة هذي تسمى طرق التفسير. ولاحظوا الكلام اللي ذكرناه في البداية من ان هذه الاصول باعتبار انه يبنى عليها تسمى قواعد وباعتبار انها تسلك تسمى مناهج ثم مناهج يقال هذا الكتاب يفسر القرآن بالقرآن هذا يفسر القرآن الاجتهاد هذا يفسر القرآن باللغة على كل حال هذا قطب الرحى هذا الموضوع المحور الاساس هو لاصول التفسير ما الذي ينضاف اليه ما الذي يزاد على هذا تجد ان الكتب تتفاوت بعضهم كما فعل شيخ الاسلام رحمه الله يذكر اسباب اختلاف المفسرين اسباب اختلاف المفسرين وهذه هل هي اصول يبنى عليها الجواب لا ليست باصول هي ليست باصول لكن شيخ الاسلام ادخلها ولما كان من كتب بعده غالبا استقى من هذا الكتاب واستفاد منه فان عامة الذين الفوا في اصول التفسير ذكروا اسباب اختلاف المفسرين فهذان موضوعان كما سيأتي تدور عليهما هذه الرسالة هناك قضايا اخرى ملحقة تتعلق بامور من التفسير تفسير اللفظ بالمعنى تفسيره المطابق تفسيره باللازم الى اخره مما هو اشبه بالتوصيف للحال الموجودة الواقعة التي وقفنا عليها في كلام من فسر القرآن ابتداء من رسول الله صلى الله عليه وسلم النصوص المنقولة عنه او اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه او من كلام من بعدهم من التابعين الى يومنا هذا على كل حال هذه الجزئيات وهذه يتفاوت الناس فيها في ذكرها واستكمالها لكن الموضوع الاساس هي طرق هي طرق التفسير. هذه الطرق طرق التفسير يتفرع عنها قواعد وضوابط واصول كثيرة جدا جدا يمكن ان يؤلف من خلال ذلك مجلدات ويتفرع عنها نعم اما الذين توسعوا في ذلك وذكروا جميع علوم القرآن وسموا الكتاب اصول التفسير مثل السيوطي في رسالته في اصول التفسير والشيخ محمد الصالح العثيمين باصول التفسير الا فرسالة في هذا وهي في علوم القرآن ورسالة السيوطي في علوم القرآن فلا مشاحة بلا اصطلاح الامر في ذلك يسير هذا اصطلاح ولكن اذا عرف المراد وهنا يكون طالب العلم على استحضار حينما يدرس هذا العلم استحضار لاجزائه ومكوناته ومفرداته فقط ومتصور ماذا سيدرس فنحن هنا لن ندرس مثلا المكي والمدني والليل والنهار والصيف والشتاء والحضري والسفر فهذه ليست اصول للتفسير لكن حينما نتحدث عن قواعد معينة فهذه هي الاصول ولهذا كما قلت يدخل في هذا اشياء حينما نقول تفسير القرآن بالقرآن فيه قواعد تدخل تحت هذا كثيرة جدا يعني مثلا حينما نقول بان المدني منزل على المكي يعني في التفسير والنظر والفهم والاستنباط ننزل المدني على المكي فهذا لاحظ يتعلق موضوع المكي والمدني لكن من حيث انه قاعدة فيمكن ان ندخله في تفسير القرآن بالقرآن بهذا الاعتبار وعلى كل حال الاشياء التي تتفرع عن هذا كثيرا المقصود هو وجود التصور في الجملة الكتب المؤلفة في هذا متنوعة وهذا من اجلها التاب الذي بين ايدينا هذا العلم من من اين ما ما هي مصادره؟ من اين يؤخذ من كتب مؤلفة خاصة في هذا الفن مثل هذه الرسالة وهي اصل في هذا الباب هناك ايضا كتب علوم القرآن مثل الاتقان والبرهان فهذه تذكر اصول التفسير ايضا تذكر طرق التفسير وتذكر الموضوعات التي تذكر في اصول التفسير غالبا كباب من الابواب وهكذا مقدمات بعض كتب التفسير فيها اشياء من هذا القبيل هناك مقدمات نافعة حافلة مقدمة ابن جرير الطبري مقدمة ابن جزي الكلبي مقدمة القرطبي مقدمة تفسير ابن عطية التحرير والتنوير مقدمة الراغب الاصفهاني والمطبوعة وهي من انفع المقدمات وايضا مقدمة الطاهر ابن عاشور تحرير التنوير اما ما ذكره ابن كثير في مقدمته من الاصول فغالبه بنص كلام شيخ الاسلام في هذه المقدمة قالبه وما ذكره القاسمي في مقدمة التفسير الطويلة جدا فهو مأخوذ من هذه المقدمة ومن كتاب الاكليل المتشابه لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ومن كتاب الشاطبي في الموافقات بالنص صفحات طويلة هي منقولة بنصها من هذه الكتب على كل حال فيؤخذ من مقدمات هذه العلوم اه هذه الكتب المؤلفة في التفسير يؤخذ منها جزئيات وقضايا تتصل باصول التفسير هناك ايضا علوم اخرى يؤخذ منها هذا مثل علم اصول الفقه ومن اجل الكتب التي تنفع طالب العلم في هذا ما ذكره الشاطبي في الموافقات بانه ذكر اشياء لا يستغني عنها طالب العلم لكن في مرحلة متقدمة ذكر قضايا كثيرة تتعلق بهذا الفن هناك ايضا مصدر اخر وهو ان نستقرأ مناهج المفسرين وننظر كيف بنوا التفسير من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم استقراء المنقولات من الاثار وغيرها نجد انها توفر لنا قواعد وضوابط في هذا الفن يعني مثلا لو نظرنا الى الاحاديث نجد ان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر الاية احيانا بالاولى الاولى يعني مما يدخل في معناها وان كان السياق بغير ذلك قل مثاليا على هذا بقوله تبارك وتعالى لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه لما اختلف العوف والخدر في هذا المسجد هل هو قباء او مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؟ فالعوفي يقول قباء والخدري يقول مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو مسجدي هذا فهذا لا ينفي ذلك عن مسجد قباء الذي فيه السياق ولكن النبي صلى الله عليه وسلم فسرها بالاولى مما يصدق عليه هذا الوصف انه اسس على التقوى من اول يوم وقد يفسر صلى الله عليه وسلم الاية بالمعنى الاعم وان كان السياق بمعنى اخص النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر صفة الحشر ان الناس يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا ذكر الاية كما بدأنا اول خلق نعيده الاية في سياقها مع نظائرها في القرآن هي في البعث والقدرة عليه ان الله يحتج بالنشأة الاولى كما بدأنا اول خلق على النشأة الثانية على البعث فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكرها في مساق اخر وهو صفة البعث صفة الحشر كيف يحشر الناس؟ حفاة عراة غرلا فهذا مما يدخل في المعنى واضح وهكذا فاستقراء هذه النصوص والاثار وكذلك استقراء كلام المفسرين المعتبرين هذا يمكن ان يضيف في هذا العلم اشياء نافعة وفي غاية الاهمية والان ما شاء الله كثرة الرسائل الجامعية والبحث عن موضوعات جديدة وصل الناس الى هذه المحال العلم وهذه المواضع وصار التتبع لهذه المنقولات والاثار واستخراج استخراج القواعد والاصول والضوابط منها منهج الصحابة في تفسير القرآن مثلا منهج التابعين في تفسير القرآن منهج السلف في كذا منهج نعم بالتتبع والاستقراء نخرج بالاصول التي بنوا عليها التفسير هل كانوا يفسرون بالاجتهاد؟ هل كانوا يرجعون الى اللغة نعم هل كانوا يحتجون مثلا باقوال الصحابة؟ يعتبرونها حجة او لا وانواع التفسير الواقعة تفسير باللازم تفسير بجزء المعنى التفسير بالمثال نعم وما شابه ذلك على كل حال هذه بعض المقدمات وبعدها نشرع في الكلام على الكتاب ان شاء الله تعالى اه اتوقف انتهت ساعة الان استراحة عشر دقائق يجددون فيها النشاط اخواني اللي اه يمكن من صاموا يفطرون اه في الخلف ثم بعد عشر دقائق نكمل ان شاء الله الى الساعة السابعة الى الساعة السابعة يا الله اللي عندهم عمل وارتباط بعمل او دراسة او نحو ذلك يستطيعون الانصراف في الوقت الذي يلائمه ولا نستطيع ان نقصر الدرس اكثر من هذا لن نستطيع ان نكمل الكتاب جزاكم الله خير