على هذا الذي نزل به فان هذا لا يقول به عاقل كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فحينما يقال جاء عويمر اجلاني الى النبي صلى الله عليه وسلم نقول هذا صحيح واخر يقول هو المربي خلقه نقول هذا ايضا صحيح وبعضهم يقول غير ذلك يذكرون فيه نحو سبعة معاني كل هذه المعاني الصحيحة وكلها يصدق عليها اسم الرب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فان كان مقصود السائل تعيين المسمى عبرنا عنه باي اسم كان اذا عرف مسمى هذا الاسم وقد يكون الاسم علما وقد يكون صفة كمن يسأل عن قوله ومن اعرض عن ذكري ما ذكره فيقال له هو القرآن مثلا او هو ما انزله من الكتب فان الذكر مصدر والمصدر تارة يضاف الى الفاعل وتارة الى المفعول. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول شيخ الاسلام رحمه الله بالكلام على النوع الاول من انواع اختلاف التنوع الذي هو الاختلاف الصوري الاختلاف غير الحقيقي وذلك ما يقال له تنوع الاسماء والاوصاف يقول اذا كان مقصود السائل تعيين المسمى عبرنا عنه باي اسم كان اذا عرف مسمى هذا الاسم؟ يعني السائل او المخاطب اذا كان مقصوده هو المسمى فان الاطلاقات التي نطلقها والالفاظ التي نعبر بها عنه غير منظور اليها وليست معتبرة هذه الالفاظ غير معتبرة وبالتالي فانه لا يدقق في هذه الالفاظ وما تحمل من دلالات زائدة. وما يوجد بينها وبين غيرها من التفاوت في الدلالات الدقيقة والمعاني الخاصة التي لربما لا تتبادر او لا تظهر لكل الناظرين وانما تظهر لمن كان له بصر في لغة العرب فالحاصل ان شيخ الاسلام يريد ان يقول اذا كان المقصود هو المسمى فبأي عبارة عبرنا عنه فان ذلك لا يؤثر واذا كان المقصود تعيين المسمى مع الاعتبار الاسماء التي اطلقناها عليه فهنا نحتاج الى هذا التدقيق ولما كان تحديد المسمى هو الغالب ان يطلبه السامع كانت العناية بالالفاظ قليلة عند المعبرين عن المعاني او الذوات المطلوبة فصار جل الاهتمام انما هو بتقريب المراد والاخبار عن هذه الذات او هذا المحدث عنه الاخبار عنه بما يحصل به المقصود الاخبار عنه بعبارة يتحقق بها المطلوب فيفهم السامع من المخاطب انه يريد ان يخبر عن هذا الشيء فقط فهنا لا داعي للتدقيق في الالفاظ والبحث فيها والتكلف في انتقاء الالفاظ التي يمكن ان تتطابق حينما يعبر المعبرون عن معنى المراد. ليس هذا هو المقصود. ومن عادة العرب انهم يلقون الكلام على عواهنه يلقون الكلام على عواهنه ولذلك فان الشاعر البليغ عندهم الفصيح الذي يلقي شعره حينما ينقدح شيء في ذهنه فيلقيه ارتجالا وهكذا الخطيب البليغ عندهم الفصيح هو الذي يلقي الخطبة القوية الفصيحة يلقيها ارتجالا وليس معنى القاء الخطبة ارتجالا انه يلقيها من غير ورقة. ليس هذا هو الارتجال. وانما معنى الارتجال انه يلقيها حينما توجد المناسبة فيرتجل ويتكلم بهذه المناسبة بكلام بكلام يليق بالمقام هذه الخطبة الارتجالية ليست التي يحفظها الخطيب ويكتبها ويرددها مرات ثم يلقيها من غير ورقة هذه ليست خطبة ارتجالية وانما هي خطبة معدة سلفا. ولذلك فان الشاعر الفصيح عندهم الشاعر الجيد الفحل هو الذي يلقي القصيدة من غير اعداد سابق ومن غير ان يتخير في الالفاظ باعادة مرة بعد مرة ولذلك كان بعض الشعراء الذين لهم قصائد في غاية البلاغة آآ لم يتخير علماء اللغة او طائفة من علماء اللغة لم هؤلاء الشعراء وهذه القصائد من بين القصائد المنتقاة القصائد التي التي يفضلونها على غيرها. والسبب ان هذا الشاعر في نظرهم انه كان يعيد النظر في القصيدة في غير لفظة ويستحسن اخرى وهكذا. فالحاصل ان العرب كانوا يلقون الكلام على عواهنه وهذه قضية مهمة جدا لمن اراد ان يفهم نصوص الكتاب والسنة ومن اراد ان يفهم كلام السلف الصالح رظي الله عنهم فما كانوا يدققون ذلك التدقيق في العبارات والالفاظ. وانما يعبرون عن المعنى بعبارة قريبة فاذا اراد الواحد منا ان يتمحل وينقر في اللفظة وفي الحرف ويشق الشعرة والشعيرة فانه سيواجه اشكالات كثيرة جدا قد لا يخرج منها او معها بجواب فهذه قضية مهمة يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اذا كان مقصود السائل تعيين المسمى عبرنا عنه باي اسم كان اذا عرف مسمى هذا الاسم وقد يكون الاسم علما وقد يكون صفة كمن يسأل عن قوله ومن اعرض عن ذكري ما ذكري فيقال له هو القرآن. قد يكون الاسم علما. وقد يكون صفة. علما مثل اسماء الله عز وجل. اسماء الله تبارك وتعالى الله العزيز القدوس السلام هي اعلام وهي ايضا اوصاف فهي ليست اعلاما محضة وانما تتضمن اوصافا تتضمن اوصافا وهذه الاسماء تدل على ذات واحدة وهي الله تبارك وتعالى. الذات الكريمة المقدسة فاذا قلت الله او العزيز او الرحمن او الرحيم فان المسمى المخبر عنه المحدث عنه واحد والمراد لا يخفى وقد تكون هذه الاسماء قد تكون اوصافا هنا يقول ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ما ذكره؟ لو سأل السائل قال ما ذكره من اعرض عن ذكري فيقال له هو القرآن مثلا او ما انزله من الكتب هذه العبارات التي عبرنا بها عن الذكر هي عبارات تدل على معنى على معنى واحد. ما ذكره؟ كتابه هو كتابه. هو ما انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم هو القرآن هو الوحي وما شابه ذلك من العبارات المتقاربة التي تؤدي الى المطلوب لان المقصود هو تعيين تعيين المسمى. ثم شيخ الاسلام اراد ان يوضح لك هذا المعنى اكثر فقال هذه اللفظة التي عبر بها هنا. ومن اعرض عن ذكري كلمة ذكر مصدر والمصدر معروف هو ما يأتي ثالثا في تصريف الفعل مثل ما تقول ذكر هذا واحد يذكر اثنان ذكرا هذا ثلاثة الذكر مصدر والمصادر مشتقة من اعرض عن ذكري المصدر يأتي بمعنى الفاعل ويأتي بمعنى المفعول لاحظوا قليلا الان حينما تقول ومن اعرض عن ذكري تحتمل هذه اللفظة ذكري يعني لم يذكرني اعرض عن ذكري اي غفل عني ما ذكرني واضح من اعرض عن ذكري وتحتمل معنى اخر من اعرض عن ذكري يعني مذكوري وما هو مذكور الله عز وجل هو كلامه هو قرآنه هو ما انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم. فلاحظ الان من اعرض عن ذكري باعتبار المعنى الثاني وهو مذكور يعني عبرت عنه بالكتاب بالقرآن بالوحي بما انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم هذا كله من اختلاف من اختلاف التنوع هو اختلاف في العبارة والمسمى والمسمى واحد فهذا لا ينبغي ان يعد من الخلاف. لا يصح اذا جيت تفسر هذه الاية تقول وفيها اربعة اقوال. الاول هو كتابه الثاني هو الوحي. الثالث هو ما انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم. هذه كلها بمعنى واحد فلا اشكال فيها واذا نظرنا اليها بالاعتبار الاخر ومن اعرض عن ذكري يعني لم يذكرني غفل عني فهذا معنى اخر هذا اختلاف حقيقي وليس اختلافا لفظيا فهنا جعل المصدر بمعنى الفاعل وفي الاعتبار الاخر جعله بمعنى المفعول فهذا اختلاف حقيقي لكن هذا الاختلاف الحقيقي سيأتي بيانه ان شاء الله بعد ذلك وهو من النوع الذي يمكن ان نجمع فيه الاقوال لا بأس اقف هنا وقفة قصيرة فاقول من اعرض عن ذكري يقال ذكره هو يمكن ان يكون بمعنى الفاعل ويمكن ان يكون بمعنى المفعول غير القرآن يدخل في قولك القرآن كلام الله فقط نعم لكن لو انك اردت ان تعرف كلام الله مثلا بالمثال فقلت كلام الله هو القرآن فهنا لاحد ان يستوقفك ويقول ماذا تقصد فباحد الاعتبارين نقول ذكره هو كتابه وما انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم من الوحي وقال الرسول يا ربي ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا. من اعرض عن ذكري لم يقرأ كتاب الله لم يعمل به لم يتحاكم اليه لم يتدبر هذا القرآن نعم فيكون معرضا عن ذكر الله عز وجل هذا معنى وهو معنى صحيح المعنى الثاني من اعرض عن ذكري اي غفل عني لم يذكرني واضح فهنا يكون من قبيل نسوا الله فانساهم انفسهم نسوا الله انسيهم نسوه فلم يذكروه بالسنتهم ولم يذكروه بقلوبهم ولم يذكروه ايضا بجوارحهم بالوان التعبد لله عز وجل فهذا كله داخل في الذكر فان الذكر يكون بالحال وبالمقال وبالجوارح وبالقلب هذه انواع اربعة يتضمنها الذكر. فاذا جينا نفسر الاية هنا ماذا نرجح؟ اي القولين نقول هنا لا مانع من ارادة المعنيين لان القرآن يعبر به بالالفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة الله يتوعد من اعرض عن ذكره بالمعيشة الضنك نعم وما هو ذكره الذي يدخل في هذا من اعرض عن كتابه باي لون من الوان الاعراض المذكورة سابقا. ويدخل فيه ايضا من اعرض عن ذكر ربه فلم يذكر ربه تبارك وتعالى فصار من الغافلين رأيتم كيف يكون التفسير هذا المثال يشتمل على لون من اختلاف التنوع. التعبير عن المسمى باي عبارة كانت هذا ما يعد من الخلاف الثاني الاختلاف الحقيقي ذكري هل هو باعتبار الفاعل او باعتبار المفعول هذا اختلاف حقيقي ما هو باختلاف صوري. لكن هذا الاختلاف الحقيقي من النوع الذي يمكن ان نجمع فيه الاقوال تحمل الاية على هذه المعاني جميعا. لاحظتم لان القرآن يعبر به بالالفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة فهذا لا اشكال فيه. يقولون ما ذكره؟ فيقال له هو القرآن مثلا او ما انزله من الكتب هنا نقطة يعني هذا اختلاف سوري ثم استطرد شيخ الاسلام رحمه الله استطرادا فقال فان الذكر مصدر والمصدر تارة يضاف الى الفاعل وتارة الى المفعول فاذا قيل ذكر الله بالمعنى الثاني اللي هو ايش بالاضافة الى المفعول كان ما يذكر به مثل قول العبد سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر من اعرض عن ذكري يعني لم يذكرني فصار المصدر ذكر مضافا الى الياء واضح؟ وما منزلتها هنا بهذا الاعتبار في محل المفعول ولا لا طيب من اعرض عن ذكري اي لم يذكرني فهنا باعتبار باعتبار اضافة المصدر الى المفعول الى المفعول به وعلى المعنى الاول من اعرض عن ذكري يكون ذكر مضاف الى الفاعل من الذي ذكر هذا الذكر هو الله عز وجل ما الذي قال القرآن؟ ما الذي تكلم به هو الله عز وجل من اعرض عن ذكري فيكون الذكر مضافا الى وين الى الفاعل اي اعرظ عن ذكري اي مذكوري وهو القرآن الذي ذكرته وتكلمت به واذا قيل بالمعنى الاول كان ما يذكره وهو كلامه وهذا هو المراد في قوله ومن اعرض عن ذكري لانه قال قبل ذلك فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى وهداه هو ما انزله من الذكر. وقال بعد ذلك قال لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها هذا استطراد من شيخ الاسلام اراد ان يبين به اراد ان يبين به ان احد هذين القولين هو الارجح من اعرض عن ذكري وهو القرآن جيد بالقرينة التي اشار التي اشار اليها فهذا وجه ان يلجأ المفسر الى الترجيح فيرجح احد القولين ويمكن ان يجمع بعض المفسرين بين هذه الاقوال ويقال هذا كله داخل في معنى الاية والمقصود هو التمثيل في هذا المقام لا التفسير. المقصود تقريب المعاني وكيف تستطيع ان تجمع هذه الاقاويل التي تنقل عن السلف رضي الله تعالى عنهم تستطيع ان تجمعها تحت الاية في كثير من المواطن والله تعالى اعلم قال والمقصود ان يعرف ان الذكر هو كلامه المنزل او هو ذكر العبد له. فسواء قيل ذكري كتابي او كلامي او هداي او نحو ذلك فان المسمى واحد نعم وان كان مقصود السائل معرفة ما في الاسم من الصفة المختصة به فلابد من قدر زائد على تعيين المسمى مثل ان يسأل عن القدوس السلام المؤمن وقد علم انه الله لكن مراده ما معنى كونه قدوسا سلاما مؤمنا ونحو ذلك. اي نعم. هنا صار اذا بحث والعناية باللفظة الدالة على على المعنى. في السابق لا كانت العناية وكان الاشتغال والهدف هو المسمى. الان لا الالتفات صار الى الاسم فهنا تذكر المعاني لهذه الاسماء والفرق بين هذا الاسم وهذا الاسم ما الفرق مثلا بين القدوس وبين السلام؟ اذا قلنا القدوس هو طهر المنزه من كل عيب ونقص والسلام هو السالم من كل عيب ونقص. ما الفرق بينهما هل هذا يكون في الزمن الماضي وذاك يكون في الزمن اه الحاضر والمستقبل مثلا ام ما هو الفرق؟ فالحاصل ان هذا يقال عندما يكون المطلوب هو هو هذه الالفاظ المعبر بها عن هذه عن هذه المعاني او عن هذه الذوات المسماة المسماة بها والله تعالى اعلم على كل حال هذا هو النوع الاول لا زال يتحدث شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عنه نعم تفضل اذا عرف هذا فالسلف كثيرا ما يعبرون عن المسمى بعبارة تدل على عينه وان كان فيها من الصفة ما ليس في الاسم الاخر. نعم. لماذا؟ لان المقصود هو هو المسمى اذا كان المقصود هو المسمى فلا يدققون عندئذ في الالفاظ فلا يصح لمن جاء بعدهم ان يجمع هذه الاقاويل التي وردت عنهم ويجعلها من قبيل الخلاف نعم كمن يقول احمد هو الحاشر والماحي والعاقب والقدوس هو الغفور الرحيم. اي ان المسمى واحد لا ان هذه الصفة هي هذه الصفة. ومعلوم ان هذا ليس اختلاف تضاد كما يظنه بعض الناس مثال ذلك تفسيرهم للصراط المستقيم فقال بعضهم هو القرآن اي اتباعه لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث علي الذي رواه الترمذي ورواه ابو نعيم من من طرق متعددة هو حبل الله المتين والذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هذا الذي سبق الكلام عليه في اول هذه الرسالة المباركة. وذكرنا انه حديث لا يصح رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم وذكرنا هناك من خرجه وقال بعضهم هو الاسلام لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث النواس ابن سمعان الذي رواه الترمذي وغيره ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران. وفي السورين ابواب مفتحة. وعلى الابواب سطور مرخاة. وداع يدعو من فوق الصراط وداع يدعو على رأس الصراط قال فالصراط المستقيم هو الاسلام والسوران حدود الله والابواب المفتحة محارم الله والداعي على رأس الصراط كتاب الله والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مؤمن. اي نعم هذا حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مشهور اخرجه الامام احمد والترمذي والنسائي فالحاصل ان هذه الاقوال المنقولة في معنى الصراط المستقيم حينما تقرأ في تفسير سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم تجد ان بعض والسلف يقول هو القرآن والاخر يقول هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. والاخر يقول هو الاسلام والاخر يقول الصراط المستقيم هو اتباع الكتاب والسنة واخر يقول هو الاخلاص مع مع حسن العمل وهكذا يعبرون بعبارات المؤدى فيها واحد. فكل هذه العبارات صحيحة وكلها داخلة في تفسير في تفسير الصراط المستقيم فهذا لا يصح بحال من الاحوال ان يعد من الخلاف فاقاويلهم في هذا متفقة وليس ذلك من الخلاف في شيء. انتبهوا لهذا جيدا فاذا هذه الاقوال جميعا هي قول هي قول واحد ما هو الصراط المستقيم؟ عبر عنه باي هذه العبارات شئت لكن الاحسن لمن اراد ان يتصدى للتفسير اما بدرس او بتأليف او نحو ذلك ان يأتي بعبارة جامعة يأتي بعبارة جامعة فالصراط المستقيم هو الطريق الذي رسمه الله عز وجل وامر الناس بسلوكه ويتحقق ذلك باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والتحاكم الى الكتاب والسنة وان يكون الشرع هو المتبوع لهم في كل شأن من شؤونهم ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. فدين الاسلام هو هذا الصراط المستقيم. ودين الاسلام انما هو مقرر مبين موضح في القرآن وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هكذا تفسر والله تعالى اعلم قال فهذان القولان متفقان لان دين الاسلام هو اتباع القرآن. ولكن كل منهما نبه على وصف غير الوصف الاخر كما ان لفظ صراط يشعر بوصف ثالث وكذلك قول من قال كما ان لفظ الصراط ما الذي يشعر به لفظ صراط الصراط لا يقال في كلام العرب الا للخط المستقيم. الخط المستقيم هو الذي يكون هو اقصر خط يصل بين بين نقطتين هذا هو الطريق المستقيم او الخط المستقيم. نعم فلفظة الصراط العرب لا تقولها الا للخط او الطريق المستقيم اما الطريق المتعرج فان العرب لا تسميه صراطا. فشيخ الاسلام يقول فضلا عن اقاويل السلف فان هذه اللفظة فيها معنى فيها معنى زائد. وهذا المعنى هو يؤكد ما قاله السلف ولا ينافيه بحال من الاحوال نعم وكذلك قول من قال هو السنة والجماعة. وقول من قال هو طريق العبودية. وقول من قال هو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وامثال ذلك فهؤلاء كلهم اشاروا الى ذات واحدة لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها هذا هو الصنف الاول اتضح لكم في اشكال اذا ما هو باختصار الصنف الاول الصنف الاول كما كما عندكم في الورقة التي اعطيتكم هو تنوع الاسماء والاوصاف بان يعبر كل واحد عن المسمى بعبارة غير عبارة غير عبارة الاخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الذي في عبارة الاخر وهذه امثلته بين ايديكم. ومنها هذا المثال السلوى طائر يشبه السمانة وقيل طير احمر. وقيل طير بالهند اكبر من العصفور هل هذه يصح ان نقول السمانة فيه ثلاثة اقوال؟ بهذا الاعتبار؟ الجواب لا هو طائر دون الحمامة اكبر من العصفور هو طائر احمر هو طائر بالهند. كل هذه العبارات تدل على شيء واحد. ليه؟ لان المقصود هو المسمى. ننتقل الى القسم الثاني او السبب الثاني من اسباب اختلاف التنوع فيما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو من قبيلة التفسير بالمثال. وذلك ان التفسير بالمثال يكون اوضح في كثير من الاحيان وهكذا في التعريفات حينما تقول لي مثلا ما هو الكتاب؟ انا بدل ما اقول لك او عرف لك الكتاب نعم بتعريف لربما اشكل عليك اقول لك هذا هو الكتاب طيب وهل هذا فقط هو الكتاب ولا اللي بايديكم ايظا يقال لها كتب؟ نقول هذا مثال واضح هذا تعريف بالمثال اقول الكتاب مثل هذا نعم اه كذلك حينما يقال مثلا المن المن ما هو المن تقول الكمأ وهل الكمأ فقط هو المن نقول لا كل ما يمتن الله عز وجل به على العباد من غير كد ولا كسب. فهو من المن. سواء كان من الزروع او كان من غير الزروع فلاحظ حينما فسر المفسر المن بانه الكمأ بشره بايش بمثال لكنه لا يقصد حصر المن بالكمأ. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الكمأة من المن من المن فهي لا يحد المن ويحصر بالكمأ فقط حتى في تعريفات كما قلت لكم والشاطبي رحمه الله يتكلم على مسألة التعريفات بكلام يحسن مراجعته والوقوف عليه ومؤداه وملخصه يقول ان كثير من التعريفات التي تذكر هي تزيد المعرف صعوبة فيقول اذا سئلوا عن القمر قالوا هو الجرم المحوي في الجرم الحاوي ما يحتاج الجرم المحوي في الجرم الحاوي. القمر هو هذا الذي يضيء ليلا في السماء واذا قيل لهم ما هو الماء؟ سائل رقيق شفاف له طبيعة السيولة الى اخره. الماء هو هذا الذي نشربه هذا الماء وهكذا فلا نحتاج الى تعقيد ولذلك كان العلماء رحمهم الله يقولون بان التنقير في التعريفات ان ذلك ليس من سبيل الراسخين في العلم وكذلك الشغب على الامثلة الاعتراظ على الامثلة المقصود في توظيح القواعد وفهم القواعد واما الامثلة فقد يخطئ الانسان فيها ويصيب وضع للقواعد ما شئت انت من الامثلة لكن المهم ان تفهم القاعدة الصنف الثاني ان يذكر كل منهم من الاسم العامي بعض انواعه. على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه. هو هذا. يعني الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه هو ان يكون التعريف او التفسير بقدر المفسر هذا الذي يقولون عنه ان يكون جامعا مانعا. التعريف يذكرون من شروطه ان يكون جامعا مانعا بحيث انه لا يدخل فيه غير المعرف ولا يخرج عنه شيء من من افراد المعرف فاذا قلت مثلا القرآن هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المعجز باقصر سورة منه المتعبد بتلاوته. لو قلت القرآن هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هل هذا التعريف يكون جامعا الجواب لا ليه؟ لان الحديث القدسي كلام الله وليس من القرآن فصار التعريف غير منضبط وهكذا لو ان قائلا قال القرآن هو كلام الله وسكت هذا التعريف ناقص ليه؟ لان التوراة والانجيل والزبور كلها من كلام الله عز وجل. وكلام الله للملائكة وكلام الله الذي يتكلم به متى شاء كيف شاء هل تقصد المثال ام تقصد حصر كلام الله عز وجل ليس له كلام الا هذا القرآن فان قلت اقصد الحصر اخطأت واذا قلت لا اقصد المثال التعريف بالمثال قلنا هذا صحيح فانت قربت المعنى كلام الله هو هذا القرآن واضح فهذا من باب التقريب والتيسير للسامع فهو تعريف بالمثال اذا وهذا لا اشكال لا اشكال فيه. فهذه الاقاويل المنقولة عن السلف من هذا القبيل من قبيل التعريف بالمثال. فهذه ماذا يقال عنها؟ يقال ان اصحابها لا يقصدون ابدا حصر المفسر بهذا المثال بهذا المثال الذي ذكروه وانما قصدوا ان يقربوا لك المعنى فقط نعم تفضل على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه. مثل سائل اعجمي سأل عن مسمى لفظ الخبز فأري رغيفا وقيل له هذا فالاشارة الى نوع هذا لا الى هذا الرغيف وحده مثال ذلك ما نقل في قوله ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فمعلوم ان الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهك للمحرمات والمغتصب يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات والسابق يدخل فيه من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات فالمقتصدون هم اصحاب اليمين والسابقون السابقون اولئك المقربون يعني هذه الاية اشتملت على طوائف الامة الثلاث اهل الاصطفاء هم اهل الاسلام هذه الامة امة الاجابة ثم اورثنا الكتاب بعد ما كان الكتاب في بني اسرائيل اورثه الله عز وجل هذه الامة فانقسموا الى ثلاثة اقسام قسم ظالم لنفسه وهم الذين يتركون الواجبات ويفعلون بعظ المحرمات وقسم مقتصد وهم الذين يفعلون الواجبات ويتركون المحرمات ولا يزيدون شيئا من الطاعات وقسم سابق بالخيرات يفعل الواجبات ويترك المحرمات ويكثر من التقرب الى الله عز وجل بالوان القربات من النوافل فهذا معناه السلف ماذا يعبرون عن هذا المعنى تجد ان بعضهم يقول السابق بالخيرات هو الذي يصلي باول الوقت والمقتصد هو الذي يصلي اخر الوقت و الظالم لنفسه هو الذي يصلي بعد خروج الوقت واخر يقول المقتصد الظالم لنفسه هو الذي لا يؤدي الزكاة. والمقتصد هو الذي يؤدي الزكاة ولا يزيد ولا يزيد عليها والسابق بالخيرات هو الذي يؤدي الزكاة الواجبة ويتصدق ايضا واخر يقول السابق بالخيرات هو الذي يصلي الفرائض والنوافل والمقتصد هو الذي يحافظ على الفرائض فقط والظالم لنفسه هو الذي يخل بالفرائظ وقل مثل ذلك في بسائر التفسيرات المنقولة عنهم لهذه الاية فهل هذا من الخلاف الحقيقي الجواب لا هذا من التفسير بالمثال. لو سألت هذا القائل الذي فسر السابق بالخيرات بالذي يصلي الفرائض والنوافل قلت له هل تقصد ان السابق بالخيرات هو هذا فقط؟ قال لا هذا مثال يدل على غيره فهو في باب الزكاة يفعل كذا وكذا وفي باب الصيام يفعل كذا وكذا وفي كل باب من الابواب يأتي بالقدر الواجب ويزيد عليه من الوان القربات المستحبة اذا هم لم يقصدوا بهذا الحصر وانما قصدوا به التقريب والتفهيم بالمثال ثم ان كلا منهم يذكر هذا في نوع من انواع الطاعات كقول القائل السابق الذي يصلي في اول الوقت والمقتصد الذي يصلي في اثنائه والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر الى الاصفرار او يقول السابق هو المقتصد والظالم قد ذكرهم في اخر سورة البقرة فانه ذكر المحسن بالصدقة والظالم باكل الربا والعادل بالبيع. والناس في الاموال اما محسن واما عادل واما ظالم السابق المحسن باداء المستحبات مع الواجبات والظالم اكل الربا او مانع الزكاة والمقتصد الذي يؤدي الزكاة المفروضة ولا يأكل الربا. وامثال هذه الاقاويل فكل قول فيه ذكر نوع داخل في الاية انما ذكر لتعريف المستمع بتناول الاية له. وتنبيهه به على نظيره فان التعريف بالمثال قد يسهل اكثر من التعريف بالحد المطابق يعني الحد المطابق الحد يعني التعريف ومتى يقال له حد هذه قضية منطقية لا اريد ان اشوش اذهانكم بها هذا من العلم الذي لا ينفع. الحد المطابق يعني التعريف المطابق للمحدود يعني للمعرف نعم ولا يمكن ان يحيط احد بالمعرف باعتبار نفس المناطق او المتكلمين من المسلمين لانه لا يحيط بكل اجزاء اجزاء واوصاف المعرف الا من خلقه وبالتالي هم يقولون بانفسهم بان الحد الحقيقي لا يمكن وهذا اعتراف منهم بان التعريفات التي ينقرون فيها ويشتغلون بها طويلا انها تقريبية فيتجاوزون ويقولون الحد المطابق يعني التعريف المطابق للمعرف هذا هو المراد والعقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن اذا اشير له الى رغيف فقيل له هذا هو الخبز. نعم. يتفطن لما سواه ان هذا مثال يدل على غيره وليس المقصود به الحصر بالتعريف. نعم. وقد يجيء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الاية نزلت في كذا. طيب هذا داخل في النوع الثاني الذي نتحدث عنه وهو التعريف او التفسير بالمثال من التفسير بالمثال مما يدخل في هذا الباب قول المفسر او قول الصحابي نزلت هذه الاية في كذا وكذا وكذا وانتبهوا للعبارة نزلت هذه الاية في كذا دون ان يقول سبب نزول هذه الاية كذا وكذا وكذا لان العبارات في اسباب النزول كما سيأتي على قسمين القسم الاول العبارات والالفاظ الصريحة وذلك بان يقول يصرح يقول سبب نزول هذه الاية كذا وكذا وكذا او يذكر قصة واقعة او يذكر سؤالا ثم يقول بعده فانزل الله عز وجل كذا. او فنزلت الاية او نحو ذلك من العبارات ان يرتب النزول على واقعة او على سؤال. سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن كذا فانزل الله. فنزلت الاية هذا يقال له سبب صريح من اسباب النزول هذا هو سبب السبب الصريح واحفظوا هذه لاننا سنحتاج اليها فيما بعد ان يقول سبب نزولها كذا او يقول يذكر قصة او سؤال او نحو ذلك فيعقب على ذلك بالنزول. فيقول فانزل الله فانزل الله كذا. اما اذا قال او المفسر او التابعي او غير ذلك اذا قال نزلت هذه الاية فالرجل يفعل كذا وكذا فهل هذا هو سبب النزول هذا احتمال يحتمل ان يكون هو سبب النزول نعم ويحتمل ان يكون من باب التفسير بالمثال. ولذلك عبر هنا شيخ الاسلام رحمه الله بعبارة دقيقة فقال وقد يجيء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الاية نزلت. لماذا قال وقد؟ لانه قد لا يكون كذلك اذا ما الذي يكون الاحتمال الاخر ما هو؟ الاحتمال الاخر ان يكون قوله نزلت هذه الاية في كذا ان يكون المقصود به سبب النزول هذا موجود لكن الغالب انهم اذا عبروا فقالوا نزلت هذه الاية في كذا وكذا فالمقصود به التفسير وليس سبب النزول وان كان احيانا يقصد به سبب النزول الحقيقي وهذا نستطيع ان نعرف بعظه اذا تتبعنا الروايات فاننا قد نجد في بعض الروايات التي فيها نزلت هذه الاية في كذا وكذا قد نجد في بعض الروايات التصريح بانه سبب بانه سبب النزول فعندئذ نربط هذه العبارة بالعبارة المصرحة فنقول المقصود بقوله نزلت كذا المقصود به سبب النزول وليس المقصود التفسير بالمثال اتضح لكم هذا؟ طيب اذا بناء على الغالب اذا كان مقصود المفسر بقوله نزلت هذه الاية في كذا اذا قالها الصحابي او التابعي او نحو ذلك اذا كان مقصوده المثال يعني هذا مما تصدق عليه الاية مما تنطبق عليه الاية اذا كان هذا هو المراد فهل هذا يعتبر قصرا له وحصرا لمعنى هذه الاية في هذا الذي ذكره هل قصد الحصر والقصر؟ الجواب لا. وانما قصد ان يقرب لك نوعا او مثالا مما تصدق عليه هذه الاية نزلت هذه الاية مثلا في الرجل مثلا يكون عنده المال ولا ينفقه في سبيل الله مثلا فهذا انما هو تقريب بالمثال وتفسير للاية وليس المقصود به سبب سبب النزول فهي في الرجل الذي عنده المال ولا وفي غيره ايضا مما يدخل في هذا المعنى واظح هذا الكلام في احد ما فهم هذه القضية اذا متى يكون قول المفسر نزلت هذه الاية او على اي شيء نحمل قول المفسر غالبا نزلت هذه الاية في كذا على انه من قبيل التفسير لا سبب النزول غالبا فاذا اعتبرناه من التفسير طير فيكون هذا من الاختلاف الحقيقي ولا من الاختلاف التنوع اذا وجدنا اكثر من رواية كل واحد يذكر معنا كل واحد يقول نزلت هذه الاية في كذا والثاني يقول نزلت في يذكر شيء اخر نزلت في كذا والثالث يذكر معنى اخر ويقول نزلت في كذا هل هذا اختلاف حقيقي الجواب لا هذا اختلاف صوري لان هؤلاء جميعا انما قصدوا التمثيل فقط والتقريب للمعنى وقد يجيء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الاية نزلت في كذا لا سيما ان كان المذكور شخصا كأسباب النزول المذكور في التفسير المذكورة في التفسير. المذكورة في التفسير كقولهم ان اية الظهار نزلت في امرأة اوس ابن الصامت. نعم. هذا موجود عند البخاري اخرجه البخاري رحمه الله في صحيحه تعليقا. نعم. وان اية اللعان نزلت في عويمر العجلاني. نعم. وهذا ايضا مخرج في الصحيحين او هلال بن امية نعم وان اية الكلالة نزلت في جابر ابن عبد الله وان قوله وان احكم بينهم بما انزل الله نزلت في بني قريظة والنظير وان قوله ومن يولهم يومئذ هذا اخرجه ابن جرير على كل حال واسناده فيه ضعف وان قوله ومن يولهم يومئذ دبره نزلت في بدر. هم وان قوله شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت نزلت في قضية تميم الداري وعلي بن بداء. عدي بن بدا في القصة المعروفة حينما كانوا في سفر فحصلت الوصية اه نعم وكتم ما كتم من هذا المال الذي استودعهم اياه ومات في سفره فنزلت الايات على كل حال شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت من الوصية اثنان الى اخره. في القصة المشهورة وهي مخرجة في صحيح البخاري نعم وقول ابي ايوب ان قوله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة نزلت فينا معشر الانصار. اي نعم. نزلت فينا معشر الانصار. هذا ايضا ثابت عن ابي ايوب الله عنه وقد اخرجه الترمذي اخرجه ابو داوود والترمذي اه في حينما تعرفون حينما قالوا دخل ذلك الرجل من غير درع في صف العدو. فقالوا هذا قتل نفسه والله يقول ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة فقام ابو ايوب وبين لهم انهم فهموا الاية على غير وجهها. وقال نزلت هذه الاية فينا معشر الانصار وذكر لهم ان الله لما اعز دينه ونصر رسوله صلى الله عليه وسلم وقوي الاسلام واشتد انهم ارادوا ان يلتفتوا عن الانصار. ارادوا ان يلتفتوا الى زروعهم وحوثهم واموالهم فيصلحوها. لانهم اهملوها مدة طويلة اشتغالا بالجهاد في سبيل الله عز وجل فانزل الله عز وجل وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة ونظائر هذا كثير مما يذكرون انه نزل في قوم من المشركين بمكة او في قوم من اهل الكتاب اليهودي والنصارى او في قوم من المؤمنين فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا ان حكم الاية مختص باولئك الاعيان دون غيرهم. فان هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الاطلاق نعم الان في اسباب النزول التي تذكر اذا قال المفسر نزلت هذه الاية في كذا فهذا من باب التفسير بالمثال غالبا ان لم يكن المراد به سبب النزول الحقيقي. الغالب ان هذا من قبيل التفسير. اذا قال نزلت هذه الاية في كذا فهذا تفسير. طيب. النوع الاخر الذي هو الصريح حصل كذا وكذا فانزل الله كذا فاذا قالوا هذه الاية نزلت في هلال ابن امية او في عويمر العجلاني نعم وهي اية اللعان وهذا صحيح انها نزلت نزلت فيهما وان قوله تعالى وان تظاهرا عليه نزلت في عائشة ووحفصة فالحاصل ان هذا هو سبب النزول الحقيقي لكن المعنى او اللفظ في كثير من الاحيان يكون المراد به العموم فحتى في هذه الاسباب الحقيقية لا يقصد بها قصر هذا النص او جاء هلال ابن امية الى النبي صلى الله عليه وسلم وقذف امرأته بالزنا وقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما قال البينة او حد في ظهرك ثم اجاب النبي صلى الله عليه وسلم بما اجاب من الجواب المعروف فالحاصل انه بينما هو كذلك اذ انزل الله عز وجل انزل الله والذين يرمون ازواجهم الاية. وكذلك في خبر خولة بنت ثعلبة رضي الله تعالى عنها حينما ظاهر منها ابن الصامت فقال لها انت علي كظهر امي جاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم وهي المجادلة قالت له ما قالت واجابها بما اجابها فانزل الله عز وجل قد سمع الله قول التي تجادلك الى ان قال الذين يظاهرون من نسائهم فالحاصل ان حكم الظهار هذا المذكور حينما يقال انه نزل في اوس ابن الصامت ليس المقصود هو حصر المعنى في اوس ابن الصامت وحصر الحكم في اوس بن الصامت فهذا لا يقول به عاقل وانما قصد به البيان والتوضيح وذلك انهم يذكرون هذا السبب لمعنى وفائدة يحتاج اليها. وهذه الفوائد سيأتي ذكرها. بعد ذلك استطرد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هنا هذا الاستطراد وبدأ يتكلم على قاعدة معروفة وهي ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. هذا كله استطراج. نعم هذه قضايا قضية مهمة يتعلق بالتفسير ولكن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ذكرها ذكرها استطرادا وليست من صلب الموضوع الذي هو اختلاف التنوع. اعني تفصيل هذه المسألة وشرح هذه القاعدة. فبدأ بعد ذلك يتكلم على هذه القضية فقال والناس وان تنازعوا في اللفظ العام الى اخره. نعم تفضلوا والناس وان تنازعوا في اللفظ العام الوارد على سبب هل يختص بسببه ام لا؟ فلم يقل احد من علماء المسلمين ان عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين. على كل حال هذه القاعدة قبل ان اه طالما انها استطراد دعونا نكمل آآ صور اختلاف صور اختلاف التنوع كم صار عندنا من الصور الان نعم الصورة الثالثة ان يعبروا عن المعنى بالفاظ متقاربة لا مترادفة احنا عرفنا ايش معنى الترادف ترادف ان يكون المسمى واحدا والعبارات المعبر بها عنه متطابقة متعددة لكنها متطابقة في المعنى هذا هو الترادف وهذا الذي فيه الخلاف هل يوجد فعلا اسماء متعددة لمسمى واحد كل اسم منها يدل اه على نفس الدلالة التي دل عليها الاسم الاخر من غير فرق بالمعاني الزائدة في المعاني التكميلية هذا الذي فيه هذا الذي فيه الخلاف بين علماء اللغة وبين ايضا وبين المفسرين فالحاصل ان النوع الثالث هذا هو ان يعبروا عن المعنى بالفاظ متقاربة لا مترادفة. مثال تفسير المور تمور السماء مورا. ما معنى المور المر مصدر ويقصد به المور الحركة واي حركة؟ الحركة بسرعة وخفة الحركة بسرعة وخفة هي المور. اما الحركة البطيئة لا يقال لها ذلك نعم انما الحركة السريعة الخفيفة هي التي يقال لها المور. فحينما يأتي احد من المفسرين وهم كثير جدا. ويقولون تمور السماء مورا اي تتحرك هم قصدوا واخر يقول تتحرك بسرعة وخفة واخر يقول تمور السماء مورا اي تضطرب فهذه التفسيرات هي من قبيل اختلاف التنوع. فكل واحد من هؤلاء المفسرين عبر عن المراد بعبارة مقاربة لعبارة الاخر مع انها ليست مطابقة ليست مطابقة لها لانك اذا اردت ان تأتي بعبارة مطابقة للمفسر لابد تجيب عبارة مكان المور تدل على نفس معناه مئة بالمئة ما تدل عليه ستين او سبعين او ثمانين بالمئة فحينما تقول المور هو الحركة هذي تدل على المراد بنسبة ستين بالمئة تقريبا لان المور فرق بينه وبين الحركة. الحركة اعم من المور. فالحركة قد تكون سريعة وقد تكون بطيئة نعم المور نوع من انواع الحركة وهي الحركة السريعة لاحظت اذا هم يقصدون التقريب بعبارة مقاربة فقط ولم يكونوا ينقرون في الالفاظ كما ننقر نعم. ومن ذلك ايضا تفسير الوحي اذا اردت ان تفسر الوحي الان الوحي بعضهم يقول اوحى الى نبيه اي انزل اليه هذا القرآن مثلا او يقولون انزل او يقولون الوحي هو الكلام كلام الله عز وجل واخر يقول الوحي هو الاعلام واخر يقول الاعلام بسرعة من فسر الاية بانها حامية حمله على احدى القراءتين المتواترتين تغرب في عين حامية فقال حارة من فسره بانها حارة نظر الى هذه القراءة ومن فسره بانه حميأه بمعنى منتنة متغيرة واخر يقول الاعلام بسرعة وخفاء وين العبارة التي يمكن ان تدل على معنى الوحي بدقة؟ الاعلام بسرعة وخفاء. وهل هي لفظة واحدة ام انها جملة هي جملة وليست لفظة واحدة. اذا نحن لم نستطع ان نأتي بعبارة تطابق مئة بالمئة. للفظة الوحي فلو قلت الوحي هو الاعلام ما تطابقها لو قلت هو الانزال ما تطابقها لو قلت هو الالقاء ما تطابقها. وانما قد يعبرون بشيء من هذه الالفاظ للتقريب والا فالفروقات موجودة بينها ومن ذلك ايضا الرابع ان يبنى احد التفسيرات على اصل وضع اللغة والاخر يراعى فيه المعنى في الاستعمال فحسب مع انهما يرجعان في الواقع الى شيء الى شيء واحد فهذا ليس من الاختلاف ليس من الاختلاف الحقيقي وانما هو اختلاف عبارة فقط و هذا يحتاج الى الى تأمل في اقاويل المفسرين لماذا عبر هذا بكذا؟ ولماذا عبر هذا بكذا؟ فيظنه احيانا الناظر من قبيل الاختلاف الحقيقي والواقع انه ليس كذلك فاذا عرف السبب او مبنى هذا التفسير انحل عنك الاشكال واستطعت ان تجمع هذه الاقاويل وتكون من قبيل اختلاف التنوع. مثال في قوله تعالى ومتاعا للمقوين يعني متاعا للمسافرين. الان الذين قالوا متاعا للمقوين اي المسافرين بنوه على اي شيء هذا التفسير بنوه على النظر الى المعنى فقط متاعا للمقيم يعني للمسافرين والذين قالوا متاعا للمقوين يعني متاعا للنازلين الارض او في الارظ القواء يعني الارظ الخالية في الصحراء نعم التي لا حياة فيها فالنار هي متاع لهم يستدفئون بها ويصنعون عليها طعامهم ويستضيئون بها فهذا كله من التمتع من التمتع بها فهي متاع بهذا الاعتبار طيب الان هذه الاقاويل هل هي من الاختلاف الحقيقي؟ الجواب لا فالذي قال متاعا للمسافرين لم ينظر الى اصل المعنى اللغوي ويفسرها به ويقف عند ذلك وانما نظر الى النتيجة المرادة النازلين في الارض القواء وش نزلهم في الارض القواء؟ لانهم مروا بها وكانوا على سفر فاحتاجوا الى النار واضح؟ فعبر عن المؤدى والمراد والاخر لا وقف عند اصل المعنى اللغوي بدأ ينظر في هذه اللفظة واطلاقاتها في كلام العرب القواء وهي الارض القفر فقال متاعا للمقوين اي النازلين القصر والارظ القواء هكذا وقف عندها فهذا ليس من الاختلاف الحقيقي في شيء فالمسافر ينزل الارظ القفر يمر يجتاز بالفلات وبالارض القوى فيحتاج الى النار ومن ذلك ايضا ان تصيبهم قارعة. وش معنى القارعة القارعة في كلام العرب هي الداهية الداهية التي تفاجئهم تقرعهم فبعض المفسرين يفسرها بهذا المعنى اللغوي وبعضهم يفسرها يفسرها بالنظر الى الى مؤداها ومعناها المراد. فما هي هذه القارعة التي تصيبهم فبعضهم يقول سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهل السرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما تغير على الكافرين؟ هل يكون التفسير بذلك خارجا عن المعنى الاول اللغوي؟ الجواب لا. حينما تنزل بهم سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد نزلت بهم نزلت بهم داهية اليس كذلك؟ فلا تعارض بين القولين انما التفت احد المفسرين الى المعنى اللغوي فوقف عنده. والاخر نظر الى مؤداه والمطلوب من هذه اللفظة والمقصود من التعبير بها فعبر عن ذلك بعبارة اخرى والله تعالى اعلم. الخامس ان يكون الخلاف غير متوارد على محل واحد لو نظرت الى هذه الاقاويل المنقولة عن المفسرين واردت ان تحكم بينهم وتنظر في السبب الذي جعل هذا يفسر الاية بكذا. والاخر يفسرها بغير هذا التفسير اقول احيانا يكون هذا المفسر قصد شيئا اخر ملحظا اخر في اللفظة غير الملحظ الذي قصده الاول فلا يكون ذلك من قبيل الاختلاف الحقيقي وهذا له امثلة له امثلة في التفسير وفي اصول الفقه وفي اللغة وفي الفقه وفي غير ذلك في مصطلح الحديث فتجد الخلاف يذكر احيانا ويكون هذا الخلاف في الواقع لو نظرت تجد ان هذا الاختلاف غير غير حقيقي. فمثلا المفهوم هل له عموم او ليس له عموم حنا نعرف ان المفهوم على قول الجمهور له عموم ولا لا؟ حينما تقول تصدق على الفقراء ما مفهومه ايش مفهومه؟ لا تتصدق على غير الفقراء. فهذا المفهوم لا تتصدق على غير الفقراء عام ولا لا كل الاغنياء لا يدخلون بهذا الخطاب وهو قوله تصدق على الفقراء. فيخرج جميع الاغنياء هذا معنى العموم في المفهوم. يخرج جميع الاغنياء. طيب حينما يخالف بعض اهل العلم ويقولون المفهوم لا عموم له. ماذا يقصدون؟ بعضهم يقصد ان المنطوق غير داخل به. الان حينما تقول تصدق على الفقراء المفهوم ان جميع الاغنياء لا يدخلون في هذا المعنى وبالتالي قلنا ما عدا المنطوق واضح فانه يعمه حكم المفهوم وهو لا يتصدق عليهم فهذا اطلق لما نظر الى هذا المعنى المفهوم له عموم معتبر والذي نظر الى ملحظ اخر وقال ان المنطوق غير داخل في حكم المفهوم. تصدق على الفقراء لا تتصدق على جميع الاغنياء. هذا معناه فلا تتصدق على جميع الاغنياء هل يدخل فيه تصدق على الفقراء؟ ها؟ هل الفقراء داخلون في عموم قولك؟ لا تتصدق على الفقراء المفهوم حينما تقول تصدق على الفقراء هذا منطوق صح ولا لا؟ نطقت به بلسانك واضح؟ المعنى الذي في الظل ما هو اللي ما نطقنا فيه فهمناه لا تتصدق على فاخرجنا الجميع الاغنياء. قولي هنا اخرجنا جميع الاغنياء هذا معنى ان المفهوم له عموم. جميع الاغنياء خرجوا من قولك تصدق على الفقراء. ولا لا اليس كذلك؟ الان الذين قالوا المفهوم له عموم نظروا الى هذا المعنى اللي في الظل فقط فقالوا له عموم للمعنى الذي في الظل لجميع افراده. نعم. والذين قالوا لا عموم له لماذا قالوا لا عموم له؟ قالوا لانه لا يشمل المنطوق لاحظتم؟ الاولون هل يخالفونهم في هالحقيقة؟ لا يخالفونهم. يقول حنا معكم نحن معكم هو لا يشمل لا يشمل المنطوق. وانما قصدنا انه يعم جميع افراد المفهوم عرفتم؟ فهل الخلاف الان صار على محل واحد؟ لا ليس على محل واحد وهذا الكثير فيما يختلف فيه الناس في حياتهم اليومية يختلفون على اشياء واذا استمع العاقل الى خلافهم تجد ان هذا يتكلم على الموضوع من حيثية والاخر يتكلم عنه من حيثية من حيثية اخرى ولربما وجد عراك وصراع وارتفعت الاصوات ولم يخرجوا بطائل مع انه لو دققوا النظر لوجدوا انه ليس هناك خلاف حقيقي بينهم انما هذا عبر بكلام صحيح عن قضية تتعلق بهذا المتحدث عنه والاخر تكلم عنه من حيثية اخرى فخلوا اقرب لكم المثال بشكل اكبر الان هذا المكبر الان لو جلس انسان يقرر ان هذا المكبر انه اسود اللون واخر جلس يجادله بانه ليس ليس كذلك لان فيه هذا البياظ القليل مثلا او نحو ذلك فهل الاول ينكر وجود هذا البياض لا لكنه عبر به باعتبار واضح؟ فهم غير مختلفين في الحقيقة ولا لا فهذا كثير مما يختلف فيه الناس الان حينما تأتي انت وانسان اخر تتجادلون في موضوع من الموضوعات الدش مثلا الدش هل هو مفيد او غير مفيد؟ فجلس هذا الانسان يتكلم عن فوائد الدش التي لا تنكرها انت واضح وان جلست تتكلم على الاضرار وارتفعت الاصوات وحصلت خصومة وانسان اخر يسمع قال يا جماعة ليس بينكم اختلاف حقيقي. هذه الفوائد تنكرها يا فلان ولا تقر بها؟ قال اقر بها. طيب والمضار التي ذكرها فلان تنكرها انت يا من ذكرت فوائده هل تنكرها او تقر بها هذه المضار؟ قال لا انا اقر بها اذا كلامكم متفق ان فيه ان فيه اضرارا وفيه منافع ولا لا؟ فهذا نظر الى المنافع وتكلم عنها وهذا نظر الى المضار وتكلم عنها واضح فهذا ليس من الاختلاف الحقيقي. تبقى مسألة الحكم هذه قضية اخرى كالخمر فيها منافع وفيها مضار. ولكن واثمهما اكبر اكبر من نفعهما رأيتم كيف؟ فقد يتكلم الانسان عن زاوية معينة والاخر يتكلم عن زاوية اخرى ولا يكون هناك اختلاف حقيقي بين بينهما. وهذا كثير جدا السادس طبعا هنا مثال عندكم في الخامس اللي هو الاختلاف بسبب القراءات يعني خذ مثالا على ذلك في قول الله عز وجل وجدها تغرب في عين حمئة بسورة الكهف انظر الى اقوال المفسرين تجد ان بعضهم ماذا يقول في تفسيرها تغرب في عين حمئة بعضهم يقول حامية وبعضهم يقول منتنة متغيرة اللون والرائحة هل هذا اختلاف حقيقي؟ هو ظاهرا من الاختلاف الحقيقي لكن من نظر ودقق يجد ان احد القولين من قال بان حمئة يعني حام نظر الى القراءة الاخرى وهي حميئة. فهل هذا من الاختلاف الحقيقي؟ الجواب لا. فلا داعي اذا ان لان نقول معنى حمئة الاول حامية. القول الثاني منتنة متغيرة. لا داعي لمثل هذا الكلام والامثلة على هذا كثيرة جدا سادسا ان تنقل الاقوال عن طرف واحد ويكون قد رجع عن بعضها قد تنقل هذه الاقوال عن مفسر واحد ويكون اخر الاقوال عنه او الامر الذي استقر عنده واتضح له هو احد هذه الاقوال المذكورة واما باقي الاقاويل فالمفروض انها نسخت في حقه لانه رجع عنها فهذا ليس من الخلاف في شيء. لكن لماذا العلماء يذكرون الاقاويل المتروكة للعلماء مثل قول الشافعي القديم ومثل كثير من اقاويل الامام احمد التي عرف انها متقدمة لماذا يذكرون هذا يذكرونه من باب الاثراء اثراء الفقه واثراء المسائل بالاقاويل ولذلك العلماء رحمهم الله لا يكتفون بهذا بل يولدون الاقاويل احيانا محتملة اللي ما قالها احد. ولذلك تجدون احيانا في كتب الفقه وفي كتب التفسير وفي غيرها يقولون وذكره القرطبي احتمالا ايش معنى ذكره احتمالا يعني لم ينسبه لقائل ولم يتبنى هذا القول وانما قال ويمكن ان يقال كذا وكذا وكذا يعني ذكر من الاحتمالات اللي تحتملها الاية فهم يولدون ويكفرون هذه الاقوال من هذا الباب والله تعالى اعلم. السابع ان يقع الاختلاف في العمل لا في الحكم كاوجه القراءات هذا يختار هذا الوجه وهذا يختار الوجه الاخر. يعني مثلا الان في قوله تبارك وتعالى الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين والثاني يقول ما لك يوم الدين. هذه قراءة متواترة وهذه قراءة فقد يكون الامام القارئ روى القراءتين ملك ومالك لكنه في الاختيار هو حينما يقال قراءة حفص او قراءة نافع او قراءة فلان في الاختيار يختار احد القراءتين لماذا اختار احد القراءتين؟ لمعنى لامر ما لان هذه القراءة عنده اكمل في المعنى. مثلا حينما يقول مالك يوم الدين وقد روى قراءة القراءة الاخرى وهي ملك يوم الدين وهي ثابتة عنده باسانيد لا تحتمل التردد والشك فلماذا هو اذا يختار قراءة مالك يوم الدين مثل حفص مع ان اختيار الجمهور ملك يوم الدين. فلماذا نظر الى ان الملك ابلغ من المالك لان الملك يكون ملكا ومالكا في نفس الوقت والمالك ليس بالضرورة ان يكون ان يكون ملكا فاختار هو اختار قراءة مالك يوم الدين لهذا الاعتبار فهو عنده قد تكون الاف الطرق او مئات الطرق او عشرات الطرق وعنده الوان القراءات لكن كيف يكون له اختيار اللي سميناها فيما بعد؟ او قيل لها قراءة فلان وقراءة فلان وقراءة فلان مع انه روى هذه القراءات او كثير من هذه القراءات وثبتت عنده هذا في اختياره هو عرفتم كيف جاءت فالحاصل حينما يقرأ بهذه القراءة هذا ليس من الاختلاف الحقيقي في شيء هو اختلاف صوري فقط ائتلاف عنصري لان هذه القراءات كلها حق وكلها من عند الله عز وجل وما ترتب عليها من المعاني فهو صحيح. والقراءتان اذا كان لكل واحدة معنى يخصها لكل واحدة معنى يخصها وهذه المعاني متغايرة فهما بمنزلة الايتين. وعلى كل حال لا بأس ان اذكر لكم مثال حضرني الان بالخامس الذي سبق الان نجد ان العلماء في العقيدة مثلا في في الكلام على الرب الحمد لله رب العالمين وفي التفسير هل الرب صفة ذات ولا صفة فعل بعضهم يقول هي صفة ذات وبعضهم يقول هي صفة هي صفة فعل. يلا طلعوا لي الان انتم هل هذا اختلاف حقيقي ولا لا ماذا تقولون الذي ينظر فيه لاول وهلة دون تدقيق يقول هذا اختلاف حقيقي والذي يدقق يقول هذا مو باختلاف حقيقي لماذا لا يكون هذا من الاختلاف الحقيقي اذا نظرت الى الرب باعتبار ان من معانيه السيد فهو صفة صفة ذات ولا لا؟ واذا نظرت الى ان من معانيه الذي يربي خلقه بالوان النعم الظاهرة والباطنة المربي فهذه صفة فعل فهل الخلاف الان في تفسير الرب؟ هل هو اختلاف حقيق؟ الجواب؟ لا ولذلك فان من انواع الاختلاف الذي هو اختلاف صوري نعم ان تذكر معاني كلها صحيحة وهي اوصاف او داخلة تحت هذا المسمى كما سبق. فالرب حينما نفسره ماذا نقول؟ يقول قائل هو السيد فهذا ليس من الاختلاف الحقيقي في شيء. السابع ان يقع الاختلاف في العمل الثامن ان يقع تفسير الاية او الحديث من المفسر الواحد على اوجه من الاحتمالات ويبنى على كل احتمال ما يليق به من غير ان يقع تفسير الاية او الحديث من المفسر الواحد على اوجه من الاحتمالات ويبني على كل احتمال ما يليق به من غير ان يذكر خلافا في الترجيح بل على توسيع المعاني خاصة فهذا ليس خلافا هذا اللي ذكرته انفا. ان يذكر ذلك على سبيل على سبيل الاحتمال ويمكن ان يكون كذا ويحتمل ان يكون كذا وهكذا نعم التاسع ان يقع الخلاف في تنزيل المعنى الواحد فيحمله قوم على المجاز واخرون على الحقيقة والمطلوب الى اخره. لعلنا نتوقف عند هذا الحد وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه