وائمة الدين يدركون ان هذه المذاهب وجدت يعني نتيجة طبيعية وان وجودها امر قدره الله عز وجل آآ كونا وليس هو امر مرفوض شرعا. واضح؟ طيب. هذا بالنسبة فمن التعصب ضد مذاهب كما ذكرنا ان يدعو الانسان الى حرق كتب المذاهب او الى الغاء كتب المذاهب او الى الاعراض عن كتب المذاهب وانها كتب لا قيمة لها هذا درب من دروب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يفقهنا في الدين وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما نافعا وعملا صالحا انه ولي ذلك والقادر عليه ثم اما بعد. ففي الدرس الماظي تكلمنا عن المذاهب الفقهية وتعرظنا لترجمة امام كل مذهب من هذه المذاهب. مذهب الامام ابي حنيفة ومذهب الامام ما لك بن انس رحمه الله ومذهب الامام الشافعي ثم مذهب الامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى وقد ذكرنا قبل ذلك واثناءه آآ تاريخ نشأة هذه المذاهب وامتداد هذه المذاهب وصلة هذه المذاهب بمذاهب الصحابة وبفقه الصحابة رضي الله تعالى عنهم. و يأتي السؤال بعد ذلك وهو ما حكم التمذهب بمذهب من هذه المذاهب الفقهية الاربعة وهذه مسألة مهمة ومطروحة في كتب العلماء من قديم الزمان وتثار ما بين فترة واخرى. اه هذه المسألة وهي مسألة التمذهب يسميها العلماء التمذهب. واه واه هذه المسألة فيها موضع اتفاق يعني مواضع اتفق عليها العلماء بجميع مذاهبهم وبجميع اتجاهاتهم وهناك مواضع اختلف العلماء رحمهم الله تعالى فيها. اما بالنسبة لمحل الاتفاق في مسألة فالموضع الاول انه لا خلاف بين العلماء رحمهم الله تعالى ان التعصب لمذهب من هذه المذاهب امر مذموم. هذا امر لا خلاف فيه. والمقصود بالتعصب المذموم هنا هو ان يتخذ الانسان المذهب معيارا للولاء والبراء. فانت مثلا شافي لا تزوج بنتك من مالكي ولا تجالس مالكيا ولا تصلي خلف المالكية هذا امر لا شك انه مذموم. جيد من يوالي من هم على مذهبه ويعادي من هم اه على غير مذهبه. ايضا من المواضع التي تكاد تكون محل اتفاق هي مسألة الانتساب. الانتساب الى هذا المذهب الانتساب اللفظي يعني ان يقول الانسان مثلا انه حنبلي. نقول ما مذهبك؟ يعني بعض الناس تسأله ما مذهبك؟ فيقول لك حنبلي او او مالكي او حنفي هل هذا امر جائز؟ ولا ما هو جائز؟ نقول هذا امر جائز ولا يكاد يوجد فيه خلاف من جهة الانتساب الذي لا يترتب عليه تعصب. وبعض الناس يتورع من هذا تقول له ما مذهبك يقول انا على الكتاب والسنة. ويتصور ان الانتساب الى مذهب من هذه المذاهب يعني ترك الكتاب والسنة معاذ الله. يعني ليس من من الخطأ في الفهم ان يظن ان هناك مسار اسمه مسار الكتاب والسنة. ومسار اخر مواز له ومباين له اسمه مسار المذاهب الفقهية. وهذا التصور تصور خاطئ مئة بالمئة. ومن اثار هذا التصور ان تجد الطالب يقول ايهما افضل ان ادرس الفقه آآ فقه الدليل او ادرس فقه المذاهب؟ اصلا هذا السؤال فرضه خطأ لانه مبني على مقدمة اولى وهي ان هذه المذاهب ليست من فقه الدليل. تمام؟ هذا خطأ عظيم جدا بل هذه المذاهب كلها بلا استثناء كلها بلا استثناء هي فقه للدليل. فلا تتصور ان مذهب ابي حنيفة رحمه الله ليس من فقه الدليل ولا ان مذهب ولا ان مذهب الشافعي ولا ان مذهب احمد بن حنبل هذه ليست من فقه الدليل بل هي من فقه الدليل بلا شك والتفقه عليها بمعرفة مسائلها ومعرفة ادلتها لا شك انه تفقه في الدين وفي الشريعة وتفقه في الكتاب والسنة. فهذه مسألة ايضا يجب ان تكون على بال ان نذهب اذا المسألة الاولى ان التمذهب بمعنى التعصب للمذهب الذي يترتب عليه موالاة اهل المذهب ومعاداة غيره وهذا امر موجود نعم في عصرنا الحاضر آآ صار التعصب ضد المذاهب التعصب المذاهب خف وقل في زماننا ونشأ عوضا عنه تعصب ضد المذاهب وهذا لا شك ايضا انه الصم مذموم يعني في السابق قد تجد وهذا ترى امر نادر جدا يعني لا يحصل الا من عامة الناس وليس من علمائهم في الاغلب آآ قد تجد التعصب في السابق مثلا يقول هل يزوج الحنفي ابنته للشافعية؟ هل تصح صلاة الحنفي خلف الشافعية؟ ومسائل تطرح من هذا القبيل هي ليست مسائل مقررة ولا معتمدة في المذاهب وانما هي من المسائل التي يعني اه ترد على سبيل التعصب من غير اهل العلم واكابر علماء واضح؟ في يومنا في في عصرنا اليوم نشأ عند الناس تعصب لا يقل سوءا عن ذلك التعصب وهو التعصب ضد المذاهب. فهو يجعل هذه المذاهب امرا آآ اولا من الضلال الانتساب اليها ويجعل هذه المذاهب مذاهب لا تمثل الشريعة ولا اه تمت الى فقه الدليل وانما هي اراء رجال تمام والامر الثاني انه يستنكر على الانسان الذي يتبع مذهبا من المذاهب فتجد واحد يا اخي اتقي الله كيف انت تصير حنفي؟ طيب وانت يا اخي ينزل عليك وحي قال لا انا اخذ فتاوى المشايخ على القول الراجح. تمام؟ طيب ونحن نأخذ بالراجح في مذهب ابي حنيفة او بالراجح في مذهب احمد او بالراجح في مذهب مالك. تمام؟ لا فرق بين هذا وهذا او او لا نقول لا فرق بين هذا وهذا. هذا وهذا كله من التقليد الاشكال اليوم ان بعض الناس صار يذم التقليد الذي هو تقليد مذهب مجمع على جواز تقليده ثم يسلك مسلكا ادنى منه وفي التقليد وهو تقليد أفراد تمام فعلى سبيل المثال تأتي لشخص يقول لك لا لا تدرس كتب المتون المذهبية طيب ماذا يا اخي في الفقه يقول لك ادرس المتون غير المذهبية الكتب غير المذهبية. مثال ذلك يقول لك مثلا الدرر البهية للشوكاني. الدرر البهيمة الشوكاني متن مجرد عن الادلة في الجملة تمام وهو مجرد مسائل فقهية فانت الان الذي يقول لك ادرس الدرر البهية لانه ليس مذهبيا هو في الحقيقة الذي سيدرس الدرر البهية هو متمذهب بمذهب من؟ بمذهب الشوكاني. واضح؟ فهو بركة التمذهب بمذاهب الائمة وذهب الى التمذهب بمذاهب دون ذلك. فعلى كل حال نحن نقول التعصب مذموم. سواء كانت التعصب للمذاهب او كان التعصب ها ضد المذاهب. ومن صور التعصب ضد المذاهب هو ما في الفقرة الثانية في محل الاتفاق. من محل الاتفاق بين اهل العلم والفقهاء ان العلماء رحمهم الله تعالى كلهم يقبلون هذا وجود هذه المذاهب ولا يرون ان وجود هذه المذاهب امر مرفوض شرعا. تمام؟ ولم يدعو احد من علماء الاسلام ومن ائمة الدين الى الغاء هذه المذاهب او حرق كتب المذاهب وما وجد من هذا فانما هو تصرفات لا تمثل اتجاه علماء الشريعة. ولا ائمة الدين. بعض الناس في بعض الحقب من الزمان اخذوا كتب المذاهب يعني حصل في التاريخ اسلامي من اخذ كتب المالكية واحرقها. قال لا ما نقلد المالكية وانما نأخذ من الكتاب والسنة مباشرة. طبعا هذا كما ان هذا التصور غلط اصلا. كذلك وجد في عصرنا الحاضر. من دعا الى حرق كتب بعض المذاهب. ومن يدعو الى الغاء المذاهب وكل هذه الدعوات ليست صادرة من ائمة الاسلام ولا من اكابر علماء الشريعة. وعلماء الاسلام يدركون تعصب وهو تعصب للاسف يأتي تحت مظلة ايش؟ محاربة التعصب وهو في حقيقته تعصب لاراء شخصية وليس الى مذاهب ومدارس علمية معتبرة. الثالث ايها الاخوة الكرام من محل الاتفاق انه على ذكر التعصب فقد وجد حوادث في التاريخ وجمع بعضها آآ الدكتور خالد كبير علال له كتاب اسمه التعصب المذهبي والتعصب المذهبي وجد في المذاهب آآ يعني في بعض اتباع المذاهب الفقهية على سبيل الندرة لا على سبيل الشيوع. الامر الثالث ايها الاخوة الكرام من محل الاتفاق ان المتمذهب يعني الى مذهب من المذاهب اذا بلغ رتبة الاجتهاد وخالف مذهب امامه لرجحان غيره فقد احسن. ولا ينكر ذلك عليه ولم يوجد من احد انكار على ابي يوسف القاضي انه خالف شيخه ابا حنيفة ابو يوسف يوسف القاضي خالف ابا حنيفة ولا لا؟ في مسائل ذكرنا ان ابا يوسف رحمه الله خالف ابا حنيفة في مسائل ومحمد بن الحسن الشيباني رحمه الله خالف ابا حنيفة ولا ما خالفه؟ خالفه ولم يوجد من احد لا من الحنفية ولا من غيرهم ينكر على ابي يوسف او ينكر على محمد الحسن الشيباني رحمه الله مخالفته لابي حنيفة في المسائل التي توصل فيها الى اجتهاد يخالف اجتهاد شيخه او اجتهاد امامه واضح؟ ولكن هذا ووجد هذا في مذهب الحنفية مثل ما ذكرنا محمد بن حسن وابو يوسف وقيل قيل هكذا طبعا حط تحتها قيل ان ابا يوسف ومحمد ابن الحسن قد خالفا ابا حنيفة في ثلث المذهب وفي ثلثي المذهب. وهذا يعني يبدو انه لا يراد به يعني اه التقدير الحقيقي وانما المراد به كثرة المسائل التي خالف فيها اباه حنيفة رحمة الله على الجميع. ومن امثلة ذلك ايضا في مذهب المالكية مثلا. فقد وجد من بعض اصحاب مالك انه خالف الامام مالك في مسائل حتى خالفوه في بعض المسائل التي ثبتت عنه جاء اه نصوا عليها لكن هذا اذا بلغ الانسان رتبة في الاجتهاد من امثلة ذلك في المالكية ايضا آآ ابن عبد البر رحمه الله تعالى فانه قد خالف الامام ما لك في مسألة خيار المجلس واستدل بخلاف قوله كذلك وجد في مذهب الشافعية ايضا فمن اصحاب الشافعي مثلا المزني فان المزني خالف الشافعي رحمه الله تعالى في مسائل مع انه كتب مختصرا في مذهب الشافعية. وكذلك في الحنابلة فقد وجد من بعض الحنابلة لهم اختيارات ولهم اجتهادات آآ تخالف مذهب الامام احمد رحمه الله تعالى آآ ولكن هذا بعد التأهل ما ذكرنا فمن من المتقدمين ومن المتأخرين. فمن المتأخرين مثلا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فانه لما بلغ رتبة الاهلية في ظرف الادلة الشرعية كان له اجتهادات خارجة عن عموم مذهب احمد وله اجتهادات في تصحيح المذهبي يعني له اختيارات في داخل المذهب في تصحيح احد الروايات عن الامام احمد رحمه الله وله اختيارات تخرج عن مذهب الامام احمد رحمه الله تعالى. وينبغي ان نتنبه هنا الى القيد المذكور في هذا المحل. ما هو القيد؟ ان متمذهبة اذا تأهل فانه اه اذا اجتهد واختار قولا من الاقوال فقد احسن. واما غير المتأهل فليس له حق اصلا ان يختار. وهذه قضية ترى تنبهوا لها. اذا نظرت في سير العلماء وفي طبقات الفقهاء في المذاهب جميعا وعلى قرون التاريخ الاسلامي كله. فانك تجد العلماء الذين لهم اختيارات فقهية يقال اختارهم فلان من العلماء اختاره فلان تجد انهم قلة. ولا تجد الا الواحد بعد الواحد في يمكن تمر مئة سنة ما فيها الا واحد او اثنين في المذهب الذين لهم اختيارات استقلالية. واضح؟ بخلاف ما نحن عليه اليوم فاننا نجد كل طالب بعلم وكل من يعني مسك قلما وورقة. تمام؟ او كيبورد طابعة. ها اتجد انه لا يكتب مسألة في الفقه الا ولابد ان يذكر فيها ان الراجح فيها عنده كذا مع ان كثيرا جدا جدا ممن يكتب ليس اهلا للترجيح. والترجيح هو اجتهاد بعض الناس يتصور ان الاجتهاد هو ان تأتي بقول لم يقل به احد من الناس. واني وان كنت الاخير زمانه لات بما لم استطعه الاوائل وهذا غير صحيح ليست حقيقة الاجتهاد كذلك بل ان المجتهد اذا اجمع العلماء قبله على قول لا يجوز له شرعا ان يخرج عن اجماعهم واذا اختلف العلماء قبله على قولين فلا يجوز له ان يحدث قولا ثالثا يخرج عن محل اجماعهم. فالاجتهاد ما هو في المسائل التي تكلم الفقهاء فيها قبله ينحصر في حقه في ايش؟ في الترجيح بين اقوالهم واضح ترجيح بين قول عالم وعالم هو اجتهاد. لا يصح ان يصدر الا عن مجتهد تحققت فيه شروط الاجتهاد واضح؟ واما ميل النفس يعني كونك انت والله تميل الى قول مالك في هذه المسألة وتميل الى قول ابي حنيفة في المسألة الاخرى فان ميلا النفس هذا فليس اجتهادا ولا هو مرجح شرعي. واضح ان يكون نفسك تميل الى هذا لا حاجة للناس ان يعرفوا الى اي القولين تميل نفسك تمام هذا امر لا يقدم ولا يؤخر وليس هو اه اختيارا بالمعنى العلمي. نعم اذا من الباحث ان يكتب شيئا من هذا القبيل للتعلم لا على وجه الاختيار حقيقة ولا على وجه الاجتهاد والترجيح انما هو من باب التعلم تمام؟ فهذا بابه واسع. يعني ممكن واحد يقول لك لابد ان تظهر شخصية الباحث تناقش الادلة وكذا. من باب اظهار شخصية الباحث لاجل ان تقوم من الناحية العلمية ومن اجل ان تتعلم لا من اجل ان ترجح. تمام؟ فهذا باب اخر ولهذا يقول ابن رحمه الله الوزير بن هبيرة من اصحابنا الحنابلة رحمه الله يقول ان المناظرة بين بالمذاهب تخرج مخرج الاعادة والدرس. يعني لما يصير اثنين يتناظرون ممكن في درس من الدروس يقال يا فلان يا فلان من الطلاب تتناظرون في المسألة الفلانية يصير مناظرة بينهما. هذه المناظرة هي عبارة عن ايش؟ مناظرة يقصد بها التوصل الى القول الراجح فاذا علا احد المتناظرين على الاخر بالحجة ترجح قوله لا وانما يقصد بها تربية الطالب وتعليم وتدريب الطالب على ذلك. فالمناظرة بين ارباب المذاهب تخرج مخرج الاعادة والدرس. وكذلك الترجيح في كتابة البحوث العلمية اذا طلب منك بحث علمي وقيل لك لابد ان ترجح فان هذا يخرج مخرج الاعادة والدرس. تمام؟ وليس هذا من الاجتهاد ولا من الاختيار الذي آآ يتبع او يقلد عليه. ولهذا القاعدة في البحوث العلمية المعاصرة وهذا ترى البحوث اليوم الفقهية تطبع انت لا تعرف اصلا المؤلف هذا من هو؟ صح ولا لا؟ يعني الان المكتبات تضخ لك عددا كبيرا من الكتب والبحوث الفقهية في النوازل وفي غير النوازل. وكثير من هذه الكتب انت لا تعرف من هو المؤلف. صح ولا لا؟ لا تعرف لا تعرفه الا بالاسم المكتوب عليه على الغلاف. لا تعرف رتبته العلمية ولا آآ عبادته ولا دينه ولا اي شيء صح ولا لا؟ طيب ما موقفك من هذا الكتاب؟ العجب العجاب ان بعض الناس يأتي الى كتاب هو لا يعرف من المؤلف ثم يأخذ يقول انا على طول يبحث عن ترجيح هذا المؤلف يقول والله يرجح القول الفلاني خلاص ثم يقلده على ذلك الترجيح هذا يقول لك والله صاحب البحث الفلاني يرجح كذا طيب صاحب البحث الفلاني من هو تعرفه؟ قال لا والله ما اعرفه كم عمره؟ ما هي رتبته العلمية؟ ما يعرف جيد ثم يقول لكنه هو رجح القول الفلاني. فنقول بالنسبة لهذه الابحاث طالب العلم يستفيد مما فيها من جمع للمعلومة وتقريب قربت لك المعلومات من مصادر متنوعة وربما مكث في الرسالة العلمية ثلاث سنوات او نحو من ذلك فانت تستفيد من المادة العلمية مجموعة واما كون الباحث مال الى الرأي الف او للرأي باء او رجح قول زيد او قول عمر فان هذا لا يقدم لا يؤخرك واضح؟ نعم. وهنا ننبه ايضا ان طالب العلم اذا درس عند طالب علم او عند شيخ من الاشياخ الذين لم يبلغوا رتبة الاجتهاد. بل حتى لو كان شيخه قد بلغ رتبة الاجتهاد. فان معرفة الطالب بالترجيح والنتيجة التي توصل لها الشيخ في المسألة يعني مثلا افترض جاك الشيخ وشرح لك المسألة قال فيها قولان فتقول للشيخ ما هو القول الراجح؟ يقول لك القول الاول هو القول الراجح تكتب القول الاول هو القول الراجح. الان معرفتك معرفتك بهذا القول انه هو الراجح. هذا تقليد او ليس بتقليد؟ تقليد وليس هو احسن حالا باي حال؟ ابدا هذا باي معيار من المعايير لن يكون هذا التقليد احسن حالا مما لو قلدت قول احمد بن حنبل وانتهيت عند ذلك. لكن الناس اليوم يعني آآ صاروا يظنون ان الزمن المتأخر يمكن ان يكون حاكما ومغربلا كما يعبرون للتراث الفقهي. يقول نحن نحتاج الى ان ننقي ونغربل التراث فيأتي العالم المتأخر او حتى طالب العلم او الباحث فيجمع اقوال من سبقه ثم يقول القول الفلاني هو الراجح ويظن بعظ طلبة العلم ان هذا القول قول منفصل وقد حكم في المسألة وانتهى الخلاف وحسم. ابدا هذا لا يكون. ولا يمكن ابدا ان ينظر الى المسائل الفقهية بهذه نظرة اه السطحية. فان العلماء او بالمناسبة نحن حينما نقول مثلا الامام احمد الامام مالك الامام الشافعي. الامام احمد لما يتكلم بمسألة من المسائل والباحث المعاصر اليوم حينما يتكلم في مسألة من المسائل كيف سيكون الكلام فيها؟ نقول الامام احمد رحمه الله يتكلم الان هذه المسألة امام الامام احمد. طيب ما هي حصيلته فيها؟ حصيلته فيها انه يحفظ في هذه المسألة التي يتكلم فيها اه خمسة عشر حديثا كل حديث منها يحفظه ما بين عشرين طريق الى خمسة وثلاثين طريق. طبعا انا اذكر ارقام على سبيل يعني المثال ليس المقصود هذا. فهو يحفظ الاحاديث باسانيدها ويحفظ هذه الاسانيد من طرق وليس اسنادا واحدا وكان بعض المحدثين يقول الحديث الذي لا احفظه من عشرين طريق انا فيه يتيم. يعني ما عندهم مسألة انك حفظت اسناد للحديث ينتهي الامر عند هذا جيد طيب هذه الاسانيد كل واحد منها يحتوي على ثلاثة الى خمسة من الرجال الاسناد صح ولا لا طيب ما هو حال الامام احمد مع هؤلاء الرجال يعرف الحكم على كل واحد من هؤلاء الرجال استقلالا واجتهادا من خلال حفظه لمرويات هذا الراوي. كويس؟ طيب. ثم بعد ذلك انتهت ادلة المسألة؟ لا يحفظ في هذه المسألة من اثار الصحابة والتابعين مثلا خمسين اثرا منها عشرة عن الصحابة وثلاثين واربعين عن التابعين اتباعهم جيد وله في ذلك ملكة فقهية واعمال نظر في كل هذا ثم بعد ذلك يقال وايضا الايات التي ترد في الباب وما قيل في تفسيرها كل هذا بالاسناد. ثم بعد ذلك يحكم في المسألة مثلا ويقول يعجبني كذا. شف بعد كل هذا العلم والتحقيق يمكن ما يقول لك هذا حلال ولا يقول هذا حرام ولكن يقول يعجبني كذا او اكره كذا ورعا وديانة واضح؟ الباحث المعاصر الذي سيبحث المسألة ما حصيلته؟ يأخذ حديث بدون اسناد صححه فلان من اهل العلم. تمام؟ متأخرين. يقول هذا حديث صحيح صححه فلان. واذا كان له جهد والله يقول لا انا سادرس الاسناد ماذا سيدرس الاسناد؟ ياخذ تقريب التهذيب للحافظ بن حجر يقول هذا ثقة هذا ثقة تمام السند متصل وليس امامه اصلا من الطرق التي كانت في بطون وفي صدور اولئك الائمة الا شيء يسير ثم بعد يقول القول الراجح كذا كونه قال القول الراجح هذا لم يحسم الموضوع ولم يعني ينهي الموضوع. ويقول بعضهم طيب الائمة قد كن خفيت عليهم بعض الاحاديث. صح الائمة قد يكون خفيت عليهم هذا الحديث. وانت احتمال انه خفي عليك بعض الاحاديث في المسألة عشرة اضعاف احتمال الوارد يعني انا حينما نقول الامام احمد والله يمكن خفي عليه نعم ممكن يكون خفي عليه. لكن انت يا اخي الكريم يا صاحب المكتبة الشاملة كم يمكن يكون خفي عليك لا شك ان الذي يخفى عليك اكثر سواء من متون الاحاديث او من اسانيدها وطرقها واضح او من الكلام على رجالها يعني كونك انت تقول وثقه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب قد يكون اصلا الحافظ بن حجر اعتمد في توثيق هذا على الامام احمد الامام احمد هو الذي وثقه ولكنه وثق الراوي وظعف هذا الحديث من حديثه. وهذا موجود عند الائمة يعني مثلا حديث اذا انتصف شعبان فلا تصوموا. اذا انتصف شعبان فلا تصومون حديث العلاء بن عبدالرحمن. طيب هذا الراوي موثق عند الائمة ولكن هذا الحديث من احاديثه مضعف وهذه قضية يغفل عنها كثير من الناس اليوم يظن انه اذا كان جميع رواة الاسناد ثقات معناها ان الحديث صحيح الرواة كلهم ثقات والاسناد متصل والحديث ضعيف. ممكن؟ نعم ممكن لماذا؟ المتقدمون ايها الاخوة الكرام وهذه نقطة مهمة لابد ان تفهم لابد ان نعرف فضل علم السلف على علم الخلف. وانا اوصيكم في هذا بقراءة كتاب الامام بن رجب رحمه الله تعالى اسمه وبيان فظل علم السلف على علم الخلف لابد لطالب العلم ان يقرأ هذا الكتاب. كتاب ابن رجب له كتابان مهمان له طبعا ابن رجب هذا امام يعني من جبال العلم ومن ائمة العلماء رحمهم الله كتب فتح الباري شرح صحيح البخاري وكتب شرح علل الترمذي كتب كتب وجامع العلوم والحكمة يعني كتب غاية في التحرير والنفاسة رحمه الله تعالى رحمة واسعة. له كتابان مهمان اوصي بهما الكتاب الاول بيان فظل علم السلف على علم الخلف والكتاب الثاني اسمه الرد على من اتبع غير المذاهب الاربعة. سنرجع الله في الدرس القادم الى قضية الفرق بين طريقة الائمة الاولين في توثيق الرواة وبين الباحث المعاصر حينما ينظر في توثيق الرواة نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا لما فيه الخير انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين