بسم الله الرحمن الرحيم. يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة. اما بعد فان الحديث عن انتشار فيروس كورونا يكاد يستولي على مجالس الناس هذه الايام. وهذا شيء طبيعي لكن هل من المقبول ايها المسلمون المعتبرون ان تتوقف احاديثنا عند نقل اعداد المصابين به او الموتى الذين قضوا بسببه؟ هل يليق ان تتوقف اخبارنا عند التحليل وربما الرصد اخبار هذا المرض وهل هو مؤامرة او غير مؤامرة؟ هل هو احد مستفيد منه او غير مستفيد ايليق ان تتوقف احاديثنا عند هذا الحد؟ ان المؤمن يا عباد الله له في كل شيء فكرة وعبرة ومن ذلك اخبار امثال هذه الفيروسات والاوبئة التي يبتلي الله تعالى بها عباده حين واخر وتكون في امكنة دون امكنة. ومن العبر التي ينبغي الا تغيب عن المؤمن الفطن ان يعتبر المؤمن فان في انتشار هذه الاوبئة عبرة وعظة. ودلالة على قدرة الرب جل جلاله وضعف المخلوقين الذين مهما اوتوا من قوة او تقدموا في علومهم مطبهم فهم لا يخرجون عن دائرة الضعف والعجز. وما اوتيتم من العلم الا قليلا. فيروس صغير لم يكتب اكتشف بعد علاجه يقلق دولا ويفزع ما شاء الله ان يفزع من الافراد. فيروس لا يرى الا بالمجاهر الدقيقة. ولعلكم تتذكرون ما الذي اصاب الناس قبل اعوام؟ حينما انتشرت حمى الوادي صدع وبعدها انفلونزا الخنازير ثم انفلونزا الدجاج في جملة من الابتلاءات والاوبئة والفيروسات تعمل الاحتياطات القوية العظيمة من اجل فيروس صغير لا يرى الا بالمجاهر ثم قد لا يحصل المطلوب كله. والسؤال الذي يورث تعظيما لله عز وجل. من الذي سلط هذه المخلوقات الضعيفة. على هذه المخلوقات التي هي اكبر منها بمئات المرات. من الذي اظهر قدرته وعجز عباده. من الذي اظهر لعباده سعة علمه؟ وعظيم جهلهم انه الله عز وجل الذي يعرف عباده الذي يعرف عباده بقوته وضعفهم السؤال الاكبر والمهم في حقنا هل اظهرنا افتقارنا الى الله؟ وضرورتنا اليه وهل عبوديتنا في مثل هذه المقامات. ثانيا ايها الاحبة المؤمن مع انتشار مثل هذا الفيروس. ومع ما يقع منه من قلق طبيعي وخوف على نفسه وعلى اخوانه المسلمين لكنه ينظر الى مثل هذا بمنظار اخر. وهو منظار لطف الله عز وجل. لطف الله عز وجل تخفيفه على عباده. فهذا الفيروس وان قيل ما قيل عنه. وذكر ما ذكر عنه الا انه يبقى بعد في مناطق محدودة واعداد المصابين به وان لم تكن قليلة. لكنها اذا قيست بعدد الناس. فهي لا تكاد تذكر ومن جهة اخرى ينظر العبد الى لطف الله تعالى حيث لم يسلطه على البلاد كلها. لم يسلطه على كلها فسبحان الله وتبارك الله اللطيف الرحيم. لطف لطف بعباده فرحمهم. فلم ينتقل مثل وهذا الى كل البلاد. ثالثا ايها الاحبة واخيرا هل تحدث مثل هذه الاخبار هل تحدث مثل هذه الاخبار لنا؟ توبة وانابة؟ وافتقارا وضراعة؟ اين نحن من قول الله عز وجل وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالبأساء والضراء. لماذا؟ ما الحكمة يا رب لها لعلهم يتضرعون. ثم قال الله عز وجل بعدها ثم بدلنا مكان السيئة الحسن حتى عفوا يعني كثروا وقالوا كحديث الامس قد مس اباءنا الضراء والسراء فاخذناهم بغتة وهم لا يشعرون. نعوذ بالله تعالى من سنة الغفلة. ونعوذ بالله تعالى من جمود العيون القلوب ونسأل الله سبحانه وتعالى لمن مات من اخواننا المسلمين بهذا الوباء ان يكون ذلك شهادة لهم وكفارة كما نسأله عز وجل لمن ابتلي به من اخواننا ان ينزل الله تعالى عليهم عافية من عنده وشفاء من عنده اللهم يا ربنا ويا مولانا ويا خالقنا. اللهم ارحم موتانا. اللهم ارحم موتانا. وعافي مبتلانا في مرضانا واقض ديوننا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا