اذا علم هذا فليعلم ان من الافعال المخالفة للعقيدة تعليق التمائم تعليق التمائم. والتمائم قسمان من القرآن ومن غير القرآن. وقد اجمع العلماء على حرمة التمائم الشركية واختلفوا شيئا من الاختلاف في تمائم من القرآن والقول الحق منعها لعموم الادلة المحرمة للتمائم وسدا لذريعة الوصول الى التمام واحتراما وسدا لذريعة الاستهانة بالمصحف. يقول الناظم واحذر هديت من التمائم كلها حتى وان كانت من القرآن لعمومها اعني النصوص كذلكم. سد الذريعة يا اخا العرفان كخشية دخولك في الخلاء فامنع هديت قلائد الشيطان. لو سألت من يعلق التمائم على يده او على دابته او وفي بيته او على رقبته لم تعلقها؟ قال لاني ارجو ان تجلب لي خيرا وتدفع عني شرا فلا يجلب الخيرات الا الله ولا يدفع المضرات الا الله. قاعدة عظيمة هذي تسد عنا باب التمائم. وقد وصف النبي صلى الله وعليه وسلم التمائم بانها شرك. فقال في حديث ابن مسعود ان الرقى والتمائم والتولة شرك وقال النبي صلى الله عليه وسلم من تعلق تميمة فلا اتم الله له ومن تعلق ودعه فلا ودع الله له وفي حديث رويفع قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا رويفع لعل الحياة تطول بك. فاخبر الناس ان من عقد لحيته او تقلد وترا هذي التميمة او استنجى برجيع دابة او عظم فان محمدا بريء منه وفي صحيح الامام مسلم عن ابي بشير الانصاري رضي الله عنه انه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره. فارسل رسولا الا يبقين في رقبة بعير قلادة او قال قلادة من وتر او قلادة الا قطعت رأى بعض الصحابة على بعض الناس خيطا فقال ما هذا؟ قال خيط من الحمى فنزعه وتلا قوله عز وجل وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهو هم مشركون وفي الموقوف على سعيد بن جبير قال كانوا قال من قطع تميمة من انسان كان كعدل رقبة وقال ابراهيم كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن من القرآن وغير القرآن. فالتمائم كلها محرمة من وغير القرآن. التمائم كلها محرمة بمختلف اشكالها وتباين انواعها كلها محرمة. لانه لا يجلب الخيرات الا الله ولا يدفع المضرات الا الله عز وجل. فان قلت وهل هي من الشرك الاصغر او الاكبر؟ فاقول قد تكون كذا وقد تكون كذا على حسب اعتقاد معلقها. فان علقها معتقدا انها هي بنفسها وذاتها من يجلب الخير او يدفع الشر فانه قد اشرك في توحيد الربوبية. الشرك الاكبر المخرج عن الملة. وان اعتقد ان الله هو الذي يجلب الخير ويدفع الشر ولكن تعليقها مجرد سبب من الاسباب فان هذا شرك اصغر لانه اعتقد سببا ما ليس بسبب لا شرعا ولا قدرا، ولانها وسيلة من وسائل الشرك الاكبر. وما اكثر التمائم في هذا الزمان لا سيما عند الذين لم يتربوا على عقيدة التوحيد التربية الكاملة الصادقة الصحيحة. فيجب علينا ان نحذر انفسنا ومن تحت ايدينا والمسلمين جميعا من تعليقها