يَعتقِدُ بعضٌ آخرُ أنِّي غَيرُ مُلِمٍّ بالواقعِ؛ يَقولُ: يا أَخي، النِّساءُ عِندَهُنَّ مُبالغَةٌ فِي المَظلوميَّةِ، المُستشَارُ الأُسَريُّ فَصَّلَ لِي وقالَ لِي: وأنَّ العلمَ الزّائفَ باطلٌ يدمغُه اللهُ بالحقِّ. -فيا جماعةٌ- أنا حين أكونُ مُقتنِعًا أنَّ هذا باطلٌ لنْ أجاملَ فيهِ، فتبقى مستحقًّا للقِوامةِ -يا زوجًا- إذا كنتَ قائمًا بأعبائِها، إذا لم تَقُمْ بأعبائِها ولم تُنفِقْ فأنتَ لستَ مستحقًّا لها. أنا لستُ منْ أهلِ العلمِ، أنا إنسانٌ مسكينٌ حالَتي حالتُكم، ولكنْ نحاولُ أنْ نستشيرَ ونستخيرَ، لا أتكلَّمُ إلا في المقدارِ الَّذي أعلمُه بفضلِ اللهِ تعالى- لكنْ معَ ذلكَ أقولُ: بعضُ الإخوةِ يعني ردَّ بأدب، بل أنتم من لا يعرف دينَه، بسمِ اللهِ والحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ اللهِ إخواني وأخَواتِي، السَّلامُ عَلَيكمُ ورحمَةُ اللهِ وَبركاتُهُ، مَسَّاكُمُ اللهُ بالخَيرِ، وحيَّاكُمُ اللهُ. الحلَقاتُ عَنِ المرأةِ -بفَضلِ اللهِ تَعالى- لهَا قَبولٌ طَيِّبٌ، وَلها تَأثِيرٌ كَبيرٌ، وبِاستِمرارٍ أسمَعُ قِصصًا عن تأثُّرِ كَثيرٍ مِنَ الإخوَةِ والأخواتِ بهذهِ الحَلقاتِ بفَضلِ اللهِ -تعالَى-، لَكنْ -بلا شك- الخِلافُ طَبيعَةٌ بَشريَّةٌ لا يَخْلُو أَمرٌ منه، وهُناكَ بَعضُ الإخوَةِ الَّذينَ اعتَرَضُوا خاصة -أَكثَرَ شيءٍ- على الحلقَةِ الأَخيرَةِ، ألَا وهيَ الحلقَةُ المُتَعلِّقةُ بالقِوامَةِ تَحتَ عُنوانِ: (أنا حُرَّةٌ) حسنًا، لاحَظْتُ بَعضَ الإخِوةِ نَشرُوا اعتِراضاتٍ وَكثيرٌ مِنها كَانَ بأسْلُوبٍ طَيِّبٍ وَجميلٍ، يَقولُونَ: "الدُكتورُ إيَادٌ استَفَدنَا مِن سَلاسِلِه، وهَذه الحلقاتِ عَنِ المرأَةِ مُفِيدَةٌ، وَلكنْ..." وبعدَهَا يَسْرُدون بعضَ الملاحَظاتِ. بِدايَةً -إِخوانِي- أقُولُ: شَيءٌ جَميلٌ وَطيِّبٌ، وأُثنِي عَليهِ أن يَكونَ هُنَاكَ مُناصَحةٌ، وأنَّ هَؤلاءِ الإخِوةَ يُدافِعونَ عَمَّا يَرونَهُ حَقًّا، وجَميلٌ وَمهمٌّ جِدًّا أن لَا يكونَ هُناكَ تَعلُّقٌ بالأَشخاصِ، وَجميلٌ أنْ نَفْرِزَ؛ نقولُ: لَا واللهِ، هَذا الكلامُ أصابَ فيهِ إيَادٌ، وَهذا الكلامُ أرَى أنَّ إيَادًا أخطَأَ فيهِ، هَذا كُلُّهُ جَميلٌ وأنا أُشَجِّعُهُ وأحُضُّ عَليهِ، لَكنِ، الَّذي أُطالِبُ الإخوَةَ بِهِ هو أنَ يكُونَ هَذا النَّقدُ عِلمِيًّا لِذلِك، فِي هَذا البَثِّ المُباشِرِ - لن نطيلَ عليكُمُ إن شَاءَ اللهُ- دَعونَا نُنَاقِشْ مَدى عِلمِيَّةِ هَذهِ الاعتِراضَاتِ! الَّذي اعتَرضَ عَلى مَا جَاءَ فِي الحلقَةِ -مُمكِنٌ بَعدَ استِقصَاءٍ لِلاعتِراضَاتِ-، هَؤُلاءِ الإخوةِ يعترِضونَ لِأَحَدِ ثَلاثةِ أسبابٍ: يَعتبرُ بعضٌ أنَّ مَا قُلتُهُ في هذهِ الحَلقَةِ بَعضُهُ خَطَأٌ، أو أنَّنِي أَتَتبَّعُ الآراءَ الشَّاذَّةَ، فَمنهُمْ مَن يَقولُ: إيَادٌ يَأتِي بَقولِ مُتأخِّرِي المَالِكيَّةِ فِي القِصاصِ منَ الرَّجُلِ الَّذي يضرِبُ امرَأَتَهُ -مَثلًا- بَغيرِ حَقٍّ، أوْ إيَادٌ -فِي حَلقةِ القِوامَةِ- يَضَعُ شُروطًا للقِوامةِ، وَهذِهِ الشُّروطُ مِن أينَ جَاءَ بِها؟ لَيسَ عَليها دَليلٌ! فَيظُنُّونَ أنَّنِي أقولُ كَلامًا بِلا دَليلٍ، أو أتَتبَّعُ شواذَّ الآراءِ عندَ الفُقَهاءِ، وَلَا يَنبَغِي أَن نُرَكِّزَ عَلى حَالاتٍ شَاذَّةٍ مِن ظُلمِ الرِّجالِ، هَذهِ الحالاتُ الشَّاذَّةُ تُضَخَّمُ زِيادَةً عَنِ اللُّزومِ، وأُعطِيَتْ حَجمًا أَكثَرَ بِكَثيرٍ مِن حَجمِهَا، ومن ثمّ يَنبَغِي ألَّا تُركِّزَ عَليهَا، فَيظُنُّونَ أنَّني غَيرُ مُدرِكٍ لِلواقِعِ كافيةً، وبعضٌ آخرُ يَقولونَ أنَّ كَلامِي سيُساءُ استِخدامُهُ، "يا إيَادُ، كَلامُكَ مُمكِنٌ أن يكونُ صحيحًا، لَكِن سَيُفهَمُ بِطريقَةٍ خَاطِئَةٍ، وبعضُ النِّساءِ قد تشرع تعصي زَوجَها في المَعرُوفِ، وتَترُكُ الحجابَ الشَّرعيَّ، وتَرُوحُ وتجيء إلى حيث تريد، وتقولُ: أنتَ قَصَّرْتَ معِي، وليسَ لكَ قِوامَةٌ" حسنًا، أوَدُّ أن أقُولَ -يا كرامُ- أنا آخذٌ بِعَيْنِ الاعتِبارِ هَذهِ النِّقاطَ كُلَّها، والَّذي يَقولُ هذا الكلامَ لا يعلَمُ حجمَ الجُهدِ المبذُولِ في هذهِ الحلقاتِ. أنا أحب -يا إخوانِي وأخَواتِي- أن أطمْئنَكُم قليلًا، بأن تَعرِفُوا طَريقَةَ عملِ الَحلقَاتِ، وكنْتُ أنوي مِن زمَانٍ أَنْ أتكلَّمَ عَن ذلكَ، ولعلِّي أَخرُجُ في حَلقَةٍ خاصَّةٍ أذكُرُ لَكُم كَيفَ تُعَدُّ هذهِ الحلقَاتِ؛ حتَّى تطمَئِنُّوا لِمدَى علميَّتِها وإتقَانِها. اعلموا -إخوانِي-، أنَا لا أقولُ كَلمةً مِن هذهِ الكلماتِ في السَّلاسِلِ إلَّا بعدَ مُشاوَرةٍ، اِلتزامًا بأمرِ اللهِ -تعالَى-: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ [قرآن 42: 38] ولا أتكلَّمُ فِي الأمورِ العلميَّةِ والفقهيَّةِ والعَقَديَّةِ إلَّا بعدَ مشاوَرةٍ، لِقولِهِ -تعالَى-: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [القرآن 21: 7] بالنِّسبةِ إلى تخطِئَةِ ما أقولُ، النَّاسُ الذين يعتِقدُون أنِّي آتِي بِآراءٍ مِن عندِي أو آراءٍ شَاذَّةٍ: هَذهِ الحَلقَةُ الأخيرةُ بِعنوانِ: (أنا حُرَّةٌ) استَشَرْتُ فِيها فِي المَجالِ الفِقهيِّ العِلميِّ، الفقهيِّ تحديدًا -فقطْ هذَا الجانِبُ- استَشرْتُ فيهَا أربعةً منْ أهلِ العِلمِ، أربعَةً منْ أَهلِ العِلمِ! وقَرأتُ فِي أبحاثٍ، مثْلِ بحْثِ: (أثَرُ عَدمِ الإنفاقِ فِي الفُرقةِ الزَّوجيَّةِ فِي الفِقهِ الإسلاميِّ المقارَنِ)، وبحثٍ آخَرَ بِعنوانِ: (مُسقِطاتُ القِوامَةِ: دِراسَةٌ فقهيَّةٌ مُقارِنَةٌ) وقرَأتُ الكثيرَ قَبلَ أن أتَكلَّمَ بِمَا تَكلَّمتُ بهِ بَعدَ مُشاوَرَةِ وسُؤالِ أهلِ العِلمِ، بالنِّسبةِ إلى نُقطَةِ الإلمامِ بالواقعِ، فلعل إيادًا رأى حالَةً أو حالَتَيْنِ منْ نساءٍ مَظلُومَاتٍ مَثلًا، أو رَجُلًا أَساءَ استخدامَ القِوامَةِ، أو أو... فصارَ يُعمِّمُ، لا يا جماعةُ، لا! أنا رجل صارَ عُمرُهُ 44 سَنةً، ورأى حالاتٍ كثيرة، ولم أتكلَّمْ إلَّا -أيضًا- بعدَ استِشارةِ أخٍ فاضِلٍ -هُوَ مُستشَارٌ أُسرِيٌّ- مَرَّتْ عليهِ آلافُ الحَالاتِ، وطبيبِ أُسرةٍ مَرَّتْ عليهِ مِئاتُ الحالاتِ، هذان الأخوانِ نَشيطانِ، ومرَّتْ عَليْهِم حَالاتٌ كَثيرَةٌ، النِّساءُ -مثلًا بعدَ 44، 45،...- نعم يَغلِبُ، أو يَكونُ هُناكَ حَالاتٌ كَثيرةٌ حقًّا مِن سُوءِ استخدامِ القِوامَةِ ومن عَدمِ فَهمِ حُدودِ الحقوقِ والواجِباتِ، قَبلَ هَذا السِّنِ، تكون النِّساءُ، الشَّّابَّاتُ،الفَتَيَاتُ حقًّا فِي حالَةٍ مِنَ النَّسَويَّةِ والتَّألُّهِ أكثَرَ منَ النِّساءِ المتُقَدِّماتِ أو الأكبرِ سِنًّا، مَثلًا النِّساءَ فِي جيلِ السِّتيناتِ والسَّبعيناتِ، كَانَ فِي هَذا الِجيلِ سُوءُ استخدامٍ للقِوامَةِ، بعدَ ذلكَ طَغَتْ الموجَةُ النَّسَويَّةُ... ومن ثم فالمسأَلَةُ مَبنِيَّةٌ -يا جماعةُ- على دِراسَةِ واقِعٍ، واستِقصَاءٍ، وحَالاتٍ كثيرَةٍ جدًّا قبلَ أن نَتَكلَّمَ. بالنِّسبَةِ لوقعِ الكَلامِ في النُّفوسِ، الإخوةُ الذين يقُولُون: "كَلامُكَ قَد يَكُون صحيحًا، ولكنْ أثَرُهُ فِي النَّفسِ خاطئ وسوفَ يُساءُ استِخدامُهُ"، اعلموا -يا جماعةُ- أني استَشَرتُ فِي هَذهِ الَحلقَةِ، -علَى الأقلِّ مَا يَحضُرُنِي الآنَ- سِتَّة إخوةٍ وأخواتٍ ليسُوا من أصحابِ العِلمِ الشَّرعِيِّ، لكنْ عندهُمْ نظْرةٌ، ليسوا عُلماءَ، لكن عِندَهُمْ نظْرةٌ وعندهُمْ حِكمةٌ، أنَا -إِخوانِي- أكتُبُ الأفكارَ والصِّياغاتِ، الَّتي أخافُ أنْ يُساءَ فهمُهَا وأستَشِيرُ فِيهَا؛ أقُول: لا أود أن تَكونُ الفكرة سَليمةً فحسب، طريقةُ صياغَةِ الفِكرةِ أُريدُ أن تكونَ سليمَةً، وألاَّ أُفهَمَ خطَأً! أقيسُ الكلامَ -يا جَماعةُ- كَلِمةً، كَلِمةً، كَلِمةً، كَلِمةً،... ما أسْهَل أن تَبُثَّ الأفكارَ وحسب... ما أسهل أن يكون في عِندَكَ مجموعَةُ أفكارٍ وتنشُرَهَا، والسَّلامُ عَليكُمْ... لا -يا جَماعةُ- أنا أقيسُ كَلامِي كَلِمةً كَلِمةً؛ حَتَّى لا يُساءُ استخدامُهُ وتوظِيفُهُ، فالَّذِي يقولُ: "إيَادٌ يُصِيبُ ويُخطِئُ" صَحِيح 100% بدهًا، بشرٌ ولستُ معصومًا، لَكن مَا يَنشُرُهُ العبدُ الفقيرُ ليسَ رأيَهُ الشَّخصيَّ، بَل هُناكَ تَدقِيقٌ ومُراجَعَةٌ واستِشاراتٌ مُوسَّعةٌ، بَعدَ هذا كُلِّهِ، لا بُدَّ ولا شَكَّ وحتمًا وبلا ريبٍ ويقينًا سَيحصُلُ سوءُ فَهمٍ! وسيحصلُ سُوءُ توظيفٍ للكلامِ! أنا -يا جماعةُ- أخاطِبُ شَريحَةً كَبيرةً من النَّاسِ، أي أنه كاد يرى الحلقة على اليوتيوبِ 200 ألفِ شخص، وعلى الفيسبوكِ أيضًا مِئَاتُ الآلافِ، الآنَ، حينما تُخاطِبُ مِئاتِ الآلافِ، يَقينًا سيكونُ منهُمْ من يُسِيءُ الفهمَ؛ سَيُسيءُ فَهمَ القرآنِ، وسَيُسيءُ فهمَ السُّنَّةِ، ومِنهُمْ منْ سيَتَعمَّدُ سُوءَ تَوظيفِ الكلامِ واتِّباعَ الهوَى، وهذا يفعَلونَهُ معَ القرآنِ ومعَ السُّنَّةِ، فكَلامِي ليسَ معصومًا مِن ذلكَ، أنا عليَّ أنْ أدَقِّقَ وأحتاطَ قَدْرَ الإمكانِ وأسَتَشِيرَ وأستَخِيرَ، لكنْ حتمًا سيقَعُ بعدَ ذَلكِ سوءُ فَهمٍ وسوءُ توظِيفٍ، يا جماعةُ يا إخوانِي ويا أخَواتِ! الَّذي يستَطِيعُ أنْ يأتيَ بطَرْحٍ مُحْكَمٍ مُؤصَّلٍ شَرعًا، عليهِ أدلَّةٌ ومَبنيٍّ عَلى أقوالِ العُلماءِ، ويضمَنُ أنَّهُ بعدَ ذلكَ لنْ يَحصُلَ سوءُ استِخدامٍ، ولا سوءُ تفسِيرٍ، ولا اتِّباعُ هوًى، واللهِ، أنا مُستعِدٌّ أن أُسَلِّمَهُ الصَّفحةَ وأقُولَ لهُ: تفضَّلْ أكمل المسيرَ عنِّي، أكمِلْ الرِّحلةَ عَنِّي، أكْمِل هذهِ السِّلسلةَ كُلَّها عنِّي، لكنْ -يا جَماعةُ- فِي النِّهايةِ لا بُدَّ من أنْ يحصُلَ سوءُ تفسيرٍ، أنا أُحاوِلُ قَدْرَ الإمكانِ، وأتَألَّمُ حينما أرى سوءَ استخدامٍ وتوظيفٍ لكلامِي، لكنْ هذَا الشَّيءُ لا يُمكِنُ أن يُجَنَّبَهُ العمَلُ البَشرِيُّ. حسًنا، يَقولُ بعضٌ: "يا أيادُ أعرِفُ حالةَ طلاقٍ صَارت مِن وَرا كَلامِكَ، مِن وَرا الحَلقَةِ الفُلانِيَّةِ" حسنٌ، وأنَا أقولُ لَكَ: "أعرِفُ حالاتٍ وسمِعْتُ عن عشراتِ بلْ ومئاتِ الحالاتِ من أُسَرٍ استَقَرَّتْ، وعلاقاتٍ زوجيَّةٍ تَحسَّنَتْ بعدَ هذهِ الحلَقاتِ"؛ لِذلكِ، عملنا استِبْيانًا، فِي الحلقةِ الأخيرَةِ والَّتي سبقتْهَا عَمِلنَا استِبيانَيْنِ، وبِإذنِ اللهِ تَعالى سنَنْشُرُ لكمْ نتائجَ هذهِ الاستِبْياناتِ، أنَا إذَا كانَ كلامِي حقًّا يُؤثِّرُ سلبًا على عامَّةِ النَّاسِ، إذن فلا، واللهِ هناك شِيء خَطأ، وعليَّ أن أُعِيدَ النَّظَرَ مرَّةً أُخرَى ومرَّةً ثانيَةً وثالثَةً ورابِعةً، وأَقولُ: أين الخَلَلُ الَّذِي جعَلَ أثَرَ كلامِي مُدَمِّرًا؟ لكنْ بِفضْلِ اللهِ ليسَ هذا ما يحصُلُ، وسترَوْنَ نتائِجَ الاستِبْياناتِ كمَا هيَ بإذنِ اللهِ تعالَى، أحب أن أقُولَ للإِخْوةِ الَّذينَ يظنُّونَ أنِّي أتتبَّعُ شَواذَّ الآراءِ: أنتُم -يا جماعَةُ، بلا المُؤاخَذَةِ، وسامِحونِي على هذهِ الكلِمةِ- لا تعرفون دينَكُمْ، ولذلِكَ، تستَهجِنونَ وتستَغْرِبونَ وتُنكِرونَ مَا هُو مِن دِينِكُم، مثَلًا بِالنِّسبَةِ للحلَقةِ الأخيرةِ، سُقوطُ حَقِّ الرَّجلِ في القِوامةِ مسألةٌ لا خِلافَ عليهَا، إذَا لمْ يُنفِقْ على زوجتِهِ، فسقُوطُ حَقِّهِ في القِوامةِ، -ولاحِظوا يا جَماعةُ: أنَا كلامِي دقِيقٌ وَمحسُوبٌ كما أخبرتكم بالسَّنتِيمِترِ واللهِ وبالمِلِّيمِترِ؛ فما قُلتُ: "سُقُوطُ قِوامَتهِ"، قُلتُ: "سُقُوطُ حَقِّهِ في القِوامَةِ"- أي: تصبِحُ قِوامَتُهُ مشرُوطَةً بقَبولِ المرأةِ ورِضاهَا، سُقوطُ حَقِّهِ إذا لمْ يُنفِقْ على زوجَتِهِ النَّفَقةَ الشَّرعِيَّةَ، لا نَفقَةَ الكَمالِيَّاتِ إن ترد أن يجلب لها سيَّارةً آخر إصدار، لا! هذَا كلامٌ وضَّحنَاهُ أيضًا فِي الحلَقةِ... النَّفقَةُ الشَّرعيَّةُ بالحدِّ الأدنَى، هذهِ المسأَلَةُ لا خِلافَ عليهَا، ليست منْ كيسِ إيَادٍ، ولا منْ بناتِ أفكَارِ إيَادٍ! اِرتباطُ القِوامَةِ بالإِنفاقِ هُوَ نَصُّ الآيةِ: ﴿بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ [القرآن 4: 34] الآيةُ واضِحَةٌ، ولست أنا من يُجَدِّدُ فَهْمَ القُرآنِ وقِراءَةَ القُرآنِ على طريقَةِ (شحرورَ) ولَّا أَشْكاِلهِ، لا! بل اتَّفَقَ الفُقهاءُ على فَهْمِها كذلِكَ، الخِلافُ ليسَ هُنَا، الخِلافُ -يا جَماعةُ- فِيمَنْ عَجِزَ عنِ الإِنْفاقِ، اجتاحَتْهُ جائِحةٌ، طَرَأَ عليهِ طارِئٌ،... هُناكَ الخِلافُ، ولمْ أُفَصِّلْ فِي هَذهِ النَّاحيَةِ لأسبابٍ... لكنْ، فِيمَنْ تعمَّدَ ألَّا يُنفِقَ وقصَّرَ دُونَ مُبرِّرٍ، فإنَّ هذا سُقوطُ حَقِّهِ فِي القِوامَةِ أمرٌ لا خِلافَ فِيه، مِمَّن تكلَّمَ فِي ذلِك، ابنُ القَّّيِّمِ فِي (زادِ المَعادِ) إذْ قالَ: "والَّذِي تقتَضيهِ أُصُولُ الشَّريعَةِ، وقواعِدُها فِي هذهِ المسأَلةِ، أنَّ الرَّجُلَ إذا غَرَّ المرأةَ بأنَّهُ ذُو مالٍ فَتزوَّجَتْهُ على ذلكِ، فَظهرَ مُعدَمًا لا شيءَ لهُ، أو كانَ ذا مالٍ وتركَ الإنفاقَ على امرأتِهِ، ولمْ تقدِرْ على أخْذِ كفايتِهَا منْ مالِهِ بنفسِهَا ولا بالحاكِمِ، أنَّ لهَا الفَسْخَ" "أنَّ لها" أي أنْ تفْسَخَ العَقْدَ، "أنَّ لهَا الفَسْخَ": تفْسَخَ عقْدَ الزَّوَاجِ. فيما يتعلَّقُ مثلًا بحلقةِ الضَّربِ، أحدُ الإخوة ُيقولُ: هذا إيادُ يذهبُ ويأتي بآراءٍ لمتأخِّري المالكيَّة؛ في أنَّ المرأةَ لها أن يُقتَصَّ منْ زوجِها إذا ضربَها بغيرِ حقٍّ وبالغَ في ضربِها، وما عادَ ضربَ تأديبٍ، بالطَّريقةِ الَّتي تكلَّمْنا عنْها، لأ أصبحَ ضربًا همجيًّا، يأتي بآراءٍ لمتأخِّري المالكيَّةِ. لا، يا أخي! عفوًا اسمحْ لي أن أقول لكَ: أنتَ لا تعرفُ دينَك، سامحْني! مثلًا في (الإنصافِ) وهوَ منْ كتبِ الحنابلةِ قالَ: "ونقلَ أبو طالبٍ لا قِصاصَ بينَ المرأةِ وزوجِها في أدبٍ يؤدِّبُها بهِ، فإنِ اعتَدى أو جرحَ أو كسرَ يُقْتَصَّ لها منْه"، هذا الكلامُ ليس لمتأخري المالكيَّةِ، هذا منْ كلامِ الحنابلةِ. للشّافعيَّةِ قالَ في (أسنى المطالبِ) منْ كُتبِ الشّافعيَّةِ: "يضمنُ كذلكَ زوجٌ ومعلِّمٌ وأبٌ وأمٌّ ونحوُهم، بتعزيرِهم للزَّوجةِ والصَّغيرِ ونحوِهِ، وإنْ أذنَ الأبُ فيهِ للمعلِّمِ، فإنْ أسرفَ المعزِّرُ وظَهَرَ منهُ قَصدُ القتلِ؛ -بأنْ ضَربَه بما يقتلُ غالبًا- فالقِصاصُ يلزمُه". وقالَ الدِّرديرُ المالكيُّ في (الشَّرحِ الكبيرِ): "ولا يجوزُ الضَّربُ المبرِّحُ، ولو عُلِمَ أنَّها لا تتركُ النُّشوزَ إلّا بهِ، فإنْ وقعَ لها فلَها التَّطليقُ عليِه، والقِصاصُ". ابنُ حزمٍ في (المُحلّى) قالَ: "فصَحَّ أنَّه إنِ اعتَدى عليها بغيرِ حقٍّ؛ فالقِصاصُ عليهِ". أنا أجلب لك أقوالَ الحنابلةِ، والشّافعيَّةِ، والمالكيَّةِ، وابنِ حزمٍ الظّاهريِّ، هذا في ما وقفْتُ عليهِ واطَّلعْتُ عليهِ، واللهُ أعلمُ إن كانَ هناك نُقولاتٌ أخرى، فقدْ تكونُ هناكَ نقولاتٌ أخرى كثيرةٌ! فلا تظنَّ -يا أخي- أنَّني آتي بآراءٍ شاذَّةٍ لكي يعجبَ الكلامَ أخواتِنا النِّساءَ! لا، لا يا جماعةُ! سامحوني يا منْ تقولونَ هذا الكلامَ! أنا -يا جماعةٌ- ليسَ منْ منهَجي ولا منْ طريقَتي أنْ أُجامِلَ أحدًا حتّى يُعجَبَ بالإسلامِ، ليسَ منْ منهجي ولا منْ طريقتي أنْ أُعدِّلَ في الإسلامِ حتّى يقتنعَ النّاسُ، لا، لا، هذا ليسَ منْ أسلوبي مطلقًا! أنا قناعتي الرّاسخةُ منذُ الصِّغرِ -وللهِ الحمدُ، هذا مما منَّ اللهُ بهِ عليَّ- أنَّ الإسلامَ جميلٌ كما هوَ، الإسلامُ جميلٌ كما أنزلَه اللهُ، ليس بحاجة إلى مستحضرات تجميل، ولا قصقصات، ولا تعديلاتٍ، ولا طي وليّ وثني، حتى يُناسِبَ أهواءَ النّاسِ، وإنَّما كلُّ وظيفتي أنْ آتيَ بالإسلامِ كما هوَ، أُنقِّيَه منَ الشَّوائبِ التَّي علقَتْ بهِ حقًّا، وأقولَ للنّاسِ بعدَ ذلكَ: أعجبَكُم دينُ ربِّكم؟ واللهِ هنيئًا لكُم سلامةُ فطرتِكم، لمْ يعجبْكُم "قالَ اللهُ وقالَ رسولُه"؟! إذنِ اتَّهِموا أنفسَكم، واعلموا أنَّ أهواءَكم تحكمُكم! هذا منهجي بفضلِ اللهِ تعالى. لمَّا -يا إخوانا- تكلَّمْت في خرافةِ التَّطوُّرِ، اعترضَ عليَّ إخوةٌ فضلاءُ كثيرونَ، لا أتكلم عن ناس عاديين لا شأن لهم بالعمل الإسلامي أو الملف الإلحادي، -بل إخوةٍ يعملونَ في الملفِّ الإلحاديِّ- اعترضَ عليَّ كثيرونَ: "يا إيادُ! دعك من الكلام عن خرافة الإلحاد، ودعك من تسخيف ريتشارد دوكينز، والاستهزاء بهمْ بهذهِ الطَّريقةِ، سوفَ تُنفِّرُ منْ يمكنُ أنْ نَستميلَه"، كنتُ أقولُ لهُم: "لنْ أُجامِلَ في دينِ اللهِ، ولنْ أقولَ عن خرافةٍ سخيفةٍ ونكتةٍ لا قيمةَ لها أنَّها نظريَّةٌ، ولنْ أتكلَّمَ عنْها وكأنَّها شيءٌ علميٌّ، أي قابل للنَّظرِ والتَّفحُّصِ، بل هيَ خرافةٌ، وسأثبتُ علميًّا أنَّها خرافةٌ، ومنَ الحلقةِ الأولى، ولنْ أُجاملَ في ذلكَ! وهؤلاءِ الَّذين سوفَ ينفرونَ، واللهِ أنا يعزُّ عليَّ أنْ ينفروا يعزُّ عليَّ أنْ ينفروا! وأحبُّ أنْ يأتوا إلى الإسلامِ، وأحبُّ أنْ يقتنعوا ببطلانِ هذهِ الخرافةِ، لكنْ لنْ أُجامِلَ في سبيلِ ذلكَ وأقولَ عنْها نظريَّةً وكأنَّها شيءٌ محترمٌ، وأقولَ عنْ من يعتنقُها أنَّهم علماءُ، بلْ همْ جُهلاءُ!" وكنتُ أؤكدُ -يا كرامُ- أنَّي حين أقولُ عنْها "خرافةٌ"، وأتكلَّمُ عنْها بهذا التَّسخيفِ الَّذي تستحقُّه -لأن هي مسخرةٌ، وهيَ بحدِّ ذاتِها مسخرةٌ- أنَّني بهذا أريدُ أنْ أبثَّ العزَّةَ في نفوسِ المسلمينَ؛ ليعلموا أنَّ هناكَ علمًا، وهناكَ علمٌ زائفٌ، وحين أود أن أجتذِب أُناسًا إلى الحقِّ الَّذي أراهُ حقًّا لنْ أُقصقِصَ الإسلامِ، ولنْ آتيَ بشواذِّ الآراءِ، حتّى أجلبَهُ لِما أراهُ حقًّا، بلْ أعرِضُ الإسلامَ كما أقتنعُ أنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ أنزلَه-، بعدَ استشارةٍ، واستخارةٍ، وسؤالِ أهلِ الذِّكرِ. فلذلكَ -يا كرامُ- ما فعلَه كثيرٌ منَ الإخوةِ المعترضينَ على حلقةِ (أنا حُرَّةٌ)، -الحلقةِ المتعلِّقةِ بالقِوامةِ- يقعُ في واحدٍ منْ أربعةِ أشياءَ... نختمُ بهذا الكلامِ: الإخوةُ الذين اعترضوا إما أنَّهُم ردُّوا على شيءٍ لمْ أقلْه؛ ما يسمونه -لو تعلمون-: (مغالطة رجلِ القشِّ)؟ أنّ يَظلَّ يطحنُ، ويحاربُ، ويهاجمُ ويأتي بأدلةٍ، ويردُّ، وأحاديثَ، وآياتٍ... - على منْ تردُّ أنتَ؟! - على إيادٍ! - حسنًا، إياد قال هذا الكلام؟! -لا واللهِ، ما قالَ هذا الكلامَ! الَّذي يقولُ: لا تسقطُ القوامةُ إنْ لم ْيعاملْها بالمعروفِ، كيفَ تقولُ: تسقطُ؟! هل قلتُ تسقطُ القوامةُ إنْ لمْ يعاملْها بالمعروفِ، أوْ أساءَ إليها؟! هلْ قلتُ ذلكَ؟! أنا قلتُ: إذا لم يُنفِقْ عليها وهوَ قادرٌ سقطَ حقُّه في القوامةِ. - هل يوجد فرقٌ بينَ العبارتينِ؟! - نعم، والله هناك فرق. الَّذي لا يستطيعُ أنْ يفرِّقَ بينَهما فلْيُعدِ العبارةَ مرَّةً ومرَّتينِ وثلاثًا، ولْيسألْ عالمًا حتّى يساعدَه. يقول بعض: "لا، بلِ الذَّكرُ أفضلُ منَ الأنثى"، هلْ أنا ناقشْتُ هذا الموضوعَ سلبًا أو إيجابًا؟! أنا لمْ أتكلَّمْ عنْ مفاضلةِ الذَّكرِ معَ الأنثى بإطلاقٍ، ولكنْ قلتُ: اللهُ -عزَّ وجلَّ- فضَّلَ الرِّجالَ على النِّساءِ بأمورٍ، وأحكامٍ ومهامَّ، وخِلقةٍ وخواصَّ، وفضَّل النِّساءَ على الرِّجالِ -في مقابلِ ذلكَ- بأحكامٍ ومهامَّ وخواصَّ وخِلقةٍ، وما إلى ذلكَ. الآنَ مسألةُ التَّفضيلِ المطْلقِ هذهِ مسألةٌ تكلَّمَ فيها ابنُ حزمٍ وغيرُه، أنَّه هلْ يا ترى يُفضَّلُ الرَّجلُ على الأنثى؟! هذا ليسَ موضوعي، لمْ يكنْ موضوعي في الحلقةِ! الَّذي فهِمَ أنَّ هذا هوَ موضوعي فهذه مشكلةٌ في فهمِه! قدْ يكونُ لعجلةٍ أنا أعذرُهُ، لكنْ لا يردَّ ويُقِمْ حربًا ويناقشْ شيئًا لمْ أقلْه أصلًا. بعض آخر... قلتُ إذنْ: أوَّلُ أمر: بعضُ الإخوةِ ناقشَ شيئًا لمْ أقلْه، صارَ يردُّ على شخصٍ آخرَ، شخصٍ في ذهنِه غيرِ إيادٍ. بعض آخر يعيد مبادئَ ذكرتُها، وأكَّدْتُ عليها، وكأنَّني قلتُ بخلافِها! عندما يأتيني من يعارض: -نشرْتُ فقرةً، فقرةً واحدةً منَ الكلمةِ- أنَّ القِوامةَ ليسَتْ لمجرَّدِ ذكورتِكَ البيولجية، ولا لأنَّكَ حاملٌ كروموسومَ "Y"، والأنثى كروموسومَ "X"، صارَ الكثيرُ يردُّ ويُفصِّلُ ويُؤصِّلُ، أنَّه: لا، هذا الكلامُ ليس صحيحًا، معنى كلامِك أنَّ الرَّجلَ إذا لم يُنفقْ تنتقلُ القِوامةُ إلى المرأةِ، معنى كلامِكَ أنَّ الرَّجلَ إذا كانَ ضعيفًا بدنيًّا تنتقلُ القِوامةُ إلى المرأةِ! اللهُ أكبرُ يا جماعةُ! نحنُ فصَّلْنا وأصَّلْنا وشرحْنا، و... قُلنا كلَّ ما يمكنُ أنْ يُقالَ، في أنَّ القِوامةَ لا تنتقلُ إلى المرأةِ، وأنَّ المرأةَ إذا كانَتْ تُنفِقُ على زوجِها فهذا لا يعني أنَّ القوامةَ لها، وشرحْنا لماذا! حلقةٌ منْ 35 دقيقةً، نشرْتُ فقرةً قيلَتْ في دقيقتينِ، حاكمْتمُ الحلقةَ على أساسِها، ألَّا ترجعوا إلى الحلقةِ كلِّها، ارجعوا إلى الحلقةِ حتّى تعرفوا ماذا قالَ إيادٌ في تلكَ الحلقةِ! بعضُهم قالَ: كيفَ لا تكون القوامةَ بكروموسوم Y؟! بلِ القوامةُ بكروموسوم Y! أقولُ: لا يا أخي! وأنتَ تجهلُ دينَك، القوامةُ ليسَتْ بكروموسوم Y، ولا يعني كلامي أنَّ المرأةَ يمكنُ أنْ تحملَ القوامةَ، ولكنْ ليسَ لمجرَّدِ ذكورتِكَ البيولوجيَّةِ تكونُ مستحقًّا للقوامةِ، بلْ بما فضَّلَ اللهُ بعضَهم على بعضٍ، وبما أنفقوا منْ أموالِهم. وأنا بهذا أتعمَّدُ أنْ أحاربَ فكرًا باطلًا يعتنقُه بعضُ الرِّجالِ؛ أنَّه لوْ جلسَ في بيتِه وأنفقَ مالَه على دخَّانِه، وإن قيل له: رُحْ، اجلب لنا ربطة خبز!، - الدُّنيا بردٌ ما بدي أطلع!، وحين يُنهي الدخان في نصف الليل يخرج، وليس مُستعدًّا لأن يقوم بأعباءِ العائلةِ، ومعَ ذلكَ يعتقدُ أنَّه -لأجل (التستوستيرون) الذي عنده، وكروموسوم Y الذي عندَه- أصبحَ هوَ القيِّمَ على البيتِ، لا، هذا فكرٌ باطلٌ ليسَ منَ الإسلامِ في شيءٍ! والَّذي يقولُ بخلافِ ذلكَ يجهلُ دينَه. سامِحوني أنْ أقولَ هذا الكلامَ! وبعضهم -تكلمنا عن طائفتينِ- المجموعةُ الثّالثةُ التي ردَّت على الكلام يؤكِّدونَ على أمور هيَ باطلةً شرعًا، ويَحسبونَ أنَّ إيادًا جاءَ بشيءٍ منْ بناتِ أفكارِهِ! وقدْ بيَّنتُ لكُم -يا كرامُ- أنَّ كثيرًا منّا -معاشرَ الرِّجالِ والنِّساءِ- نجهلُ دينَنا مع الأسفِ الشَّديدِ، فَلْنراجعْ دينَنا قبلَ أنْ نُنكرَ ما نجهلُه! رابعًا: بعضُ الإخوةِ يطالبونَني بتبيانِ أمورٍ بيَّنْتُها وسأبيِّنُها -بإذنِ اللهِ تعالى-. فمثلًا أحدُ الإخوةِ... -مؤدَّبٌ الله يكرمه ويجزيه الخير وليست قضيتي أن يكون مؤدَّبًا، وأنا مسألة المشيخة لا أحبُّها، ولا أحبُّ أنْ أقولَ: تكلَّمْ معَ أهلِ العلمِ، لكنْ قالَ: أرى يا دكتور إيادُ، كانَ ينبغي لكَ أنْ تركِّزَ معَ المرأةِ على مبدأِ التَّسليمِ، عليكَ أنْ تحاربَ التَّألُّهَ الموجودَ عندَ بعضِ النِّساءِ، لماذا لا تذكرُ حقَّ الزَّوجِ على الزَّوجةِ؟! باللهِ عليكَ يا شيخُ -الله يكرمك ويهديك- وماذا كنت أفعل في حلقةِ (المرأةِ المُتألِّهةِ) التي سميناها (سوبروومان)؟ ألمْ نتكلَّمْ بالتَّفصيلِ -الذي لم يكن إن شاء الله مُمِلًّا بالتَّفصيلِ المُمتعِ- ألمْ نتكلَّمْ بالتَّفصيلِ عنْ ظاهرةِ تألُّهِ الإنسانِ، وظاهرةِ تألُّهِ المرأةِ في الغربِ؟ وتقليدِ بعضِ النِّساءِ في العالمِ الإسلاميِّ للتَّألُّهِ عندَ النِّساءِ في الغربِ؟ وظاهرةِ الاعتراضِ، والإعراضِ، والانتقائيَّةِ، والتَّأوِّيلِ، وأنَّه لا بدَّ أنْ يكونَ هناكَ تسليمٌ للهِ -سبحانَه وتعالى-؟! نحن شرحْنا هذا الكلامَ في حلقاتٍ مطوَّلةٍ، في سلسلةِ المرأةِ، وخارجَ سلسلةِ المرأةِ؟! تتوقعون -يا كرام- أني كلما أريد أن أتكلم عنْ جزئيَّةٍ أستدعي كلَّ هذهِ الجزئيّاتِ، وكلَّ هذهِ التَّفاصيلِ مرَّةً أخرى؟! ها هي الحلقة حلقةَ (أنا حرَّةٌ) معَ الاختصارِ والاعتصارِ الشَّديدينِ، ومعَ أنّي أزلتُ أشياءَ كثيرةً، وأفكارًا أساسيَّةً كثيرةً، كانت 35 دقيقةً، وكثيرٌ منَ النّاسِ يرى 35 دقيقةً؟! أفٍّ سأراها لاحقًا! فيا كرامُ، لا بدَّ -وإلا فلن ينضبط الأمر معي نهائيًا- أن إذا أردت أن أناقش موضوعًا ضخمًا مثل موضوع المرأة، لا بدَّ أنْ أُفصِّلَ، وأنْ أفرزَ النِّقاطَ بعضِها عنْ بعض. في حلقةٍ أتكلم عنْ مبدأِ التَّألُّهِ، مبدأِ التَّسليمِ، في حلقةٍ أخرى أتكلم عنِ القوامةِ، في حلقةٍ ثالثةٍ عنْ ضربِ المرأةِ، وما إلى ذلكَ. دون ذلك مستحيل أن نستمر، مستحيلٌ أن أُحيطَ بالموضوعِ منْ كلِّ جوانبِه في حلقةٍ واحدةٍ. فأنا -يا كرامُ، يا منْ يقولُ: "لماذا لمْ تتكلَّمْ عنْ كذا وكذا؟!"- هذهِ الأشياءُ الَّتي تتكلَّمونَ عنْها إمّا أنّي ذكرتُها بالتَّفصيلِ في حلقاتٍ سابقةٍ، وإمّا أنَّها ستأتي في حلقاتٍ قادمةٍ، إنْ شاءَ اللهُ تعالى، وسأتكلَّمُ عنْ طاعةِ الزَّوجِ في سياقِها المناسبِ، في الحلقةِ القادمةِ أوْ بعدَ القادمةِ، بإذنِ اللهِ تعالى. الذي يقول: إلى أنْ تذكرَها سيُساءُ الفَهْمُ، أرجعُ وأقولُ: هذا ليسَ في يدي، لا بدَّ ولا شكَّ أنْ يقعَ هذا معَ أيِّ عملٍ بشريٍّ، ولا بدَّ أنْ نجزِّئَ الأفكارَ كما ذكرْتُ لكُم. الآنَ -يا كرامُ- بعدَ هذا أُعيدُ وأُؤكد: أنا بشرٌ، أُخطئُ وأُصيبُ، لكنَّ هذا الجهدَ ليسَ جهدي وحدي، أستشيرُ، وأستخيرُ، وأسألُ أهلَ الذِّكرِ، ويُقرُّونَني على الأفكارِ، ونُنضجُ الحلقةَ كثيرًا قبلَ أنْ أُخرِجَها، ولذلكَ أنا أطلبُ منَ الإخوةِ قبلَ أن يتعجَّلوا ويَنتقِدوا، أن يتريَّثوا ويتمهَّلوا، ويعرفوا ما الَّذي قالَه إيادٌ؟! وحينما يأتون بشيءٍ، دليلٍ واضحٍ خلافَ ما قالَه العبدُ الفقيرُ ، فعلى العين والرأس، أمّا بخلافِ ذلكَ فبصراحةٍ -يا جماعةُ- تَشغَلونَني في معاركَ جانبيَّةٍ، فيصبح بودي أن أُبيِّن لهذا الأخِ أنَّه: يا أخي ارجع وشاهد حلقة كذا، وأبين للأخ الآخرِ: لكن -يا أخي!- ها أنا رددت في نفس الحلقة وبيَّنْتُ هذهِ النُّقطةَ! فنضيع وقتَنا بهذهِ الطَّريقةِ، لا نتقدَّمُ إلى الأمامِ، يعلمُ اللهُ الجهدَ الَّذي يُبذَلُ في هذهِ الحلقاتِ، وسطَ انشغالاتٍ كثيرةٍ مهنيَّةٍ واجتماعيَّةٍ كثيرةٍ أُخرى، ومعَ ذلكَ أتعمَّدُ أنْ أُحكِمَ الحلقةَ، وأُتقِنَها قدرَ الإمكانِ قبلَ أنْ أُخرجَها، فرجاءً من يرد أن يتكلم عنها فليتكلم -الله يجزيكم الخير-، وانصحوني وخَطِّئوني، -على العين والرأس أيضًا من فوق- لكنْ بعلمٍ، الله يكرمكم ويجزيكم الخير، ويتقبَّل منّا ومنكُم، وأسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يهديَنا جميعًا ويهديَ بنا، وألّا يفتِنَنا، وألّا يفتنَ بنا. والسَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ.