والعباد فاعلون حقيقة. والله خالق افعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر اجروا والمصلي والصائم. وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة. والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم. هذا بيان ان الايمان بالقدر لا يستلزم ان يعتقد الانسان انه ليس للخلق فعل حقيقي وانهم لا اختيار لهم الله جل وعلا اثبت اثبت الاختيار للانسان ورتب على ذلك الجزاء بالاثابة والعقوبة ولا يكون ذلك الا انها اختيارات مؤثرة وايرادات لها تأثير ولو لم يكن كذلك لما كان لهذا الاختيار من لما كان لهذا الاختيار من اجر او ثواب يقول رحمه الله والعباد فاعلون حقيقة اي لما يجري منهم من ايمان وكفر من صلاح وبر وفسق وعصيان والله خالق افعالهم يعني والله جل وعلا هو الذي خلق تلك الافعال فهي مضافة اليهم حقيقة والله تعالى خالق افعالهم والعبد هو المؤمن والكافر يعني هو الموصوف بالايمان والكفر والبر والفاجر والمصلي والصائم ثم قال وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة الى اخر ما ذكر فبين رحمه الله ان العبد فاعل لفعله حقيقة لا مجازا وهذا قول السلف والائمة وهو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وقد قال الله تعالى في كتابه في مواضع عديدة اوصافا وصف بها الانسان تثبت انه يضاف اليه الفعل فقال تعالى يعملون يفعلون يتفكرون وما الى ذلك من الكلمات التي اظاف الله تعالى فيها الفعل الى الانسان فدل ذلك على انه هو الفاعل الحقيقي لما كان منه ولم يكن من السلف والائمة من يقول ان العبد ليس بفاعل ولا مختار ولا مريد ولا قادر ولا قال احد انه فاعل مجازا كل ذلك من كلام المحرفين المبطلين بل العبد يفعل ما يكون منه حقيقة وهذا الذي فعله لا يخرج عن مشيئة الله عز وجل وارادته تقديره كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما وقد اظاف الله تعالى المشيئة للخلق في ذكره وعبادته قال تعالى كلا انه تذكرة فمن شاء ذكر ثم قال وما يذكرون الا ان يشاء الله فاثبت مشيئته لما يكون من فعل اظافه اليهم وقال تعالى ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا كل هذه الايات وغيرها يدل على اثبات اضافة الفعل الى الانسان وانه فاعل لما يكون منه على الحقيقة لا على المجاز وعلى هذا دلت الادلة في الكتاب والسنة وينبغي للمؤمن ان يوقن بان ذلك من اسرار القدر التي ليس في مقدوره ان يحيط بها علما فالقدر سر الله في خلقه لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا فما حار فيه ذهنك من شأن القدر فينبغي ان تسلم فيه لما جاء في النص فان الله تعالى لم يطلع على سر القدر احدا من الخلق يقول الامام الطحاوي رحمه الله الطحاوية فاصل القدر سر الله في خلقه لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان فكل من تعمق في شيء من شأن القدر تفصيلا بحثا وتنقيبا اوشك ان يقع في شيء من الانحراف الذي لا سلامة لدينه اذا وقع فيه فجدير بالمؤمن ان يسلم والا يدخل في ذلك بتعمق ونذر فانه ذريعة الخذلان وسلم الحرمان ودرجة الطغيان هكذا قال الطحاوي رحمه الله ثم يقول والحذر كل الحذر من نظر وفكر او وسوسة فان الله تعالى طوى علم القدر عن انامه طوى علم القدر عن انامه لانهم لا يدركون كيف على وجه بين يكون العبد مختارا يفعل ما يشاء ومشيئته لا تخرج عن فعل الله عز وجل فهو الفاعل الحقيقي وفعله خلق لله عز وجل ولهذا قال رحمه الله فان الله طوى علم القدر عن انامه ونهاهم عن مرامه كما قال تعالى لا يسأل عما يفعل وهم فليس لاحد ان يقول كيف ولا ان يسأل عن شيء مما يتعلق بافعاله جل في علاه انما الواجب عليه ان يسلم لما دلت عليه النصوص. وان يوقن انه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وان ان العبد له مشيئة هذه المشيئة عليها يجري ثوابه وعقابه. ولهذا ما يطرحه بعض الناس من السؤال هل هل الانسان مسير او مخير الجواب على هذا السؤال عدم اطلاق هذا ولا ذاك. بل يقال الانسان ميسر كما قال الله تعالى في محكم كتابه فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما سئل عن العمل اذا كان قد فرغ من كل شيء وقد قدر وكتب الله تعالى مقادير كل شيء قالوا ففيم العمل يا رسول الله؟ لم يقل لا تعملوا بل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له فالعبد ميسر واما اطلاق مسير او مخير فهذه الاطلاقات تتضمن معان غير صحيحة اذ ان الانسان معلوم ان من فعله ما له فيه اختيار. ومن فعله ما لا اختيار له فيه. جلوسكم في هذه الحلقة الان باختياركم او باختياركم باختياركم حركة الدم في عروقكم باختياركم او من غير اختياركم من غير اختياركم ما احد يقدر يوقف قلب نبض القلب او نبض العرق هذا ليس اليه فلا يمكن ان يقال ان الانسان ميسر مسير او مخير مسير او مخير على وجه الاطلاق. فعل الانسان منهما له فيه اختيار ومنهما لا اختيار له فيه ولذلك الافضل مطابق للنص القرآني والنبوي في شأنه هل الانسان مسير او مخير؟ ان يقال ان الانسان ايش ميسر كما قال الله تعالى فسنيسره لليسرى وفي الاخر قال فسنيسره للعسرى وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء في الصحيح اعملوا فكل ميسر لما خلق له اعملوا فكل ميسر لما خلق له وذاك لما جاء في الصحيحين من حديث علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه ما منكم من احد الا وقد علم مقعده من الجنة والنار. نسأل الله ان نكون من اهل الجنة قال الصحابة يا رسول الله افلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟ نترك العمل ونتكل على الكتاب الذي سبق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. ثم قرأ قول الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى اذا جواب السؤال الذي يطرحه بعض الناس هل الانسان مسير او مخير ان يقال؟ ان الانسان ميسر هكذا دلت الادلة في الكتاب والسنة