وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. هذا بيان ان الايمان يزيد وينقص بعد ان بين حقيقة الايمان وان الايمان قول وعمل ذكر رحمه الله ما يتعلق بزيادة الايمان ونقصانه والزيادة تتعلق بالايمان قولا وعملا الايمان بالقول والايمان بالعمل كله يزيد وينقص وقد جرى على هذا الائمة واهل العلم من الصحابة والتابعين ومن تبعهم باحسان وقد اتفق العلماء على زيادة الايمان بالنظر الى الاعمال فان الله تعالى ذكر ذلك في قوله انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون وقال انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا والايات الدالة على زيادة العمل كثيرة والبحث مع المخالف في زيادة الايمان بالقلب فهؤلاء منهم فهذا من منهم من ينكره ولا يصدق به ويقول لا يزيد الايمان في القلوب والايات دالة على زيادة الايمان في القلب كما ان الايمان يزيد بالعمل اما زيادته بالقلب فقوله تعالى فزادتهم ايمانا واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وكذلك قوله جل وعلا ليزدادوا ايمانا بعد مع ايمانهم وكذلك قوله فزادتهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فهذه الايات كلها تثبت زيادة الايمان. ولم تقيد بذا ولم تقيد ذلك بزيادة عمل بل زيادة الايمان بالقول والعمل وهذا محل اتفاق لا خلاف بين اهل العلم من اهل السنة فيه ويدل له ايضا ما في الصحيحين من حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لامته يوم القيامة فانه يأتي يشفع فيقول ربي امتي امتي. فيقول له فيقول له الله تعالى اذهب فاخرج من كان في قلبه مثقال حبة او شعيرة من ايمان في قلبه ثم يقول فاذهب فاخرج من كان في قلبه حبة او مثقال حبة او شعيرة من ايمان. ثم اعود فاقول ربي امتي امتي فيقول الله عز وجل اذهب فاخرج من كان في قلبه مثقال حب من مثقال خرذلة من ايمان فاذهب ثم يقول بعد ذلك امتي امتي الثالثة. فيقول اذهب فاخرج من كان في قلبه مثقال ادنى فمن كان في قلبه ادنى ادنى ادنى مثقال حبة من خردل من ماء وهذا يدل على ان الايمان في القلب يتفاضل وانه مراتب ودرجات وهذا ما عليه عقد اهل السنة والجماعة ان الايمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية والمؤمنون يتفاضلون في ايمانهم بالاعمال كما يتفاضلون بالاقرار فمن كان عالما بالشرع اقراره اعظم من اقرار من لا يعلم الا المجملات من دين الله عز وجل فان الانسان كلما ازداد علمه ازداد يقينه و النزاع في زيادة الايمان ونقصانه مبني على اصلين كما ذكر اهل العلم وذكر المؤلف رحمه الله ذلك في بعض كتبه احدهما هل العمل يدخل في حقيقة الايمان او في مطلق الايمان او لا وقد تقدم ان العمل يدخل في عقيقة الايمان وبالتالي اذا كنا نقول ان العمل يدخل في حقيقة الايمان فلابد من الاقرار بان الايمان يزيد وينقص الامر الثاني ان ما في القلب من الايمان هل يتباطأ او لا؟ وقد دلت الادلة على ان ما في القلب يتفاضل كما ان وقع يشهد بذلك فان تفاضل الناس بايمانهم بين واضح فمن يصدق بكل الاصول اجمالا وتفصيلا اصول الايمان اجمالا وتفصيلا ليس كمن يصدق بمجمل ما في هذه الاصول دون تفاصيلها لعدم علمه واطلاعه عليها فمن يعلم مثلا ان من اسماء الله الصمد ويعرف ويؤمن بانه الصمد لكن ما يعرف معناه ليس كمن يعني اكمل بعد الصلاة