اما التعطيل فالمراد به نفي الصفات. ونفي الصفات على نحوين. اما نفي كلي كما هو شأن الجهمي الذين لا يصفون الله تعالى بشيء بالكلية. واما ان يكون نفيا جزئيا. كنفي معاني الاسماء او كتعطيل بعض معانيها وهذا وذاك كله من التعطيل المذموم. اذا التعطيل هو نفي الصفات نفي اخبر الله تعالى به عن نفسه ويصلون الى ذلك من طريق التحريف. اما التكييف والتمثيل فهذا اشارة الى البدعة الاخرى في باب اسماء الله وصفاته وهي ظلالة ممثلة وذلك ان من الخلق من يسوي بين الله تعالى والخلق فيما جاءت به الاخبار. فيجعلون اخبر الله تعالى به عن نفسه نظير ما يشاهدونه في شأن الخلق. فيقولون الرحمن على العرش استوى كاستوائنا ويقولون يسمعك سمعنا ويبصر كبصرنا وهذا كله كذب وانحراف عما دلت عليه الادلة من انه جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فالتكيف المراد به هنا السؤال عن الهيئة والصورة. وطلب حقيقة وكونه ما اخبر الله تعالى به عن نفسه. وهذا لا سبيل اليه. فنحن نعلم ما اخبر الله به عن نفسه لكن لا نعلم حقيقة ذلك ان صورة ذلك وكونها ذلك لا نعلمه لان عقولنا تقصر عن الاحاطة بالله عز وجل فهو جل وعلا الذي لا يحيط عباده به كما قال تعالى ولا يحيطون به علما. وكما قال سبحانه وبحمده ولا يحيطون بشيء من علمه عباده لا تطيق عقولهم ان يدركوا ما لله من الكمالات. فنحن ندرك ان الرحمن على العرش استوى. لكن كيف استواؤه ونعلم ان الاستواء هو العلو لكن لا نعلم كيف هذا العلو؟ لاننا لا لا لاننا لا نعلم كيف هو سبحانه كما قال تعالى وما يعلم تأويله الا الله. فالكيف والصورة والحقيقة والكنه لما اخبر الله تعالى به عز وجل ولهذا كان السلف يثبتون ما اثبت الله لنفسه من غير تكييف. وقد سأل رجل الامام مالكا رحمه الله فقال الرحمن على العرش استوى كيف استوى فعله رحمه الله العرق لشدة وقع هذه المسألة على نفسه ثم قال له الاستواء معلوم يعني من حيث المعنى فالاستواء هو العلو والايمان به واجب. الاستواء معلوم. والكيف مجهول. يعني كيف استوى لا يمكن ان تدركه عقولنا وذلك ان العقول تقصر عن معرفة حقيقة ما اخبر الله تعالى به عن نفسه. وما يعلم تأويله الا الله. لا يعلم حقيقة ما اخبر به عن نفسه الا الله لكن بالتأكيد لا بد من اثبات المعنى ولذلك الامام مالك قدم بهذه الكلمة قال الاستواء اي معلوم ثبوته في الكتاب والسنة. ومعلوم معناه في لغة العرب. لكنه لا يستلزم هذا العلم معرفة بدر حقيقة هذا الخبر الذي اخبر الله تعالى به عن نفسه معرفة صورة وكيفية هذا الخبر الذي اخبر الله تعالى به عن نفسه فان هذا لا سبيل الى معرفته كما قال تعالى وما يعلم تأويله الا الله. يعني لا يعلم حقيقته وكنها ما اخبر الله تعالى به في ما يتعلق بالغيبيات ومنه ما اخبر الله تعالى به عن نفسه الا الله. وهذا ليس فقط في شأن صفات الله كثيرا من الاخبار الغيبية لا يعلمها العباد في حقيقتها وكيفيتها