صلاحيته لكونه من عباده المتقين وكذلك من عصى وادبر فان الله يخلي بينه وبين نفسه ولا يبلغه جل وعلا الخير لكونه انحرف عنه بقلبه كما قال تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وقول الله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله الله عليه ولأعلى وقوله ذلك بأنهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه وقوله فلما اسفنا انتقمنا منهم وقوله ولكن كره الله انبعاثهم وقوله كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. وقوله ان الذين كفروا ينادون لمقت الله اكبر من مقتكم انفسكم. هذه الايات الكريمات فيها اثبات هذه الصفات التي تضمنتها من الغضب واللعن والكره ومن الغضب والكره والسخط والمقت وكلها معان متقاربة فهذه الايات تظمنت اثبات غضب الله عز وجل وسخطه واسفه وهو وبمعنى الغضب ومقته وهو شدة الغضب وغايته كرهة سبحانه وبحمده كل هذه المعاني من صفات الفعل الثابتة لله عز وجل فان ما اثبته الله لنفسه وجب اثباته على الوجه اللائق به سبحانه وبحمده. يقول الله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا جزاؤه جهنم خالدا فيها. وغضب الله عليه ولعنه. فقوله جل وعلا وغضب الله عليه اي ان الله عز وجل يغضب عليه على هذا الذي فعل هذا الجرم وهو قتل المؤمن متعمدا بغير حق يدل هذا على اثبات صفة الغضب لله عز وجل. والغضب الذي يتصف به جل في علاه صفة كمال. اذ انه يغضب سبحانه وبحمده على من يستحق الغضب وليس غضبا في غير محله بل هو غضب في محله اللائق به. الدال على الكمال في صفات الرحمن جل في علاه فكذلك قوله تعالى ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله اي ما اغظبه جل في علاه وكرهوا رضوانه فكان ذلك تعليلا وبيانا لسبب العقوبة التي نالوها. وكذلك قوله فلما اسفونا انتقمنا منهم اسفونا الاسف فسره ابن عباس بالغضب وكذلك فسره ابن قتيبة بالغضب فالمعنى المقصود بالاسف هو غضبه جل وعلا على هؤلاء الذين انتقم منهم سبحانه وبحمده فغضبه يثمر عقوبته فاذا غضب الله عز وجل كان ذلك موجبا لعقوبته واخذه بالعذاب لمن اغضبه سبحانه وبحمده قوله تعالى ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم اي لم يحب الله جل وعلا من هؤلاء الطاعة لكونها غير صادرة عن ايمان ويقين وصلاح واستقامة فثبطهم اقعدهم الله تعالى عن الطاعة. فلم ييسرها الهم كما قال جل وعلا فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى فتيسير العبد للطاعة هو من توفيق الله تعالى له واعانته لعلمه سبحانه وبحمده بتأهله فالله اعلم بالمهتدين وهو اعلم بمن اهتدى وهو جل وعلا اعلم حيث يجعل رسالته سبحانه وبحمده وكذلك قوله سبحانه كبر مقتا اي عظم غضبا وكرها عند الله ان تقولوا ما لا تعلمون. اي اي عظمت عظم كرهه جل وعلا وغضبه على من اشتغل بالقول دون العمل بل من كان قوله على خلاف فعله لذلك قال كبر مقتا عند الله ان قولوا ما لا تفعلون اي ان تقولوا بالسنتكم ما لا تحققونه في قلوبكم وما لا تفعلونه بجوارحكم وابدانكم. كل هذه الصفات كما تقدم في صفة الرضا من الصفات الفعلية التي يثبتها اهل السنة والجماعة لله عز وجل على على الوجه اللائق به فكلما اخبر الله بهم عن نفسه كل ما اخبر الله تعالى به عن نفسه من الصفات يجب على المؤمن ان يوقن بذلك لكن ان يستحضر في يقينه ان ذلك الثابت لله على وجه الله مثيل له. لا نظير له فيه فليس كمثله شيء وهو السميع البصير لم يكن له كفوا احد هل تعلم له سم يا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. فالله لا مثيل له سبحانه وبحمده في كل ما اخبر به عن نفسه من اسمائه وصفاته جل في علاه. واذا تيقن المؤمن هذا الامر ان الله لا مثيل له ولا نظير زال عن عقله ان يكون ما اخبر الله تعالى به عن نفسه مثل ما ان يكون ما اخبر الله تعالى به عن نفسه مثلما يعقل في حال الناس. فان حال فان حال الخلق والناس لا يرقى الى ان يكون نظيرا لما لله عز وجل فالله ليس كمثله شيء سبحانه وبحمده. فاحجب عن عقلك وفكرك ونظرك ان تجعل ما اخبر الله تعالى به عن عن نفسه مثلما اخبر به مثل ما اخبرها به عن خلقه او مثل ما تعرفه من حال الخلق فلا تسوية بين الخالق والمخلوق سبحانه بحمده