اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا. فرعون لما اخبره موسى بان ثمة ربا يعبد والها يرجى لا اله غيره ولا رب سواه لم يطلبه في اي جهة من الجهات انما طلبه في العلو. ولذلك قال ابن لي وقول الله تعالى يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي وقوله رفعه الله اليه وقوله اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقوله لها ما نبني لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب. اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى اني لاظنه كاذبا. وقوله امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير هذه الايات الكريمات فيها اثبات علو الله عز وجل على الخلق يقول الله جل في علاه يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي والرفع لا يكون الا الى العلو ويقول جل وعلا بل رفعه الله اليه والرفع لا يكون الا الى جهة العلو ويقول تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. فذكر الصعود والرافع مما يدل على علو الله عز عز وجل وقال سبحانه فيما اخبر عن فرعون عندما جاءه موسى وهارون يدعوانه الى عبادة الله قال يا هامان وهو وزير ابن ابن لصرحا لعلي ابلغ الاسباب. ابن لي مكانا مرتفعا. لعلي ابلغ الاسباب اي جهة العلو التي اطلع فيها على ما يزعمه موسى من ان له الها يعبده ارحل لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى. واني لاظنه كاذبا. ثم قال وقوله اامنت اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير والسماء هنا هي جهة العلو فالسماء تطلق على العلو سواء اريد بها السبع الطباق او اريد بها العلو مطلقا هذا وذاك كله يطلق عليه سما. فقوله جل وعلا امنتم من في السماء اي امنتم من في العلو وهو الله سبحانه وبحمده فهذه الايات كلها دالة على اثبات العلو المطلق لله عز وجل وقد ذكر المؤلف رحمه الله هذه الايات بعد ذكر الاستواء لان الاستواء علو خاص وهذه الايات دالة على علو مطلق عام على على جميع الخلق واعلم بارك الله تعالى فيك ان العلو الثابت لله عز وجل ثلاثة انواع النوع الاول علو المكانة والقدر. فالله تعالى عال على كل شيء قدرا وشرفا ومكانة سبحانه وبحمده ولا خلاف بين الناس في اثبات علو الله عز وجل على خلقه بهذا المعنى والنوع الثاني من العلو الثابت لله عز وجل علو القهر والقدرة وهو ان الله سبحانه وبحمده لا غالب له ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. قال سبحانه وهو القاهر فوق عباده فلا غالب له جل في علاه. هذا النوع الثاني من العلو. وهذان النوعان ثابتان لا خلاف بين الامة باثباتها. النوع الثالث من العلو علو الذات. علوه بذاته جل في علاه. على خلقه وهذا ما دل عليه الكتاب والسنة. ودل عليه المنقول عن سائر الانبياء والمؤمنين في كل طبقات الامم فالعلو ثابت بالكتاب وبالسنة وباجماع الرسل واجماع الامم وبالعقل ذلك بالفترة فاجتمعت على اثبات علو الله على خلقه جميع انواع الادلة التي يثبت بها العلم الكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة فانهما من احد يقول يا الله او يا رب الا ويجد في قلبه ضرورة التوجه الى العلو. وذاك ان الله سبحانه هو العلي الاعلى جل في علاه سبحانه وبحمده وقد ظل في هذه الصفة فئام من الناس وظلالهم عائد الى جهلهم بالله وكمالاته سبحانه وبحمده فمن الناس من نفى العلو مطلقا فقال لا فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارج العالم وهؤلاء معطلة الجهمية ومنهم من قال هو في كل مكان فجعله حالا في كل شيء والله منزه عن ذلك فهو العلي الاعلى سبحانه وبحمده. وهؤلاء متعبدة الجهمية هناك طائفة ثالثة قالت هو علي على الخلق وفي كل مكان. وكل هذا خروج عن دلالة الكتاب والسنة. فلا يقال ان الله في كل مكان بذاته بل الله جل في علاه في عليائه سبحانه وبحمده. احاط بكل شيء علما. فهو الاول الذي ليس قبله شيء وهو الاخر الذي ليس بعده شيء. وهو الظاهر الذي ليس فوقه شيء. وهو الباطن الذي ليس دونه شيء فلا تخفى عليه سبحانه وبحمده ولهذا قول بعض الناس الله في كل مكان غلط باتفاق علماء الامة فالله ليس في كل مكان بل لله في العلو جل في علاه فهو العلي الاعلى سبحانه وبحمده. لكن هذا لا يعني انه يغيب عن خلقه او يخفى عليه شيء من شأنهم ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ومعيته بخلقه معية علم واحاطة وسائر ما تقتضيه ربوبيته سبحانه وبحمده فدل هذا على ما اعتقده اهل السنة والجماعة من كمال الله بعلوه سبحانه وبحمده