وقوله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا ادم فيقول لبيك وسعديك في نادي بصوت فان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار. متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان. اي مفسر. هذا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث ابي سعيد رضي الله تعالى عنه فيه الخبر عن قول الله عز وجل لادم يوم القيامة. يقول الله تعالى يا ادم فيقول لبيك وسعديك اي اجيبك اجابة تلو اجابة واطلب منك الاسعاد تلو الاسعاد. في نادي بصوت اي الله عز وجل ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار. ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار اي من هم مستحقون للنار وهم اهل الكفر والعصيان نعوذ بالله من الخذلان. والشاهد من هذا الحديث اثبات تكليم الله تعالى لادم. واثبات ان كلامه جل في علاه حقيقة. وانه بصوت كما تقدم في الايات الدالة على نداء الله عز وجل لعباده ونداءه لبعضهم كندائه سبحانه وبحمده موسى حيث ناداه الله عز وجل كما قال وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا واما الحديث الاخر فيه اثباته تكريم الله عز وجل يوم القيامة لكل احد من البشر. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا وسيكلمه ربه اي سيتكلم معه الله جل وعلا ليس بينه وبينه ترجمان. يعني ليس بينك وبين الله تعالى من يترجم ومن يفسر. وهذا الكلام على نحو كلام اكرام ورحمة وتقريب. نسأل الله ان نكون من اهله. وكلام توبيخ وتقريع واقامة بحجة واعذار وكلاهما ثابت للرب جل في علاه فان الله عز وجل يلقى الكافر يوم القيامة فيقول الم ربك الم اسودك الم ازوجك فيعدد عليه من نعمائه سبحانه وبحمده ما لا يقول معه العبد الا نعم. بلى يا رب. بلى يا رب فيقول الله جل وعلا اكنت تظن انك ملاقي؟ يعني هل كنت تعتقد انك ستلقاني وتجازى على عملك؟ فيقول الكافر؟ لا يا رب لا يا رب لا كنت لم اكن اعتقد انني القاك لتكذيبه باليوم الاخر. فيقول الله عز وجل اليوم كما نسيتني. اليوم انساك اي اتركك. فالنسيان هنا بمعنى الترك. اليوم انساك كما نسيتني اي كما تركت خبري وما جاءت به رسلي كما قال الله تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى فالله تعالى يكلم عباده يوم القيامة وما من احد الا وسيكلمه الله تعالى ليس بينه وبينه ترجمان. واما ما من الاحاديث والايات التي فيها نفي كلام الله عز وجل لبعض خلقه فذاك على وجه الاهانة لهم وهو اما ان يكون في حال من احوال يوم القيامة واما ان يكون الكلام المنفي كلام البر والرحمة والتقريب. كقوله تعالى لا ولا يكلمهم الله ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم. فقوله لا يكلمهم النفي هنا لكلام الرحمة والتقريب والاحسان. ويمكن ان يقال ان نفي الكلام هو في بعظ الاحوال وليس في كل احوال يوم القيامة لان يوم القيامة يوم طويل فيه احوال واهوال وهذه الاحوال ليست متفقة في كل ذلك اليوم بل تختلف من حال الى حال ومن حين الى حين في ذلك اليوم العظيم. نسأل الله عز وجل ان يعيننا عليه وان يجعلنا ممن يقدم عليه امنا يوم الفساد اكبر