وقوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت. حديث حسن وقوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فلا يبص قبل وجهه ولا عن يمينه ولكن عن يساره او تحت قدمه متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم. ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى. منزل التوراة والانجيل والقرآن. اعوذ بك من شر كل ذي شر. انت آخذ بناصيته. اللهم انت الأول قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت الباطن فليس دونك لك شيء اقض عني الدين واغنني من الفقر. رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم ما رفع اصحابه وقوله صلى الله عليه وسلم لما رفع اصحابه اصواتهم بالذكر ايها الناس اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون الاصم ولا غائبا. انما تدعون بصيرا ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. متفق عليه. هذه الاحاديث الشريفة التي فيها الخبر عن بعض صفات الله عز وجل اولها في هذا السياق قوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت وهذه المعية هي معية العلم والاحاطة وسائر معاني الربوبية من القدرة والملك والتدبير والتصريف وكون الانسان يعلم ذلك ويستحضره مما يعينه على تحقيق مرضات الله عز وجل. فيبلغ بذلك درجة احسان التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه فهذا الحديث الذي رواه البيهقي من حديث عبادة ابن الصامت يقول صلى الله عليه وسلم افضل الايمان يعني اعلاه ان تعلم ان الله حيثما كنت وذلك يفضي الى تقواه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت اما الحديث الاخر فهو حديث حال المصلي وقد رواه البخاري ومسلم من حديث مالك عن نافع عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة وهذا يشمل كل صلاة صلاة يقوم فيها الانسان سواء كانت فرضا او نفلا فلا يبصم قبل وجهه اي لا يتفل بصاقا جهة وجهه ولا عن يمينه. ولكن عن يساره او تحت قدمه يعني يتفل عن يساره او تحت قدمه اذا لم يكن عن يساره احد وتحت قدمه اذا لم يكن في المسجد. اما اذا كان في المسجد او عن يساره احد فانه يدفن في شيء من متاعه او حاجته ليتقي بذلك اذى المساجد او الخلق وهذا الحديث فيه الخبر عن ان الله تعالى قبل وجه المصلي وانه قريب من المصلي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث ابي هريرة اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فقرب الله تعالى من المصلي ومن الساجد ثابت في احاديث عديدة. والعبد يقف بين يدي الله في كل صلاة واذا استحضر هذا كان ذلك موجبا لتعظيم هذا الوقوف. لانه في مناجاة ملك الملوك سبحانه وبحمده. اما الحق وما في هذه وما في هذا الحديث هو الذي قبله من معية الله وقربه لا يتنافى مع علوه وبحمده فهو العلي الاعلى وشأن الله سبحانه وبحمده فوق ان يحيط به العباد ادراكا. قال جل في علاه ولا يحيطون به علما واما الحديث الثالث فهو حديث ابي هريرة رضي الله عنه وقد رواه الامام مسلم فيه قول صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فارق الحب والنوى منزل التوراة والانجيل والفرقان اعوذ بك من شر كل ذي شر انت اخذ بناصيته من شر كل ذي شر. يستعيذ بالله عز وجل من شر كل صاحبه شر هو في ملك الله وقدرته لا يخرج عن ذلك احد من الخلق. انت الاول فليس قبلك شيء. وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر ليس فوقك شيء وانت الباطل فليس دونك شيء. اقض عني الدين واغنني من الفقر. الشاهد في هذا قوله انت الظاهر فلو فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. فجمع الله تعالى هذين الوصفين الدالين على عظيم الله جل وعلا وقربه من عباده سبحانه وبحمده من المصلي والذاكر والداعي كما دل عليه حديث ابي موسى رضي الله تعالى عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه لما رفعوا اصواتهم بالذكر ايها الناس اربعوا على انفسكم اي ارفقوا بها. فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا. انما تدعون سميعا بصيرا. يسمع لكم ويرى ويبصر عملكم. ان الذي تدعون وهو الله جل في علاه اقرب الى احدكم من راحلته وهذا بيان عظيم القرب. الحاصل للذاكر فان الله تعالى قريب منه. وهذا لا يتنافى مع ما تقدم من علوه جل في علاه فهو الظاهر الذي ليس فوقه شيء وهو الباطن الذي ليس دونه شيء. ثم ختم المؤلف رحمه الله الاحاديث التي ساق في بيان ما جاء به النص من الخبر عن صفات الله عز وجل من قول النبي صلى الله عليه وسلم بحديث جرير في اثبات الرؤية وهذا كله على وجه التمثيل لما اراده رحمه الله من ذكر جريان جميع النصوص في الكتاب والسنة فيما يتصل باسماء الله وصفاته على هذه القاعدة اثبات ما اثبته الله لنفسه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ومن غير تكييف ولا تمثيل