نصوص فكانوا في كل مقام اصح الفرق نقلا وعقلا لانهم يستندون الى الكتاب والسنة وما فيهما من هدايات ولذلك كان قولهم ظاهرا على كل قول وكان عقدهم غالبا لكل عقد لانهم سالمون من كل ومن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خامس ما ذكره المؤلف رحمه الله من المسائل التي ذكر فيها وسطية اهل السنة والجماعة في الاعتقاد وهو وسطيتهم في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين فرق الضلال بين بين الرافضة والخوارج ان اهل السنة والجماعة رزقهم الله تعالى البصيرة في الدين والاستقامة في الاعتقاد فاحبوا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ووالوا المهاجرين والانصار وعرفوا لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واهل بيته وازواجه مكانتهم فانزلوا كلا منزلة مع محبة الجميع فلم يميلوا الى طرف دون طرف ولا الى فئة دون فئة بل يحبون جميع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وينزلونهم منازلهم على نحو ما دلت عليه النصوص ففظيلة ابي بكر لا تقدح في منزلة غيره بل هو فظل من الله تعالى منحه نثبته له ونحبه ونوالي ونثبت فضائل بقية اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على منازلهم ومراتبهم وسيأتي مزيد بيان وايضاح هذه الوسطية فيما ذكره المؤلف رحمه الله الا انه ينبغي ان يعلم ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم خيار الامة وهم من اثنى الله تعالى عليهم في كتابه محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم. واولى من يدخل في هذا الوصف وهذا الثناء هم اصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم. من المهاجرين والانصار الذين رضي الله تعالى عنهم وارضاهم سبحانه وبحمده فينبغي ان يعرف لهم قدرهم وان ينزلوا منازلهم وان تصان الالسنة عن ذكرهم الا بالجميل فانهم رضي الله تعالى عنهم بهم اشرقت الارض بعد ظلماتها بهم انار الله تعالى ارجاء الدنيا ونشر الاسلام وحفظ الله تعالى الملة والدين بما كانوا عليه من جهاد في العلم والبيان وجهاد بالسيف والسنان حتى اظهر الله الملة ونشر ما كان عليه سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه في الافاق. فلم يكن ذلك الا بجهادهم وصبرهم ودمائهم وبذلهم رضي الله تعالى عنهم فحقهم ان يذكروا بالجميل. وقد ذكرهم الله وبكل فضيلة فلم يذكر في كتابه من قسى من مناقصهم رضي الله تعالى عنهم. بل لما ذكر ما كان من بعض من التولي في احد ذكر عفوه ومغفرته لهم سبحانه وبحمده فينبغي ان يعرف للصحابة قدرهم وان تصان الالسنة والاذان والاعين عن كل ما ينزل من قدرهم او يقدح فيهم رضي الله تعالى عنهم فان القدح في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم طعن في الرسالة ونقض للديانة اتهام لله عز وجل في عدم محبته لسيد الورى اذ جعل من حوله على هذا الوصف الذي يذكره اولئك من القبح والسوء والشر ومن ذكرهم فئتان غلت في فئة من الصحابة وقلت اكثرهم غالبهم. اما الفرقة الاولى فالرافظة وسموا بهذا الاسم لانهم رفظوا ابا بكر وعمر وتوليهما رضي الله تعالى عنهما. واما الخوارج فسموا بذلك لانهم خرجوا على علي بن ابي طالب. رضي الله تعالى عنه ونابذوه حاربوه وقاتلوه رضي الله تعالى عنه بل وقتلوه وكان مبدأ شرهم بما كان من فساد في اخر خلافة عثمان حيث تألبوا عليه وقتلوه رضي الله تعالى عنه والسلامة في الاعتقاد في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما تقدم من بيان منزلتهم ومكانتهم وحفظ حرمتهم وذكرهم ومعرفة ما كانوا عليه من استقامة في الدين والعمل رضي الله تعالى عنهم وارضاهم هذه خمسة ابواب ذكرها المؤلف رحمه الله على وجه التمثيل لاستقامة اهل السنة والجماعة ووسطيتهم بين سائر الفرق ذكرها رحمه الله في مقدمة بيانه وبسطه لمسائل الاعتقاد. فقال رحمه الله في فهم وسط اول الابواب التي ذكر فيها وسطية اهل السنة والجماعة حيث قال بل هم اي اهل السنة والجماعة وسط في فرق الامة كما ان الامة هي الوسط بين الامم. الامر الاول الذي ذكره وسطيتهم في باب صفات الله تعالى الامر الثاني وسطيتهم في ما بافعال الله عز وجل. الامر الثالث وسطيتهم في نصوص الوعيد الامر الرابع وسطيتهم فيما يتعلق بمسألة الاسماء اسماء الدين والايمان. اما الامر الخامس فهي وسطيتهم في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بين فرق الضلال. ثم اعلم بارك الله تعالى فيك ان الله تعالى من على اهل السنة والجماعة بما تفضل عليهم من الهداية الى الصراط المستقيم والاخذ بمجموع حرافا وظلال نسأل الله عز وجل ان يثبتنا على الحق والهدى. وان يمن علينا بسلوك الصراط المستقيم. وان على ما كان عليه سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه في الاعتقاد والعمل بعد هذا شرع المؤلف رحمه الله بذكر جملة من مسائل الاعتقاد التي دلت عليها الادلة في الكتاب والسنة ابتدأها رحمه الله بذكر علو الله عز وجل على خلقه. فاول مسألة ذكرها على وجه التفصيل تقريرا وبيانا من مسائل الاعتقاد مسألة علو الله على خلقه وفوقيته جل وعلا على سماواته وارضه وسائر مخلوقاته جل في علاه