هم. اي لاب حتى لو رآه عن بعد فانه تثبت له او اجتمع به عن بعد تثبت له قلت له وصف الصحبة فانتم تعلمون ان من شهد آآ حجة الوداع اكثر من مئة الف اكثر من مئة الف فهؤلاء لا يلزم ان يكون كل واحد منهم بعينه باشر النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون رآه عن بعد. وكما ان الله فتح اسماعهم فسمعوا كلامه فالال اه ال الرجل هم ذووه. ومن يرجع اليهم. وهذا الاصطلاح اذا جاء منفردا فان معناه اتباعه على دينه. كما قال الامام احمد. اذا جاء لفظ الال منفردا غير مقرون بذكر الصحب فالمراد به اتباعه على دينه. الى يوم القيامة. اما اذا جاء مقترف بالصحب فالمراد به المؤمنون من اهل بيته. المؤمنون من اهل بيته النبي صلى الله عليه وسلم لا شك ان لهم مزية ولهم منزلة. ولهذا قال الله عز وجل قل سأسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى. وقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس ابن عبد المطلب وقد شكى اليه ان بعض قريش بني هاشم. فقال والذي نفسي بيده او قال والله لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي. لكن ان لابد ان يكون ذلك آآ الرجل من ال البيت لابد ان يكون مؤمنا. اما ان كان كافرا فلا ولا كرامة فلا وقيمة لابي لهب مع انه عم النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا اجتمع فيه الايمان والصحبة صار حبه مضاعف. فحب جميع الال والصحب عندنا معاشر اهل الحق. ونصبها على الاختصاص. يعني اعني معاشر اهل الحق فرض مؤكد. ومما يدل على وجوب محبة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم. وعدم قول الله عز وجل بعد ذكر المهاجرين والانصار في سورة الحشر قال والذين جاءوا من بعدهم اي التابعون الى يوم القيامة. يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وقال نبينا صلى الله عليه وسلم لما آآ اختصم رجلان من اصحابه وتكلم احدهما في حق الاخر وكان المتكلم فيه من السابقين الى الاسلام. غضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال والذي نفسي بيده لو ان احدكم قال لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل جبل احد ذهب ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه. واعلموا يرعاكم الله ان انه قد ضل في هذا الباب طائفتان. طائفة النواصب وطائفة الروافض. فالنواصب والعياذ بالله ابغض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واهل بيته. ابغض اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وناصبوهم العداء. واستحلوا دماءهم واعراضهم واموالهم. والخوارج كلاب النار. واما الروافض فانهم غلوا في بحب اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلوا شنيعا. حتى ان منهم من وصف عليا رضي الله عنه بالالوهية وقال انت انت يعني انت الله. فخد لهم الاخاديد في باب كندة واضرم فيها النار وقذفهم فيها. وقال فلما رأيت الامر امرا منكرا اججت ناري ودعوت قمبرا. قمبر غلامه. فقالت السبئية وحرقهم بالنار. ومنهم من هؤلاء الروافض من يكون دون ذلك؟ فيغلون في علي والحسن والحسين رضي الله عنهم اجمعين ويرفعونهم فوق منزلهم وبازاء ذلك يسبون الصحابة الكرام كابي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعائشة كما لا يخفاكم. اما اهل السنة والجماعة فقد هداهم الله لما اختلف فيه من الحق باذنه. فعرفوا منازل الصحابة وانزل اقتلوهم منازلهم على رتبهم وفاضلوا بينهم بما فاضل الله به بينهم. فان الله تعالى فضل المهاجرين على الانصار وفضل اهل بدر وفضل ايضا اصحاب بيعة الرضوان. فضل من انفق من قبل الفتح وقاتل على من انفق من بعد الفتح. وقاتل والتمسوا الاعذار ارى لهم وقالوا ان هذه الاثار المروية في مساوئهم او بعضهم منها ما هو كذب ومن هو ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه. والصحيح منه ان كان ثم شيء صحيح هم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون ولا والمجتهد المصيب له اجران والمخطئ له اجر واحد. ولهم من السوابق والحسنات الماحية والفضائل ما يجعل ما ينسب اليهم انصح نزرا يسيرا مغمورا بجنب فضائلهم. ثم انتقل بعد ذلك الى مسألة فقال نعم هذه هذان البيتان يتعلقان بمسألة القرآن بكلام الله عز وجل وكلام الله اعم من القرآن. فيؤمن اهل السنة والجماعة ان الله سبحانه وتعالى يتكلم بكلام حقيقي مسموع. لا يشبه كلام المخلوقين. يؤمن اهل السنة جماعة ان الله سبحانه وتعالى يتكلم بكلام حقيقي مسموع بحرف وصوت لا يشبه كلام المخلوقين. وان كلامه سبحانه وتعالى متعلق بمشيئته فهو يتكلم متى شاء كيف شاء بما شاء. لهذا الناظم ومن قول اهل الحق يعني من قولهم يعني من عقيدتهم. ان كلامه هو اللفظ والمعنى. نعم الكلام لا يسمى كلاما الا بمجموع امرين اللفظ والمعنى. ولا يسمى كلاما اذا كان فقط مجرد معنى يقوم في النفس. لا يسمى كلاما حتى يلفظ به. فحقيقة الكلام هو مجموع الامرين اللفظ والمعنى وفي هذا رد على طوائف من المتكلمين كالاشاعرة والماتوريدية فانهم يقولون ان كلام الله هو المعنى القديم القائم في نفسه. وان الله لا يتكلم متى كيف شاء اما اهل السنة والجماعة فيعتقدون ان الله تعالى يتكلم بكلام تسمعه الاذان فقد سمع كلامه الابوان في سنة وقال الم انهكهما عن تلكما الشجرة واقول لكما ان الشيطان لكما عدو مبين. قال ربنا ظلمنا اذا هما اجاب الله لما خاطبهما به سمع كلامه موسى عليه السلام حينما كان عند الطور اني انا الله رب العالمين. ولهذا يسمى كليم الرحمن ويسمعه عيسى عليه السلام يوم القيامة. حين يقول قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله؟ قال سبحانك. هذا يدل على انه يسمع كلامه. ونبينا صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج كذلك فرض عليه الصلوات الخمس وجبريل يسمع كلام الله عز وجل. ولهذا تسأله الملائكة ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير فكل هذا يدل على ان الله يتكلم بكلام حقيقي متى شاء. كيف شاء بما شاء. اما اهل البدع فبسبب بمقدماتهم الفاسدة قالوا لا لا يتكلم حسب مشيئته. وانما الكلام قائم بنفسه منذ القدم وما معه الابوان في الجنة او سمعه موسى عند الشجرة هي اصوات مخلوقة لكي تعبر عن كلامه. هكذا بهذا التكلف الذي لم يخطر ببال الصحابة ولم يدر بخلدهم. هل خطر ببال الصحابة او عند احد من المؤمنين او من السلف الصالحين ان الله لما كلم الابوين في الجنة انه خلق حروفا في جو الجنة تعبر عن كلامه او تحكي كلامه لا والله لو حلف الف بين الركن والمقام ان ذلك لم يدر بخلدهم ما حل. وكذلك ايضا لم يدر بخلدهم ولم يطف بخيالهم الهم ان الصوت الذي سمعه موسى عند الشجرة صوت خلقه الله في الشجرة ليعبر عن كلامه كما تقول الاشاعرة او ليحكيك كلامك كما تقول الكلابية. كل هذا من التكلف المذموم. ولا حرج بل هو الواجب المتعين ان نثبت ان ربنا تعالى بكلام حقيقي بحرف وصوت فكلامه سبحانه وتعالى هو اللفظ والمعنى سويا وليس اللفظ دون المعنى ولا معنا دون اللفظ. ولهذا قال وليس بمخلوق اي كلام الله تعالى ومنه القرآن العظيم ليس مخلوقا. لماذا ليس مخلوقا لانه صفته. وهل يمكن ان تكون صفة من صفات الله مخلوقة؟ لا يمكن. وبذلك يرعاكم الله بين لكم هذا التفاني الذي بذلته المعتزلة عليهم من الله ما يستحقون لفتنة اهل الاسلام بقولهم القرآن مخلوق فان المعتزلة تسللوا الى بلاط الخلفاء العباسيين حتى استطاعوا ان يستميلوا المأمون ومن بعده المعتصم ومن بعد الواثق ويقنعونهم بان القرآن مخلوق يحملون عليه الامة. لكن ائمة الاسلام كالشافعي واحمد وغيرهم وغيرهما رحمهم الله لا سيما الامام احمد رحمه الله وقف في هذه المسألة وقفة عظيمة حتى قيل ان الله نصر هذا الدين باحمد بن حنبل عام الفتنة كما نصر الدين بابي بكر عام الردة. فقام في وجوه المعتزلة وابى ان فهم حينما قالوا القرآن مخلوق ارادوا بذلك ان يقولوا ان كلام الله مخلوق فاذا صار مخلوقا اذا فصفته ثم نتيجة ذلك ان الله تعالى لا يتصف بالصفات. وهذا هو مذهب الجهمية. نفي الصفات عن الله عز وجل اه لم يكن الخلاف كما يتصور بعض الناس سطحيا او انه مجرد خلاف لفظي لا هو خلاف حقيقي معنوي له اثاره العميقة ثم قال رحمه الله ونشهد ان الخير والشر كله بتقديم نعم خص الشيخ رحمه الله مسألة القدر على سعتها وتفرعها بهذا البيت فقط قال ونشهد ان الخير والشر كله بتقديره والعبد يسعى ويجهد. لكنه ضمن هذا البيت عدة معاني بالقدر ايها الكرام احد اصول الايمان. وذلك ان الله ان النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عن الايمان قال على ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره. وتؤمن بالقدر خيره وشره وقال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. وقال سبحانه وخلق كل شيء فقدره تقديرا وقال نبيه صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمس ستين الف سنة حتى العجز والكيس. واعلموا يرعاكم الله انه لا يتم الايمان بالقدر الا بالايمان باربعة امور. اولها العلم ثانيها الكتابة. ثالثها المشيئة. رابعها الخلق. وتفصيل ذلك كالتالي. لا يتم ايمانك بالقدر. حتى تؤمن اولا بعلم الله المحيط بكل شيء. جملة وتفصيلا ما كان من فعله وما كان من فعل خلقه. ان تؤمن ايمانه ان جازما بعلم الله المحيط بكل شيء. جملة وتفصيلا. كليا وجزئيا. ما يتعلق بافعاله وما يتعلق بافعاله عبادة فقد علم ما كان وما يكون وما سوف يكون وما لم يكن كيف لو كان يكون فيما ما كان وما يكون وما سوف يكون وما لم يكن كيف لو كان يكون. وقد تعجبون من هذه الجملة الاخيرة لكن تأملوا قول الله تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. ارأيتم كيف ان الله تعالى علم ما لم يكن كيف لو كان يكون ردوا لعادوا لما نهوا عنه مع انهم لا يردوا. لكن قد علم الله تعالى ما يكون منهم. الامر الثاني الايمان الجازم بان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض خمسين الف سنة كما اسلفنا. ودليل العلم والكتابة معا قول الله تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض. ان ذلك في كتاب. ان ذلك على الله يسير جمع الله بينهما في اية واحدة. الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء وما في الارض. ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير ماذا لكم الكتاب؟ اللوح المحفوظ. الامر الثالث الايمان بمشيئة الله النافذة فما شاء الله كانوا ما لم يشأ لم يكن. لابد من هذا القطع انه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. لا يكون في حكمه ما لا يريد سبحانه. وفي هذا رد على القدرية الذين يثبتون مشيئة للعبد مستقلة عن مشيئة الله عز وجل. والامر الرابع الايمان بخلق الله تعالى لجميع الاشياء الايمان بخلق الله تعالى لجميع الاشياء. ذواتها وصفاتها وحركاتها ذواتها وصفاتها وحركاتها. قال الله تعالى والله خلقكم وما تعملون. ارأيتم؟ والله خلق وما تعملون. وقال وخلق كل شيء. وقال الله خالق كل شيء. هل بقي شيء؟ كل من الفاظ العموم فبهذه عندما يجتمع عندك ايها المؤمن هذه الاربع تكون مؤمنا بالقدر هذا الذي دل عليه هذا البيت ونشهد ان الخير والشر كله بتقديره. اذا لا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن في هذا الكون الا بتقدير الله. طيب فان قال قائل الله يخلق الشر الله يقدر الشر يقول نعم كما كما قال ربنا عز وجل اه كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم وتؤمن بقدر خيره وشره لكن ها هنا تفصيل. وهو ان ان نميز بين القدر والمقدور آآ باعتبار صدوره من الله هو خير كله. اما باعتباره هو فينقسم الى خير شر. تأملوا معي فرق بين القظاء والمقظي بين القدر والمقدور. القظاء نفسه يعني باعتبار صدوره من الله خير كله. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. لبيك وسعديك والخير بين يديك والشر ليس اليك. الشر لا ينسب الى الله. فهو باعتبار صدوره عن خير لماذا؟ لان الله قد يقدر ما نعده نحن شرا لا لذات الشر ولكن لما يترتب عليه من آآ من مزايا ومقاصد. اضرب لكم مثالا. ما هو اشر الشرور؟ ابليس اليس كذلك؟ هو رأس الشر. لولا خلق ابليس ما تميز اهل الجنة من اهل النار ولا الابرار من الفجار ولما قام سوق الجنة والنار ولما رفع عالم الجهاد ولا وجد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا وجدت النصيحة والتوبة والاستغفار. فالله تعالى قد يقدر الشيء وهو في ذاته شر لكن باعتبار مآلاته يكون خيرا هذا هو معنى ان الشر ليس اليه. ولهذا قال مؤمن الجن بادب وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا. وهذا من كمال فقههم وادبهم انهم لم ينسبوا الشر. فقالوا فاتوا بالفعل الذي لم فاعله قالوا وانا لا ندري اشر اريد. ولما كان الامر يتعلق بالرشد قالوا ام اراد بهم ربهم رشدا اذا فرق بين القضاء والمقضي وبين القدر والمقدور. فصدور الاشياء من الله خير كله والشر لا ينسب اليه. اما من حيث هي فيقال خير وشر. الصحة خير والمرض شر. الغنى خير والفقر شر. وهكذا الخصب خير والقحط شر. نعم ثمان الناظم اشار في الشطر الثاني الى قضية مهمة وهو ان اثباتنا لقدر الله السابق لا ان يسلب العبد فعله وارادته ومشيئته. بل الله عز وجل اعطى العبد ارادة حقيقية. وفعلا حقيقيا ومشيئة حقيقية. ولهذا قال والعبد يسعى ويجهد. تأملوا قول الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى من هو؟ العبد المؤمن واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى. من؟ العبد الكافر. اذا اسند الله تعالى فهذه الافعال اليهم. ولاجل ذا ليس للعبد حجة في القدر على فعل المعاصي وترك الطاعات. خرج النبي صلى الله عليه وسلم باصحابه يوما في جنازة. فجلسوا ولما يلحد القبر فقال صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار. فقال بعضهم على البديهة يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فهمتم؟ هذا الوارد؟ قالوا يعني ما دام ان ما في احد الا وقد كتب مقعده من الجنة او مقعده من النار طيب اذا لنتكل على كتابنا السابق وندع العمل لانه لا لابد ان يقع ما ما قد كتب فاجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بجواب شاف كاف مقنع فقال لا اعملوا فكن ميسر وفي رواية فكل ميسر لما خلق له. ثم قرأ قول الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. اي بمعنى انك فانت ايها العبد لا تدري ما هو قدر الله عليك السابق. واعطيت الادوات والالات التي تمكنك من الفعل او الترك. واظهر لك الشرع واخفي عنك القدر وقيل اعمل. فحينئذ لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. فلا حجة لاحد في القدر هذا لما احتج الكافرون بالقدر فيما حكى الله عنهم قال تعالى سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا منهم شيء صحيح لو شاء الله ما اشركوا. لكن هل لهم بذلك حجة؟ لا. انظر كيف ابطل الله دعواهم؟ قال كذلك كذب الذين من قبلهم فسمى الله مقالتهم كذبا. ثم قال حتى ذاقوا بأسنا ولو كان لهم حجة في القدر ما اذاقهم الله بأسه ان الله حكم عدل مقسط لا يظلم مثقال ذرة. ثم اتى بالثالثة الناسفة لدعوه قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ هل اطلعتم على كتابكم ووجدتم في اللوح المحفوظ انكم تشركون وتحرمون ما احل الله وتحلون ما حرم الله؟ قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ لا الواقع ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون. فلهذا نقول لكل مبطل يحتج بالقدر كما يفعل مثل بعض البطالين والسفهاء حينما تقول له يا فلان افعل كذا او لا تفعل كذا. قال يا اخي لو كان الله كاتب لي لفعلت. لقد كتب علي يعني يحتج بالقدر على فعل المعاصي وترك الطاعات. اجبه بما اجاب الله تعالى به المشركين. قل له هل اطلعت على كتابك فعلمت ان الله قضى عليك كذا وكذا متى علمت ان هذا قدرك؟ قبل الفعل او بعده؟ بعده. لم يكن قبل الفعل يعلم ان هذا قدره. لو كان يعلم بان هذا هو المكتوب لعذرناه. لكنه لم يعلم بان هذا قدره بان هذا قدره الا بعد ان صدر منه الفعل. بمحض اختيار سبق اصبع. فلذلك كان مستحقا للثواب او العقاب. ثم قال وايمانا قوم وفعل. من الخير فيها فيها نقيد فيها نقيد واجساد الطعام نعم هذه ايضا مسألة كبيرة اختصرها الشيخ رحمه الله في بيتين وهي مسألة الايمان وهي مسألة عظيمة شريفة. وذلك ان الايمان عند اهل السنة والجماعة قول وفعل ونية. وربما قالوا قول وعمل واختلاف الفاظهم في هذا لاعتبارات تتعلق بالتفصيل والاجمال احيانا الا فان كلمة اهل السنة والجماعة مجمعة على ان الايمان قول وعمل. ليس قول فقط ولا عملا فقط بل هو مجموع الامرين فحقيقة الايمان عند اهل السنة والجماعة حقيقة مركبة من القول والعمل معه. القول هو قول القلب واللسان. العمل هو عمل القلب واللسان والجوارح. فالة الامور الى خمسة بنود. قول القلب هو اعتقاده قول اللسان هو اعلانه للشهادتين. عمل القلب هو حركته وارادته عمل اللسان هو ما يتعبد به ويتلفظ من الطاعات. عمل الجوارح ما تفعله الجوارح من العبادات نبين ذلك بالامثلة. قول القلب هو اعتقاده كان يعتقد الانسان ويؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم في الاخر والقدر خيره وشره. طيب ما هو عمل القلب حتى يتميز قول القلب من عمل القلب؟ عمل القلب هو ما يتحرك به قلب من الارادات والنيات كالمحبة والخوف والرجاء. الا تجدون فرقا بين اعتقاد القلب وعمل القلب بينهما وفرق طيب قول اللسان هو اعلان الشهادتين التي بها الدخول في الاسلام. وعمل اللسان ما عن ذلك من الذكر والتلاوة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. اما عمل الجوارح فهو ما تفعله الجوارح من الركوع والسجود والقيام قعود ورمي الجمار والوقوف بعرفة واماطة الاذى عن الطريق. قال نبينا صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة فاعلاها قول لا اله الا الله. وهذا يدل على اعتقاد القلب وقول اللسان. وادناها اماطة الاذى عن الطريق. وهذا يدل على عمل الجوارح. والحياء شعبة من الايمان هذا يدل على عمل القلب. وقد سمى الله الاعمال ايمانا فقال سبحانه وما كان الله ليضيع ايمانكم. والمقصود صلاتكم. اذا قال وايماننا قول وفعل ونية من الخير والطاعات فيها نقيد. يعني ليس مطلق القول ولا مطلق الفعل ولا مطلق النية. بل المقصود ما كان من الطاعات التي امر الله بها. اما لو كان من البدع كان يحدث الانسان عبادة وطاعة من رأي نفسه فهل يكون ايمانا؟ لا ولا كرامة. ولهذا قال من الخير والطاعات فيها نقيده. ثم بين مسألة مهمة وهو زيادة الايمان ونقصانه. وذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الايمان يزيد وينقص. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فقال ويزداد بالطاعات مع ترك ما نهى. وينقص بالعصيان جزما ويفسد. وذلك ان الله تعالى قد ذكر في كتابه نحو ستة ايات يثبت فيها زيادة الايمان اختصر على واحدة منها قبل الاذان وهو قول الله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم ان يتوكلوا فذلك يدل على ان الايمان يزد. ونتم ان شاء الله بعد الصلاة. قبل ان نغادر مسألة الايمان ايها الاخوة والاخوات آآ كما قيل وبضدها تتبين الاشياء قد علمنا ان الايمان قول وعمل. فاعلموا ان اهل السنة والجماعة في هذه المسألة وسط بين طرفين وعدل بين عوجين وهدى بين ضلالتين احد الطرفين هم المرجئة. وهم اهل التساهل والتفريط. والطرف الاخر هم الوعيدية. وهم اهل الغلو والتشدد. فاما المرجئة فمنهم من قال الايمان هو مجرد معرفة القلب. وهؤلاء هم اشدهم آآ وهم الجهمية المنسوبون الى جهم بن صفوان السمرقندلي. يقول فقط مجرد ان تعرف بقلبك انت مؤمن لا يضر مع الايمان ذنب كما لا مع الكفر طاعة. الصنف الثاني من المرجئة هم اعجب منهم وهم الذين قالوا الايمان فقط هو قول اللسان فمن قال بلسانه فهو مؤمن. وهؤلاء يكذبهم قول الله تعالى اذا جاءك المنافقون. قالوا نشهد انك لرسول الله. والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. فكيف تسمون من اكذبهم الله مؤمنين؟ والصنف الف من المرجئة وهم اقربهم الى اهل السنة مرجئة الفقهاء. وهم الذين يقولون الايمان قول باللسان واعتقاد بالجناب. لكن الاعمال مطلوبة. فما امر الله تعالى به على سبيل الوجوب فهو واجب. وما امر الله به على سبيل الاستحباب فهو مستحب وما نهى الله منه على سبيل المنع فهو محرم. وما نهى الله عنه على سبيل الكراهة فهو مكروه. والمطيع محمود في الدنيا مثاب في الاخرة. والعاصي مذموم في الدنيا معاقب بالاخرة. مستحق للعقاب بالاخرة. ما شاء الله يبدو وكان ليس بيننا وبينهم فرق. الفرق ما بيننا وبين هؤلاء انهم يقولون العمل ليس من الايمان لكن من لوازمه وليس داخلا في حده وتعريفه. فهم يتفقون مع اهل السنة على اه تعظيم العمل وتعظيم الطاعات واقامة الحدود وزجر السفهاء ونحو ذلك لكنهم لا يعدون العمل داخلا في حقيقة الايمان ومسماه. فعدوا مرجئة لكنه من اقرب المرجئة الى اهل السنة. حتى قال بعض بعضهم ان الخلاف بينهم وبين اهل السنة خلاف لفظي. والصحيح ان منهما هو لفظي ومنه ما هو معنوي. وتفصيل ذلك يا اما الطرف المقابل وهم الوعيدية. واقصد بالوعيدية الخوارج والمعتزلة. فان هؤلاء يقولون نعم الايمان قول وعمل كما نقول لكنهم يفسدون ذلك ايما افساد حينما يقولون ان من ترك واجبا او فعل كبيرة زال عنه وصف الايمان بالكلية. زال عنه وصف الايمان بالكلية. فيكفرون مرتكب الكبيرة. ويزيلون عنه وصف الايمان والعياذ بالله بمجرد المعاصي فهدى الله اهل السنة الى هذا وقالوا ان مرتكب الكبيرة مؤمن بايمان فاسق بكبيرة. وانه في الاخرة تحت المشيئة والارادة. ان شاء الله تعالى عفا عنه مجانا وادخله الجنة. وان شاء عذبه بقدر ذنبه ومآله الى الجنة بسبب حسنة حسنة التوحيد. فجمعوا بين النصوص جميعا ولم يهدروا شيئا منها. ثم قال للناظم فقط المصنف رحمه الله ما يتعلق بالايمان باليوم الاخر بهذا البيت. ولا شك ان الايمان باليوم الاخر باب واسع عظيم من اوسع ما تميز اهل الايمان. فلهذا لا تكاد تجد الله عز وجل يذكر الايمان به حتى يقرن به الايمان باليوم الاخر. وشواهد ذلك كثيرة تأمل ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر ولو كانوا يؤمنون بالله واليوم الاخر. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر ايمانه باليوم الاخر من اصول الايمان. ولا يمكن ان تخلو رسالة من عند الله من ذكر الايمان باليوم الاخر. قال الله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا. وجملة ما يتضمنه الايمان باليوم الاخر تتلخص في الايمان باربعة امور. نذكرها على سبيل السرد والعد دون تفصيل. اولها الايمان بما يكون في القبر. البرزخ الايمان بما يكون في القبر. من فتنة الملكان اين؟ وعذاب القبر او نعيمه. لا بد من الايمان بذلك. الثانية الايمان بالبعث الايمان بالبعث وهو اخراج الناس من قبورهم حفاة عراة غرلا بهما. حفاة غير منتعلين. عراة غير مكتسبين. غرلا غير مختونين. بهما ليس معهم شيء. الامر الثاني الف الايمان بالحساب. وهو ان الله سبحانه وتعالى يحاسب الخلائق يوم القيامة فهناك حساب للمؤمنين وهناك حساب للكافرين. هناك حساب للمؤمنين الذين لم يرد الله ان يعذبهم وهو العرض وحساب للمؤمنين الذين اراد الله ان يعاقبهم في النار وهم وهو المناقشة اما الامر الرابع فهو الايمان بالجنة والنار. وانهما مخلوقتان باقيتان لا تثنيان. هذا جملة القول في الايمان باليوم الاخر وتفصيل ذلك آآ يقول ثم اني آآ استأذن القارئ وفقه الله ان اقرأ هذه الابيات القادمة آآ قراءة سريعة آآ وذلك لوضوح معانيها فان الشيخ رحمه الله دلف الى نوع من التفكر في الاء الله وخلقه واياته الكونية فقال رحمه الله تفكر في اثار العظيم وما حوت ممالكه العظمى لعلك ترشد. الم ترى هذا الليل اذ جاء مظلما فاعقبه جيش من الصبح يطرد تأمل بارجاء السماء جميعها كواكبها وقادة تتردد. اليس لهذا محدث متصرف حكيم عليم واحد متفرد. بلى. بلى والذي بالحق اتقن صنعها اودعها الاسرار لله تشهد وفي الارض ايات لمن كان موقنا. وما تنفع الايات من كان يجحد هذه الابيات تتعلق ايها الاخوة بايات الله في الافاق. وذلك ان ربنا سبحانه وبحمده قد اودع هذا الكون من الدلائل والايات ما على مثله يؤمن البشر لو انهم رأوا بعيون باصرة وقلوب واعية. فمن زالت الغشاوة عن عينيه والوقر عن اذنيه والاكنة عن قلبه. ابصر الامور حقا. وصارت له قائدا الى عبادة الله عز وجل. لكن الناس يصابون بالتبلد يصابون بالفتور. حتى تبدو لهم الاشياء فقط ولو انهم رأوا بعين البصيرة لسبحت قلوبهم والسنتهم ولعاشوا حقيقة العبادة والايمان تأمل كيف الله عز وجل يوقظ الغافلين من كفار مكة وامثالهم يقول سبحانه وتعالى الم اجعل الارض مهادا والجبال اوتادا وخلقناكم ازواجا وجعلنا نومكم سباتا واجعلنا الليل لباسا واجعلنا النهار سار معاشا وبنينا فوقكم سبعا شدادا واجعلنا سراجا وهاجا وانزلنا من المعسرات ماء دجاجا لنخرج به حبا ونباتا وجنات الفافا. يا لها من اسئلة! اسئلة متعاقبة توقظ النائمين كأنما هي سياط تلهب ظهورهم استيقظوا ويعوا ويتفكروا. انظروا ايها الكرام كيف تبنى العقيدة من المواد الخام المبثوثة في الكون؟ عقيدتنا بحمد الله لا تحتاج الى تعقيدات المتكلمين وتكسير الفاظهم ومتونهم. لا لا لا هي مادة بسيطة تؤخذ من اه مما نراه. ونسمع يقول ربنا عز وجل افرأيتم ما تمنون اانتم تخلقونه ام نحن الخالقون؟ هذا المني الذي يقذفه الرجل في رحم المرأة يتأفف منه ويستنكف من النظر اليه. ويستقذره. انظر هذه النقلة الواسعة بين هذه النطفة التي لا يرى فيها الحيوان المنوي الا بالميكروسكوبات الكبيرة. كيف يخرجه الله خلقا؟ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين. على ان نبدل امثالكم وننشأكم فيما لا تعلمون. مثال اخر افرأيتم ما تحرثون. اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون عهد الفلاح اذا القى البذر في شق من شقوق الارض. ثم ولى واجرى عليه الماء. واذا به تهتز خضراء. واذا بها اشجر وزروع وثمار. هذه النقلة الواسعة من اجراها؟ من صنعها؟ الله عز وجل. مثال ثالث افرأيتم الماء الذي تشربون اانتم انزلتموه من المزن ام نحن المنزلون؟ تبارك الله. والله لو اجتمع من باقطارها على ان كمية بسيطة مما يحصل في المطر ما استطاعوا. لو ساقوا الحاويات واجروا الانابيب الى منطقة ما استطاعوا ان يأتوا بما يأتي الله تعالى به من هذه الاطنان السماوية التي تنقل من اقصى المحيطات لتصب وفي ارض قاحلة شيء عظيم. افرأيتم النار التي تورون؟ اانتم انشأتم شجرة؟ ام نحن المنشئون؟ هذه الطاقة هذا الوقود في هذا الخشب اليابس كيف يتحول الى اضاءة والى دفء؟ كل هذه الامور ايها الاخوة من مصادر بناء العقيدة في النفس لمن وفقه الله وهداه. لكن كما قال المصنف رحمه الله قال وفي الارض ايات لمن كان موقنا ومات تنفع الايات من كان يجحد. يقول الله عز وجل قل انظروا ماذا في السماوات والارض وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون تجد اناس قد بلغوا الغاية في تخصصاتهم في علم الفلك في علم الفسيولوجي علم وظائف في الاعضاء في الكيمياء الحيوية في علم الجيولوجيا في العلوم المختلفة. يذكرون قام واحصاءات تبهر الانسان. ومع ذلك لا تحرك فيهم ساكنا. لان قلوبهم قد ختم عليها. لان عقولهم مغلقة فلا ينتفعون. وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون. ولما ذكر الايات في الافاق ذكر الايات في النفس قال وفي النفس ايات وفيها عجائب بها يعرف الله العظيم ويعبد. اي والله. كما ان في الافاق ايات وفي النفس سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم. حتى يتبين لهم انه الحق. لو ان الانسان يعني في نظر قريبا في بدنه كيف تخصصت هذه الخلايا لتكون مبصرة؟ وكيف تخصصت هذه الخلايا لتكون سامعة؟ وما جعل اللسان يتذوق الحلاوة والمرارة والملوحة وو الى اخره. كيف توزعت هذه المهام والوظائف؟ كيف يدرك الانسان باللمس البرودة والحرارة والنعومة والخشونة وغير ذلك. كيف تمارس كل آآ كيف يمارس كل عضو من اعضاء البدن وظيفة متخصصة فللكبد وظيفة وللقلب وظيفة الى اخره. ما احوجنا ايها الكرام ان فان هذا الامر يبعث على الايمان. وهذا الامر في الحقيقة كما اسلفنا هو توحيد الربوبية. هذا التفكر في هذه الاشياء هي مجال توحيد الربوبية التي تسلم الى توحيد الالوهية اي هو توحيد العبادة قبل سبعين سنة نحو او اكثر من نصف قرن آآ كتب مصنف شيوعي كتابا آآ سماه الانسان يقوم وحدة ما نستانس الو الانسان يقوم وحده. شيوعي لا يؤمن بالله. فانظر له كاتب نصراني لانه هذا من الامور المشتركة بين الادميين والف كتابا بديعا لا يزال في الحقيقة له قيمته العلمية وفائدته عكس ذلك الانسان لا يقوم وحده. ترجم فيما بعد الى العربية باسم العلم يدعو الى الايمان. العلم يدعو الى الايمان اه هذه امور فطرية يشترك البشر في اقرارها ونسبتها الى الله عز وجل. والمقصود ان الشيخ رحمه الله لفت الانظار الى هذه الايات العظيمات حتى ينتعش القلب وتفضي به الى مراد الله عز وجل من ورائها. قال قد قامت الايات تشهد انه اله عظيم فضله ليس ينفد. مراده بذلك الايات المذكورة سابقا في النفس والاخرة فمن كان من غرس الاله اجابه وليس لمن ولى وادبر مسعد. اي والله من سبقت له من الله الحسنى فان الله سبحانه وتعالى ينفعه بهذه الدلائل وهذه الشواهد فتكون سببا لسعادته. ومن كان مصروفا وسبقت له من الله السوء فانه ليس له مسعد. ولهذا كان سفيان الثوري رحمه الله او سفيان بن عيينة احد السفيانين كان اذا حدث بحديث القبضتين ان الله تعالى قبض قبضة فقال هؤلاء في الجنة ولا ابالي وقبض قبضة فقال هؤلاء في النار ولا ابالي. كان رحمه الله يبكي ويقول ليت شعري في اي القبضتين انا. فلهذا هذا الى الله عز وجل لكن المؤمن يحسن وانه بربه ويسأله ان يكون من اهل السعادة. قال عليك بتقوى الله في فعل امره وتجتنب المنهي عنه وتبعدوا. امر بتقوى الله. ثمرة ما تقدم من سرد هذه الايات والدلائل والشواهد ان تفضي الى تقوى الله فالعلم النافع هو العلم الذي ينفعك في الاخرة. لا فائدة في علم لا يثمر لك الخشية. انظر كيف يقول الله عز وجل عن اهل العلم قال ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للابقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا. يا طالب العلم ان لم يفدك علمك خشية لله فاعلم انك لست على الطريق الصحيح. فعليه عليك ان يثمر ذلك تقوى الله عز وجل وذلك بفعل امره واجتناب نهيه. فان هذه هي حقيقة التقوى ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بامتثال اوامره واجتناب مناهيه ولعلي اختم بهذا في هذا البيت اتي وصف التقوى آآ حيث يقول آآ القائل خلي الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى. واصنع كماش فوق ارض الشوك. يحذر ما يرى. لا صغيرة ان الجبال من الحصى. والحمد لله رب العالمين. الرحيم