والاستسقاء هو دعاء يطلب فيه العبد السقيا والمطر من الله عز وجل على صفة مخصوصة وقوله رحمه الله سنة اي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم يثاب فاعلها ولا يعاقبه ولا يعاقب تاركها مسألته حتى يعطى مسألته. وهذا فيما يتعلق صفة صلاة الاستسقاء. وظاهر كلام رحمه الله انه يخطب آآ وظاهره ان الخطبة تكون بعد الصلاة لانه قال فصلى فيصلي ركعتين ثم يخطب متى تسن؟ قال اذا اضطر الناس لفقد الماء اي اذا اصابت الناس ضرورة بسبب فقد الماء. ذلك اما بقحط السماء او بجذب الارض اي بحبس قطر السماء او بذهاب الماء غورا في الارض. فانه اذا اجدبت الارض بعد ذلك قال المصنف رحمه الله صلاة الاستسقاء وصلاة الاستسقاء سنة اذا اضطر اذا اضطر الناس لفقد الماء وتفعل كصلاة العيد في الصحراء ويخرج اليها متذللا متضرعا فيصلي ركعتين ثم يخطب خطبة واحدة يكثر فيها الاستغفار وقراءة الايات التي في الامر به ويلح في الدعاء ولا يستبطئ الاجابة وينبغي قبل الخروج اليها فعل فعل الاسباب التي تدفع الشر و وتنزل الرحمة كالاستغفار والتوبة والخروج من المظالم والاحسان الى الخلق وغيرها من الاسباب التي جعلها الله جالبة للرحمة دافع للنقمة والله اعلم هذه ثالث الصلوات التي ذكرها المصنف رحمه الله في صلاة التطوع صلاة الاستسقاء صلاة الاستسقاء هو من باب اضافة الشيء الى سببه هاي الصلاة التي سببها طلب السقيا فالاستسقاء هو طلب السقيا قحطا من السماء او اه غورا اه في الارض فانه يسن اه ان يصلوا صلاة الاستسقاء قال رحمه الله وهذا محل اتفاق لا خلاف بين العلماء في ان صلاة الاستسقاء مشروعة فقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم واستسقى من غير صلاة. استسقاء ورد على صفات منها ما يكون مع صلاة ومنها ما يكون من غير صلاة. لكن هو يتحدث هنا عن صفة صلاة الاستسقاء اذا استسقى بصلاة. قال وتفعل كصلاة العيد في الصحراء هذا بيان صفتها تفعل اي يسن فعل صلاة العيد صلاة يسن فعل صلاة الاستسقاء كصلاة العيد في الصحراء. وين صلاة العيد ستأتي المصنف رحمه الله لم يذكرها لان موضعها متأخر لها قد افرد لها بابا مستقلا في آآ اه قد ذكرها المصنف رحمه الله في جملة باب صلاة الجماعة. هذا من الاحالة الى ما سيأتي. وانما ذكرها هنا بناء على آآ جمعه لصلوات التطوع فاسند الصفة الى صلاة العيد وسيأتي ذكر ذلك. ودليل هذا ان صلاة الاستسقاء تشبه صلاة العيد ان النبي صلى الله عليه وسلم آآ خرج كما في آآ حديث عبد الله بن زيد خرج الى مصلى فاستسقى وحول رداءه حين استقبل القبلة. وجه الشاهد من الحديث انه صلاها في المصلى. والعيد تصلى في المصلى. وما وافق المكان ووافقه في الصفة. هكذا قال الفقهاء رحمهم الله فيؤخذ من هذا الحديث استحباب الخروج الى المصلى في صلاة الاستسقاء يسن ان يواعد الامام الناس صلاة الاستسقاء حتى يخرجوا كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر المصنف قال ويخرج اليها اي لصلاة الاستسقاء متخشعا متذللا متضرعا تخشعا اي مستجلبا للخشوع وهو في القلب. متذللا هذا في القلب وفي الصورة والهيئة متضرعا في قوله ودعائه وحاله اذ التضرع يكون في القلب ويكون في الحال ويكون في القول. منهم من قال ان هذه الصفات صفات مترادفة او صفات لحال واحدة والذي يظهر والله اعلم ان ذلك في حال الجمع يحمل على آآ احوال فمتخشعا مما يتعلق بالقلب فالخشوع محله القلب متذللا مما يتعلق هيئة والصورة متبرعة مما يتعلق بالدعاء والمقال. فان التضرع هو اظهار الفاقة والحاجة في سياق السؤال والطلب عرفتوا الفرق بين التخشع والتذلل والتضرع؟ التخشع في القلب والتذلل في الصورة تضرع في القول. قال رحمه الله فيصلي ركعتين ايسن ويستحب ان يشرع ان يصلي ركعتين. والمقصود بالركعتين اي ركعتي صلاة الاستسقاء. ولم يذكر هنا اه قبله دعاء ولا خطبة. لان الركعتين على اه الدعاء. قال فيصلي ركعتين ثم يخطب ثم يخطب خطبة واحدة اي ثم يلحقها يلحقها بخطبة واحدة. اه يكثر فيها الاستغفار وقراءة الايات التي فيها الامر به اي الامر بالاستغفار ويلح في الدعاء اي يبالغ في في طلب حاجته وسؤال آآ مسألته وآآ طلب السقيا من الله عز وجل وآآ قوله رحمه الله ولا يستبطئ الاجابة اي لا يستأخرها حتى لو لم يسقى بل يعيد ويسأل ويلح حتى يعطى وهذا احدى الروايتين عن الامام احمد رحمه الله. ودليل حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم شكى قالت شكى الناس النبي صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فامر بمنبر فوضع في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه فخرج حين بدا حاجب الشمس بعدما ارتفع حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله ثم قال انكم شكوتم جدب دياركم استئخار المطر عن ابان زمانه عنكم. وقد امركم الله تعالى ان تدعوه وعدكم ان يستجيب لكم. وذكرت آآ ما خطب به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم حول رداءه صلى الله عليه وسلم في ختم خطبته ورفع يده ثم اقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين. هذا الحديث الذي رواه احمد آآ رحمه الله رواه ابو داوود في مسنده وكذلك الحاكم في مستدركه فيه ان الخطبة بعد الصلاة وهذا احد القولين في المسألة. القول الثاني هو القول بان الخطبة تكون مقدمة ودليله ما تقدم في حديث عبد الله بن زيد الذي ذكرناه قبل قليل وايضا قول ابن عباس رضي الله عنه سنة الاستسقاء سنة الصلاة في العيدين هذان القولان آآ كلاهما روايتين كلاهما كلاهما رواية في مذهب احمد والاقرب والله اعلم انه ورد عنه هذا ورد عنه هذا اي ورد عنه بصيغ صيغ تقدم فيها الصلاة على الخطبة كما هو آآ الشأن في صلاة العيد وصيغة قدم وصورة قدم فيها الخطبة على الصلاة قدم فيها الخطبة عن الصلاة كصلاة الجمعة. وقوله رحمه الله خطبة واحدة هذا هو ظاهر الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل بل يخطب خطبتين قال رحمه الله بعد ذلك آآ فينبغي قبل الخروج له فعل الاسباب التي تدفع الشر وتنزل الرحمة كالاستغفار والتوبة والخروج من المظالم والاحسان الى الخلق وغيرها من الاسباب التي جعلها الله جالبة للرحمة دافعة للنقمة. ينبغي قبل الخروج اليها اي قبل الخروج الى الصلاة فعل الاسباب التي تدفع. فعل الاسباب من جميع الناس ليس فقط من الامام من الامام ومن غيره. فان فعل الاسباب يوجب العطاء. وذكر جملة من الاسباب التي تدفع الشر وتنزل الرحمة وبدأ بالاستغفار والتوبة وذاك ان الاستغفار من اسباب فتح بركات السماء والارض قال الله تعالى يا قومي ويا قومي استغفروا ربكم انه كان غفارا المصنف ماذا تلقى؟ ويقول استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا وآآ كذلك قوله تعالى ولو ان اهل امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون. ففعل هذه الاسباب التي ذكرها المصنف رحمه الله هي مما وتستجلب به الرحمة وتستدفع به النقمة ويحصل به الاحسان فان احسان الله تعالى يجلب بالاحسان الى الخلق الاحسان يوجب الاحسان هل جزاء الاحسان الا الاحسان؟ ختم المصنف رحمه الله باب التطوع بذكر اوقات النهي