ومن اثار الذنوب والمعاصي الوخيمة ايضا. انه ينسلخ من القلب استقباحها واستهجانها لان من الناس من اذا ارتكب الذنب اول مرة فتجده يستخفي به عن الناس ويستحي ان يخرجه للناس لان قلبه لا يزال فيه استقباح واستهجان لهذا الذنب الذي يرتكبه. لكن ما ان يستمر على هذا الذنب ويسترسل في ارتكابه ويسر وعليه الا وتجده يعلن به. بل بل وقد يتمادى به الامر حتى يجادل عنه كثيرا من الناس يجادل عن الذنوب والمعاصي. يبدأ يستدل على جوازها ويستدل على انه لا شيء فيها. ويبدأ يضع امامها البراهين والحجج في انه لا شيء في ارتكابها. وما هؤلاء الذين يجادلون عن علمانيتهم والحادهم ويبرهنون للناس صحتها وصوابها الا بسبب هذا. الا بسبب ارتكاب الذنوب والمعاصي. وانسلاخ القلب من استهجانها واستقباحها. تجده يجادلك في المعصية هذا بسبب شؤم الذنوب والمعاصي. ينسخ من القلب الحياء والعياذ بالله. والحياة صفة الايمان. يقول النبي صلى الله عليه وسلم والحياء تعبة من الايمان والحياء يطفئ ونور الحياء تطفئه ظلمة المعصية. فتجد هذا الرجل كان يستخفي بهذه المعصية في الامر ثم بدأ يعلن بها كان يستخفي بها عن والديه ثم بدأ يعلن بها امام والديه وامام اخوانه وامام اقربائه وامام المسجد وامام جيرانه واهل الحي ولا يبالي. لا يخاف. لا يخاف ابدا ولا يستحي. هذا مسكين ليس ثمة قوة جاءت لهذا الرجل وانما هو الحياء مات في قلبه. الحياء مات في قلبه. قتلته المعصية والعياذ بالله. ظلمة المعصية غطت غطت نورا الحياة وبهاء الحياء. يقول النبي صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي الا بخير. وفي رواية الحياء خير. الحياء خير كله يقول ابن القيم رحمه الله ومن اخوفها على العبد انها نعم. قال ابن القيم رحمه الله ومن اثارها انه سلخ من القلب استقباحها. فتصير له عادة. فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامهم فيه وهذا عند ارباب الفسوق هو غاية التفكه. وتمام اللذة حتى يفتخر احدهم بالمعصية بها هذه المعصية هي التي قتلت نور الحياء ونور الايمان وصدق كلامه رحمه الله تعالى. يقول وتمام حتى يفتخر احدهم بالمعصية ويحدث بها. من لم يكن يعلم انه عملها. فيقول يا فلان اما تدري ان انني عملت كذا وكذا ما احد درى عنك طيب. لكن لكنه انسلاخ القلب من الحياء وهذا الظرب من الناس يقول ابن القيم وهذا الظرب من الناس لا تطلب لهم العافية. لا تطلب لهم العافية والعياذ بالله. كثير من الناس يحرم من التوبة والمغفرة بسبب مجاهرته للذنوب. فان قلت وما دليل ذلك؟ اقول قول النبي صلى الله عليه وسلم كل امتي معافى ان لم من ايها الاخوان؟ الا المجاهرين فلما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المجاهرين قال ان يستر الله على العبد ثم يصبح يفضح نفسه ويقول يا فلان عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا فبهت نفسه فيبهي فيبهت نفسه. وقد بات يستره ربه. وهذا يريد ان يكشف ستر ربه جل وعلا عليه ايه؟ نعوذ بالله من احوال هذا الصنف. من يسوغ لنفسه ذلك فانه سوف يجاهر به