فنظر الغلام الى الى ابيه كانه يستشيره. فقال له ابوه اطع ابا القاسم صلى الله عليه وسلم فاسلم فمات. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من عنده يقول الحمد لله قال كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم. فمرظ فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له اسلم والغلام قضى حياته وعلى اليهود يعني مستوجب للنار الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم من المسائل التي تدخل تحت هذا الامر. او تدخل تحت هذه القطعة. قاعدة عظيمة من قواعد اهل السنة والجماعة والتي ثبتت بالادلة الكثيرة وهي قوله رحمه الله تعالى والاعمال بالخواتيم. وهي من اعظم قواعد باب القضاء والقدر اي ان اعظم اعمال العبد تأثيرا في نهايته انما هي تلك الاعمال التي يختم له بها فحتى وان كان قصر في اوائل عمره فاذا ختم له بالخير فان نهايته وعاقبة امره الى خير وكذلك من كان في اول امره مجتهدا ثم قصر في اخر حياته او او زلت به القدم او ظل به الفهم. او اختلطت عليه اموره العقدية او الشرعية فانه سيختم له بشرط وتكون عاقبته الى شر. لان الاعمال فالاحسان السابق لا ينفع صاحبه اذا ختم له بسوء. والسوء السابق لا يضر صاحبه اذا ختم له بخير لان الاعمال بالخواتيم. هذا هو معنى هذه القاعدة. وقد دل على هذه القاعدة ادلة كثيرة تجعل القلب ينزجر والنفس تخاف. والقلب يضطرب. من هول ما يختم له به ويجعل العبد في دأب دائم في دعاء الله عز وجل ان يختم له بخير فمن الادلة التي تصحح هذه القاعدة ما في الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليعمل عمل اهل الجنة وهو من اهل النار يعني يعمل في هذه الدنيا فيما يظهر للناس بعمل اهل الجنة. لكنه مكتوب عند الله عز وجل انه من اهل النار ويعمل عمل اهل النار وهو من اهل الجنة. وانما الاعمال بالخواتيم. اخرجه في الصحيحين ومما يدل عليها ايضا ما في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وهو الحديث المعروف. قال تحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق. ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه في اربعين يوما نطفة الى ان قال فوالذي نفسي بيده ان احدكم لي عمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بين هو بينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب اي الذي كتبه الله عز وجل وقدره فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا براع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. وهذا نص على هذه العظيمة وهي ان الاعمال بالخواتيم. عليكم السلام ومما يدل عليها ايضا ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر. فلم نغنم ذهبا ولا فضة. وانما الثياب الاموال والمتاع فاهدى رجل من بني الضبيب يقال له رفاعة بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما يقال له مدعم فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى وادي القرى. فبينما مدعم يحط رحلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم اذا سهم عاءم فقتله. فقال الناس هنيئا له الجنة فقال صلى الله عليه وسلم كلا والذي نفسي بيده ان الشملة التي اصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا. مع انه مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خرج مجاهدا مع جيش مع جيوش المسلمين ومات وهو يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق برحله لكن لما ختم له بالسوء وهو الغلول. من الغنيمة صار الى النار بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا دليل على ان الاعمال بالخواتيم نسأل الله حسن الخاتمة قال فلما سمع الناس ذلك جاء رجل بشراك وهو شسع النعلة او شراكين. فقال هذا شيء كنت اصبته. يعني من المغانم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم فشراك من نار او شراكان او شراكان من نار. فهذا فيه التحذير العظيم. من الاغترار اعمال وانه ينبغي للعبد الا يتكل عليها. والا يركن اليها مخافة انقلاب حاله. في اخر عمر عمره بسبب ما كتب له في قضاء الله عز وجل انه سيختم عليه. وكذا ينبغي للعاصي الا يقنط من رحمة الله عز وجل رجاء ان يكون ممن شملهم. الله عز وجل بعفوه وكتب لهم حسنى حسن الخاتمة. فقوله الاعمال بالخواتيم تنفع في الامرين. فتجعل العبد الطائع لا يغتر بطاعته خوفا من سوء خاتمته وتجعل العبد العاصي لا يقنط من رحمة الله عز وجل رجاء. في حسن خاتمته ومما يدل عليها ايضا ما رواه الامام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه من حديث انس رضي الله تعالى عنه الذي انقذه من النار فصار مآله الى الاخرة في جنة في جنة الله بسبب انه ختم له بخير. فلما ختم له بخير علمنا ان هذا الغلام اليهودي في كتاب الله عز وجل السابق انه من اهل من اهل الجنة وكذلك روى الامام احمد وغيره من حديث انس رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا عليكم الا تعجبوا باحد حتى تنظروا بما يختم له لا لا عليكم الا تعجبوا من احد حتى تنظروا بما يختم له فان العامل يعمل زمانا من عمره او برهة من دهره بعمل صالح. لو مات عليه دخل الجنة. ثم يتحول في عمل عملا سيئا فيقبض عليه فيكون فمن اهل النار وان وان الرجل ليعمل بعمل السوء برهة من عمره او قال من دهره لو مات عليه لدخل لدخل النار. ثم يتحول فيعمل عملا صالحا فيقبضه الله عليه فيكون من ال الجنة. وان الله عز وجل اذا اراد بعبد خيرا من استعمله قبل موته. استعمله قبل موته. قالوا يا رسول الله وكيف يستعمله قبل موته قال يوفقه لعمل صالح فيقبضه عليه. يوفقه لعمل صالح فيقبضه او قال ثم يقبضه عليه وهذا دليل على صحة هذه القاعدة المتفق عليها. ومنها ايضا حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليعمل عمل اهل وانه لمكتوب في الكتاب انه من اهل النار. فاذا كان قبل موته تحول فعمل لاهل النار فمات فدخل النار. وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار وانه لمكتوب في الكتاب انه من اهل الجنة فاذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل اهل الجنة فمات فدخلها وهو عند الامام احمد. ومن الادلة كذلك حديث ابي هريرة. رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليعمل بعمل اهل الخير سبعين سنة ان الرجل ليعمل بعمل اهل الخير سبعين سنة. فاذا اوصى في اخر حياته حافى حاف يعني جانب الحق والعدل والانصاف. حاف في وصيته فيختم له بشر عمله فيدخل النار. وان الرجل ليعمل بعمل اهل الشر سبعين سنة فيعدل في وصيته فيختم له بخير عمله فيدخل الجنة. وهذا عند ابي داود وفيه شيء من من المقال وهذه الاحاديث ايها الاخوان تجعل العبد من اهل اليقظة دائما ومن اهل التحري وطلب حسن الخاتمة. فمن اعظم ما ينبغي الا يغفل عنه مطلقا. ان يسأل الله عز وجل دائما وابدا حسن الخاتمة