الخامس عشر ايها الاخوة نكرم وجوهنا بالبحث عن الكمال وعن التمام وعدم الاكتفاء باليسير الموافق للنفوس وانما من يريد تمام الاكرام للوجه يبحث عن الكمالات وعن الانعامات قال عز وجل فاقم وجهك للدين القيم فاقم وجهك للدين القيم ومن معاني القيم انه صفة للدين اي الدين الاغلى والاعلى والاكمل تمسك به ما تتمسك بمجرد اسم الدين ما تتمسك بمجرد اول الدين تمسك بالدين على وجه العلو على وجه الكمال على وجه التمام ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون ثم قال جل وعلا في اية الروم فاقم وجهك للدين القيم من قبل ان يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون. من كفر فعليه كفر ومن عمل صالحا فلانفسهم يمهدون ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات من فضله انه لا يحب الكافر فاذا اسلمنا وجوهنا لله تبارك وتعالى اكرمنا سبحانه بالاجور الوفيرة والعطايا الجزيلة وابعد عن الوجوه الخوف والحزن فاي وجه هذا الوجه النقي الراضي بالقضاء المستبشر بما عند الله الواثق بوعد الله. بلى من اسلم وجهه لله. وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اي اكرام اعظم من هذا من اسلم وجهه لله وهو محسن اذا انقياد تام على وجه الكمال لان معنى وهو محسن اي وهو يبحث عن الكمال. الاتباع التام فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. لا خوف عليهم فيما يستقبلون في عالم البرزخ وفي عالم القيامة ثم المآل الى الجنة ولا هم يحزنون على ما تركوا وعلى ما فاتهم من امور الدنيا وتحقيق المناط في اه في البحث عن الكمال لا يمكن الا بترك الذنوب كلا حتى ما ربما يراه بعض الناس صغيرا من القيل والقال والغيبة والنميمة والله ان ان القلب ليحزن وان العين لتدمع ان نرى في مجالس الطلاب العلم القيل والقال اكثر من البحث عن دقائق المسائل في الايات والاحاديث هذا من الامور العجيبة ربما تجلس في ديوانية يجلسون فيه الساعات تلو الساعات لا يبحثون عن مسألة علمية وانما قيل وقال وهذا خطر ايها الاخوة تحقيق الكمالات لمن يريد الانقياد التام والكمال في اكرام الوجه عليه ان يترك الذنوب كله فان هذه الذنوب تكسب الوجه ظلمة في الدنيا وظلاما في الاخرة. والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما اه تأملوا هذا الحال بسبب ماذا كأنما اغشيت وجوه قطع من الليل مظلمة بسبب ماذا؟ بسبب ما ذكر الله في اول الاية والذين كسبوا السيئات والذين كسبوا السيئات