اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اولا ما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثلها ما قلتم ان هذا قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير وما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم والله اعلم بما يكتمون الذين قالوا لاخوانهم وقعدو لو اطاعونا ما قتلوا الموت ان كنتم صادقين ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل لا يضيع اجر المؤمنين الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القبر للذين احسنوا منهم واتقوا اجر عظيم بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه اولا ما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم ان هذا قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير هذا تسلية من الله تعالى لعباده المؤمنين. حين اصابهم ما اصابهم يوم احد فقتل منهم نحو نحو سبعين. فقال الله انكم قد اصبتم ممسكين مثليها فقتلتم سبعين من كبارهم واسرتم سبعين. فليهن الامر ولتخف المصيبة عليكم. مع انكم لا تستوون انتم وهم ان قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار. قلتم انى هذا؟ اي من اين اصابنا ما اصابنا وهزمنا؟ قل هو من عند انفسكم حين تنازعتم ثم عصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون. فعود على انفسكم باللوم واحذروا من من اسباب مرضية ان الله على كل شيء قدير. فاياكم وسوء الظن بالله فانه قادر على نصركم. ولكنه اتم الحكمة في ابتلائكم ومصيبة ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم. ولكن ليبلو بعضكم ببعض ان ما اصابهم يوم التقى الجمعان جمع المسلمين وجمع مشركين في احد من القتلى والهزيمة انه باذنه وقضائه وقدره لا مرد له ولا بد من وقوعه والامر القدري اذا نفذ لم يبق الا التسليم له وانه قدره لحكم عظيمة وفوائد جسيمة. وانه ليتبين بذلك المؤمن المنافق الذي لم الذين لما امروا لما امروا بالقتال وقيلهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله اي ذبا عن دين الله وحماية له وطلب للرضاة الله او ادفعوا عن محارمكم وبلدكم ان لم تكن لكم نية صالحة ابو ذلك واعتذروا بان قالوا لو نعلم القتال لاتبعناكم. اي لو نعلم انكم يصير بينكم وبينهم قتال لاتبعناكم وهم كذبة في هذا قد علموا وتيقنوا وعلم كل احد ان هؤلاء المشركين قد ملئوا من الحنق والغيظ على المؤمنين لما اصابوا منهم وانهم قد بذلوا واموالهم واجمعوا ما يقدرون عليه من الرجال والعدد. واقبلوا في جيش عظيم قاصدين المؤمنين في بلدهم. متحرقين على قتالهم. فمن هذه حالهم كيف يتصور انه لا يصير بينهم بين وبين المؤمنين قتال خصوصا وقد خرج المسلمون من المدينة. وبرزوا لهم هذا من المستحيل. ولكن المنافقين ظنوا ان هذا العذر يروج على قال تعالى هم للكفر يومئذ اي في تلك الحال التي تركوا فيها الخروج عن مع المؤمنين اقرب منهم للايمان. يقولون بافواههم ما ليس في وهذه خاصة المنافقين يظهرون بكلامهم وفعالهم ما يبطنون ضده في قلوبهم وسرائرهم منه قولهم لو نعلم قتالا لاتبعناكم فانهم علموا وقوع القتال استدلوا بهذه الاية على قاعدة ارتكاب اخف المفسدتين اذا في اعلاهما وفعل ادنى المصلحتين للعز يا نعلاهما. لان المنافقين امروا ان يقاتلوا الدين. فان لم يفعلوا فللندافعة والاوطان. والله اعلم بما يكتمون. فيبديه لعباده المؤمنين ويعاقبهم ويعاقبهم عليه ثم قال تعالى الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا اي جمعوا بين التخلف عن الجهاد وبين الاعتراض والتكذيب بقضاء الله وقدره قال الله ردا عليهم قل فادرأوا اي ادفعوا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين. انهم لو اطاعوكم ما قتلوا لا تقدرون على ذلك لا تستطيعونه. وفي هذه الايات دليل على ان العبد قد يكون فيه خصلة كفر وخصلة ايمان. وقد يكون احداهما اقرب من اخرى ثم يقول سبحانه ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون. هذه الايات الكريمات فيها فضل الشهداء وكرامتهم. وما من الله عليهم به من فضله واحسانه. وفي ضمنها تسلية الاحياء عن قتلاهم. وتعزيتهم وتنشيطهم للقتال في سبيل الله والتعرض للشهادة فقال ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اي في جهاد اعداء الدين قاصدين بذلك الى اكرمة الله امواتا اي لا يخطر ببالك وحسبانك انهم ماتوا وفقدوا. وذهبت عنهم لذة الحياة الدنيا والتمتع بزهرتها. الذي يحذر من من جبن عن قتال وزهد في الشهادة بل قد حصلهم اعظم مما يتنافس في المتنافسون هم احياء عند ربهم في دار كرامته. عند ربهم اقتضي علو درجتهم فقربهم من ربهم. يرزقون بانواع النعيم الذي لا يعلم الا من انعم به عليهم. ومع هذا صاروا فرحين بما اتاهم الله من فضله مرتبطين بذلك قد قرت بي عيونهم وفرحت بي نفوسهم وذلك لحسنه وكثرته وعظمته فكما للذة في الوصول اليه وعدم المنغص فجمع الله الله لهم بنعيم البدن بالرزق ونعيم القلب والروح بالفرح بما اتاهم من فضله. فتم لهم النعيم والسرور وجعلوا يستبشرون بالذين من حقهم من ان يبشر بعضهم بعضا بوصول اخوانهم الذين يلحقوا بهم وانهم سينالون ما نالوا الا خوف عليهم ولا هم يحزنون ان يستبشرون بزوال المحظور عنهم وعن اخوانهم المستلزم كمال السرور يستبشرون بنعمة من الله وفضل ان يهنئ بعضهم بعضا باعظم مهنئ به. وهو نعمة ربهم وفضلهم واحسانه. وان الله لا يضيع ام المؤمنين بل ينميه ويشكره ويزيده من فضله. ما لا يصل اليه سعيهم وفي هذه الايات اثبات نعيم برزخ وان الشهداء في اعلى مكان عند ربهم وفيه تلاقي ارواح اهل الخير وزيارة بعضهم بعضا وبعضهم بعضا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته