اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين ولا يحذوك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة ولهم عذاب عظيم ان الذين اشتروا الكفر بالايمان لن يضروا الله شيئا وله ثم عذاب اليم ولا يحسبن الذين كفروا انما ننجي لهم خير انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهون بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله سبحانه الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم قرح للذين احسنوا منه واتقوا اجرا عظيم الايات لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من احد الى المدينة وجد اصحابه للخروج فخرجوا على ما بهم من الجراح اجابة لله ولرسوله. فوصلوا الى حمراء الاسد وجاءهم من جاءهم وقال لهم ان الناس قد جمعوا لكم اهني باستئصالكم تخويفا لهم وترهيبا ذلك الا ايمانا بالله واتكالا عليه وقالوا حسبنا الله اي كافينا كل ما اهمنا ونعم الوكيل المخيب تدبير عباده والقائل والصالحون انقلبوا اي رجعوا بنعمة من الله فضل لم يمسسهم سوء. وجاء الخبر مشركين ان الرسول واصحابه قد خرجوا اليكم ونجوا من تخلف فالقى الله الرعب في قلوبهم واستمروا راجعين الى مكة فرجع المؤمنون من الله وفضل حيث من عليهم بالتوفيق الخروج بهذه الحالة على ربهم قد كتب لهم اجر غزاة تامة. فالسبب الثاني بطاعة ربهم فتقواهم عن معصيته لهم اجر عظيم. ثم قال تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. اي ان ترهيب من الرهب من المشركين. فقالوا انهم جمعوا لكم داع من دعاة الشيطان اولياءه الذين عظم ايمانهم او ضعف. فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين كيف لا تخافوا مشركين اولياء الشيطان فان نواصيهم بيد الله لا يتصرفون الا بقدره. بل خافوا الله الذي ينصر اوليائه الخائفين اياه المستجيب لدعوته. وفي هذه الاية وجوب الخوف من الله وحده. وانه من لوازم الايمان فعلى قدر ايمان العبد يكون خوفه من الله. فالخوف المحمود ما حجز العبد عن محارم الله قال النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على الخلق مجتهدا في هدايتهم. وكان يحزن اذا لم يهتدي. قال الله تعالى ولا يحزن اولئك الذين يسارعون في الكفر من صدق رغبتهم فيه وحرصهم عليه انهم لن يضروا الله شيئا. فالله ناصر دينه الله ناصر مؤيد رسوله امره من دونهم فلا تبالي بهم ولا تحسم بهم. انما يضرون ويسعون في ضرر انفسهم الايمان في الدنيا وحصول العذاب الاليم في الاخرى من هوانهم على الله وسقوطهم من عينه وارادته الا يجعلهم نصيبا في الاخرة من ثوابه خذلهم فلم يوفقهم لما وفق اليه اولياءه. من اراد به خيرا عدلا منه وحكمة. لعلمه بانهم غير ذاكين على ولا قبيل الرشاد لفساد اخلاقهم وسوء قصدهم الذين اختاروا الكفر عن الايمان فرغبوا فيه رغبة من رغبة من يذل ان رغبة من بذل ما يحب من المال في شراء ما يحب من السلع. لن يضر الله شيئا بل ضرر فعلهم يعود على انفسهم ولهذا قال ولهم عذاب اليم. فكيف يضرون الله شيئا؟ وهم قد زهدوا اشد الزهد في الايمان. فرغبوا كل الرغبة بالكفر بالرحمة الله غني عنهم. وقد قيد لدينه من عبادي الابرار اذكياء سواهم. واعد لهم مما ارتضاه نصرته اهل البصائر والعقول من الالباب والرجال الفحول. قال الله تعالى قل امنوا به او لا تؤمنوا ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم قال سجد الايات يقول سبحانه ولا ولا يحسبن الذين كفروا انما نبي لهم خير لانفسهم انما من دينهم يزداد اثما ولهم عذاب مهين لا يظن الذين كفروا بربهم ولا بنوا دينه وحاربوا رسوله ان تركنا اياهم في هذه الدنيا وعدم استئصالنا انا لله خير لانفسهم محبة منا لهم. كلا ليس الامر كما زعموا وانما ذلك لشر يريدهم الله بهم عذاب وعقوبة واعدادهم. ولهذا قال انما نملي لهم يزداد اثما ولهم عذاب مهين. فالله تعالى يملي للظالم حتى يزداد طغيانه ويترادف كفرانه ثم يأخذوا اخذ عزيز مقتدر. فليحذر الظالمون من امهال ولا يظنوا ان يفوتوا الكبير المتعال. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. هي الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته