اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبن لهم بمفازة من العذاب عذاب ولهم عذاب اليم ولله ملك السماوات والارض والله على كل شيء قدير بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه اذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا في كتابات فنبدوه وراء ظهور به ثمنا قليلا. فبئس ما يشترون. النفاق هو العهد التقي يؤكد وهذا الميثاق اخذه الله تعالى على كل من اعطاه الله الكتب. وعلمه العلم ان يبين للناس ما يحتاجون اليه من علمه الله ولا يكتمهم ذلك ويبخل عليهم به خصوصا اذا سألوه او وقع ما ما يوجد بذلك. ان كل من عنده علم ان يوضح الحق من الباطل. فاما الموفقون فقاموا بهذا اتم القيام. وعلموا الناس مما علمهم الله وشفقة على الخلق وخوفا من ابن الكتمان. واما الذي لغة كتاب واليهود والنصارى ومن شابه ومن ورأى ظهورهم فلم يعبأوا بها. فكتموا الحق واظهروا الباطل تجرأوا على محارم الله. تجرؤا على محارم الله وتهاونا بحقوقه تعالى وحقوق الخلق فمنا قليلا. فهما حصل من بعض الرياسات اموال حقيرة من سفرة المستدعي لاهوائهم ان يقدموا شهواتنا الحق وبئس ما يشترون. لانه اخف العيب والذي رغبوا فيه والذي رغبوا عنه وهو بيان الحق الذي فيه السعادة الابدية والمصالح الدينية والدنيوية اعظم المطالب واجلها. فلم يختاروا الدليل الخفيف وكونهم لا يصلح لغير ما خلقوا له. ثم قال تعالى لا تحسبن الذين يفرحون بما اي من القذائف والباطل القولي والفعلي ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا اي بالخير وبما يفعلوه والحق الذي لم يقولوه فجمعوا بين فعل السر وقوله والفرح بذلك ومحبة ان يحمدوا على فعل الخير مما فعلوه. فلا تحسبنهم بوفاذة من عذاب منه وسلامه بل قد استحقه وسيصيرون اليه. ولهذا قال ولهم عذاب اليم. اهل كتاب عندهم من العلم ولم ينقى به الرسول وجعلوا انهم يحقون في حالهم ومقامهم. وكذلك كل من فزع بذات القولية وفرح بها ودعا اليها وزعم انه محق وغير مبطل. فما هو الواقع له بدع وجندت الاية بمفهومها على من احب على ان من احب ان يحمد ويثنى عليه بما فعله من خير واتباع الحق اذا لم يكن القصد بذلك الرياء والسمعة انه رغم انه غير ملموم بل هذا لامور مطلوبة. الله انه بها المحسنين في الاعمال والاقوال. وانه جاز بها خواص خلقه. وسألوها منه قال ابراهيم عليه السلام واجعل لي لسان صدق في الاخرين. وقال سلام على نوح في العالمين. الا كذلك نجزي المحسنين وقد قال عباد الرحمن واجعلنا للمتقين اماما وهم من نعم الباب على عبده ومنه التي تحتاج للشكر ثم يقول سبحانه ولله ملك السماوات والارض والله على كل شيء قدير ايها المالك للسموات والارض وما فيهما من سعي اصناف الخلق المتصرف فيهم بكمال القدرة وبديع الصنعة فلا يمتنع احد ولا يعجزه احد وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. من الحلقة القادمة غدا ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته