اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت الناس والحج وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهور فيها ولكن البر من اتقى. واتوا البيوت من ابواب واتقوا الله لعلكم تفلحون بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون اي ولا تأخذوا اموالكم اي اموال غيركم. اضافوا اليهم لانه ينبغي للمسلم ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه. ويحترم ماله كما يحترم ماله ولان اكله لما لغيره يجرأ غيره على اكل ماله عند القدرة ولما كان اكلها نوعين نوعا بحق ونوعا بباطل. وكان المحرم انما هو اكلها بالباطل. قيده الله تعالى بذلك. ويدخل بذلك اكلها على وجه والسرقة والخيانة في وديعة او عارية او نحو ذلك ويدخل فيه ايضا اخذها على وجه المعاوضة. بمعاوضة محرمة كعقود الربا والقمار ونحوها والقمار كلها. فانها من المال بالباطل لانه ليس في مقابلة عوض مباح. ويدخل في ذلك اخذها بسابغ الشم في البيع والشراء. والايجارة ونحوها ويدخل في ذلك استعمال الاجراء واكل اجرتهم. وكذلك اخذهم اجرة على عمل لم يقوموا بواجبه. ويدخل في ذلك اخذ الاجرة على العبادات والقربات التي لا تصح حتى يقصد بها وجه الله تعالى يدخل في ذلك الاخذ من الزكوات والصدقات والاوقاف. والوصايا لمن ليس له حق منها او فوق حقه. فكل هذا ونحوه من اكل المال الباطن فلا يحل ذلك بوجه من الوجوه حتى وصل فيه النزاع والارتفاع الى حاكم الشرع وادلى من يريد اكلها بالباطل بحجة غلبت حجة المحق وحكم له لكن بذلك ان حكم الحاكم لا يبيح محرما. ولا يحلل حراما. انما يحكم على نحو مما يسمع. والا فحقائق الامور باقية ليس بحكم الحاكم للمبطل راحة ولا شبهة ولا استراحة. فمن ادلى الى الحاكم بحجة باطلة وحكم له بذلك فانه لا يحل له ويكون اكلا لما لغيره بالباطل والاثم. وهو عالم بذلك فيكون ابلغ في عقوبته واشد في نكالة على هذا فالوكيل اذا علم ان موكله مبطل في دعواه لم يحل له ان ان يخاصم عن خائن كما قال تعالى ولا تكن للخائنين خصيما فقوله تعالى يسألونك عنة جمع هلال ما فائدتها وحكمتها؟ او عن ذاتها؟ قل هي مواقيت للناس اي جعلها الله تعالى بلطفه ورحمته على هذا التدبير يبدو الهلال ضعيفا في اول الشهر ثم يتزايد الى نصفه ثم يشرع في النقص الى كماله وهكذا ليعرف الناس بذلك مواقيت عباداتهم. من الصيام واوقات الزكاة والكفارات واوقات الحج ولما كان الحج يقع في اشهر معلومات. ويستغرق اوقاتا كثيرة. قال والحج وكذلك تعرف بذلك اوقات الديون المؤجلات مدة الايجارات ومدة العدد والحمل وغير ذلك مما هو من حاجات الخلق فجعله تعالى حسابا يعرفه كل احد من صغير وكبير وعالم وجاهل ولو كان الحساب بالسند الشمسية لم يعرفه الا النادر من الناس. وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها. وهذا كما كما كان الانصار وغيرهم من العرب اذا احرموا لم يدخلوا البيوت من ابوابها تعبدا بذلك وظنا انه بر. فاخبر تعالى انه ليس من البر انه الله تعالى لم يشرعه لهم. وكل ما تعبد وكل من تعبد بعبادة لمشرعها الله ولا رسوله. فهو متعبد ببدعة. وامرهم تدخل البيوت من ابوابها لما فيه من السهولة عليهم التي هي قاعدة من قواعد الشرع. استفادوا من اشارة الاية انه ينبغي في كل امر من الامور ان يأتيه الانسان من الطريق السهل القريب الذي قد جعل له موصلا. فالامر بالمعروف والناهي عن المنكر ان ينظر في حالة المأمور ويستعمل معه الرفق والسياسة التي بها يحصل المقصود او بعضه والمتعلم والمعلم ينبغي ان يسلك اقرب طريق يحصل به مقصوده وهكذا كل من حاول امرا من امور اتاه من ابوابه وثابر عليه فلا بد ان يحصل له المقصود بعون الملك المعبود. واتقوا الله هذا هو البر الذي امر الله به وهو لزوم تقواه على الدوام بامتثال اوامره واجتناب نواهيه فانه سبب للفلاح الذي هو بالمطلوب والنجاة من المرهوبة. فمن لم يتق الله تعالى لم يكن له سبيل الى الفلاح. ومن اتقاه فاز الفلاح والنجاح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته