ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته ومن الظالمين من انصار ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي من الايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذابا انا مع الابرار ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه ان في خلق السماوات والارض واختلاف في الليل والنهار لايات لاولي الالباب تعالى ان في خلق السماوات ارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. وفي ظل ذلك حث العباد على التفكر فيها والتبصر باياتها وتدبر خلقها وابهم قوله ايات ولم يقل على المطلب الفلاني اشارة لكثرتها وعمومها. وذلك لان فيها من الايات العجيبة ما يظهر الناظرين فيطلع المتفكرين فيجذب افئدة الصادقين ينبه العقول النيرة على جميع على جميع المطالب الالهية. تم تفصيل ما استمت عليه فلا يمكن مخلوقا ان يحصره ويحيط ببعضه. وفي الجنة من العظمة والسعة وانتظام السير والحركة تدل على عظمة خالقها وعظمة سلطانه وشمول قدرته وما فيها من احكام واتقان وبديع الصنع وطائف الفعل يدل على حكمة الله ووضعه الاشياء مواضعها وسعة علمه ما فيها من منافع للخلق يدل على سعة الله وعموم فضله وسمو بره ووجوب شكره وكل ذلك يدل على تعلق القلب بخالقها ومبدعيها وبذل الجهد في مرضاته انه لا يشرك به وانه لا يشرك به سواه وان لا يشرك به سواك. ممن لا يملك نفسي ولا لغيره مثقال ذرة في ارض ولا في السماء. اخص الله بالايات اولي الالباب وهم اهل العقول لانهم هم المنتفعون بها. الناظرون اليها بعقولهم لا بابصارهم. ثم وصف اولي الالباب بانهم يذكرون في جميع احوالهم قياما وقعودا وعلى جنوبهم. وهذا يشمل جميع انواع الذكر بالقول والقلب. فيدخل في ذلك الصلاة قائما فان لم يستطع فقاعدا فان لم يستطع فعلى جنب وانهم يتفكرون في خلق السماوات والارض اي ليستدلوا بها على المقصود منها هذا على ان تفكر عبادة الاصناف عبادة من صفات اولياء الله العارفين اذا تفكروا بها عرفوا ان الله لم يخلقها عبثا فيقولون ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك عن كل ما لا يليق بجلالك. بالحق وللحق بل خلقتها مستمية على الحق وقنا عذاب النار. وان تعصمنا من السيئات. وتوفقنا للاعمال الصالحات. لننال بذلك النجاة من النار. نتضمن ذلك سؤال الجنة لانهم اذا وقاهم الله عذاب النار حصلت لهم الجنة. ولكن لما قام الخوف بقلوبهم دعوا الله باهم الامور عندهم. ربنا هناك من تدخل النار فقد اخزيته. اي للحصول على السخط من الله. ومن ملائكته واوليائه. ووقوع الفضيحة التي لا نجاة منها ولا منقذ منها. ولهذا قال وما للظالمين انصار. ينقذونهم من عذابه وفيه دلالة على انهم دخلوها بظلمهم ربنا اننا سمعنا منادي ينادي للايمان فهو محمد صلى الله عليه وسلم يدعو الناس اليه ويرغبهم فيه في اصوله اي اجبناه مبادرة وسارعنا اليه. وفي هذا اخبار مهم ملة الله عليهم. وتبجح بنعمته وتوسل اليه ان يغفر ذنوبهم ويكفر سيئاتهم. لان الحسنات يذهبن السيئات. والذي من عليهم بالايمان يمن عليهم بالامان التام وتوفنا مع الابرار. تضمنوا هذا الدعاء التوفيق لخير الخير وترك الشر. الذي به يكون العبد للابرار الاستمرار عليه والثبات الى الممات ولما ذكروا توفيق الله اياهم الايمان وتوسلهم به الى وتوسل دينك ما من نعمة سألوه الثواب على ذلك وان ينجز لهم ما وعدهم به على السنة رسله من النصر والظهور في الدنيا ومن الفوز برضوان الله وجنة الاخرة فان تعالى لا يخلف الميعاد فاجاب الله دعاءهم وقبل تبرعهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته