اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما فيه انفسكم او تخفوه يحاسبكم به فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله فرقوا بين احد من رسله فقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذي ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله سبحانه لله ما في السماوات وما في الارض فان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم بالله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير تعالى بعموم ملكه لاهل السماء والارض واحاطة علمه بما ابداه العباد وما وما اخفوه في انفسهم وانه سيحاسبون بي فيغفر لمن يشاء. وهو المنيب الى ربه الاواب اليه انه كان للاوابين غفورا يعذب من يشاء وهو مصر على المعاصي في باطنه وظهره. وهذه الاية لا تنافي الاحاديث الواردة في العفو عما حدث به العبد نفسه ما لم يعمل او يتكلم. فتلك الخطرات هي التي تتحدث بها النفوس التي لا تصف بها العبد ولا يصمم عليها اما هنا فهي العزائم مصممة والاوصاف الثابتة في النفوس اوصاف الخير واوصاف الشر ولهذا قال ما في انفسكم اي استقر فيها وثبت من عزائم والاوصاف اخبر انه على كل شيء قدير. فمن تمام قدرته محاسبة الخلائق وايصال ما يستحقونه من الثواب والعقاب ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ان من قرأ هاتين الايتين في ليلته كفتاه. اي من جميع الشرور وذلك لما احتوتا عليه من المعاني الجليلة. فان الله في اول هذه السورة الناس بالايمان بجميع اصوله في قوله قولوا امنا بالله وما انزل الينا الاية اخبر في هذه الاية ان الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين امنوا بهذه الاصول العظيمة وبجميع الرسل وجميع الكتب ولم يصنعوا صنيع من امن لبعض وكفر بعض في حالة منحرفي من اهل اديان منحرفة. وفي قرن مؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم والاخبار عنهم جميعا بخبر واحد شرف عظيم للمؤمنين. وفيه انه صلى الله عليه وسلم مشارك للامة في الخطاب الشرعي له وقيامه التام به وانه فاق المؤمنين بل فاق جميع المرسلين في القيام بالايمان وحقوق وقوله وقالوا سمعنا واطعنا هذا التزام من المؤمنين. عام لجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. من الكتاب والسنة. وانهم سمعوا سماع قبول واذعان وانقياد مضمون ذلك تضرعه من الله بطلب الاعانة على القيام به. وان الله يغفر لهم ما قصروا فيه من الواجبات ما ارتكبوه من المحرمات وكذلك تضرعوا الى الله فيها بادعية نافعة. والله تعالى قد اجاب دعاءهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. فقال قد فعلت فهذه دعوات مقبولة من مجموع المؤمنين قطعا. ومن افراد اذا لم اذا لم يمنع من ذلك مانع في الافراد في الافراد وذلك ان الله رفع عنهم المؤاخذة في الخطأ والنسيان وان الله سهل عليهم شرعه غاية التسهيل ولم يحملهم المشاق والاثار والاغلال ما له على من قبلهم ولم يحملهم فوق طاقتهم. فقد غفر لهم ورحمهم. ونصرهم على القوم الكافرين. فنسأل الله تعالى باسمائه وصفاته بما من به علينا من التزام دينه ان يحقق لنا ذلك وان ينجز لنا ما وعدنا على لسان نبيه وان يصلح احوال المسلمين ويؤخذ من هنا قواعد التيسير ونفي الحرج في امور الدين كلها وقاعة العفو عن النسيان والخطأ في العبادات وفي حقوق الله تعالى. وكذلك في حقوق الخلق من جهة رفع المأثم وتوجه الذم. واما وجوب ضمان خطأ او نسيانا في النفوس والاموال فانه مرتب على الاتلاف بغير حق وذلك شامل لحالة الخطأ والنسيان والعمد تم تفسير سورة البقرة ولله الحمد والثناء. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. فهي الحلقة القادمة غدا ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته