الجنة فانه يحرم من حرير الاخرة. لا تقل كيف يحرم وهو في الجنة هو لا يرى انه قد حرم من شيء ولكن غيره يتمتع بهذا النعيم وهو لا يتمتع به
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. لدي سؤال ولا اعلم. هل يجوز لي قوله ام لا؟ ولكن من باب قطع الشك باليقين
والسؤال هو انه لماذا نذكر باذكار او ندعوا بادعية لكي نحصل على بيت او شجرة في الجنة مثلا لو قرأت سورة الاخلاص عشر مرات بني لك بيتا في الجنة. يقول ونحن في الجنة نحصل على ما
بدون استثناء فلماذا ندعو بهذه الادعية ونحن نعرف اننا في الجنة اذا اردنا بيتا او شجرة سنحصل عليها   الحمد لله رب العالمين وبعد لابد ان تعلم اولا ان القاعدة المتقررة في نعيم الجنة انه لا يستحق احد شيئا من نعيم الجنة الا على حسب توحيده وايمانه واعماله السابقة
في الدنيا والا لكان اهل الجنة كلهم في الفردوس الاعلى. ولزاحموا النبي صلى الله عليه وسلم في مرتبة الوسيلة. فلا يستحق احد من النعيم في الجنة الا على حسب ايمانه واعماله وتوحيده وامتثاله لامر الله عز وجل ومتابعته للنبي صلى الله عليه وسلم. فانت لا
لا تستحق كل بيوت الجنة ولا تستحق كل اشجار الجنة ولا كل نعيم الجنة. ولا كل منازل الجنة ولا كل قصور الجنة ولا كل حور وانما تستحق من نعيم الجنة على حسب اعمالك في هذه الدنيا. وعلى حسب توحيدك وايمانك. فلا ينقدح في ذهنك ان من دخل الجنة
فانه يطلب اي نعيم شاء حتى وان كان يتجاوز بهذا الطلب اعماله ومرتبته التي انزله الله عز وجل اياها على حسب ماذا ولذلك ليس كل احد يستحق نعيم الفردوس وليس كل احد يستحق نعيم منزلة الانبياء او كن للمؤمنين. فالجنة مراتب
وكل سيكون في المرتبة التي يختارها الله عز وجل له على حسب ما قدمه من الاعمال والصالحات. فانت اذا كنت تريد شيئا من نعيم الجنة وقد بذل الشارع لك سببه فانه ينبغي لك ان تفعل سببه ان كنت تريد ان كنت تريده فاذا
قال الشارع من فعل كذا بني له قصر في الجنة فانت غير مستحق لهذا القصر بمجرد دخولك للجنة لانه قد يكون اعلى من مرتبتك التي ستكون فيها ولكن بمحافظتك على هذا العمل وتعبدك لله عز وجل بالنية الخالصة بفعل هذا العمل تستحق هذا الثواب
فاذا لا تظنن ان من دخل باب الجنة فله الحق ان يكون في اي مرتبة من مراتبها او انه يتنعم باي نعيم منا نعيمها فان هذا امر مقسوم قد قسمه الله عز وجل
وهناك اناس سيكونون من اهل عدن وهناك اناس من اهل الفردوس وهناك اناس في اسفل الجنة وهناك اناس في وسط الجنة وهناك من لهم اه غرف تتراءى ان يتراءها اهل الجنة كما نتراءى الكوكب الغابر في الافق
ده اللي كل منزلته على حسب ايمانه وتوحيده وعمله الصالح الذي حافظ عليه في الدنيا. فاشكالك هذا جاء من وهم توهمته وهي انك تظن او ظننت بان كل من دخل الجنة فله ما شاء من القصور وما شاء من الحور وما شاء من المراتب
وان ينتقل الى المراتب العليا التي للانبياء وله ان يتنعم بما يتنعم به اه انبياء الله عز وجل ورسله. انت ظننت هذا الظن وهذا ليس بصحيح. انتبه لهذا بل كل له الحق في نعيم الجنة على حسب ايمانه وتوحيده واعماله التي كان محافظا عليها في الدنيا. فاذا قال لك
ان كنت تريد قصرا في الجنة فصلي اثنتي عشرة ركعة فاعلم انك ان صليت فستحرم من هذا القصر. فحتى وان كنت في الجنة الا ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسها في الاخرة فاذا دخل الانسان وقد لبس الحريق لكنه دخل
وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر من شربها في الدنيا لم يشربها في الاخرة فاذا ينبغي لك ان تلغي هذا الظن من ذهنك وهو ان كل من دخل الجنة فله كل قصورها وله كل حورها وله كل
وله كل خيامها وله كل انهارها وله كل مراتبها وله الحق المطلق في ان يتنقل فيها كيفما شاء. هذا الظن اخرجه من قلبك فحينئذ يزول الاشكال عنك. فاذا قال الشارع من فعل كذا بني له قصر فاعلم انك غير مستحق لهذا القصر بمجرد الدخول حتى
هنا العمل وترك العمل صيام. بل لا تستحقه الا بالعمل. لا تستحقه الا بالعمل. وفقك الله ولعلني ولعلني استطعت ان اوصل لك فك الاشكال والله اعلم